حدث هذا يا (عثمان ميرغنى) ، لأن (قرنق) لا يحكم (بشريعة القرن السابع) !!!

Quote: انفردت صحيفة "الرأى العام" بنشر مداولات المؤتمر المثير الذي عقدته الحركة الشعبية لتحرير السودان في فبراير الماضي (2004) بمدينة رومبيك في جنوب السودان .. وفي ثنايا المداولات كال المؤتمرون نقدا لاذعا وهجوما مريرا على د. حون قرنق .. وتمددت مساحة النقد من مجرد الكلمات الحادة الى الاتهامات الشرسة والتعابير القارصة.. بعيدا عن تفاصيل الخلافات القيادية بين د. جون قرنق والقائد سلفاكير التي كانت تناقش في معظم مداولات الأعضاء .فقد أظهر المؤتمر صفحة غاية في الديموقراطية والمسئولية القيادية .. فالكامات كانت مباشرة مسددة على أخطاء يري المتحدثون أنها تستوجب التصحيح .. وكان واضحا أن المؤتمرون يتحدثون بلا خطوط حمراء .. يستخدمون العبارات المباشرة بلا دبلوماسية ويصلون الى المهاني المستهدفة بأقصر الطرق .. واذا كانت صحيفتنا المبجلة "الرأى العام" قد حققت سبقا صحفيا داويا بنشر هذه المداولات السرية , فقد أدهشني (جدا) أن لا نجد مثل هذه المداولات في دهاليز حزبنا الحاكم .. او أحزابنا الأخري المؤتلفة معه او تلك المعارضة .. هل سمعتم بمؤتمر حزبي واحد في الشمال تعرض فيه الرئيس لمثل هذه الانتقاد . لماذا لا يتحقق لصحفنا سبقا صحفيا فتكشف لنا كواليس مؤتمر حزبي سياسي يميل فيه الاعضاء الاتهامات المريرة للرئيس بينما هو صامت في المنصة يسمع بلا توتر وعندما يدلي بحديثه في بداية المداولات يصف الأعضاء حديثه بأنه غير مقنع . وأنه يكذب .. وأنه "لا ينسى ولا يعفو" .. وهي بالتحديد العبارات التي قالها الأعضاء لجون قرنق وفي وجهه .. ثم ينتظر دوره في ختام المداولات ليقول رأيه بكل هدوء .. هذه لمحة ديموقراطية ناصعة ..ليت قادتنا في الشمال يختلفون فيقيمون مؤتمراتهم الحزبية فيقف الاعضاء في وجههم ويسومونهم بالتقد الصارم . فيستمع القادة بلا ملل أو ضجر أو غضب .. لا ألوم الرأى العام أنها لم تنشر لنا مداولات مؤتمر سياسي في الشمال كهذا .. لأنه من الاساس ليس هناك مثل هذه الممارسة . في تقديري .. ان الأخوة في جنوب السودان أكثر تقدما منا سياسيا . وبالتحديد "ديموقراطياً" . فحتي عندما عشنا أيام نظام الرئيس الاسبق حعقر النميري في دياجير ديكاتورية قابضة كانوا هم في الجنوب يمارسون ديموقراطية وانتخابات وتعددية حسدهم الشمال عليها كثيرا .. ولئن كان محور الحديث في مداولات المؤتمر عن الخلافات القيادية في الحركة ، فإن المضمون العام يبعث على الاطمئنان ان الحركة الشعبية اذا استطعات ان تحافظ على مثل هذا النهج الديموقراطي الرشيد فانها لن تصاب بالكسر او التشقق كعادة أخزابنا السياسية .. وفي المرحلة المقبلة ليس مطلوبا أحزابا ضعيفة . ففاقد الشيء لا يطعيه ولا يمكن لشعبنا أن يتطلع لحكم رشيد من أحزاب ضعيفة .. شكرا للحركة الشعبية على تلك الممارسة الديموقراطية المثال والنموذج الذي يجب ان يتحتذي .. وفي انتظار قراءة مداولات مؤتمر لحزب شمالي يقف فيه الأعضاء وهم ينتقدون الرئيس بمثل هذه الجرأة ..