|
|
 قراءة في ندوة الحزب الليبرالي السوداني بالبالتوك
|
قد يكون هذا التعقيب جاء متأخراً قليلاً عن الندوة الرائعة التي أقيمت بالبالتوك يوم الأحد الماضي، والتي كانت تدور حول الحزب الليبرالي السوداني. أدار الندوة الأخ علاء الدين نصار، ومثل لحزب الليبرالي السوداني متحدثاً عنه الأستاذ عادل عبد العاطي .
سوف أحاول هنا قراءة مقطفات من هذه الندوة مرة أخرى ومحاورة الأخوة في الحزب الليبرالي، وأبدأ مثمناً موقف الحزب في بعض القضايا الهامة مثل المعارضة المسلحة، حيث أوضح الحزب رفضه للمعارضة المسلحة وأعتمد أسلوب النضال السلمي والعمل وسط قطاعات الجماهير المختلفة لإيصال رسالته، كما أمن الحزب على ضرورة إعطاء الجيش فرصة ممارسة العمل السياسي وإن لم يقدم تفصيل كافي عن كيفية ممارسة الجيش للعمل السياسي.
تحدث أيضاً السيد عادل عبد العاطي عن أن الحل لأزمة السودان الحالية يكمن في إسقاط النظام أولاً وليس في الحلول الفردية، في إشارة إلى إتفاقية السلام الأخيرة بين النظام والحركة الشعبية، واتفاقية جدة بين التجمع والنظام، وقد بدأ الحزب متشدداً في نقده لهذه الاتفاقيات دون طرح بديل عملي يسهم في إسقاط النظام.
في ما يتعلق بالرؤية الاقتصادية للحزب تحدث الحزب عن الاقتصاد الحر، مع العمل على تمليك المواطنين لبعض المشاريع، كما تحدث المتحدث كثيراً عن دور المرأة وضرورة أتاحت الفرص لها في العمل السياسي .
أتفق أولاً مع الحزب الليبرالي في أن المعارضة المسلحة لا تمثل حلاً للأزمة الحالية في السودان، وقد جنى الشعب السوداني كثيراً جراء الحرب التي دارت في الجنوب والتي تدور اليوم في دار فور وفي الشرق، الكفاح المسلح رغم أنه طريق أجبرت عليه كثير من الفعاليات السياسية بسبب تعند النظام القائم في البلاد، وبسبب العنف الذي قابلت به الحكومة المعارضة الداخلية، إلا أن السلبيات الناتجة عن العمل المسلح بتأثر بها المواطنين أولاً قبل الفعاليات السياسية سوى كانت النظام أو القوى المعارضة. ولكن رفض العمل المسلح لا يعني في ذات لوقت استجداء السلطة بل العمل وسط قطاعات الشعب المختلفة وتوعية الجماهير بحقوقها وبالمخاطر التي تحيط بالبلاد جراء السياسية التي ينتهجها النظام الحاكم، ثم دفع الجماهير نحو النضال السلمي الواعي للمطالبة بحقوقها الدستورية هو أكثر الوسائل فعالية، وحركة الجماهير هي القادرة على إسقاط النظام مهما تعاظمت سلطته، والأدلة على هذه الحقيقة ماثلة في التاريخ السياسي لكثير من الدول، وماثلة أمامنا اليوم في كثير من التغيرات التي يشهدها العالم.
غير أن الحزب الليبرالي لم يقدم في ندوته الأسس التي يعتمد عليها في نضاله السلمي، هذا إذا أضفنا رفض الحزب لكل أشكال الاتفاقيات التي تمت بين القوى السياسية والنظام، في اعتقادي أن الرفض المطلق لهذه الاتفاقيات وخاصة إتفاقية السلام المبرمة بين النظام والحركة الشعبية، يقود إلى تعميق الأزمة السياسية السودانية أكثر، فقد حققت الاتفاقية رغم ثنائيتها بعض التقدم في كثير من القضايا الوطنية التي كانت تعتبر خطوط حمراء لا يمكن الاقتراب منها، ورفض الاتفاقية لكونها إتفاقية ثنائية بين النظام وحزب سياسي، لا يعني بالضرورة رفض كل البنود الخاصة بها، وبل على القوى السياسية أن تطور هذه الاتفاقية لتكون شاملة لكل قضايانا الوطنية ولأن تكون ميثاق وطني لكافة القوى السياسية السودانية، والعمل على الضغط على طرفي الاتفاق لتوسيع مظلته حتى تشمل كل القوى الوطنية، حيث أنه لا يمكن لكل حزب سياسي أن يبدأ من الصفر لأنه يرفض ما توصل إليه الحزب الأخر، بل علينا أن نتعاون في إكمال ما بدأه الآخرون حتى وإن كانوا ينطلقون من مصالح حزبية ضيقة، ما دام ما توصلوا إليه يخدم أو قد يخدم مصالح شعبنا .
تحدث ممثل الحزب عن دور المرأة كثيراً، وأشاد بأنهم الحزب السوداني الوحيد الذي تترأسه امرأة، وقد بدأ لي أن الحزب تعامل مع هذه القضية بشي من التضخيم إذا جاز التعبير، والكسب السياسي. نعلم أن دور المرأة السودانية في العمل السياسي والعمل العام مشرف، وقد بدأت المرأة السودانية مسيرتها في العمل السياسي والعام جنباً إلى جنب مع الرجل منذ فجر الإستقلال، ونفتخر بأننا الشعب الوحيد في منطقتنا العربية والأفريقية الذي لم يحجم دور المرأة في العمل العام أو السياسي، ما يدعو إليه الأخوة في الحزب الليبرالي لا يخرج من خانة الكسب السياسي ومحاولة زج المرأة في صراعات قادها اليسار سابقاً ولم ينجح فيها، لا تتفق والمبادئ التي يناضل من أجلها الحزب الليبرالي، لا توجد حقوق مهضومة سياسية للمرأة ولم يوجد حسب علمي دستور سوداني حجم حقوق المرأة، بل أن الأنظمة الشمولية التي حكمت بلادنا عندما صادرت الحريات، صادرتها من المواطن السوداني رجلاً أو امرأة.
أما إذا كان الحزب الليبرالي يتحدث عن الحقوق الأسرية للمرأة والتي رمز إليها الأخ عادل عبد العاطي في مسألة الطلاق وتعدد الزوجات، وقانون الأحوال الشخصية، فأعتقد أن الحزب يدخل بذلك في صراع الدين والدولة بفهم مختلف يدعوا إلى علمنة حتى قوانين الأحوال الشخصية وحرمان قطاعات المجتمع المتدينة من ممارسة حقوقها الدينية في عادتها الاجتماعية المختلفة، وكل ذلك بدعوى استرداد حقوق المرأة .
أعتقد أن الحزب الليبرالي بهذا الطرح قد تأخر كثيراً عن حركة الفعل السياسي في الساحة السودانية، والتي بدأت في الإيمان بمبدأ المواطنة كحق دستوري لكل المواطنين دون تميز لدين أو لغة أو لون، والنقاش الفكري الآن يسير في كيفية التعايش السلمي بين الأعراق والديانات المختلفة دون هضم حقوق أحد وكفالة تمتعه التام بما يعتقد ممارسة وفعلاً في ظل وطن واحد.
ختاما، لم ينتهي الحديث، فقد تطرقت الندوة لدور القوى الحديثة ومشاركة الحزب الليبرالي في إيجاد جبهة واحدة تضم هذه القوى، ومساهمات الحزب العديدة في هذا المجال .
أمل أن أكون قد وفقت في طرح بعض القضايا الهامة التي تطرقت لها ندوة الحزب الليبرالي السوداني بالبالتوك يوم الأحد الماضي، مع شكري وتقدير للقائمين على هذا النشاط الجيد والمفيد، وتقديري للأخوة في الحزب الليبرالي السوداني ممثلاً في الأخ عادل عبد العاطي وعضويته الكريمة .
|
|
 
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: قراءة في ندوة الحزب الليبرالي السوداني بالبالتوك (Re: Hamid Ali)
|
الاخ/ حامد علي.
شكراُ لتلخيصك ندوة الحزب الليبرالي بالبال توك لنا.
أنا لدي بعض الاسئلة عن هذا الحزب وهي تتمثل بالاتي:
1- أين تأسس هذا الحزب وأين مقره؟
2- من هو رئيس الحزب؟
أما حديثكم عن عدم جدوى الكفح المسلح أنا أقول لكم أن الكفاح المسلح فرض على أهل الجنوب فرضاُ وهو لم يكن الخيار الاول لهم. وأن الكفاح المسلح هو الذي دعم العمل السياسي جنباُ الى جنب وبدونه العمل السياسي يساوي صفر. والشاهد الاكبر على ذلك المشهد السياسي اليوم في السودان. One of you can do the math
دينق.
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: قراءة في ندوة الحزب الليبرالي السوداني بالبالتوك (Re: محمد الامين احمد)
|
الأخ دينق
شكراً على المرور، وسأعود لاحقاً لمناقشة مسألة المعارضة المسلحة، أما بقية أسئلتك عن الحزب الليبرالي فأسف لعدم المقدرة على الإجابة عليها لأنني لست عضو بهذا الحزب ولست ملم بكثير من تفاصيل نشأته، أتمنى من الإخوة بالحزب الليبرالي الإجابة على أسئلة الأخ دينق.
الأخ محمد الأمين شكر لرفع البوست
| |
|
|
|
|
|
|
| |
Hamid Ali
Deng
محمد الامين احمد
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست