|
وزير الجنجويد و مائة مليون يورو - هلال زاهر الساداتي - القاهرة
|
وزير الجنجويد و مائة مليون يورو
هلال زاهر الساداتي - القاهرة
في الجلسة التي عقدها المجلس الوطني لمناقشة اتفاقية السلام بين الحكومة و الحركة الشعبية لتحرير السودان والتي بثها تلفزيون السودان , تحدث كثير من النواب مؤيدين الاتفاقية ناثرين عبارات الثناء والشكر للذين شاركوا في إنجازها وعلي رأسهم العقيد الدكتور جون قرنق والسيد علي عثمان محمد طه النائب الأول لرئيس الجمهورية , وكذلك امتد الشكر والثناء لدول الإيقاد وعلي رأسها كينيا والجنرال الكيني سمبويا وللدول الصديقة التي ساهمت مساهمة مقدرة في هذا الإنجاز التاريخي .
وسار الاجتماع في هذا الجو المفعم بالحمد والأماني بأن يحقق السلام الديمقراطية والعدل والمساواة بين أهل السودان جميعا , الي ان أعطى الرئيس الكلمة للوزير عبد الحميد كاشا الذي قال انه عائد لتوه من مدن الضعين وعديلة وقريضة وقال ان الناس هناك يؤيدون السلام وبعد ان تم الصلح بين قبيلتي الرزيقات والمعاليا وهاتان القبيلتان في دارفور ذوات الأصول العربية لهما تاريخ ليس بالقصير في المصادمات الدموية بينهما , وقال ان الناس حملوه رسالة بان يطالب بمائة مليون يورو من مبلغ السبعمائة مليون يورو والتي افرج عنها الاتحاد الأوروبي من أرصدة السودان التي جمدها الاتحاد , والتي عاد بها النائب الأول من بروكسل , وها هو الوزير يفعل ذلك ويطالب بالمائة مليون يورو !! وقد ضحكت طويلا , وشر البلية ما يضحك , ولم يكن مبعث ضحكي مطلب هاتين القبيلتين فهما تستحقان كل خير يرفع من مستواهم اقتصاديا وثقافيا وصحيا مثلهم في ذلك مثل جميع المواطنين المهمشين في السودان بأكمله , شماله وجنوبه ووسطه وشرقه وغربه ولكن لا الزمان والمكان ولا المناسبة تسمح بمثل هذه المطالبة , وما أثار ضحكي هو ذهنية هذا الوزير المحسوب من قادة الجنجويد , فالوزير الجنجويدي قام بمهمته علي اكمل وجه , فسلط عجاج البشر من الجنجويد الذين افسدوا في الأرض اشد الفساد قتلا للأبرياء , وحرقا للبيوت , وسلبا ونهبا لمقتنيات وممتلكات الناس , واغتصابا للحرائر من النساء , فهم شياطين فكوا عقالها فأوسعت الناس والديار إبادة وتدميرا ولقد غمزه رئيس المجلس وقال له انه أعطاه أسبقية الكلام كوزير ولكنه تكلم كنائب , و للأسي والأسف ينتسب هؤلاء البشر الي الإسلام و المسلمين , والي السودانيين الذين عرفوا بحماية الأعراض وكريم الأخلاق !
واعجب من وزير يحسب ان الملايين التي افرج عنها جاء بها النائب الأول في حقائب أو زكائب , ( يخمش ) منها ويعطي منها شمالا ويمينا , أو يوزعها مثل ( كيمان الكرامة ) ! ولعله حسب هذه المبالغ التي افرج عنها مثل غنائم حربهم القذرة ضد النساء والأطفال والشيوخ , و استوفوها في الداخل وهم يتطلعون الآن الي غنائم الخارج جزاء علي أعمالهم
أقول للوزير الجنجويدي وزملاءه من قادة الجنجويد ولكل من تخضبت أياديهم بدماء الأبرياء الزكية بان يوم حسابهم قد دنا وان تقرير لجنة الأمم المتحدة لتقصي الإبادة الجماعية والجرائم ضد الإنسانية سيقدم لمجلس الأمن بعد أيام قلائل , فابشروا بالقصاص القادم , وسيلاحقكم العار في تاريخ السودان الي الأبد .
[email protected]
|
|
|
|
|
|