|
|
 حديث المدينة... عثمان ميرغني
|
حديث المدينة
عثمان ميرغني
Email: [email protected]
طولة لسان .. وقلة احسان ..!
أحد المعارضين السياسيين السوريين كان ضيفا ليلة أمس في برنامج حواري على قناة المستقلة في لندن.. وسألني عبر الهاتف الدكتور محمد الهاشمي الحامدي الذي كان يدير الحوار من الاستديو .. هل الديموقراطية في الوطن العربي مطلب الجماهير أم الصفوة ؟؟ وعندما قدمت اجابتي النقادة للتجربة السودانية السياسية اعترض المعارض السوري وقال إن السودان يمتلك أفضل تجربة ديموقراطية عربية ..
قلت للأخ المعارض السوري في المداخلة .. لماذا لا نتبادل .. حلال عليكم خذوا - أيها العرب - ديموقراطيتنا وأعطونا رفاهيتكم ؟؟
العرب ينظرون الينا من خلف زجاج التهاويم التي تظهر في بعض الكتب أو التحليلات التي تصف ما يجري في السودان أحيانا بأنه ديموقراطية .. والواقع .. أننا لم نمارس ديموقراطية قط في حياتنا السياسية .. الا تلك التجربة العرجاء التي كانت تمتطي فيها الأحزاب ظهر الشعب السوداني وقلبها فارغ من همومه وأحلامه .. كانت الأحزاب تؤمن أن الديموقراطية ليست الا صندوق انتخابات وبرلمان يتنابذ النواب تحت قبته .. ولم يكن ضمير الأحزاب يظن أن اطعام الشعب من مسغبة و تأمينه من خوف هو من صميم مهامه .. كانت الديموقراطية ( طويلة لسان.. وقليلة احسان) على رأى المثل العامي السوداني ..
تظن الأحزاب أن السباق الديموقراطي لا يجوز الا في حرم القصر الجمهوري نحو المقاعد وقسمة الحقائب الوزارية .. ولم يجرؤ حزب على ممارسة ديموقراطية انتخاب زعيمه .. فالزعماء مخلدون في الأرض .. وحتى اعتى مناصري الديموقراطية ..رجل في قامة السيد الامام الصادق المهدي عندما حانت لحظة التمرين الديموقراطي في حزبه لانتخاب زعامة الحزب .. لم يجد الا ذات الطريقة التي احتكر بها الحكام العسكريون السلطة.. بلا انتخابات.. وللصادق ألف تبرير لذلك تماما كما كان للنميري تبريراته .. تعددت الأسباب والمنهج واحد..
الديموقراطية مطلب جماهيري نعم ..بدليل أن الجماهير - المستغفلة سياسيا - اندفعت وراء الصفوة للاطاحة بأفضل نظام حكم مر على السودان .. حكم الفريق ابراهيم عبود رحمه الله .. رغم ما حققه لشعبه ووطنه من انجاز .. لكن الصفوة كانت دائما سطحية في استغراقها الصوفي في المصطلح دون الاعتبار بتفاصيله وحدوده.. فظلت الديموقراطية مجرد تعويذة ترتل في المظاهرات والندوات والشعارت دون ان تجرؤ بصيرة على التفكر في تجريدها على الواقع بكل حصافة..
نريد ديموقراطية تبدأ من الإنسان .. تطهره من عبودية الفرد مهما كان الفرد .. على سياق ماقاله مبعوث النبي صلي الله عليه وسلم الى ملك الروم ( أمريكا زمانها) .. قال (جئنا لنخرج العباد .. من عبادة العباد.. الى عبادة رب العباد )..
أو ما قاله الخليفة عمر بن الخطاب رضى الله عنه (متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارا..)
ديموقراطية تبدأ بتطهير الانسان من التسلط الحزبي أولا .. بالله عليكم أعطوني حزبا واحدا في السودان تستطيع قواعده اسقاط زعيمه واختيار آخر بدلا عنه .. قلت أريد حزبا واحدا فقط ..!
لا أخفي ابدآ ان الرجل يثير مواضيع توجع القلب وتمس كل الناس , وبناء قاعدة متابعين منهم
شخصي الضعيف مرة بغيرته وحضه الشباب في سهرة تلفزيونية علي السعي وراء بناء الجيوب بالنقود, ومرة بحكايته عن التطور الكبير الذي شهدته كوريا الجنوبية, ومرةعن السؤال الشهير والاجابة القاطعة بقلمه هل انت مهذب ( المهذب والمؤدب) الان عن الديمقراطية في الاحزاب وعبادة الزعيم و...و...و... لكنه يومآ لم يفتح يقل لنا من السبب ياعثمان ميرغني
حتي اليوم جيل الاربعينيات عند يطلب شئ يطلبه بتهذيب وادب ويرفضه بذات التأدب ودونك سيرة عمك وخالك وجدك وابوك ومقابلهم من الام والجدة والخالة(ياوليدي الله يحظفك ويا حبيبي تشديد الياء الاولى وهذه العبارات التي انعدمت مع مجيئ الانقاذ, سته عشر عامآ فعلت فينا الافاعيل قبلها وخلال الديمقراطية دونك سفه وشطط وقلت ادب كل صحف الجبهة الاسلامية الكاريكرتورية والاستهزاء الواضح بزعامات لها اسهمات واضحة, اكاد اجزم ان كل ما لحق بنا جراء رفع الاسلامويين حاجز الادب عن الحياة... يا عثمان ميرغني لا تذكر الحقائق مبتورة انت رجل مثقف جدآ ولكنك تضع قلمك في موضع الزيف تحسس الامور بعمق تعلمه ولا تكن ضمن جوقة التطبيل وتلوين الظلام ... ولا تكن ديكورآ لتزيين المسخ.
|
|
 
|
|
|
|
الرفاعي عبدالعاطي حجر
lana mahdi
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست