|
Re: لمحة تأريخية: حل الحزب الشيوعي وطرد نوابه من البرلمان 1965 (Re: خالد الحاج)
|
لم يؤخذ بالإعتراضات. وحلت الجمعية الحزب الشيوعي وطردت نوابه منها.
ولكن القضية لم تنتهي عند ذلك الحد. فتفرعت منها مواقف شعبية وقضايا قانونية. فاستنفر الحزب الشيوعي النقابات العمالية والمهنية. وتضامن معه حزب الشعب الديموقراطي. فخرجت مسيرات في مدن البلاد وبلغت المسيرة في العاصمة 60 ألف. وتكونت هيئة الدفاع عن الديمقراطية.
رفع الحزب الشيوعي ثلاثة قضايا دستورية. الأولي ضد تعديل الدستور، والثانية ضد قرار الحل، والثالثة ضد طرد النواب. وأدي رفع القضايا الدستورية إلي نقل الأزمة من إطار التهريج بإسم الدين ووضعها في حجمها السياسي. وقبلت الأحزاب الإحتكام إلي القضاء. أي قبلت المنهج الديمقراطي السياسي. واستغرق نظر القضية أمام المحكمة قرابة العام وفي 22/12/1966 أعلن قاضي المحكمة العليا صلاح حسن الحكم في القضية. فأعلن أن الحريات المنصوص عليها في المادة الخامسة من دستور السودان المؤقت المعدل لسنة 1964 لا يجوز الحد منها بتشريع أو تعديل دستوري. وحكمت المحكمة بعدم دستورية التعديلات التي أجيزت يوم 22/11/1965 وإلغاء كل ما تعلق عليها من تشريع وإعتباره كأن لم يكن. وأصبح الحكم سابقة قضائية يرجع إليها فقهاء القانون في العالم وفي 20/02/1967 أصدرت محكمة مديرية الخرطوم حكمها في القضيتين المتعلقتين بحل الحزب الشيوعي وطرد نوابه من البرلمان. فقضت ببطلان القرارين لتعارضهما مع الحقوق الأساسية التي نصت المحكمة العليا بأنها حقوق لا تقبل التعديل.
ولم تنته الأزمة بقرار المحكمة العليا بل أخذت تتصاعد فأعلن الصادق المهدي رئيس حزب الأمة أن حكم المحكمة العليا حكم تقريري، ونسف بذلك أساس الديموقراطية اللبرالية التي يقف اليوم مدافعآ جسورآ عنها. ورفضت الأحزاب التي شاركت في المهزلة حكم القضاء. وإنتقلت المعركة ضد المؤسسة القضائية وإستقلال القضاء. مما دفع برئيس القضاء بابكر عوض الله بتقديم إستقالة مدوية إلي رئيس وأعضاء مجلس السيادة. واختتمها قائلآ "إنني عملت مافي وسعي لصيانة إستقلال القضاء منذ أن كان لي شرف تضمين ذلك المبدأ في ميثاق أكتوبر ولا أريد لنفسي أن أبقي علي رأس الجهاز القضائي لآشهد عملية تصفيته وتقطيع أوصاله وكتابة الفصل المحزن الأخير من فصول تأريخه. وبعد شهر من قرار المحكمة العليا أصدر الترابي كتابآ في يناير بعنوان (أضواء علي المشكلة الدستورية) "بحث قانوني مبسط حول مشروعية حل الحزب الشيوعي". وتولت مطبعة الخرطوم طباعته . والفكرة الأساسية في الكتاب أن الجمعية التأسيسية هي الجهة المناط بها ممارسة السلطة الدستورية وهي مظهر السيادة التي تثبتها الدساتير للأمة من بعد الله. وبما أن السلطة التأسيسية هي التي تمتلك السيادة المطلقة فإن فصل السلطات إلي تشريعية وتنفيذية وقضائية تأتي في المرتبة الثانية بالنسبة للسلطة التأسيسية ، تأتي في مقام الفرع من الأصل. ويثير كتاب الترابي العديد من الأسئلة : إذا كانت المحكمة العليا ليس لها حق النظر في قرارات الجمعية التأسيسية فلماذا عرض عليها الأمر من البداية؟. ومن الذي يحكم البلاد هل هو دستور السودان المؤقت لسنة 1964 الذي ينص علي إستقلال القضاء ويعطيه الحق في تفسير ما ينشب من خلاف حول تفسير بعض نصوصه أم الجمعية التأسيسية التي يمنحها الدستور سلطات محدودة وليست أحكامها كما يقول الترابي تعلو ولا يعلي عليها. وهل لأن الجمعية التأسيسية مكلفة بوضع دستور البلاد تصبح فوق الدستور الذي يحكم البلاد؟ يبدو أن الترابي لم يفرق بين الإجابة علي أسئلة أمتحان ببراعة الطالب النبيه وتناول قضايا تخص مستقبل أمة.
وأدرك الأستاذ محمود محمد طه ما في الكتاب من إضطراب فألف كتابآ في الرد عليه بعنوان "زعيم جبهة الميثاق الإسلامية في ميزان : الثقافة الغربية-الإسلام، أضواء علي المشكلة الدستورية". فقال أن الكتاب من حيث هو فلا قيمة له ولا خطر ، لأنه متهافت، ولأنه سطحي، وللأنه ينضح بالغرض ويتسم بقلة الذكاء الفطري".
تحدث الصادق المهدي إلي مجلة طلاب جامعة الخرطوم عام 1985 فقال : "ما حدث كان إنفعال...إن الذي حدث في موضوع حل الحزب الشيوعي كان موقفآ سياسيآ غير محسوب نتج عن موقف إنفعالي.. ولكن يجب أن أقولها أنه يجب الإستفادة من تجارب الماضي الأولي...إن حديث الطالب في معهد المعلمين فجر المشاعر....وإن مثل الذي حدث قد يتكرر". ولكن مثل حديث السيد الصادق هذا لا يساعد علي تجنب أخطاء الماضي. إن الذي حدث يجب أن يتخطي الإعتذار والتبرير إلي المواجهة الصريحة والمحاسبة الصارمة.
نفس المصدر السابق الصفحات 159 إلي 162
تحياتي.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: لمحة تأريخية: حل الحزب الشيوعي وطرد نوابه من البرلمان 1965 (Re: محمد الامين احمد)
|
"تحدث الصادق المهدي إلي مجلة طلاب جامعة الخرطوم عام 1985 فقال : "ما حدث كان إنفعال...إن الذي حدث في موضوع حل الحزب الشيوعي كان موقفآ سياسيآ غير محسوب نتج عن موقف إنفعالي.. ولكن يجب أن أقولها أنه يجب الإستفادة من تجارب الماضي الأولي...إن حديث الطالب في معهد المعلمين فجر المشاعر....وإن مثل الذي حدث قد يتكرر"".
شكــرا يا خالـد،
هــذا هـو النص الذى كنت أبحث عنـه منـذ زمن.. فلقـد قـرأتـه بعـد الإنتفاضــة.. ســوف أرد قريبـا على هـذه إن شـاء الله.. هـؤلاء القادة الذين لا فكـر لهـم ولا إسترتيجيـة ولا تخطيط، وإنما يحكمـون الســودان بالإنفعالات مثل الأطفـال!! والأن بعـد الإنتفاضــة، وعـودونـا بالمزيـد من هـذه الإنفعالات.. يا للعــار. والله لو ترجـم هـذا النص وقـرأتـه شعـوب العـالـم، لسخــروا، ليس من الصـادق وبقيـة الشفــــع الإنفعاليين، وإنما من الشعب الســودانى الذى يأتى بحكام لا يحكمـون عقولهـم فى الأزمـات، وإنما يتركـون العنان لإنفعالاتـهــم.. التى جلبت عليهـم وعلى الشعب الأهـوال، ولا يستحـون من الإفتخـار بأنهـم إنفعاليين (بدليل الوعـد بتكرارهـا).
ملحـوظــة: هــذه هى الوصلة لكتاب الأستـاذ محمـود محمـد طــه فى الرد على كتاب الترابى: http://alfikra.org/books/bk014.htm
وهـذه هى الوصلـة لكتاب: "الدستــور الإسـلامى، نعــم و لا. http://alfikra.org/books/bk013.htm
| |
|
|
|
|
|
|
Re: لمحة تأريخية: حل الحزب الشيوعي وطرد نوابه من البرلمان 1965 (Re: أبوالريش)
|
Quote: شكرآ خدر فعلآ نحتاجها الآن.. بعضهم يظن أنه سيأتي بما لم يأتي به الأوائل ويهدد بإزالة الحزب الشيوعي وإسقاطه في الإنتخابات القادمة عندما يسمحون بإنتخابات طبعآ.. عييييييييك. |
شكرا لك على المعلومات الضافية الكافية
ولكن مازلت تمارس المطاعنات ووتبيخ السم...
ما أنا قلته اننى سأنشر كل مقالات صلاح احمد ابراهيم لنوضح كيف يمارس الحزب الشيوعى اغتيال الشخصية وتلفيق الكذب وان هذا الامر مستمر حتى بعد تحول كوادر الحزب الى فلول اليسار آكلى الويلفير الراسمالى..
واذا اى يوم اتت انتخابات ستكون مهمتى هى الدعاية المضادة وعمل معرض مثل معارض الهولوكوست لناس الجزيرة ابا وود نوباوى و قصر الضيافة..
| |
|
|
|
|
|
|
Re: لمحة تأريخية: حل الحزب الشيوعي وطرد نوابه من البرلمان 1965 (Re: bayan)
|
Quote: لقد عشت طوال حياتى وسط ما يسمى قبيلة اليسار(مواطنة من عطبرة ودرست فى معهد الموسيقى).. وكنت اكن لهم احترام وود.. اما الان فلا ود ولا احترام.. |
بيان بعد هذه العباره لايصلح معك اى حوار فى هذا الشأن
خالد الحاج شكرا على هذا البوست التاريخى الذى وثق لاكبر ازمة دستورية عاشتها البلاد فى حقبة الستينات وترتب عليها الكثير مما نعانى منه اليوم
| |
|
|
|
|
|
|
Re: لمحة تأريخية: حل الحزب الشيوعي وطرد نوابه من البرلمان 1965 (Re: خالد الحاج)
|
الاخ العزيز خالد الحاج
أعود الي هذا البوست مرة أخري ...
بالطبع نستطيع أن نقول ملء الفم أن ماحدث في 1965 كان " مؤامرة" وهذه هي الكلمة الصحيحة لماحدث من تآمر علي الدستور في محاولة فاشلة لحرمان الحزب الشيوعي من حقة في العمل السيلسي العلني .. ومن المفارقات أن القوي التي أرادت تدمير الحزب الشيوعي مارست هذه المؤامرة في رابعة نهار الديمقراطية ونسيت ان الدستور يحرسه قضاء عادل و نزيه ... لفت نظري حديث السيد الصادق المهدي الذي ورد في سياق عرضك لجانب من كتاب القدال من أن الذي حدث كان انفعالا ولكنه لايضمن عدم تكراره ... أعود بالذاكرة قليلا الي الوراء أبان الفترة الديمقراطية الاخيرة و التي كان السيد الصادق المهدي علي رأس سدة حكمها , فقد شهدت تلك الفترة محاولة شبيهة بأحداث 1965 و تلك الازمة الدستورية و لكنها أحبطت سريعا ... لست أدري ان كان الناس يتذكرون موجة الانفعال و العداء للشيوعيين في أعقاب السقوط الاول للكرمك و قيسان وظهور نبرات التهديد و الوعيد للحزب الشيوعي تحت مسمي " تنظيف البلاد من الطابور الخامس" وكيف أنه تم اعتقال مجموعة من العاملين بمحطة الكهرباء بالدمازين علي رأسهم المهندس صالح الخير و كيف أن قيادة اللواء الرابع عشر للجيش كانت علي وشك تصفيتهم , وقد شنت حملة هوجاء آنذاك علي الحزب الشيوعي و أتهم بانه الطابور الخامس و انه يتخابر مع " العميل " جون قرنق ...و خرجت المظاهرات المشحونة بالعواطف قي الخرطوم ومدن أخري و الهتاف الشهير " الدائرة تدور علي الطابور" . هذه الحملة قامت بها نفس جبهة الميثاق الاسلامي باسم الجبهة القومية الاسلامية و قد كرست صحف الراية و " ألوان" حسين خوجلي كل امكانياتها في تصعيد هذه الحملة , بل و اشترك بعض من قيادات الاحزاب السياسية الاخري في تلك الحرب الشعواء منهم الشريف زين العابدين الهندي و الذي حضر الي الدمازين و خاطب تجمعا جماهيريا كبيرا نظمته قيادة الجيش بالدمازين طالبا من الجماهير الزحف علي سجن الروصيرص حيث يحتجز المعتقلون وتاديبهم بأيديهم ,, كان يقصد قتلهم ... وكانت هذه الاجواء أشبه بالاجواء التي أعقبت ندوة معهد المعلمين العالي من حيث انفلات المشاعر و اليماحوحية و التهريج و الضرب بعرض الحائط لمبادئ القانون و الدستور .... و تدخلت نقابة المحامين آنذاك و كلفت مجموعة من المحامين برئاسة الاستاذ مصطفي عبدالقادر بالدفاع عن هؤلاء المتهمين ... و بالفعل أحيلت أوراق القضية الي محكمة المديرية في الدمازين و الذي حكم فيها في جلسة استمرت لمدة عشر دقائق , حكمت بشطب البلاغ من أساسه و اخلاء سبيل المتهمين ...
قصدت بالاشارة الي تلك الحادثة أن هنالك من يحلم دائما بتصفية الحزب الشيوعي و تلك القوي لاتخجل من اعلان ذلك و التآمر علي ذلك حتي في ظروف الديمقراطية و العمل القانوني للاحزاب ... ولا استبعد أن تكون هنالك محاولات مثل التي تمت من قبل حتي في الديمقراطية القادمة ...
| |
|
|
|
|
|
|
Re: لمحة تأريخية: حل الحزب الشيوعي وطرد نوابه من البرلمان 1965 (Re: خالد الحاج)
|
الخال العزيز خالد الف شكر علي انزال هذه المعلومات القيمه عن قضيه حل الحزب الشيوعي , وحقيقه حل الحزب ورفض حكام تلك الفتره تنفيذ احكام القضاء ببطلان قرار الحل من قبل الجمعيه التاسيسيه هي مقدمات مانحن فيه الان . بالاضافه لتسليم عبدالله خليل السلطه لعسكر نوفمبر . اتمني ان يجد هذا الموضوع مزيدا من البحث من المعاصرين لتلك الفتره . ودمت
| |
|
|
|
|
|
|
Re: لمحة تأريخية: حل الحزب الشيوعي وطرد نوابه من البرلمان 1965 (Re: Muna Khugali)
|
سؤال هل طرد الحزب الشيوعي مبرر لانقلاب نميري ؟ سؤال اخر لم صفي حساباتهم مع الازهري علانا ؟ هل الازهري كان يشكل عقبة امام الشيوعيون ؟ لماذا تم نعي الازهري بالاستاذ اسماعيل الازهري ؟ انتم تعرفون ان هيلا سلاسي جاء في زياره بعد الانقلاب مباشره وفي المطار سأل نميري . اين الازهري ؟ في السجن ... قال : بلد لا تحترم زعيم التحرر الوطني ليست جديره بالاحترام ورجع الي بلاده فورا .............. ان من طردوا من البرلمان جاءوا بنميري (طيش جنتوب ) وعندما استفحل اقلب هاشم العطا ....... التحية لشهداء قصر الضيافة وهم :- قتلى قصر الضيافة: 1/عقيد مصطفى عثمان أورتشي2/ عقيد سيد أحمد محمد حسين حمودي 3/ عقيد محمود عثمان كيله 4/ مقدم سيد المبارك 5/ مقدم عبد العظيم محمد محجوب 6/ رائد عبد الصادق حسين 7/ نقيب سيد أحمد عبد الرحيم 8/ نقيب تاج السر حسن علي 9/ نقيب كمال سلامة 10/ نقيب صلاح خضر 11/ ملازم أول محمد يعقوب 12/ ملازم أول محمد صلاح محمد 13/ ملازم أول الطاهر أحمد التوم 14/ ملازم محمد عمر 15/ ملازم محمد حسن عباس 16/ ملازم محمد الحسن ساتي 17/ رقيب دليل أحمد 18/ عريف عثمان إدريس 19/ وكيل عريف الطيب النور. .............................. لنثبت لتاريخ ان الدمومية عمرها ما كانت الحل وان الديمقراطية هي الطريق الي البرلمان مع العلم بان تجربتنا وليده ويجب ان تستمر الي امد كبير ............ ولكم التحية ------------------------------------------------ وتمتد الرؤيا بعد الرؤيا الي الابد
| |
|
|
|
|
|
|
|