|
|
 حسن مكي الباحث الاستراتيجي الإسلامي لـ"البيان": السلام زواج إكراه بين الخرطوم وقرنق
|
حسن مكي الباحث الاستراتيجي الإسلامي السوداني لـ «البيان»:
السلام زواج إكراه بين الخرطوم وقرنق
قال د. حسن مكي الباحث الاستراتيجي السوداني أن السلام المرتقب في السودان والمتوقع التوصل إليه خلال أسبوعين «يجيء نتيجة الكرباج الأميركي الذي يتهدد كلا الطرفين الحكومة والحركة الشعبية».
وقال د. مكي في تصريحات خاصة لـ «البيان» أن هذا «الكرباج» يعد سبباً واحداً من عدة أسباب تجعل باقي القوى السياسية والشارع السوداني في حالة قلق من هذا الاتفاق، وتتمثل الأسباب الأخرى في شعور الجميع بأن ما يتم هو «مولد كبير» يجب ألا يخرجوا منه «بلا حمص» لأنه بمجرد التوقيع ستكون فترة السنوات الست المقبلة خاصة بالطرفين الموقعين.
وقال مكي ان الاحتقانات والتوترات الموجودة في دارفور الآن تمثل جزءًا كبيراً من القلق إلى جانب ارتفاع نسبة الخطأ في قراءة مسار التغيرات السياسية إلى نسبة 100% خاصة مع وجود الضغط الأميركي والتحول في الجيش السوداني، وأي مفاجأة يمكن ان تحدث.
وفي رده على سؤال «البيان» عن ما يمثله الاتفاق المرتقب كأرضية لحل باقي مشكلات طاولات المفاوضات الأخرى؟
قال مكي: ان الشكل الحالي للواقع السوداني يشبه إلى حد كبير شكل «المسيح المصلوب»، حيث تمثل العقوبات الأميركية والمعارضة في الشمال ودارفور، وقضية الجنوب وطاولات التفاوض الأخرى مسامير تثبت أيدي وأرجل هذا المثال، كما يمثل تقرير لجنة حقوق انتهاكات حقوق الإنسان المتوقع صدوره في فبراير المقبل السكين التي ستغرس في قلب هذا المارد المصلوب.
وأضاف انه في حال توقيع اتفاقية السلام فسيكون بمثابة ميلاد ديناميكية سياسية جديدة قطعاً ستخلق أوضاعاً جديدة من الصعب التكهن بنتائجها وأن واحدة من مآلاتها أنها نهاية عهد وبداية عهد.
وحول تطبيق الشريعة الإسلامية في شمال السودان، وإشارة ذلك إلى فصل السودان على أساس ديني قال د. مكي: ان قوانين الشريعة ومنذ أن فرضها الرئيس الأسبق جعفر النميري لم تتغير حيث طبقت في العقوبات والزكاة والنظام المصرفي، والتحولات التي حدثت في الجسم الثقافي والاجتماعي في السودان، ولكن هناك تعديلات مهمة ستحدث عقب توقيع اتفاقية السلام.
أولها شخصية العاصمة، وإلغاء قانون النظام العام، وتشكيل المحاكم ذات الطبيعة الخاصة، والتسامح في القضايا التي تتصل بالمجموعات المختلفة. أيضاً على مستوى العلاقات الخارجية، فبعد اتفاق السلام قد يكون منصب وزير الخارجية لشخص جنوبي أو مسيحي وهو بالطبع لن تكون من أولوياته الجامعة العربية أو المجتمع الإسلامي، كل هذا سيكون في اطار ثقافة عولمية وليس في اطار ثقافة اسلامية، فإذا كانت هناك بعض الحدود الآن شبه مجمدة، فمن الأولى أن يزداد التجميد وأن يكبر الضغط بعد التوقيع لأن بسط الحريات السياسية حتماً سيجري بعض التغييرات في العقل والفكر السوداني.
وقال د. حسن مكي أنه وبالرغم من ان الاتفاق المتوقع سيكون أشبه بـ «زواج الاكراه» لوجود الكرباج الأميركي واحتمال عدم استمراره طويلاً، إلا أنه متفائل بنهاية الحرب الشاملة، وقال ان نادي الحكومة المغلق انفتح، وهناك تيارات حرية تهب على السودان، وأضاف ان كل هذا تفاعل أولي يقود إلى سلسلة تفاعلات كبيرة مقبلة مأزومة وأكبر صمام أمان هو انهاء مأساة دارفور ومأساة جنوب السودان.
ورد تحوّل القضايا من سياسية إلى جهوية في الفترة الأخيرة في السودان إلى سوء تقدير المسئولين وعدم اتصافهم بالمرونة والانصات لما يريده الأهالي في اشارة إلى ما يحدث في منطقة خزان الحماداب.
القاهرة ـ رجاء العباسي:
|
|
 
|
|
|
|
|
| |
Raja
jini
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست