ومـــــات .... حين رعشة الجبــــل !!!!!!!

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-25-2024, 06:02 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف النصف الأول للعام 2005م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
03-15-2005, 06:38 AM

أسامة معاوية الطيب
<aأسامة معاوية الطيب
تاريخ التسجيل: 12-13-2003
مجموع المشاركات: 529

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
ومـــــات .... حين رعشة الجبــــل !!!!!!!

    ومات حين رعشة الجبل
    وقف على قمة الجبل .. كان ومنذ طفولته يقف عندها .. ساهماً غارقاً في كون دهشته المترامية .. يحفر مع الأطفال اسمه على القمة ويرص عليه الحجارة .. الاسم يبدو بمقدار ما اجتهد صاحبه في الحفر والرص .. تطالعه آلاف الأسماء .. وآلاف الحجارة .. وآلاف الذكريات .. كانت القرية كلها تحته .. كأن قبضة يده تطالها جميعاً ..
    - عجيب أمر هذه الدنيا كلما صعدتَ عنها صغُرتْ .. وكلما نزلتَ إليها كبرتَ أنت فلم تحتملك الأشياء
    النيل .. خيط ماء يذكره بخياطة أمه حين (ينفتق) قميصه الوحيد ذات عراكٍ أو عناق ما .. تميل الإبرة حتى تبدو آثار الخيط بلا اتزان وبلا تنسيق ... اللون الأبيض هو لون الخيط الوحيد في دكان القرية .. كان يداوي أوجاع جميع الألوان .. بلا اتزان أمه وبلا تنسيقها .. والإبرة ذاتها هي ما يخيط القميص .. وجوالات البلح حين الحصاد .. وما يخرج الشوك من الكعوب الدامية أثناء الليل .. وما (يضفر) الطبق لأعراس ربما تجئ .. تظل تطعن في جسد الجدار إلى أن تدعى للطعن في جسدٍ آخر .. النيل يذكره بأشياء كثيرة .. كانت أمه وهي تعود مساءً إلى المنزل .. تنتعل حذاء البلاستيك الأسود ذي الوردة العريضة على مقدمته .. يحمل الشوك كله في كعبه الذي يستعيد كل تواريخ حقده حين اتحاده مع حجارة الطريق القاسية .. على رأسها (رأس) القش .. يطلي ثوبها بخضرته النفَّاذة .. العشب الرطب ظلَّ يسبب لها الحساسية طوال عمرها .. تسعل حتى تغيب عيناها .. وتعودان أكثر حنيناً ودموعاً وصلابة .. النيل يفترق عند بداية القرية افتراقاً خفيفاً .. يكوّن جزيرةً صغيرة ويلتئم ثانية ليواصل تواطؤه ضد الجروف ينهكها بالهدم والغمر ولكنه يحييها بعد ذلك .. يذكِّره منظر افتراقه والتقائه هذا بسوستة بنطاله المدرسي - الشاحب ، غائر الجيوب - (المحلوجة) .. أحواض البرسيم متناسقة الرسم رائعة الهندسة وكأنها ليست التي اعتاد أن يمشى بينها دوماً ..
    - - تحتاج هذه الدنيا أن تُرى من أعلى .. تحتاج أكثر أن تُمارس من أسفلها حتى تتصعد هي إلينا بذات الأناقة ..
    كان المنزل الذي شهد شقاوة طفولته وبؤسها يبدو ناصع البياض .. تستقيم أركانه وكأن الزاوية القائمة تبدأ عندها .. بابه الأخضر نظيفٌ .. جميلٌ .. كامل الوسامة لا تُرى شخبطات الفحم عليه .. لا أثر لقفله المخلوع ولا للحبل الذي حلّ محله .. (الجردل ) المملوء بالحجارة .. يجرح الجدار منذ سنين لتثبيت حبل الغسيل بالداخل يبدو كأثرٍ منقوشٍ على الجدار الأبيض الزاهي ..
    - ريشة الجبل لا ترسم التفاصيل التي تنقص اللوحة بريقها..
    تذكر فجأة .. وهو يغادر الوطن متخفياً تحت اسمٍ جديدٍ ووثائق جديدة .. والطائرة تحلّق فوق مطار المدينة .. كانت ترتسم كلوحةٍ رائعةٍ ومبتسمةٍ ووديعة .. تتحرك السيارات برشاقة .. متزينة بصمتٍ طويل الابتسامة .. وكأن سباب السائقين والأبواق التي لا تهدأ حين الذروة سافرت لعالمٍ آخر .. والشوارع مغسولة .. فقط بارتفاع الطائرة عنها .. لا أثر للتراب تغطي أطرافها .. لا عرق يغيِّر ملامح المارة .. وفي نفس اللحظة التي ترسم ريشة العلو أناقتها كانت الأيادي المختفية خلف القفازات والبطاقات تلملم أوراقه وصوره وكل قصاصات كتاباته وتحرقها .. لم ير من نافذته دخان روحه المتصاعد .. ولكن رجفة قلبه ساعتها ذكرته بتفسيرات أمه ..
    - - الروح يا ولدي تحلّق فوق الأشياء وتسترها ببياضها وتخفق حين يقوى عليها الزمن ..
    تعاتبه أو تلومه أو تخيفه بانقباضة فتحدث تلك الرعشة .. كانت تقول له باسمة .. وقلبه يرفُّ رفيفاً متواصلاً .. خلف ابتسامتها أسئلةٌ وأجوبةٌ وبحارٌ من الحيرة.
    - - ستصادف من تحبه ويحبك يا ولدي
    لم تكن لتقول له :
    - - ستفارق جزءاً منك وإلى الأبد
    لكنها كانت تعلم ذلك .. كانت تعلم أكثر من ذلك ..
    - - الأم عالمةٌ ومتحققة العلم .. ولكنها تدفنه في الدمع متقد الصبر.
    بقىَ عشر سنين بالمنفى .. جاء الآن فقط ليزور قبر أمه .. جاء بشعرٍ مستعار .. واسمٍ مستعار .. وعمرٍ مستعار .. ووثائق جديدة .. ولكنه يفضح نفسه بحنينه الأصيل ودموعه الصادقة ونشيجه المميت .. قبر والدته كان قبراً استثنائياً جدا … ضمّ أمه بذكرياتها .. وألوان العشب تطبع ثوبها بالخضرة والحساسية .. وحذائها البلاستيك الذي يوقد أصابعها بهجير الصيف ويباس الشتاء .. ضمّ ابتسامتها له وهي تعدّ له العشاء .. وتمضي لتصلي .. ضمّ أحاديثها عن أبيه
    - - كان شاعراً .. حاول إصلاح الكون ..فأفسده الحلم .. ومشى وحيداً نحو القبور .. لم ترافقه جموع المعزين والشامتين .. القبور يا بنّي ليست تلك المدن المأسورة بعصي الحراس وأزاميلهم .. كثيرة الشواهد وجريد النخل .. لكنها السجون هي التي نخلقها لأنفسنا ولا نبرحها ..
    - - مضى يصلح الحال بالشعر فاستسلم لطارق الجنون
    ضمّ ذكرياتها معه .. استيقاظه منتصف الليل ليغني أغنيته الحبيبة .. الغناء للأصدقاء فقط .. والليل صديقه الوحيد..
    - - لأن كل أشباح الناس تمضي لهروبها المشروع .. النوم .. والغناء تفسده الآذان الهاربة
    - كان يجلس عند الباب طوال اليوم .. يطالع الفراغ .. يحادث الصمت .. وحين أفاجئه بابتسامة .. يفاجئني بالحياة كلها يدسّها تحت قبلته على يديّ ويمضي .. كان لا يتحدث إلا معي .. لا يفهم إلا لغتي .. لأني كنت أتحدث إليه بعينيّ ( أبوك كان ممكن يغيّر الدنيا كلها بعيوني ديل .. ) لكنه أراد أن يغيِّرها بعينيه وهو ينظر للفراغ .. آهٍ عليه .. ضلَّ .. آهٍ عليه.
    الجبل الذي شهد قبل ربع قرن حفر اسمه ورص الحجارة عليه .. يشهد الآن حفر قلبه على كل حجر .. كل كهف .. كل شجرةٍ تقاوم العطش بالتماوت .. وتقهر الموت بالصبر .. وكل ذرة رملٍ ترهقها الريح بأسفار قاتلة .. الآن وهو ينظر منه ناحية داره ويركّز حيث كان أبوه يطيل الجلوس .. يبدو كمعنىً جديد للروح تحمل الإنسان على كفّها حتى يقرأ أوراقه جيداً … المقابر وسيمة منتظمة .. على عكس حالتها وهو يقف فيها أمام قبر أمه .. كانت أمه حين تمرّ بها تتمتم بأورادٍ وآياتٍ وتنهداتٍ طويلة .. ودمعاتٍ تكسر طوق ثباتها المنهك وتطل على وجهها المملوء بالحياة موتاً ناعماً .. ترقد فيها الآن تصمت عن كل ذلك .. فقط تورثه كل اهتزازها تجاه قبر أبيه .. حيث تنبت شجيرات (السنمكة) وتحدث صفيراً رفيقاً مع صوت الريح وترسل بذورها لدنيا أخرى ..
    - يا للجبل .. يصغّر الأجساد .. ويكبّر الأرواح حد الرهق.
    تسلل في تلك الليلة فقيرة الضوء.. ومضى يكتب بالفرشاة على جدران المدينة ..كان يطالع نظرات أبيه نحو عالمٍ لن يأتي .. هكذا كما أراد .. وحساسية أمه وسعالها القاتل .. وشوارع القرية الغارقة في اللا شئ .. ذهب ليقضي ليلته في منزل صديقه متخفياً.. ولكن دمعتها وهي تصلي طوال الليل كانت تبلل وسادته .. فقد إحدى عينيه تحت التعذيب .. وكثيراً من عمره وأبنائه القادمين .. أصاب الشلل نصفه الأيمن .. لكن أوراقه وقصاصات كتاباته ودموع أمه ورعشتها ظلّت كما هي .. ومضى ساحباً عزمه للمنفى .. رحل معه كل شئ .. وغاب عن كل شئ .. بقى هناك .. حيث مات
    - - الموت هو موت الذات .. ليس للجسد حياةٌ فيه وليس للروح خروجٌ بعده ..
    ماتت أمه .. بين خضرة العشب على ثوبها .. وابتسامة أبيه .. ودمعتها الدائمة عليه .. احترقت قصائده وأحرقت قصاصاته ونامت رعشات قلبه .. عاد .. بلا أمٍ وبلا قصاصات وبلا قصائد وبلا وطن .. عاد .. بالجرح الذي عمّ كل الجسد فأهلك الروح.
    قفل نازلاً عن الجبل .. كلما انخفض عن ارتفاعه تكبر القرية .. وشيئاً فشيئاً كبرت إلى مستوى نزيفه .. التفت وراءه .. رأى اسمه المنحوت في حجارة الجبل يتصاغر درجة التلاشي يكاد يرجمه بتواريخه كلها.. ولكن اسمه المنقوش في ذاكرة أمه كان يكبر درجة الخلود .. هل يبقى على القمة للحفاظ على اسمه كبيراً وصورة القرية وسيمةً ونظيفة .. أم ينزل لنقوش أمه في جدار الخلود .. وواقع القرية النازف واسمه المتصاغر .. حينها كانت القصائد تسيل من عينيه ويده المشلولة وشفته الراعشة .. تحمّل قسوة الصعود على عكازه .. وقسوة الهبوط على روحه .. ولكن صورة أبيه يبتسم للفراغ قرب الباب المتسخ بالفقر والقهر وخذلان الجميع .. كانت تحوّم حول قدرته .. ولون العشب يطلي ثوب أمه ويرهق صدرها بسعالٍ دائم وهي توقد النار لشاي المغرب .. والجدار الباهت المسحوق بتذكارات الصبية ووخز الجردل الدامي .. كانت أقسى من وهدات الجبل على رجله الثقيلة .. وروحه المثقلة .. وقصائده كسيرة القوافي .. فسقط .. الطيور التي حلّقت حوله وهو ينزف حتى آخر حرفٍ منه كانت تعدّ العدة لموسم هجرةٍ جديد .. وتعرف أنها لن تعود أبداً.
    أسامة معاوية الطيب

    ـــــــــــــــــــــــــــــ
    في الآسى ضاعت سنيني
    فإذا مت ( ادفنيني)
    عملا لي الله
                  

03-15-2005, 07:32 AM

خضر حسين خليل
<aخضر حسين خليل
تاريخ التسجيل: 12-18-2003
مجموع المشاركات: 15087

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ومـــــات .... حين رعشة الجبــــل !!!!!!! (Re: أسامة معاوية الطيب)

    وعادت الوجوه الانيقة

    لكانني ياصديقي امشي الان علي أمشاطي ربما
    للتسلل الي هذا الحزن وربما ابتعاداً عن
    مكامن الحجارة التي ادمتنا في تلك الدروب التي ادمناها
    فادمتنا حد الحد .
    تعود وانت مثقل بهموم الدنيا والعالمين
    ولا نملك سوي ( تاني بتجي السوق )
    عدت ولكأنني اراك لم تبارح ( طهرانك ) قيد شبر .
    ولكأنك لم تعود الي الخرطوم
    قيد ذراع . بالله عليك كيف كانت وكيف كانوا
    اؤلئك الذين اودعناك سلامنا وحزننا
    لهم هل وجدتهم كما تركناهم باحثين عن منافذ
    للخروج أم تسرب بعض من الطمأنينه الي
    نفوسهم .

    شوق ثم شوق
                  

03-15-2005, 08:57 AM

أسامة معاوية الطيب
<aأسامة معاوية الطيب
تاريخ التسجيل: 12-13-2003
مجموع المشاركات: 529

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ومـــــات .... حين رعشة الجبــــل !!!!!!! (Re: خضر حسين خليل)

    يا خضر ياحبيبي
    الخرطوم ادمتني .... ثم خانتني ... وثالثة تضيق عنها الحروف
    ولكنها بعض دمي وحرفي ونزفي
    الخرطوم ثلة من اطفال شقايا يجرون بين اضلعي
    وامهات يتشطفن من الزير ليلحقن بالعزاء البعيد
    وصبيات يلكن اغنيات ناااااااعمة وينشغلن عنا بنا
    الخرطوم هجرة منها اليها وهجرة اليها منها وهي تعد العدة (باحباط مبالغة) لغد افضل
    يا خضر يا صديقي الخرطوم مثل نيليها تلتقي ها هنا (ويشير لصدره)
    والقلب مقرن ثان تعرف طيوره البيضاء كيف تغني ومتى
    شكرا علي المرور



    ــــــــــــــــــــــــ
    في الاسى ضاعت سنيني
    فإذا مت (ادفنيني)
    عملا لي الله
                  

03-15-2005, 09:18 AM

yasiko
<ayasiko
تاريخ التسجيل: 02-05-2002
مجموع المشاركات: 2906

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ومـــــات .... حين رعشة الجبــــل !!!!!!! (Re: أسامة معاوية الطيب)

    Quote: لأن كل أشباح الناس تمضي لهروبها المشروع .. النوم .. والغناء تفسده الآذان الهاربة


    سلام
    كم عشمت في اللقاء بك ولكن (كرنقيلي) دفة الظروف كان أقوى
    كنت أحسب أن أذني فسدت لعلة ما ولكن الآن طمأنتني
    لم تعد الأشياء هي الأشياء وأعتقد لم نعد نحن نحن
    لك الود
                  

03-15-2005, 09:35 AM

أسامة معاوية الطيب
<aأسامة معاوية الطيب
تاريخ التسجيل: 12-13-2003
مجموع المشاركات: 529

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ومـــــات .... حين رعشة الجبــــل !!!!!!! (Re: yasiko)

    Quote: كم عشمت في اللقاء بك ولكن (كرنقيلي) دفة الظروف كان أقوى

    كم تألمت حين سمعت انو يس سافر امس ولم اكن اصلا قد سمعت بجيتك
    وكم تألمت جدا (عارف حالة الخروج من الموت للعاهة ؟ حالة الاحباط التي تعقب فرحك بموت انظف من عاهة تبقيك دائما هدفا لسهم وشك) كانت حالتي
    عموما دعنا نعشم في السنين فقط علها تفعل ما ظلت دائما لا تفعله
    تحياتي للاسرة
    وشكرا جميلا على المرور
                  

03-17-2005, 01:19 AM

خضر حسين خليل
<aخضر حسين خليل
تاريخ التسجيل: 12-18-2003
مجموع المشاركات: 15087

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ومـــــات .... حين رعشة الجبــــل !!!!!!! (Re: أسامة معاوية الطيب)

    Quote: ستصادف من تحبه ويحبك يا ولدي


    بدأت اتيقن أخيرا بعد جولتك الاخيرة
                  

03-17-2005, 02:13 PM

أسامة معاوية الطيب
<aأسامة معاوية الطيب
تاريخ التسجيل: 12-13-2003
مجموع المشاركات: 529

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ومـــــات .... حين رعشة الجبــــل !!!!!!! (Re: خضر حسين خليل)

    Quote: بدأت اتيقن أخيرا بعد جولتك الاخيرة

    وانا كمان لكن دعنا من الاسقاط الشخصي دا لسة المشوار طووووووووويل
    انت تعرف كثيرا ولكنك لا تعرف مقدار شوقي لقعدة تجمعنا وبيننا ............. كثير هو البينا



    ــــــــــــــــــــــــ
    في الاسي ضاعت سنيني
    فإذا مت ( ادفنيني)
    عملا لي الله
                  

03-20-2005, 10:15 AM

عبدالبارى العجيل
<aعبدالبارى العجيل
تاريخ التسجيل: 03-02-2005
مجموع المشاركات: 268

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ومـــــات .... حين رعشة الجبــــل !!!!!!! (Re: أسامة معاوية الطيب)

    الرائع أسامة

    ما أسعدنى- لو ما النمرة غلط -
    بعدما مد البعاد
    رمل المسافة
    وناحت على
    فرح الليالى
    بومة الزمن الخرافة
    وصبح الرحيل
    جوانا يسرى
    بقالنا آفة

    عبدالبارى
                  

03-20-2005, 12:40 PM

أسامة معاوية الطيب
<aأسامة معاوية الطيب
تاريخ التسجيل: 12-13-2003
مجموع المشاركات: 529

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ومـــــات .... حين رعشة الجبــــل !!!!!!! (Re: عبدالبارى العجيل)

    عبدالباري
    اتذكر وجيدا جدا تلك الليلة والسواقي تمنح كسلا مقدارا زائدا من حب ونسيم والف
    اتذكر وجيدا جدا
    يالها من ايام وليال تلك التي اقتسمنا فيها كثيرا من حن وحب
    اتذكر وجيدا جدا حينما جئنا (بدري الياس وعثمان الحليبي وانا ) جريا لنادي السكة حديد لنحضر الحلقة التي سجلها معنا تلفزيون كسلا ونحن نلبس نفس القمصان (الرخيصة) التي سجلنا بها وانقسم الناس حول المشاهدة في التلفزيون وفينا
    عبدالباري يالجمال الحظة
    حدثني عنك وانا اعرف عن الاذاعة والتجمع قليلا
    يا ليتنا نلتقي
    يا ليتنا

    كل الحب
    انتظرك
                  

03-21-2005, 01:48 AM

عبدالبارى العجيل
<aعبدالبارى العجيل
تاريخ التسجيل: 03-02-2005
مجموع المشاركات: 268

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ومـــــات .... حين رعشة الجبــــل !!!!!!! (Re: أسامة معاوية الطيب)

    بتذكر واتذكر جداً

    يا راجل حرام عليك إيه الحضور الغخم ده
    كان ما الدنيا بت.....
    يا حليل السواقى وكسلا
    والحليبى الجميل بالله وينو
    بدرى الشفيف حاولت أخش لو
    رغم الفقر وقيامة الطين
    على السيرفر فوقو الحاجى
    وين منتصر أحمد عبدالله
    والبقية

    حأواصل

    عبدالبارى
                  

03-21-2005, 10:44 AM

أسامة معاوية الطيب
<aأسامة معاوية الطيب
تاريخ التسجيل: 12-13-2003
مجموع المشاركات: 529

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ومـــــات .... حين رعشة الجبــــل !!!!!!! (Re: عبدالبارى العجيل)

    يا سيدي انا منتظر اخبارك بالتفصيل
    يا ليت اياما مضت تعود حتى نكمل ما بدأ من حديث
    وليت الشاي الذي شربنا في نادي السواقي يعودنا بطعمه في طرف اللسان ان عز المزار
    اخبرني

    تحياتي عبرك لكل الاهل
    منتظرك
                  

03-21-2005, 11:23 PM

عبدالبارى العجيل
<aعبدالبارى العجيل
تاريخ التسجيل: 03-02-2005
مجموع المشاركات: 268

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ومـــــات .... حين رعشة الجبــــل !!!!!!! (Re: أسامة معاوية الطيب)

    يا صديقى

    عبقريتنا المتوهمة بتخلينا نفتكر
    اننا قاعدين نرسم جديد
    وما عارفين انو بنرسم فى المرسوم
    دى ما قدرية يا أسامة
    لكنها بعضٌ من معاشٍ يومى
    سألتنى سؤال بحجم مأساتى
    "اجبارك بالتفصيل"
    قال ليهو: "وينها الشخصية البعملوا ليها بطاقة"
    كسلا يا أسامة قصة معاى
    بعيش فيها كل يوم فصل جديد
    وبكون أنا الفصل الثابت
    سؤالك بعبر عنك يا....
    كباية الشاى بيناتنا
    والyahoo
    والاشواق

    عبدالبارى
                  

03-22-2005, 03:09 AM

أسامة معاوية الطيب
<aأسامة معاوية الطيب
تاريخ التسجيل: 12-13-2003
مجموع المشاركات: 529

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ومـــــات .... حين رعشة الجبــــل !!!!!!! (Re: عبدالبارى العجيل)

    Quote: عبقريتنا المتوهمة بتخلينا نفتكر
    اننا قاعدين نرسم جديد
    وما عارفين انو بنرسم فى المرسوم


    بالضبط
    والله بالضبط ... ولكني انتظرك ما زلت
    كيف كسلا ؟
    بين نهر القاش وجبل التاكا
    تنام كسلا على أغنياتها (2)
    أول ما يكحِّل العين وهي تشارف على مدينة كسلا ، سحابةٌ ترسل أذيالها على نواصي جبل التاكا الثلاث ، لا تبرح مكانها وتظل تدور حولها وهي تغمض عينيها خجلا ، وتجود بدمعها أمطاراً ناعمة تغسل حجارة الجبل الملساء فتكتب للعشاق صفحة غرامٍ أخرى ، وهم يخطون في وداعةٍ عبر مساربه الكثيرة لبلوغ إحدى قممه ، وجبل التاكا أكثر جبل سوداني رسم لنفسه هالة الحب والعشق في نفوس زائريه – يقاسمه جبل مرة وجبل البركل بعض العبق – في بلد تفاخر بسهولها الممتدة كأوراق ( الفلسكاب ) البيضاء تنتظر فقط أقلام الترابلة لكتابة الجهد والعرق حتى يوقِّع الماء عليها مزارعاً تسد عين الشمس وشتولاً تخيط المساحات بإبر الخضرة والعبير ، كان الصبية قديما حين كانت المدارس ، وقبل أن ترحل مع مواسم الأمل ، يحضرون ( فتايل ) الدواء الفارغة لصرف الحبر يوم السبت من كل أسبوع – على أيام قلم الشطَّافة - والآن يحضر المزارعون ذات الفتايل لصرف ( الجزلين ) لتحبير تلك الأوراق الممتدة لذا فإن كتابة الترابلة لا تزال على رأس الورقة فقط ، وما بين الكلمة والكلمة ينفضون القلم عدة مرات في زمنٍ مزَّقتنا فيه الفواتير - وأهل كسلا يعرفون أن من تقوده قدماه إلى إحدى القمم الثلاث ، وأكثرها دنوُّاً من الأرض ويشرب من نبع (توتيل) الذي يخالف قوانين الفصول ويظل كما يشتهيه الزائرون ، يتفجّر عيوناً تغسل الحجارة ، وناعم الرمل ، والخواطر المسروقة بروعة المشهد ، لا بدّ وأن يعود إليه ثانيةً ، وكثيرٌ من الشواهد تؤيد أساطيرهم هذه بعودة الزوَّار ولو بعد حين ، يبدو الجبل في ثلاث قممٍ سامقة تتسابق فيما بينها لتمنح الوجود لوحةً نادرة الجمال ، والجبل كله عبارة عن صخرةٍ كبيرة ، لامعة ، مغسولة ، تتخلل تعرجاتها شجيرات صغيرة ، يبدو الندى على أوراقها كسبحةٍ نثرتها الشمس على هامة الجبل البيضاء وسالت بغير نظام على وجوه الشجيرات وسكنت ، لا تكاد تغيب طيلة أشهر السنة وتتجمل في الخريف مع تفتق الزهور ومواسم الشعر والخصب والإلهام ، تقف كل الفصول تغني للياليه الأنيقة ...
    أرجعيلن
    يرجع الطير لي غصونك ويرجع الدم للأغاني
    ينجبر خاطر الليالي الشايلة آهاتك معاني
    ينطلق ضهر أغنياتنا ونملا بيك الكون أماني
    رجعي الضو للمداين… ولون غناك لأوتار سجينة
    للعصافير ريش جناحا ……… … وهدهدي الفرحة الحزينة
    وركّي فوق لمة غمايم …………… قمرة في كتف المدينة
    وهي – قمم الجبل الثلاث - أقرب منظرٍ من كل زوايا المدينة وأقرب عشقٍ من كل ملامحها ، وأبعد أثراً في نفوس زائريها ، وكانت سبباً في حالات الوجد التي زينت جيد أغنيات أهل السودان ، والكل يردد ( حبيت عشانك كسلا وخليت دياري عشانك … وعشقت أرض التاكا الشاربة من ريحانك ) وكل ما مرّ في طرقاتها عبر الذاكرة أهلها وهم يهوِّمون في غربة العاصمة كلما اهتاجت بداخلهم أشواق القهوة والشعر الكثيف الذي يخفي ( الخلال ) على طوله ويفيض ودكاً ورائحة ( كاسلا .. كاسلا .. أنا قلبي سافرا ) ، وثمار المانجو في كسلا ومنذ زمان بعيد أروع وصفٍ لمحبوبةٍ تسكن جراح وحروف مغنيها ، وظلّت حدائقها الغنّاء تبالغ في زيّها الأخضر الجميل الموشّى بيانع الزهر وناضج الثمر والمطرّز برائع الورد ، حتى اصبح الناس يفتتنون ببصلها – ولبصل كسلا سمعةٌ نافذة – ناهيك عن برتقالها و( والموز أبو نقطة ) وأنواع المانجو والبلح التي تحرج بقية الأمصار و الأرياف ، تنام الحدائق على طول المدينة وعرضها مفتوحة العينين والورود ، وتصحو على خيوط الندى يرسم عالمه على ثياب النساء وجلابيب الرجال وهم يبدءون موسم القطف صباحاً قبل الدخول للسوق التي لا تعرف لها مدخلاً أو مخرجا ، كلها أكوام الفاكهة وشلالات عطر البرتقال والجوافة بلونيها وحمرة القريب فروت المميزة واصفرار المانجو ذات الأسماء والروائح والطعم المختلف ، تدهش الزائر حين يؤتى إليه بها متشابهة ، والسوق ضاجة الحركة تبدو عربات ( الكارو ) الصغيرة تجرُّها الخيول معطونةٌ بالرائحة واللون وتداخل الطعم ، بعضها ارتكز على جدران دكاكين ( غرب القاش ) الصغيرة يفعل الزمن فعله في طينها القديم ، نادرا ما ترى الطوب الأحمر ، في انتظار ذهابٍ قريب للحقل المتورّد بأكوام الفاكهة وأصوات النساء ، وبعضها انشغل مع خيولها في التلفت صوب نداءات الباعة المنتشرين ، تصدر عجلاتها أزيزاً دائماً ، ريثما يفرغ الحمّالون المقاطف من على ظهرها ، وأصوات الباعة موسيقى أخرى تغمض الأجفان وتفتحها على عوالم جديدة للروح مفسحةً المجال أمام وجد الصوفيين الذين يقف بينهم وعلى مقربة من الجبل الملهم (ضريح السيد الحسن) ، سقفه السماء ، يقولون أن غارةً (طليانية) أخذت سقفه في ما مضى ولكن الأنصار أيضاً خلوّ بينه وبين السماء دونما يقصدون ، وظل يطالع النجوم من صحن داره ويتوق لسحبٍ تغازله دون أن تبلل (بروشه) الناعمة ، يغسل بدموع مريديه ، أحزانهم وكل طوارق حياتهم.
    وكسلا التي تحنو على الريف بداخلها حنواً عميقاً وهو يهب سوقها حياة الجنان وروعتها ، تبدو كمدينة وسيمة الشوارع والأبنية ، أنيقة العمران ، رشيقة حركة المواصلات ، تصطف على خطوط مواقفها الكثيرة حافلات الركاب الصغيرة ( كانوا يسمونها البرينسات ) وباصات الضواحي بأبواقها المميزة ، وتطل على نهرها العظيم الحدائق دائمة الشباب ، تكتب مع أرتال المحبين صفحات الغرام الزاهية ، وقاعاتٍ حكومية وشعبية تضفي على المكان المخضر ألوان أخرى ، والنهر يرقد على شاطئيه الخضر يتأمل الجسر المعلّق فوقه تمرّ عبره حكايات المدينة وسنين وروايات تاريخها الطويل ، والأحلام التي تحيط بمستقبلها ، وهو يضع يداً على يد تحت رأسه ويقرأ كتاب ماضيه ، وعلى مقربةٍ من الجسر الجديد يتأرجح الجسر القديم متأوهاً مع كل حركةٍ على أيام مجده الغابرة والنائمة في أذهان رفاق مشواره من أهل المدينة ، ومتألماً من وقع الخطا على ضلوعه الواهنة يستند فقط على عناية الله.
    ومدينة كسلا من المدن السودانية الفريدة التي اختلط أهلها من قبائل الشرق الكثيرة مع قبائل السودان متباينة السحن واللسان والثقافات متفقة السماحة والطيبة وحلو الجوار ، وكذلك تسكنها مجموعات كبيرة من الجاليات ، أصبحت جزءً من تكوينها الإثني والثقافي ، مجموعات كبيرة جاءت من الهند وجعلت لنفسها حياً منفصلاً ( الحي الهندي ) لا يزال يُقفل ليلاً ويُفتح نهاراً ، ينغلق على ذاته بمدارسه وأنديته بأبواب وجدران كبيرة ولكنها ظلت تسرب عبر سمائها المفتوح ثقافتها وتستشف تراث وحضارة المدينة الجميلة ، وتتفاعل معها بذات روح أهلها ، تميزهم شعور نسائهم شديدة السواد والطول ، ولثغة اللسان الآسيوي ، ومحلات بيع القماش والعطور التي تملأ السوق ، والموتوسيكلات التي برعوا في قيادتها ، يذوبون في سودانية الطبع لا يملكون تغيير سحنات آسيا ولكن نهر القاش بدأ يعمل على تغيير لون شعر أبنائهم ويكسوه بحمرة رقيقة ، لسانهم أسلمته الليالي إلى اللهجات المحلية لا يذكر من أمر (الأوردو) وصاحباتها شيئا ، وكذلك تسكنها الجالية الأثيوبية والإرترية تتفق معها في كل شئ عدا اللسان ورويداً رويداً تزول غربته ، وينتمون لكسلا المدينة الدافئة كامل الانتماء.
    ومن أشهر أحيائها حي الختمية تسكنه قبائل الشايقية والجعليين والهدندوة ، يبدو كسودانٍ مصغر يقف خلفه الجبل بشموخه ونسمات فضائه العريض متأملاً في ملامح المدينة التي تنام وتصحو بين يديه وتتقافز القرود على أعلى قممه الثلاث ملاعبةً الأطفال والشباب ، متطلعة إلى تجوالٍ قريب بين حدائق الموز المنتشرة على جنبات نهر القاش المتمرد ، تحوّله ليالي الصيف إلى رمالٍ تكسو الرمال وذكرياتٍ تحكي الأمس والماضي وضفافٍ تلعق الصبر في انتظار قطرات ماء تبلل حلقها الجديب ، ولكنه وحين الخريف يأتي مارداً يسوق أمامه عنفوان الشباب وتمرده ويقضي دائماً على مساكن حي غرب القاش الصغيرة ليمنحهم القدرة على خلق بيوت أوسع قد يمحو آثارها حين عودته القادمة ، وما بين نومته وهياج صحوه تخلق كسلا حياةً كاملة الجمال والخضرة تلتقي كلها عند شاطئيه عصراً ، صغاراً وكباراً ، وللمحبين على رماله أسفارٌ من الوله والشوق ...
    على الرملِ
    كان القاش يبذر أغنيات الحبِّ في الأحداق
    فتنبت وردةً حمراءَ
    تأخذ شكل هذا القلبْ
    وكانت لوعة العشّاقْ
    تنام على سرير العشبْ
    على الرملِ
    زرعنا الوعدَ باللقيا
    وبتنا طيَّ هذا العشقِ أغنيتينِ من أشواقْ
    وحين تبدأ الشمس سفرها اليومي تسكن أصوات العصافير آذان المدينة زقزقةً وانشراح ، والليل فيها موائد النسيم وسحره ، عبر ممرات السواقي الضيقة كثيرة التعريجات إلى أن تلفّك الوحشة بكامل سطوتها ، تلتقيك المساكن ، تبدأ أصوات ساكنيها تكسر عنك رجيع الهواجس فتتناسى الأغنية الباهتة التي كنت تدخرها لرعشات الخوف هذه وصوت أرجل العالم كلها تخطو وراءك وأنت ( تعصر وتخبّ ) وتكاد تطير ، الأطفال يلعبون لعباتهم الشعبية المحببة والرجال يتسامرون قرب دكان الحي متقد الذاكرة والطرفة والحضور وفوانيس الجيران وكهرباء المدينة ( الما مضمونة ) والشباب يستفزون قدراتهم كلها في مجالس أنديتهم المختلفة.
    وفي حي ( السكة حديد ) يجتمع السودان في توادد الأهل ونبل الأصدقاء ووداعة الأحباب ، تكاد بيوته دائرية الغرف وفناءات الدور تكون داراً واحدة تطل عبر جدرانها أوراق أشجار الجوافة والليمون وعرائش العنب التي تطول على ظلالها الوريفة جلسات القهوة وأحاديث الظهيرة المخلوطة بالنعاس اللذيذ والإرهاق ، ويسطع فيها نجم الراديو تغسل أغنيات برامجه النهارية أوجاع الحقل وأعباء السوق ومسؤوليات المنازل الكثيرة ، ومن جميل ما يميز كسلا أنها لم تسلب ساكنيها من بقية القبائل ومناطق السودان وحتى خارجه ذواتهم ولم تترك ثوبها هي كذلك ، تجد عبر ليلها المملوء أشجاناً وأفراحا ، نقارة أهل الغرب وطنبور الشماليين وباسنكوب الشرق وشعورهم الطويلة التي تشكو تغوّل الزيت الدائم عليها ، وتجد في قلب المدينة أوركسترا أهل الوسط وكلها محضورةٌ دائماً ، عامرة تفيض إلفاً وقربى ، وفي السوق الكبيرة بوسط المدينة ، تنتظم أكوام الفاكهة المبعثرة في سوق غرب القاش الصغيرة ، على مناضد خشبية مختلفة الألوان والأسماء تأخذ زينتها عند كل صباح بعد غسلها ورصها في أشكال هندسية جميلة ، ولكنها تحافظ على سعرها الزهيد في السوقين ، ولو أنها تبدي بعض الغلاء بوسط المدينة لحرص زوّار المدينة من عرسان السودان الذين يحجون إليها على شراء فاكهتها المشهورة حين عودتهم إلى مدنهم ، وتسيطر على مطاعمها وجبات أهل الشرق الرئيسة يبدو ( السلات ) وهو عبارة عن لحمٍ ينضج على حجارة محماة بالنار في كامل دسمه واحمراره الشهيّ ، ويتألق ( القُرار ) اللحم المحشو في ( مصران ) الخروف ، لكأن كل توابل الحضارات مزجت بخلطته وكل قوائم الطعم اصطفت عند ضفة حجارته المتقدة فلا تكاد تشبع منه ولا تكاد تخطئ نظرة النصر في عيون الطاهي وهو يهبُّ ناره ويغني بابتسامته التي تفوق الضحك بمراحل ، يصاحبها بأغنياتٍ محببة وبعض رقصٍ يهزّ فيه رقبته بمهارة فائقة ، ولكن الفول يظل ملمح كل المدن السودانية ، يزيده السمن البلدي حضوراً في مطاعمها البلدية التي لا تفتر عن تقديم وجباتها طوال اليوم وتضجّ قربها المقاهي تقطع سكون الليل بأنفاس الشيشة وبخار الشاي ورائحة القهوة وونسات السمّار ، تتميز مقاعدها الخشبية باللونين الأخضر و(اللبني ) مع سواد اتساخٍ يطليه بها الزمن والناس ، وهي من أميز ملامح المدينة تجد فيها أخبار العالم ونتائج مباريات إستاد كسلا المفضوح بارتفاع الجبل ، يتحد فيها الصبر والأمل والحب والرغبة وتتطاير الأحلام مع لفافات دخان الشيشة وينجو العقل ببعض خدرها من التفكير في الواقع المر ، والطريق السريعة خارج المدينة لا تنتهي بعد خروجها إلا إلى حدائق وسواقي وضواحي كسلا التي تملأ سوق غرب القاش بالحياة ، وتمتد مدّ البصر أحزمة الخضرة حول المدينة حتى لتكوّن على جيدها وشاحاً من الخضرة والجمال عقده الجبل الذي لا تبرحه سحاباته وذيولها الضبابية وقروده التي تغيب ساعات العصر حين يضجّ الجبل باللقاءات وتبدأ بعد الغروب في ملء أسماع المدينة بأصوات ألعابها وبهجتها الممتدة عبر أزمانٍ وأزمان.
    لا تكاد تغادر مدينة الجمال المتجدد تلك إلا وتلتفت صوب ذكرياتك فيها تطالع الجبل وهو يودعك بجبينه المغسول وسحاباته الدامعة ، حتى تغيب عنك ، فيبدأ القلب عندها في التلفت والشِعر يحوّم حولك " كسلا أشرقت بها كأس وجدي " قبل أن يغنيها الكابلي ويبدل الكأسَ بالشمسِ لاعتباراتٍ لا تخصّ المدينة ، ولا حالات الإلهام العميقة ، ويظل الجبل يقاطع المسافاتِ وأنت راحلٌ عنها حتى لتظنه يتبعك وهو غارقٌ في عشقه حتى أخمص حجارته ، وتتقد بينك وبينه لغة الهوى فتنام على أشجانك ويصحو الغناء.
    أسامة معاوية الطيب

    هل هي كسلا كما تراها انت؟
                  

03-22-2005, 06:42 AM

عبدالبارى العجيل
<aعبدالبارى العجيل
تاريخ التسجيل: 03-02-2005
مجموع المشاركات: 268

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ومـــــات .... حين رعشة الجبــــل !!!!!!! (Re: أسامة معاوية الطيب)

    إذا فى دليل واحدعلى عبقريتك هنا يا أسامة
    هو إنك شواف
    شواف لى لون الوردة قبل تتفتح
    لى طبع الناس
    لى صوت الألق الطالع من توتيل
    همس الخضرة تناجى القاش
    النفس الواحد
    كان أدروب ولا إساقة
    ولا مصيلح
    ولا اللوحة المابتتوصف
    غير من زول بيشوف بى قلبو
    يسمع بى حسو
    وينضم من وجدانو
    يا أسامة أنا فارقت كسلا
    قبل سبع سنين
    والله يجازى....
    لكن صدقنى ما فارقتها كلو كلو
    وأنت كمان
    العملتو ده يا أسامة ما رد
    ده بوست قائم بذاتو
    خلى بيناتنا التماهى
    فى ضفاف كسلا الوريقة
    نفحة من نفس السواقى
    ونسمة الفرح الرقيقة
    قعدة بين أدروب وريرة
    وقعدة البن الأنيقة

    كان حيين بنتواصل
    أيها الجميل

    عبدالبارى
                  

03-23-2005, 00:23 AM

أسامة معاوية الطيب
<aأسامة معاوية الطيب
تاريخ التسجيل: 12-13-2003
مجموع المشاركات: 529

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ومـــــات .... حين رعشة الجبــــل !!!!!!! (Re: عبدالبارى العجيل)

    عبدالباري
    صباح الخير
    كيف كسلا والمساءات تشعل فيها نهارا بلون النجوم الحنينة؟
    احكي لي عنها فأنا لازلت المس طرف طعمها علي لساني رغم حموضة الغربة و...........

    احكي لي عنها
                  

03-21-2005, 02:29 PM

معتز تروتسكى
<aمعتز تروتسكى
تاريخ التسجيل: 01-14-2004
مجموع المشاركات: 9839

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ومـــــات .... حين رعشة الجبــــل !!!!!!! (Re: أسامة معاوية الطيب)

    أسامة

    أحسب أن الخطى تركض عجلى و تسحب البساط من بين أرجلنا
    و نحن فى سبات عميق لا أدرى و لكن و أنا أسترسل فى سردك
    الجميل للحظات الحلوة التى قضينها جوه جُب حروفك..


    نستقى من سبل الحياه طريقا نضاليا ...
    الوقود والحريق ..
    والاشتعال ياعلى ضروريا..
    فى ان نجعل اللهب نارا..
    انت كذلك لك الدوام ..
    والناس تنده بالصحة والتوفيق..
    دوما..
    تصاحبنا الرعشه ..
    اشياء لم تكن تخطر ببالنا ..
    ولكن كم طوع الحياه كما يهوى وكما يهوى هو
    فى محاوله لخلق ماسمى حياه..
    نعيش ونموت ..
    وفى ناس ميته وعايشه ..
    من اجل الناس ليس لتحق شى يذكر للعالم الفوقانى..
    ان تعيش لتقابل يوما ما
    ويتدفق البكاء شلالات.
    وتبقى مشكله ..

    ومـــــات .... حين رعشة الجبــــل !!!!!!!
                  

03-22-2005, 07:27 AM

Ali Alhalawi

تاريخ التسجيل: 02-10-2004
مجموع المشاركات: 1467

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ومـــــات .... حين رعشة الجبــــل !!!!!!! (Re: معتز تروتسكى)

    لقد عدت يا صديقى لأجدك تنثر جمالك فى المنبر كما أنت
    سأصطحب معى الجبل و كسلا لان كومة الأوراق على مكتبى ستفسد فيهما طعم الوطن .. بعدها سأعود ممتلئا بك
                  

03-23-2005, 10:05 AM

أسامة معاوية الطيب
<aأسامة معاوية الطيب
تاريخ التسجيل: 12-13-2003
مجموع المشاركات: 529

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ومـــــات .... حين رعشة الجبــــل !!!!!!! (Re: Ali Alhalawi)

    الحلاوي
    ازيك وزمان طويل ما قريناك
    تحياتي
    ومنتظرك ومنتظر ردك وحرفك الجميل
                  

03-23-2005, 01:10 AM

أسامة معاوية الطيب
<aأسامة معاوية الطيب
تاريخ التسجيل: 12-13-2003
مجموع المشاركات: 529

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ومـــــات .... حين رعشة الجبــــل !!!!!!! (Re: معتز تروتسكى)

    معتز انت تعرف ان ابلغ حروفي معاك هي الصمت
    واحني الراس ملوحابعميق الشوق
    تحياتي
                  

03-25-2005, 02:57 AM

الجندرية
<aالجندرية
تاريخ التسجيل: 10-02-2002
مجموع المشاركات: 9450

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ومـــــات .... حين رعشة الجبــــل !!!!!!! (Re: أسامة معاوية الطيب)

    ولك مني تلاتة نجمات يرتعشن من فرط دهشتهن
    ***
                  

03-25-2005, 08:51 AM

أسامة معاوية الطيب
<aأسامة معاوية الطيب
تاريخ التسجيل: 12-13-2003
مجموع المشاركات: 529

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ومـــــات .... حين رعشة الجبــــل !!!!!!! (Re: الجندرية)

    اماني!!!!
    شكرا لنجماتك الثلاث مع انو فد واحدة بتكتل الزول
    جميل جدا مرورك
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de