|
الرجل الذى فقد ظله(عادل عبد العاطى)
|
كثيرا ما نذهب الى العزلة اختياريا حين تكون ملاذا من الالم الذى يسببه الاخرون.الافتراق البطى مر ومعذب كان زوربا فى رواية((نيكوس كزنتزاكيس))التى تحمل الاسم نفسه قد قال ذلك بايجاز بليغ(من الافضل الانقطاع عن الاحبة مرة واحدة والعودة للوحدة وهى جو طبيعى للانسان)حينذاك تبدو العزلة ليست هروبا وانما خيارا واعيا تغدو مساحة البيت الضيقة فضاء حرية نعيما فى مواجهة جحيم الخارج الذى يفضح خواء النفوس وهشاشتها. فى البيت وحده يكون الانسان وحيدا بالمعنى الحقيقى للكلمة.وفى مثل هذه الحال يقيم المرء صداقة دافئه مع تفاصيل واشياء تبدو على الرغم من حيادها الظاهر عزبزة واليفة ومسلية كانه بعود الى فطرته الى عالم البراءة الذى جبل منه حيث يمارس حريته ويعيد تنظيم المسافة بين ذاته وبين الاشياء.وعلى مهل تارة وعلى عجل تارة اخرى يفكك خيوط النسيج الذى شكل قيدا على حرية حركته ويزيل ما خلفته الغشاوة على عينيه فلم يعد يرى الغابه البورديه مكتفى بالتحديق فى الشجرة... اخى عادل لا تاتى العزله وحدها نحن الذين نذهب اليها نختارها وسرعان ما نستعيد ذلك المذاق اللذيذ لها ويحدث ان تقذف بنا العزلةالى الكتابة.جابرييل ماركيز قال مرة_ان الكتابة اكثر المهن عزلة فى العالم_ والكتابة ليست مهنة لسوء الحظ انها نزف اشبه بنزف الدم.كاتبة فرنسية هى مارجريت دوراس كتبت نصا جميلا عن الكتابةذهبت فيه الى شى يشبه هذا الوصف.من وجهة نظرها فان العزلة المتعلقة بالكتابة ضرورية من دونها لا تكون هذه الكتابة( ومن اجل الشروع فى شى يتساءل المرء عن هذا الصمت المحيط به)حين تلج عالم العزلة فان الكتابة هى وسيلة القول التعبير لا بل والبوح حتى لو كان غاضبا وحينها لن يكون متعينا عليك ان تجيب ماذا تكتب او لمن تكتب انك تكتب فحسب لانك تكتب ذاتك وسترى بعد حين لن يطول ان من يشاطرونك هذه الذات من يشبهونك هم من الكثرة بحيث تغدو وحدتك نافذة على الحياة على اولئك الذين يشاطرونك الالم تغدو نافذة الامل. فى العزلة لحظة قصوى من التجلى من التطهر من التامل العميق الذى يعيدك لذاتك والعزلة فى لحظة قصوى فى لحظة استغراق ليلى عميق قد تقذف بك الى اتون الكتابة حيث لا شى سوى الكتابة له معنى حينها تكتب ان طقسا من السكينة الداخلية بعد طول فوران ياخذك الى هوس القول ولست ساعتها معنيا بان تعرف ماذا ستقول ستاخذك الكتابة ذاتها الى القول الذى كان حتى هنيهة مجهولا بالنسبة لك وسيغدو ما كتبت عالما من لحم ودم كائنا حيا مستقلا عن ذاتك حتى لو كان فى الاصل فلذة من مهجتك ختاما تحيلتى لى اميلا واتمنا ان اكون نطقت اسمها صحيحا وعود يا عادل عود فمدة العزلة انتهت خوالص ودى وليد ال قسم السيد
|
|
|
|
|
|