|
التومـــــــــــــــات
|
تاريخ الميلاد : أواخر العام 1959 محل الميلاد : مشروع الجزيرة ، قسم الماطوري ، مكتب عجوبة 68 ، قرية عجوبة ،،،
قرية عجوبة إحدى ضواحي معتوق ، وهي إحدى ضواحي 24 القرشي ، وهي إحدى ضواحي المناقل ، وهي إحدى ضواحي مدني ،،، يعني : خيار من خيار من خيار ،،، كانت قرية صغيرة في تلك الفترة ، بيوتها عبارة عن قطاطي بنيت حوائطها من الطين وسقوفها من قش النال ،،،، ينتمي أهل عجوبة كلهم إلى العركيين ، وكل بيت فيها له علاقة قربى بالآخر ، ولايوجد بالقرية غريب واحد ،،، كل ّ واحد من شباب عجوبة ركن إلى بنت عمّه وتزوجها ، وكوّن أسرته العركية دون أن يمزجها بعرق آخر .... كانت الأراضي المطرية تحيط بالقرية من كل جانب ، والمحصول الأساسي هو الذرة ، والمزارع في ذلك الوقت تسمى ( بلدات) بكسر الباء ، وهي جمع بلاد ، ويقصد بها الأرض المملوكة ملكا حرا ، وهي مورثة من جيل إلى جيل ،، وكل بلاد يحدها حجر في ارتفاع ذراع يقوم فاصلا بينها وبين بلاد الجار .. وامام القرية منخفض يسمونه ( رغوة ) يمتلئ بماء المطر ، فيتحول إلى مسبح لأبناء وبنات القرية ، وتقوم حوله شجيرات من السنط والسدر .. أما من جهتي الجنوب والشمال فقد قامت حفيرين عظيمين تم حفرهما منذ سنوات لخزن الماء حتى يتوفر المشرب لمواشي القرية بعد موسم الخريف ... في هذه الفترة ، وفي حضن هذه البيئة ، خرجت ( التومات ) في العام 1959 ، وكانت البداية خيام تناثرت هنا وهناك ، فيما يشبه ما نطلق عليه اليوم اسم( كامب ) ، و توزعت الآليات ( كراكات ) ، ، وجاء قوم أطلق عليهم أهلنا اسم ( العليقات ) ، متسلحين بأدوات الحفر البدائية ( الطواري ، الكواريق ، الأزمات ، والقفاف ) .. وسكنوا في أقرب الخيام إلى قرية عجوبة ... بدأ العمل في الحفر ، الآلة مع الإنسان ، والتوادد بين سكان القرية والعاملين في المشروع .. واكتمل الحفر في شهور قلائل ، وأقيم الكبري ( كبري 25 ) ، وكنا في تلك الفترة قد دخلنا المدرسة الابتدائية ، وطلب منا المعلمون أن نقوم بتجليد الكراسات بورق أصفر ، كنا نحصل عليه من أكياس الأسمنت الذي بني به الكبري ، وكان ورقا وفيرا وكافيا لكل طلاب مدرستنا ،،، هكذا من عدم قامت ترعتان متجاورتان أطلق أهلنا عليهما اسم (التومات )، ثم تبنّى مشروع الجزيرة الاسم ، فأصبح الاسم الرسمي للترعتين ،،،، ومن يومها والتومات ترقدان جوار بعضهما البعض ، تسيران جنبا إلى جنب ولمسافة تزيد عن العشرين كيلومترا ، ترويان الأرض بجهتيهما ، وتمنحان أهلنا محاصيل متنوعة ، قطن ، وذرة ، وقمح ، وفول ، ولوبيا ، وخضار ، وفواكه ،،،، لكنّ التومات ألغيتا مسبح ( رغوة ) ، والحفيرين ، والقطاطي ، والبلدات ، والمحصول الواحد ، وألغيتا ( العد ) بكسر العين وهو مجمّع آبار الشرب الذي استبدل بالصهريج العالي والمواسير التي دخلت إلى بيوتنا ،،، أهلي يحبون ( التومات ) ، ويعشقونها ، ويجلسون على الكبري ، ويسيرون بين الترعتين هم ودوابهم ، وكواروهم ، وبكاسيهم ،،، وحين نعطش ونحن في طريق عودتنا من مزارعنا نغرف من ماء التومات بكفوفنا حتى يرتوي ظمأنا ...
|
|
|
|
|
|