|
|
 انتهازيون
|
انتهازيون
مقال منقول من جريدة "الصحافة" السودانية عدد الجمعة 07/01/2005
حسين احمد فضيل *
حينما انطلقت دعوة الاصلاح والتجديد داخل حزب الأمة وانطلق التيار الجديد وتقاطرت نحوه الجموع من شباب الأنصار والمثقفين وقطاع كبير من جماهير حزب الامة، اعتقد البعض انها دعوة للكسب الرخيص والفوائد الوقتية وشغر المناصب ونيل الحقائب الوزارية التي لم يحلموا قط بنيلها ولا حتى في أسعد احلامهم وابتدأوا يؤسسون مواقفهم على هذا الاعتقاد الباطل وظنوا أنهم سيخدعون جماهير الحزب بمواقفهم المزيفة ونسوا كتاب التاريخ وهم المفلسون من أى تاريخ في هذا الكيان العظيم، فهم من آثروا التقوقع في قمقم التبعية والسير في ركاب عدم المؤسسية وأرادوا النيل من جوهر الفكرة ولم يجدوا لتبرير تمسكهم بالمناصب سوى الاستمرار في المشاركة ونفذوا بالحرف مخطط الشريط الآخر وتم استقطابهم بأبخس الأثمان، فمهما حاولوا التبرير فالمخطط واضح ومكشوف ومعلوم لدى حتى العامة.
ولم يدركوا ان الحراك الاجتماعي والثقافي والسياسي والاقتصادي قد أحدث تغييراً جذرياً في الخارطة السياسية ونسوا أو لم يعوا مدى التغيير النوعي في التركيبة الاجتماعية.
المهم أن هذه الجماعة المذهلة مما وصلت اليه في غفلة من الزمان قد تم استخدامها بذكاء وحنكة في وضع المتاريس امام حركة الاصلاح المارد الجديد الذي خرج من قمقمه مزوداً بخبرات اجيال في النضال السياسي وحاملاً في ركابه كوادر مخلصة وملتزمة وذات تاريخ، وكان كل همِّ هذه الجماعة المشاركة فقط والإستمرار في السلطة بأى ثمن وهى فرصة قد لاتتوفر لهم مرة أخرى أبداً لأن حسابات تولي السلطة من خلال الحزب في الماضي كانت تخضع لإرادة فرد ومزاج الحاشية، وهم أصلاً لم يكونوا مؤهلين لتولي مناصب ولا حتى داخل الحزب بمقاييس ذلك الفرد، ولم يكن متيسراً لكثير من الذين تولوا المناصب من خلال حركة الاصلاح أن يتولوها لو لم يركبوا سفينة الاصلاح ورهانهم على المؤتمر الوطني هو أمل الخائب لأنهم استنفدوا اغراضهم لدى المؤتمر الوطني، وسيتم التعامل معهم كمعاملة نابليون للضابط النمساوي الذي أتاح له فتح النمسا ورفض مصافحته ورمى له بكيس المال قائلاً: «أنا لا أصافح الذين يخونون أوطانهم».
وهذه الجماعة ذات الدوافع الانتهازية أخطر واخبث من القوى الظلامية وجماعة الماضي ولقد ظهر هذا الخبث البغيض عند أول اختبار حقيقي.. فحينما نشأ الخلاف بين السيد قائد حركة الاصلاح والشريك الحاكم بصرف النظر عن الاسباب الحقيقية للخلاف. الذي بموجبه تم إعفاء السيد مبارك المهدي من منصبه كمساعد لرئيس الجمهورية وهو اعفاء ذو مضامين متعددة ومعانٍ كثيرة خاصة وان قرار الاعفاء هو قرار لاستباق الاحداث، فالسيد مبارك كان حتماً سيستقيل لتعارض وتناقض برنامج الحزب الاصلاحي التجديدي وبرنامج الطرف الشريك بقيادة جماعة الجبهة الاسلامية الرامي للمحافظة على المناصب والمكاسب الآنية، فالحزب بقيادة السيد مبارك عمل لتوسيع قاعدة المشاركة وتفعيلها واخراجها من الصورة الديكورية التي رسمها الشريك الآخر وعمل بجد على تفكيك سلطة الحزب الواحد وإحداث الانتقال للديمقراطية بالوسائل المدنية والتوزيع العادل للثروة التي اصبحت عائداتها تستخدم لاستقطاب ذوي النفوس الضعيفة في الأحزاب الاخرى.
اقول إن قرار الاعفاء كان قراراً استباقياً، ذلك لأن الحزب قد بدأ نشاطه الكثيف وسط الجماهير واضعاً في اعتباره مرحلة مابعد السلام استعداداً لمرحلة الانتخابات القادمة التي من المؤكد ان حركة الاصلاح سيكون لها دوائر مقدرة ومعلومة وبالتالي ستصبح قوة لا يمكن تجاوزها وتخطيها، وهذا القول ليس من باب الدعاية والمكايدة السياسية ومن يرى غير ذلك عليه مراجعة التاريخ لأن من لا يعي التاريخ سيضيع في صحراء التيه.
والحقيقة الماثلة أمامنا أن حركة الاصلاح والتجديد استوعبت التاريخ وقرأت الحاضر واستشرقت المستقبل بوعي كامل وبصيرة نافذة وأن الأخ القائد السيد مبارك سليل بيت المجد والتاريخ التقط القفاز ليقود الثورة المهدية في القرن الحادي والعشرين. لم يشارك في الحكم لمصلحة يجنيها أو لمجد يصيبه بل قرن المشاركة في الحكم بتحقيق مصالح الناس وهذا ما يردده دائماً لكل الوفود التي تأتيه مبايعة وموالية «يجب أن يكون الحزب في مصلحة وخدمة الجماهير وليس العكس»، فالذين ارادوا ان يحققوا مصالحهم وأن يبنوا لهم امجاداً شخصية أو يجدوا لهم اسطراً في كتاب التاريخ تشبثوا بالمناصب واخذوا يولولون للاستمرار في المشاركة، متجاهلين ومتناسين حقيقة أن هذه الحركة حركة تاريخ لها استمرارها في المستقبل ولا يمكن أن تكون كذلك اذا لم يتم بناؤها على أسس علمية ومواصفات عقائدية إيمانية أهمها أن الإنتماء لهذه الحركة يعني الانتماء والانحياز لقضايا الناس الأمر الذي يستلزم تقديم التضحيات ونكران الذات، والاستقالة من الحكومة أقل تضحية كان يمكن أن يقدمها مجموعة المستوزرين الانتهازيين الذي لولا هذا التيار الذي نشأ داخل الحزب الكبير لما كانوا فكثير منهم لم نسمع بهم إلا وزراء ومن نعرفهم لم نعرف لهم موقفاً وطنياً واحداً وليس لهم تاريخ داخل الكيان الكبير كيان الانصار أو حتى حزب الامة.
وبالتأكيد فإن توليهم هذه المناصب كان خطأ يمكن للحزب أن يصححه لأن النقد والنقد الذاتي والعمل المؤسسي وتصحيح الاخطاء هو المصاحب دائماً لأي عمل كبير ولأن تصحيح الأخطاء بديهيات في حزب الأمة تيار الاصلاح والتجديد.
ورسالة نوجهها للأخ القائد السيد مبارك الفاضل المهدي «أن يكون معك مائة صابرين يغلبوا ألفاً».
* هيئة القيادة السياسية الفيدرالية - حزب الامة
|
|
 
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: انتهازيون (Re: فتحي البحيري)
|
الاخ خالد :
تحية طيبة ..
ما هو موقفك من الدعوات المطروحة لتوحيدحزب مبارك الفاضل مع حزبكم؟
وماذا سيكون موقفك شخصيا اذا تمت عملية التوحيد هذه؟
وشكرا مقدما علي الاجابة.
عادل
| |
|
|
|
|
|
|
| |
فتحي البحيري
Abdel Aati
ابنوس
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست