ثقـافة العنف .. القتـل

كتب الكاتب الفاتح جبرا المتوفرة بمعرض الدوحة
مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-10-2024, 00:15 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف النصف الأول للعام 2005م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
03-07-2005, 03:23 AM

رانيا مامون

تاريخ التسجيل: 11-23-2002
مجموع المشاركات: 0

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
ثقـافة العنف .. القتـل



    مشهد طبيعي:
    فتاةٌ تخرج من بيتها؛ لتزاول عملها كمحاضرة وأمينة مكتبة بجامعة نيالا ..
    مشهد مؤلم:
    يدُ غدر تحمل سكيناً وتغرسها في ظهر الفتاة، ثم تخرجها لتغرسها مرة أخرى .. أستشعر الآن آلام هذه الطعنات.
    مشهد دموي:
    بقعة من الدم على الأرض .. متعلقات الفتاة (القتيلة) متناثرة حول البقعة .. حذاء بيج غامق .. شنطة يد صغيرة بنفس اللون .. أوراق في (جكت) أحمر أو ربما مذكرات .. قفازان .. وغيرها .. وفي الجانب الأيمن من بقعة الدم أثر حذاء في أكثر من موضع ..

    هذه هي رؤيتي لمقتل الأستاذة الجامعية (إبتهال عبد الرحيم محمدو)، الفتاة الطموحة الطيبة الجميلة صاحبة الصوت الملائكي الذي يأسرك ويحبسك في مجال ذبذباته..
    كثيرون ربطوا هذه الحادثة الفظيعة والمؤلمة والمبكية إلى حد كبير بالسياسة، وبالأخطبوط ذي الألف ذراع الذي وُلد أو استولد وكان له (شرف) قتل المئات بل الآلاف، بالطبع أتحدث عن (الجنجويد)، وبعضهم ربطها بأحد أجهزة الدولة وأن الإثنين واحد..
    بعيداً عن كل هذا – إلى أن تستبين الحقيقة – فإن رؤيتي للأمر تكمن في هذه القدرة والغدر والوحشية التي تراكمت في نفس اليد القاتلة التي قتلت من الخلف.
    في مشاهدتنا ومتابعتنا لما يحدث هنا وحولنا أن العنف أصبح هو المنطق الوحيد والمتسيِّد لكل الحوادث .. العنف أصبح هو الكلمة الفصل في كل إشكال .. أضحى هو حجة، وسلاح، ودفاعات، وهجوم، وتكتيك، وتخطيط، أصبح هو الحصان الرابح الوحيد الذي يراهن عليه الكل. وأصبحنا نفيق من صدمة لندخل في غيبوبة صدمة أخرى أكثر بشاعة منها وأكثر إيلام..
    ما السبب في إندلاع الحروب ؟ في تكوين جماعات القتل الجماعي وتنظيمها؟ حرق القرى الآمنة بكل ما فيها حتى دوابها، تبيت القرية بليل لتصبح في الصباح بقايا رماد وسواد تعبث بها الرياح..؟ السبب في الخطف والاغتصاب..؟ في زعزعة الآمنين وتشريدهم .. في القتل ..؟ في قتل كل شيء .. وفي قتل إبتهال..؟!
    هل قتلها يكمن فقط في نفسية هذا القاتل وترسبات وعقد .. أم أن قتلها هو شيء حتّمي ولدَّه ما نعيش فيه من عنف وخراب ودمار نفسي أولاً، ثم تأتي بقية الأشياء ..؟
    هل ما يحدث الآن هو الذي أعطى الحق والشرعية لهذا القاتل لينفذ عمليته باعتبار أنها مكملة أو جزء لا ينفصل في سلسلة العنف التي نعيشها ونكتوي بنيرانها ..؟ هل يشعر بأنه أقدم على جريمة أم يقنع نفسه أن ما فعله طبيعي في عهد العنف الطبيعي في هذا الزمن غير الطبيعي..؟
    ابتهال لم تكن لم تكن مجرد فتاة تقوم بأعمال البيت وتنتظر صاحب النصيب .. كانت فتاة فاعلة تخدم نفسها وأسرتها ومجتمعها وبلدها الذي قتلها .. فيا عجبي من بلد يقتل أبناءه..!
    نحن بحاجة إلى ألف بل مليون ابتهال.. في ذات الأثناء تغيب ابتهال .. نحتاج أمثالها ومثيلاتها ليرفعوا هذا البلد الجاثي على ركبتيه بالعلم وليس بالبندقية والسكين ..
    ابتهال فتاة العلم درست الجامعة وحضرت الماجستير وكانت تتأهب للدكتوراه فماذا فعلت أيُّها القاتل .. ماذا فعلتم بها أيُّها القتلة 000؟ ماذا فعلتِ يابلد00؟
    مشهد من الذاكرة:
    يرن الهاتف 00 تناديني أمي .. صديقة من نيالا تطلبك .. لا استغرب فهي الوحيدة التي لدي هناك .. يأتيني صوتها الجميل الذي يغازل مسمعي الآن وكل حين، بطريقة حديثها التي تخصها وحدها: رانيا إزيك .. أرى بخيالي ابتسامتها.. أحاول أيضاً إيصال لفرحتي بها إليها .. نتحدث كثيراً والكلمات تسيل بغزارة وكثافة تمد لسانها للسنين التي لم نر بعضنا فيها وتقول لها: مهما تكاثرتِ لن تؤثري عليّ .. وعلى حميميتي..
    أن يكون لديك صديق عزيزي القارئ بعييييد لم تراه لسنوات والتواصل متواصل ولو على فترات.. صديق يشعرك أن ودكما صادق وقوي ويجعلك تشعر بإنسانيتك عندما تتصل لتطمئن عليه .. كانت هي ابتهال بالنسبة لي.
    التي فقدت حياتها نتيجة العنف و شيوع ثقافته التي يجيدها الكثيرون الآن والتي نبدأها نحن في بيوتنا ومع أطفالنا بأساليبنا التربوية الخاطئة والعنيفة..
    اللهم ارحم ابتهال .. واغفر لها .. وعوض شبابها الجنة... واسكنها فسيح جناتك ... والهم آلها الصبر..
    اللهم آمين.


    * عمود (ذات بوح) بصحيفة الأضواء
                  

03-07-2005, 04:03 AM

hala alahmadi

تاريخ التسجيل: 02-23-2004
مجموع المشاركات: 1398

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ثقـافة العنف .. القتـل (Re: رانيا مامون)

    عزيزتى رانيا

    فى مناخ العنف تسود ثقافه العنف، عدم وجود قوانين صارمه تجرم و تدين العنف تجاه النساء يساعد على اذدياد حوادث العنف.

    مناخ دارفور الأن يستدعى العنف بكل انواعه ، و يتعدد مرتكبيه بغض النظر عن الأتجاه السياسى و العرقى، و تستعمل فيه اجساد النساء للأزال و الترويع بغرض الحصول على الهيمنه و السيطره.

    لأنعلم على وجه اليقين ابعاد و خلفيات جريمه العنف ضد ابتهال، ولكنها جريمه بشعه استهدفت تدمير جسد امراه ، هل حدث ذلك بغرض ارسال رساله عبر اقتيال جسدها او بغرض التمكن من فرض سيطره عليها لم يتمكن للقاتل تحقيقها فى حياتها ولذلك وجب اقتيالها ؟؟؟

    قد نتمكن من التحليل اذا نظرنا الى الجريمه فى سياق العنف تجاه النساء اسبابه و الغرض من استعماله و كما قلت سابقا يتصاعد ذلك فى مناخ العنف.

    جريمه بشعه و خساره فادحه تنذر باذدياد موجه العنف ضد النساء!!!
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de