|
|
 وداعا شيخنا البرعي ، تخر الحروف عاجزة عن وصف مآثرك
|
في رثاء الشيخ عبد الرحيم البرعي
بالأمس ودّع السودان علما من أعلامه وسيدا من سادته الذين شهد لهم القاصي والداني بالخير والفضل ، فبوداعه انفطرت قلوب وهاجت شجون وسالت جفون ودموع ومالت أغصان وفروع.
فالشيخ عبد الرحيم البرعي شيخ تمتّع بأخلاق عالية وسلك دربا عجز عنه أهل الهمم البالية ولكن إرادة الله هي الباقية . ونحسبه إن شاء الله من أهل الخير ولا نزكي على الله أحد ولا نعتقد كمالا في أحد فالكمال لله سبحانه وحده والعصمة لرسله الكرام البررة ومادونهم فبشر يجري عليهم مايجري على البشر وان كانت أصابع اليد الواحدة لا تتشابه فكذلك أخلاق الرجال تتفاوت وتتخالف.
ولكن حسبما علمنا وعرفنا والله يتولى السرائر ، فالشيخ البرعي سار على درب أهله وأسلافه عمل على أحياء نار القرآن ولولاه وأسلافه ما كان للزريبة ذكر ولا شأن ولكن هذا هو القرآن يرفع الله به أقوام ويذل به آخرين.
فأبوه مات مقتولا كما شرح الشيخ وأبان فجمع أبنائه للعفو عن قاتله ، فأباه رجل فاضل عالم بالرقائق مطفئا للحرائق ، فالشيخ سليل قوم كرام وعليه صدق قول الشاعر:
إنا سألنا قومنا فخيارهم
من كان أفضلهم أبوه الأول
أعطى الذي أعطى أبوه قبله
وتبخّلت أبناء من يتبخّل .
فالشيخ رحمه الله نقطة مضيئة في تاريخ السودان الحديث وخصوصا الصوفية المعتدلين الذين سددوا وقاربوا وللمعاصي حاربوا ، فله مالت قلوب كثيرة ونظرت أعين ضريرة وبصيرة واستمعت إليه آذان صغيرة وكبيرة وان دلّ هذا إنما يدل على بقاء الخير وفناء الشر بإذنه تعالى.وصدق من قال:
الخير يبقى وان طال الزمان به والشر أخبث ما أوعيت من زاد
وموت الشيخ عظة لنا جميعا صغيرنا وكبيرنا ، فان مات الشيخ فقد مات من هو أكرم منه " صلى الله عليه وسلم" وان ودعنا من ضيق الدنيا فبإذنه الى سعة الآخرة ، وان غاب عنّا فقد ترك بيننا سيرة عطرة وذكرى طيبة بها نستقبل محن الأيام القادمة فكل هذه تخفف من المصاب وتجعلنا نحفظ للشيخ مكانة عرفها له التاريخ والمكان .
فان كان من كلمة أخيرة فأدخرها للدعاء له :
اللهم باسمائك الحسنى كلها ما علمت منها وما لم أعلم أسألك أن تغفر للشيخ البرعي مغفرة واسعة تسعه وتسعنا جميعا انك على كل شئ قدير ، اللهم تجاوز عن سيئاته وزد في حسناته واغفر له زلاته وكثر له أحبابه انك على كل شئ قدير وبالاجابة قدير ، اللهم أنزل عليه شآبيب رحمتك وألبسه ثياب مغفرتك وأشربه من حوض نبيك محمدا صلى الله عليه وسلم شربة لايظمأ بعدها أبدا ، وأسكنه مع الصديقين والشهداء وأسكنا معهم جميعا انك على كل شئ قدير.
|
|
 
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: وداعا شيخنا البرعي ، تخر الحروف عاجزة عن وصف مآثرك (Re: manubia)
|
الاعزاء عبد المنعم و
manubia
شكرا للمرور ،
وبعد ، ليس لدي الكثير لأوقوله ، ولأترك الفرصة لمريديه الذين لازموه وعرفوا سيرته ، وأنا لم تتسنى لي معرفته وانما قابلته مرة واحدة وتوسمت فيه خيرا كثيرا، لكن ما يعجبني في الشيخ استخدامه للألفاظ السلسة السهلة في توصيل مفاهيمه بصورة مبسطة وبانت هذه في قصائده الكثيرة وان كانت أفضل قصيدة أعتبرها له هي قصيدة " طب الأرواح" ،
بوريك طبك أحسن في من عاداك أو من يحبك اذكر الهك يوت
الخ القصيدة
فنسأل الله له الرحمة ولكل المسلمين باذنه تعالى انه على كل شئ قدير
| |
|
|
|
|
|
|
| |
انور الطيب
Agab Alfaya
manubia
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست