|
Re: عبد المجيد إمام في البرزخ...بقلم د.محمود شعراني (Re: مأمون التلب)
|
ود التلب الشين والشوق الجاري عليك حسبك الأنواء تتركك وحيدا أما الشعراني فثمة تراتيل له الدهشة وثمة جزيل من الأمنيات أما أنت غير الشوق وبعض بطاقات الذكرى...
أما أنا فلي كثير من البوح أختزله لك علي ناصية حرف لا يجيد طقوس الأختباء شئت الأنصات أفتح لك من ذلك الجب مأذنة ثم نادي شئت الطناش أنتظرك حينها علي أخر قيفة ممدودة في وش الي كان عازمك فنجان ونسة وكتر غني والريد نيلين
| |
|
|
|
|
|
|
Re: عبد المجيد إمام في البرزخ...بقلم د.محمود شعراني (Re: مأمون التلب)
|
شكرا أخ مأمون على القصيدة الرائعة... أنقل هنا الترجمة التي أوردها د.عبدالله على ابراهيم لجزء من كتاب الدكتور كليف تومبسون الأستاذ السابق بكلية القانون جامعة الخرطوم وأحد شهود أكتوبر....
"سمع عبدالمجيد امام بطلقات الانذار الأولي وهو في مكتب رئيس القضاة حيث مكث لمدة نصف ساعة. وهلع الحضور لسماعهم صوت الرصاص. وكانت أصوات بوق البوليس للناس بالتفرق تصل الي من بالمكتب ايضاً. وبدا المشهد غير معقول لعبد المجيد. فقد كان ومن معه يتفاوضون مع اللواء عروة، وزير الداخلية، حول الموكب بينما هو نفسه قد بعث بالشرطة لفض الموكب بالفعل. وفكر في عاقبة الموقف من جراء تطفل البوليس علي مشهد لا يزال تحت التفاوض. فلم يكن امام الحضور الا خيارين: إما تفرقوا وفسدت فكرة الموكب والعريضة أو تمترسوا وترتب علي ذلك نقص في الأنفس والأرواح. وانقبض عبدالمجيد للخيارين كليهما. سارع عبدالمجيد تاركاً المكتب من غير ان ينبس ببنت شفة. وهبط السلم مسرعاً حين كانت تطلق رصاصات التحذير للمرة الثانية. وكان الناس علي ادراج القضائية قد تراجعوا مذعورين ايضاً من هذا التحذير المجدد والبنادق مصوبة الي صدورهم. واستخلص عبدالمجيد بصعوبة طريقة له بين الناس المتعاصرة الذين كانوا قد ارتدوا يلوذون بصالة القضائية. وانضغط بينهم حتي تخارج الي عتبات القضائية الخارجية وشق طريقه كالسهم بين وفود المهنيين. وصاح قرشي في عبدالمجيد إمام :"توقف والا اطلقت عليك النار" . ولم يتوقف عبدالمجيد. ولم يبق الا هو وفارس علي الشارع. وتجمد المشهد كله وخمدت كل حركة سواء ما صدر من عبدالمجيد. وخطا نحو فارس الذي وقف معتدلاً بمسدسه وقد اخرجه من كنانته. وضاقت المسافة بينهما فيما بدا كلحظة للبعض وكدهر لآخرين. كان الهدوء قد ارخي سدوله حتي أن المرء ليصدق انه لو اخذ نفساً عميقاً لتسبب في اطلاق النار. قال بعض الشهود انهم رأوا بلا شك فارس يشهر مسدسه في وجه عبدالمجيد. وبات واضحاً للجميع أنه لم يعد ثمة مسافة بين القاضي والضابط وقد تشاهق القاضي الطويل عليه ونظر له في وجهه. قال عبدالمجيد: "أنا قاض". كانت لهجته مدروسة وعاقلة. "وتابع :إنني امرك وقوة الشرطة التي معك لتنصرفوا. أنني ساتحمل كل مسوؤلية الموقف ". وصاح فارس بشيء ما. وصوب عبدالمجيد سبابته الي وجه فارس محذراً: "كرامة! خلي عندك كرامة". ورد فارس ان الشرطة تلقت أوامرها من وزارة الداخلية وانهم مأمورون بتفريق الحشد. قال عبدالمجيد: "ليس هذا ما يعنيني. أنت الذي تعنيني. أنا رئيس الجهاز القضائي لمديرية الخرطوم وتنتهي المسئولية عنك وعن القوة التي معك عند بابي. إذهب في امان الله". وأعتدل فارس وحيا عبدالمجيد عسكرياً برشاقة واستدار الي الخلف دور ومضي بعيداً وامر القوة ان تتبعه. وتباطأ الجمهور في استيعاب ما جري امام ناظريه. ولم يفق لدلالة المشهد الا بعد عودة القاضي الي المبني ودخوله فيه وانصراف البوليس. وبدا التصفيق ثم دوي ثم دوي. وتقاطرت الهتافات : " عاش عبدالمجيد إمام، عاش عبدالمجيد إمام". وسارع الي كورس الهاتفين من كانوا علي نوافذ القضائية ثم اتبعهم من كانوا في حديقتها. وكأن الهتاف موجات تتراكض من جماعة الي اخري: "عاش عبدالمجيد إمام، عاش عبدالمجيد إمام". وكأني بالناس قد شهدوا كرامة ما حين أضحي واحدهم ينقل الي الآخر كلمات عبدالمجيد إمام وتقاسموها مع جيرانهم ثم حلقت في الآفاق.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: عبد المجيد إمام في البرزخ...بقلم د.محمود شعراني (Re: haleem)
|
الله الاخ الحليم لله درك هذا مشهد لم يذكره الا الذين يعرفون كيف كانت تسيّر مؤسساتنا القانونيةجميعها وكيف كان اي منهم يدرك حدوده ويلتزم بضوابط واخلاقيات مهنته.
صحيح استاذنا الجلل عبد المجيد امام من القانونيين القلائل الذين جادت بهم حواء السودان وهذا جيل فريد من نوعه .
كما ان موقف الاخ فارس يتعين ان يسجله له التاريخ فقد كان يدرك تماما كيفية التعامل مع التعليمات .
شكرا جزيلا لك اخ حليم فقد كنت اسمع عن هذه المواقف ممن سبقونا في المهنة وكلما تكثفت معطيات المشهد في ذهنى اخذت بها الايام وقد كنت في انتظار من يعيد تلك الرواية . لك الف شكرا ولدى الكثير مما يقال عن هذا القانوني المخضرم.
| |
|
|
|
|
|
|
|