|
الســفن الباكـــية
|
يحاول إبتلاع ريقه الذي يصيبه الجفاف عندما يراها، رغم أنه يعلم أنها سوف تكون واقفة في مثل هذا الموعد كل يوم تحت ظل تلك الشجرة التي تتجمهر طالبات المدرسة الثانوية في ظلالها، و يطلق عليها طلاب الثانوية إسم شجرة الرحمة. عوالم تلك الأنثى نٌقشت على جدران ذاكرته وامتلأت روحه بعطرها النرجسي الأخاذ قوامٌ صاخب.... يضج بالحياة كأهازيج تولد عند إلتحام البحر بالأفق كل شي فيها مُوقعٌ جيدها كالسارية ووجهها كالبدر المكتمل حارت في يد الخالق (شامة) فوضعها إلي اليمين من بياض عينها اليسار نقطة سوداء تُحسب لصالحها لتزيدها بهاءً وجاذبية
........ كان يُحلق حول تلك الشجرة التي تبتهج ظلالها بوقوفها فيها حتى تضمها الحافلة سعيدة الحظ في أحشائها ويتجه هو في الإتجاه المعاكس ينتابه شعور فيه مزيج من التوتر والسعادة رغم إنه لم يقل (بِغِم) حتى الآن.
...... في المساء يفتح الكتاب محاولاً الإستذكار فتلوح شجرة الرحمة وروادها في صفحة الخريطة الكنتورية ويهمهم .... دي مصيبة شنو هسة البت دي مذكراني ولا ... ياخ أنا حارق أعصابي في كم ويحاول العودة لخريطته الكنتورية ....... غابت شهرين قبل بداية الإمتحانات ذبل فيها ظل شجرة الرحمة وتكاسلت الحافلات عن الحضور لنقل الطالبات ......... بدأت رحلته إلي عالم الجامعة وقف متوتراًَ أمام البوابة التي عرف مؤخراًَ أن إسمها بوابة النشاط هسع الواحد يخش كيف ؟؟؟ والكلية دي يلقاها كيف؟؟؟ جمع قواه وملأ صدره بنفس عميق وإتجه صوب البوابة الحرس : بطاقتك أنا جديد الحرس : برلوم خش خش همهم : الزول ده قاصد ولا شنو .... ولج إلي الداخل فازدادت نسبة التوتر وقلت نسبة التركيز جلس في إحدى الكنبات وأمامه لوحة على الجدار كُتب فيها (شعبة التاريخ) وعلى يمينه بالمقعد المجاور طالب وطالبة جالسين لم يعرهم إنتباهاَ. بدأ يستجمع قواه وهو يفرك أصابعه ودبت في جسده بعض السكينة وهو يرافق بنظراته من يمر أمامه حتى يتوارى ..... آآي أنا جديدة لكن جيت الجامعة قبل كده مع أخوي أوفد أذنه للمقعد المجاور ورمى بعينيه يساراًَ وإسترق الحوار كله وقال في نفسة: الواحد يستفيد يتعلم النقة مع الجكس ويفارق أيام الكبكبة ...... يلا أنا عازِمك بارد وأعمل معاك جولة تشوفي فيها الجامعة آخر جملة قالها الطالب في الحوار على الكنبة المجاورة سحب إذنه بهدوء ليرسل طرف عينه اليمين وقال: أكحل البنية الدفعة دي بي حرفنة خفق قلبه أضعاف ما خفق عند محاولة الدخول للجامعة وكاد يسقط أمامه وأفرز كل ما في غدده من الادرينالين أأووفففف لا لا لا عندما رأى تلك الشامة التي تنام على عينها اليسرى وعوالم نفس الأنثى فقفذت تلك الصورة المنقوشة على جدران ذاكرته مطابقة لبنت دفعته وقال: سوف تحترق سفني باكية وهي ما زالت لم تبرح الشطآن.
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: الســفن الباكـــية (Re: خالد أحمد عمر)
|
أخي خالد طابت أيامك كلها ... جميل ما تكتب وأكيد لا تحتاج مني أن أقول لك واااصل .. وساهم في أن يكون المقام للجمال فقط واااصل ... وليكن الهم تحدي القبح في كل صوره ... ومطاردته في كل الزوايا ونكته من جحوره كما تفعل السموم بالدعت. تبدو نشطاً وأرجو ألا ينطفيء هذا النشاط ... فهذا البورد - كما تعرف - قاتل فقط تحدى هذا البياض .. وسينخلق الذي نحلم به .... نلتقي
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الســفن الباكـــية (Re: خالد أحمد عمر)
|
خالد دائماً تعود بي الى كسلا ، والى تلك البقاع التي تمتدت في دنيانا سهلاً وربوعاً وبقاع البركس والنشاط ، وشجرة الرحمة ، هل تصدق بأن شجرة الرحمة ما زالت واقفة وبنفس المنظر ، بس ناقصة صاحبك ابو نقطة
تحيات نواضر يا عزيز وتسلم للسرد الجميل ، واصل
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الســفن الباكـــية (Re: خالد أحمد عمر)
|
الأنيق خالد ..
التحية لك .. والتحية للأماكن التي تسقيك الخيال والإلهام .. وتفرد الظلال في صحن الذكري .. .. نادي سفنك .. لتحيل الموانئ الراحلة إلى مدن تبكي من حرارة اللقاء ..
كل الود ..
صلاح / شتات
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الســفن الباكـــية (Re: شتات)
|
الاخ صلاح
تحياتي:
نادي سفنك .. لتحيل الموانئ الراحلة إلى مدن تبكي من حرارة اللقاء ..
رحلـــــــــت وخوفي من أن يكون قد أغرقها توسونامي
ولك والود
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الســفن الباكـــية (Re: خالد أحمد عمر)
|
خالد أشجار الرحمة ، وأبونقطة ، محطات زاهية ونبيلة ، أودعناها ذكرياتنا ، وأحلى أيام العمر ،، وهي تطل علينا بين حين وآخر تشحذ إلهامنا وتمنحه منصات للانطلاق ،، اطلقها وتوكّل ،،
| |
|
|
|
|
|
|
السفن الباكية (Re: خالد أحمد عمر)
|
العزيز خالد الاماكن والذكريات هى محطاتنا البهية فى زمن العتمة ..... لا تحرق سفنك وانت لم تبحر بعد لا بد ان تمخر عباب البحر الى شطان وعوالم أرحب لتصلى فى محراب الجمال فى هذا العالم الفسيح.
شكرا لك على هذا الامتاع الذى ارجو ان يتواصل
أحمد داود NZ
| |
|
|
|
|
|
|
|