الكذب و الإنتهازية والمصالح الشخصية و إنعدام المبادئ الوطنية أوصل التجمع إلي ميتة سوء الخاتمة

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-19-2024, 09:14 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف النصف الأول للعام 2005م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
01-29-2005, 03:48 PM

Kamel mohamad
<aKamel mohamad
تاريخ التسجيل: 01-27-2005
مجموع المشاركات: 3181

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
الكذب و الإنتهازية والمصالح الشخصية و إنعدام المبادئ الوطنية أوصل التجمع إلي ميتة سوء الخاتمة

    نقلا عن جريدة الصحافة الصادرة بتاريخ اليوم 29 1 2005

    التجمع.. الميتة أم رماداً شَحْ

    د. حيدر ابراهيم علي

    هذه مرثية لتجربة كان من الممكن أن تصبح نقلة في التاريخ السياسي لولا نقص الخيال والصدق. ولكن المكابرة والأنانية وضعف الحس القومي أوصل التجمع الوطني الديمقراطي الى ميتة غير كريمة، ظهرت في الاتفاق الأخير وفي تعليق العقيد جون قرنق حين سئل هل سيحضر اجتماع التجمع القادم في أسمرا؟ وكان رده الشامت: لو كان التجمع موجوداً سأحضر! ذكرتني وفاة التجمع غير المعلنة مناحة بنونة بت المك نمر والتي كانت تدخر أخاها- عمارة- للدفاع عنها وحماية القبيلة مقاتلاً شارساً ولكنه مات على الفراش. وفي نفس المعنى جاء الشاعر البياتي وتحدث عن عظمة من يموت واقفاً وأنفه الى السماء، تقول مع بعض تحويرات التداول الشفاهي.
    ما دايرالك الميتة أم رماداً شح
    ديرالك يوم لقاء وبدماك تتوشح
    وعلينا الا نفهم «اللقاء» في هذا السياق بدعوة جديدة للعنف والاقتتال السياسي. ولكنه تذكير بتاريخ التجمع الوطني الذي بادر بالوعود وملأ الدنيا بشعارات الاقتلاع من الجذور، وسلّم تسلم، وسكب كثيرا من المداد في شرح الانتفاضة المحمية بالسلاح ودخول الخرطوم من بوابة الشرق، فهذه التزامات وضعها التجمع بكامل وعيه وإرادته على نفسه وروج لها سنوات طويلة، فمن المطلوب ببساطة - أن يوضح لجماهيره كيف حدث هذا التحول؟ وأن يبرر لمقاتلين أضاعوا سنوات من عمرهم واختاروا العمل المسلح حسب رؤية التجمع هذه الخطوة، فهناك ضباط مثل السر العطا وعبد الرحمن خوجلي والرشيد وجعفر وغيرهم وحتى المرحوم الفريق فتحي أحمد علي، يحتاجون الى عزاء واحترام لتضحياتهم. ولا ننسى طلاب الجامعات الذين خاضوا معارك سياسية بجسارة أكبر من سنهم، لأن الانتفاضة المحمية على الأبواب، الا يستحق طلاب الجامعة الأهلية، في جحيم سنوات القمع يناضلون ويغامرون باجسامهم وارواحهم: الاعتذار والتوضيح؟ أليس من الواجب مخاطبة آلاف اللاجئين في المنافي الذين انتظروا العودة الى الوطن والذي أصبح بخذلان التجمع: في تورنتو وسيدني وواشنطن وامستردام؟
    لست ضد الاتفاق ولكن مع احترام عقول المواطنين وعدم القفز على قضايا يؤسس عليها التاريخ والذاكرة التي تساعد شعبنا في بناء المستقبل. والا نستمر في خداع الشعب والاحتيال- كما هو الحال منذ الاستقلال: فمن يريد أن يسترد ممتلكاته يمكن أن يفعل ذلك دون استخدام اسم الشعب أو المعارضة أو التحول الديمقراطي. ومن يريد أن يلحق بنسبته في قسمة السلطة، فليفعل دون اتفاقات وبروتكولات يدعي أنها لاسترداد كرامة الشعب السوداني. أي بطريقة مباشرة من أين اكتسب التجمع هذا التفويض المطلق؟ وما هى المرجعية؟ هل عاد الى قواعده أو ممثلين للقواعد؟ ولكن هذه هى المشكلة أى السبب الحقيقي للميتة أم رماداً شح، أقصد عدم الارتكاز على شرعية جماهيرية يعود اليها ويناقشها، واستبدل ذلك بتفويض أو مناديب يمثلون- حسب الأزمة! حزباً أو نقابة - أو ما يقارب ذلك. فقد كان مقتل التجمع وهو الداعي للديمقراطية، هو رفضه - للمفارقة - الجماهير والمؤسسة، فمن البداية أعلن أنه تجمع أحزاب أى لا يمكن لأية معارضة غير مشكلة أن تنضم للتجمع لو كانت مكونة من أفراد نشطين- رغم أن الشكل الأول للتجمع في عام 1990م شكله معارضون أفراد في القاهرة، ثم بعد ذلك استولت عليه الاحزاب وتحول من جبهة معارضة الى حكومة ظل تنتظر استلام السلطة دون العمل على إسقاط النظام أو لوح الثلج الذي سوف يذوب مع حرارة الشمس- الوهم الذي ساد لدى الكثيرين.
    إن سبب الموت الحاسم هو غياب المؤسسية. وظل الناس يكررون الهيكلة والتفعيل في كل اجتماع. وانتظرنا الذي يأتي ولايأتي: اعادة التكوين لزيادة الفعالية. وظل التجمع بلا عضوية مسجلة ولا اشتراكات ولا صحيفة ولا مقر، والأخير وجد قبل فترة قصيرة بعد أن خشى أن تسحب المنحة المخصصة لايجار مقر لأن مدتها كادت تنقضي. وبالمناسبة صحيفة السودان الناطقة باسم التجمع توقفت لعدم سداد مبلغ 300 (ثلاثمائة) جنيه مصري في حينها. وضاعت جهود الصحافيين المتطوعين مثل ابراهيم على ابراهيم ومعاوية جمال الدين ومحمد عبدالماجد وغيرهم. وتوقف صحيفة الاتحادي لنفس الأسباب. هذا خلل جوهري في أي عمل نضالي أى عدم البذل والتضحية والعطاء. ولكن من يبخل بماله وجهده ووقته وراحته يستحيل أن يمثل قيادة ملهمة ومقنعة. وصدق طيب الذكر جيفارا حين عرَّف المناضل بأنه آخر من ىأكل أو ينام أو يرتاح، فهو أول من يشبع ويستيقظ ويتقدم.
    هناك سبب آخر مهم وهو القيادة، فقد كانت القوى الحديثة هى باستمرار طليعة اسقاط النظم الدكتاتورية. ولكن هذه المرة فرضت تركيبة التجمع أو ميزان القوى المرحل من فترة الديمقراطية، أن تكون القوى التقليدية هى قائدة المعارضة. فرئيس التجمع الوطني هو في الأصل زعيم ديني قبل أن يكون زعيماً سياسياً، والأول يشترط الطاعة والقبول ويصعب عليه قبول الاختلاف: لذلك كان هناك ميل واضح للإجماع وتجنب النقاش والتصويت على القرارات. ووجد رئيس التجمع دعماً مطلقاً من القوى الحديثة داخل التجمع، رغم رأيها المعروف فيه. ولكنها ظنت إمكانية الاستفادة من التنافس التاريخي بين الزعامة الدينية الختمية والزعامة الدينية المهدية. وأن الأول يسهل التعامل معه ولا يشاكس كثيراً. لذلك كانت عداوتهم للسيد الصادق المهدي مكشوفة حتى ترك التجمع، فارتاحت القوى الحديثة. والسيد المهدي بدوره يعتبر نفسه أكثر من زعيم ديني. ويحاول أن يتجاوز هذه الوضعية بتقديم نفسه كسياسي ومفكر. ولكنه في الحقيقة يكتسب شعبيته من طائفته المو########. ولم يكن المهدي يرضى في قرارة نفسه أن يرأسه في التجمع السيد الميرغني. ولم يكن ينتظر مضايقات فقد كان لديه مهندسوه للشقاق والتخريب: مبارك الفاضل ونجيب الخير، فقد نجحا في سحب حزب الأمة من التجمع. ومارس السيد المهدي حريته في لقاءات جنيف وجيبوتي وسرّع موت التجمع وظل يتفرج في تخبطه شامتاً.
    ولابد من التوقف عند دور حزب الأمة في موت التجمع، فالسيد الصادق المهدي وجد صعوبة في معارضة نظام الجبهة حتى النهاية، لأسباب شخصية وموضوعية الأول- كما أسلفنا - بعده عن القيادة والثاني لم يتقبل - وهو المفكر الإسلامي كما يقدم نفسه - أن يقاوم نظاماً ينسب نفسه الى الفكر الاسلامي لدرجة رفع السلاح مثلاً. وقد قالها في مقابلة مع صحيفة «الشرق الاوسط». فهو المتحمس لمحاربة نظام النميري خلال السبعينات في الجبهة الوطنية. ورفع منذ البداية شعار الجهاد المدني والذي كان أقرب الى مفهوم التوالي في غموض المعنى وبالتالي استحال تطبيقه. ويتحمل السيد المهدي مسؤولية عظيمة حين عجز عن تطوير التجمع وحين خرج عنه لم يقدم البديل الأفضل.
    أطلق العقيد جون قرنق والحركة الشعبية رصاصة الرحمة على التجمع حين أبعد حلفاءه عن المفاوضات، بحجة إطار الايقاد التفاوضي وشروطها. وظل التجمع يبرر عزلته بأن الحركة تمثل التجمع. وحتى الأسبوع الماضي يردد الناطق الرسمي للتجمع: إن الحركة جزء لا يتجزأ. وسأله مسؤول حكومي بخبث: إذن لماذا المطالبة بالمؤتمر الدستوري طالما الحركة جزء منكم وقد وقعت الاتفاقية في نيفاشا؟! وانطلقت الحركة بعد التوقيع تتعامل مع التجمع كذكرى أكثر منه واقع ومستقبل. وبالمناسبة لم يحضر أى مسؤول كبير من الحركة مراسم توقيع الاتفاق بين الحكومة والتجمع في القاهرة. وأرجو متابعة لقاء اسمرا هذا الأسبوع لنعرف شكل العلاقة الحقيقي بين التجمع والحركة.
    ورغم كل شئ كانت تجربة التجمع إمكانية جيدة لعمل جبهوي لو استطاع تجنب ومعالجة السلبيات الكثيرة السابقة. وما زالت هناك امكانيتان: الموت مرة ثانية حين يعود الى الداخل، أو أن يكون التجمع رغم الميتة أم رماداً شح مثل طائر الفينيق: ينبعث من رماده في حياة جديدة تعلمت من التاريخ ومهمومة بشعبها حقاً. وليس بمصالحها الضيقة التي أضاعت نصف قرن منذ الاستقلال.
                  

01-29-2005, 04:04 PM

Kamel mohamad
<aKamel mohamad
تاريخ التسجيل: 01-27-2005
مجموع المشاركات: 3181

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الكذب و الإنتهازية والمصالح الشخصية و إنعدام المبادئ الوطنية أوصل التجمع إلي ميتة سوء الخا (Re: Kamel mohamad)






    الانتهـازيــة



    Elsadiq






    سمير أسماعيل
    [email protected]



    ما إن وطأ الإنسان وجه البسيطة حتى بدأت احتياجاته ورغباته المتنوعة بالظهور ، ومع تطوره و نشوء المدنيات و الحضارات تزايدت إحيتاجاته و تشعبت في كافة مجالات الحياة السياسية و الاقتصادية و الاجتماعية و الأخلاقية و الثقافية ، وأصبحت المصالح الشخصية و ما يتعلق بها من مصالح العائلة و العشيرة و الفئة الخاصة هي العامل المؤثر و المحرك لنشاطه ، و الأساس الذي يعتمده في تكوين علاقاته و رسم أبعاد سلوكياته العامة و الخاصة .
    هذه الحالة التي بدأت تأخذ مع استمرار تفاعلها و تطورها على مرّ التاريخ أبعادا أكثر شمولية و منهجية بحيث أصبح الصراع على الوجود و المصالح من أهم القضايا التي تشغل الفرد و الفئات و الجماعات ، ومفهوم هذا الصراع سيأخذ في مراحل لاحقة عدة اوجه منها مفهوم الصراع الذي تقوم به الدولة أو الذي يقوم به المجتمع للحفاظ على حياة أفراده و حماية مصالحهم باعتبارهم مجموعة واحدة متجانسة ، و مفهوم يأخذ وجه آخر ينحصر في الصراع بشكله المعلن أو المخفي الهادف إلى تحقيق مصالح خاصة ليست عامة ، و هذه الأخيرة ستكشف عن نفسها بشكل واضح مع قيام المجتمع بعملية الإنتاج لتأمين حاجاته الضرورية حيث أنه في هذه المرحلة سترافق عملية الإنتاج التي يقوم بها المجتمع ظهور ثروة اجتماعية هائلة يصرفها المجتمع في مجالات مختلفة و هو ما سيثير لعاب فئة من الأشخاص رجحت مصالحها الشخصية على جميع المبادئ و الاستحقاقات ( الالتزام و التضحية ) ، فكان سلوكها انعكاس طبيعي لما يختلج في ذاتها من حب الذات و المصالح الشخصية ، فباتت تشكل أحد أخطر الأمراض السياسية و الاجتماعية التي كان لها آثارها السلبية الخطيرة في انحراف مسيرة الجماهير التواقة إلى التطور، و الحيلولة دون التعبير عن إرادتها و تمتعها بالحرية و العيش بسلام ، فهؤلاء لم يستطيعوا أن يدركوا بأنه لا وجود لهم بلا جماعة و بلا مجتمع متماسك يحميهم و يحفظ له تطلعاتهم و على يديه تتحقق أمانيهم في الحياة الكريمة ، و أن تلك المصالح كانت ستتحقق فيما لو لم يستعجل أصحابها تحقيقها بصورة آنية و فورية من خلال الالتفاف على كل القيم و المثل و سحقها تحت الأقدام و التلاعب بمفاهيمها ، الأمر الذي جعل من هذه الفئات و لا زالت عقبة كأداء أمام مسيرة تطور الأمة ورقيها . لذلك كان لا بد من نظرة متعمقة لهذه الفئة التي تلاعبت بمقدرات الأمة ، و نشرت ثقافتها التبريريه لممارستها النفعية في أوساط المجتمع ، مع اعترافنا بقلة الدراسات التي واجهت هذا النوعية من البشر بشكل مباشر و صريح .

    و ما نعنيه بهذه الفئة هي الوصولية و الانتهازية التي أصبحت اليوم من أخطر الآفات التي تنخر في أوصال المجتمع و أسسه ، و معولا هداما يعمل على القضاء على ما تبقى من القيم و المبادئ ،لاسيما وأننا نلمس المبدأ الانتهازي في زمننا هذا أكثر من أي زمن مضى خاصة بعد أن قنن ووضعت له الضوابط و الأطر التي تجعل ممن لديه ميولا خفية رجلا انتهازيا مع مرتبة الشرف إن هو استجاب و لم يردعه دين أو قانون أو عرف ، و لا نعني بكلامنا هذا أن الإنسان لم يعرف هذه الفئة من الناس إلا في زمننا هذا فالأصولية و الانتهازية ليست مفهوما جديدا يستخدمه المثقفون و السياسيون في مصطلحات القاموس السياسي الحديث ، بل كان أسلوبا متبعا منذ أن قامت البشرية ، فهي ظاهرة إنسانية خطيرة تطفح بشكل عنيف في النفوس الشريرة و تظهر على السطح في الظروف العصيبة ، و لها عواقبها و انعكاساتها السيئة على المجتمع كسائر الظواهر و الآفات الاجتماعية الأخرى ، لأن الانتهازي لا ينتمي للأمة فحسب بل يحطم صمودها و يجعلها في بلبلة شديدة و يفقدها قدرة التمييز بين الحقيقة و الزيف بحيث تضيع المقاييس و المعايير فتتمزق من الداخل و تصبح كالأشلاء ، بل إن ممارساته الضيقة الأفق شكلت مدخلا يدفع الأمة بكل شرائحها و بكل ما تمتلكه من قيم و مثل و إنجازات ضخمة و عظيمة و تاريخ حافل على صعيدي النظرية و التطبيق إلى هوة سحيقة .

    ما هي الانتهازية :
    تشتق الكلمة في معناها اللغوي من مادة ( نهز ) التي تعني اغتنم ، و الانتهاز هو المبادرة و يقال انتهز الفرصة أي اغتنمها و بادر إليها ، و هي في معناها الاصطلاحي أو السياسي لا تختلف كثيرا عن المعنى اللغوي المشار إليه فالإنسان العاقل هو الذي يغتنم الفرص و يستثمرها من أجل أهداف معينة تختلف باختلاف منطلقاتها فقد تكون محدودة ضيقة الأفق لا تخرج عن إطار المنفعية الذاتية القصيرة الأمد ، أو أهدافا سامية و‘مثل عليا يكافح الإنسان في سبيل تحقيقها و يضحي بالغالي و النفيس على مذابحها و عند ذلك يصبح استغلال مثل هذه الفرص المتاحة عملا مشروعا بل وواجب شرعيا قد يحاسب الإنسان على التفريط بها و تفويتها .

    أما الانتهازية كظاهرة في المجتمع فهي : اتخاذ الإنسان لمواقف سياسية أو فكرية لا يؤمن بها في سبيل تحقيق مصالح فردية أو حماية مصالح شخصية ، أو أن يتخذ الشخص مواقفه السياسية و آراءه الفكرية حسب تغيير الظروف أملا في الحصول على مصلحته الخاصة و المحافظة عليها دون أن يكون مؤمنا بالمواقف و الأفكار التي يتخذها ، أي أن الانتهازية تعني التضحية بالأهداف الاستراتيجية من اجل تحقيق أهداف مرحلية مؤقتة .

    إن أي تنظيم سياسي وبعد أن ينتقل من مرحلة النضال في سبيل تحقيق أهدافه و منها تسلم السلطة إلى مرحلة الانتصار و تسلم السلطة ، لا بد و أن يواجه في طريقه الكثير من العثرات لأن النهوض بالمهام المنوطة به يختلف بين المرحلتين .
    فنضال التنظيم السياسي في مرحلة ما قبل تسلم السلطة هو في سبيل بناء المجتمع أو الدولة و إعادة صياغتهما من جديد ، و هنا يكون للسلطة سلطانها على النفوس لما فيها من ميزات و مغريات و يخطئ من يظن أن هذه المرحلة سهلة أو هي اسهل من سابقتها .
    و لعل أخطر هذه الصعوبات التي تواجه الأحزاب السياسية أو حركات التحرر بعد نجاحها في الوصول واستلام مقاليد الحكم في بلد من البلدان هي الانتهازية المقترنة بالتوسع التنظيمي لقاعدة الحزب أو الحركة ، ففي مرحلة بناء المجتمع الجديد أو المنشود الذي يجب أن يختلف ببنيته و قيمه و علاقاته عن المجتمع القديم ، تسعى الأحزاب التي تصل إلى السلطة إلى استقطاب فئات المجتمع عن طريق التوسع التنظيمي مما يؤدي إلى ظهور الانتهازية بكل صورها و أشكالها و إلى بروز الثورة المضادة بكل أسلحتها و صنوفها ، و لما كانت الحرية هي العامل الحاسم الذي يعيد التوازن في المجتمع ، إلا أن وجود الحرية يعني وجود مثقف ثوري و مثقف انتهازي ، و هذا يعني أن مقابل كل إنسان واع قد يوجد انتهازي فلا يمكن أن يكون كل الناس ثوريين أو كلهم انتهازيين ، و بما أن دور السياسي هو تنظيم و إدارة التناقضات في السياق التاريخي والاجتماعي للمجتمع ، و نظرا لحاجة السياسي الماسة للمثقف في هذه العملية و ذلك نظرا للدور الذي يلعبه المثقف في عملية تغيير اللغة و مفاهيمها و التعامل معها و قراءة التاريخ لذلك فإن الخطورة الكبرى تكمن في إمكانية أن يقع السياسي في شباك المثقف الانتهازي

    و الانتهازي ( بشكل خاص المثقف الانتهازي )
    هو إنسان ذكي جدا يتمتع بمرونة عجيبة ، غير مبدئي ، براغماتي ، لاعب ماهر يجيد كل الأدوار ، يكرس قلمه لمنافعه الشخصية ، و هو يخاطب الجماهير معتمدا على ثقافة كل المعارف الاعتيادية و بالتالي يمارس نشاطه وفق أيديولوجية اعتيادية ، و هو أفضل من يقوم بتزييف الحقيقة ، و يقوم بدور هام و خطير في خداع و تضليل السياسي حيث أنه يزيف الواقع برمته مقابل مصالح شخصية و يضحي بالمصالح الاستراتيجية للأمة و الوطن في سبيل تحقيق مصالحه الذاتية . فهو يستخدم الواقعية و المثالية تبعا للحالة أو الموقف و الفائدة ، و بما أن هدفه في العيش هو براغماتي في الأصل ، فهو يعمل على أن تتطور أدوات المجتمع دون تطور لغته المرافقة طبيعيا لتطور الأدوات بحيث يخدم ذلك حياته البراغماتية ، و يسعى إلى تجميد المفاهيم و فبركتها بحيث تخدم أهدافه المرحلية ، و يزين الواقع بغية إقناع الجماهير المعذبة و المسحوقة كرامتها الإنسانية بما يخدم مصالحه ، و هو العدو اللدود للحقيقة و يبذل كل جهده لكي لا تظهر.
    و غالبا ما يكون الانتهازيون ذوو شخصيات جذابة و مثيرة ،و ربما يتمتعون بصلاحيات واسعة و سلطات تجعل الكثيرون يتهافتون عليهم ، و هم يبحثون - عن قصد - عن الأشخاص الملائمين لممارسة تسلطهم بأقصى ما يمكن .
    إن الفرد الانتهازي مجرد من أي مبدأ أو عقيدة أو فكرة أو مذهب معين و سرعان ما ينقلب على ادعاءاته و لا يمانع من الخروج عن الجماعة التي يدعي الانتماء إليها ، و يتصف بصفات الغدر و الخيانة للفئة أو الحزب الذي ينتمي إليه أو حتى لبني جلدته أو لأبناء شعبه .

    أما المثقف الثوري فبعكس الانتهازي هو إنسان مبدئي بطبعه و مبادئه و أفكاره ، يتحمل كل شئ في سبيل مبدئه ، شجاع و موضوعي ، لا يبني حياته على شقاء الآخرين بل يضحي بسعادته و معيشته اليومية في سبيل تحقيق الأهداف الاستراتيجية ، يرى سعادته في سعادة الآخرين ، ناقد متحرك سلاحه الحقيقة التي يكرس كل حياته للكشف عنها و إظهارها للناس ، يدرس الواقع كما هو و بما أن الواقع يسير وفق قوانين موضوعية خارجة عن إرادة الإنسان ولكون الحقيقة تغير شكلها في كل مرحلة لذلك فهو في بحث دائم عن الحقيقة ليكشفها و تصبح بذلك منارا يسير عليه الناس ، لا يقبل الظلم و القهر ، إنسان ديالكتيكي يبحث عن نقيضه ، و هو يدرك تماما بأنه إذا بطل القانون أو أوقف عن الفعل تحولت حياة الأمة إلى صحراء قاحلة لا ماء فيها و لا شجر.
    و نظرا لأن المثقف يلعب دور بالغ الخطورة في الحياة الاجتماعية يأتي من مسألة التأثير في وعي الناس لا سيما و أن الوعي هو انعكاس الواقع في إدراك الناس و من هنا تأتى خطورة هذه المسألة و أهميتها ( احتمال الخطأ و الصواب فيها وارد ) فكلا المثقفين الثوريين منهم و الانتهازيين يلعبان دورين مختلفين في وعي الناس فهما يقومون بنقل الواقع إلى فكر الناس وهذا يعني أن احتمال تشويه الواقع في وعي الناس وارد بغية تحقيق منافع شخصية قد يكون المال سببها أو طلب العظمة بالنسبة للانتهازيين .
    فإذا برز المثقف الانتهازي و سيطر على الساحة الاجتماعية و استطاع أن يخدع السياسي بآرائه المشوهة للواقع عندها ستقع المصيبة على المجتمع بأكمله لأنه في هذه الحالة سيتاح له أن يلعب دورا مهما في المؤسسات السياسية أو الأحزاب أو المؤسسات الثقافية أو الإعلامية و بالتالي سيكون له دور في توجيه القرار المؤثر في المجتمع سواء في الواقع الاجتماعي أو استغلال الظروف الجديدة لمحاولة نفخ الروح في مشروعات فكرية و تربوية تغريبية و تخريبية بذرائع مختلفة ، و الهدف من ذلك كله الإفادة من الظروف الجديدة لاغتنام النفوذ و معه الثروة و الحضور السياسي و الإعلامي على طريقة أثرياء الحرب، لكن ذلك لا يعني أن الانتهازية كظاهرة مقتصرة فقط على الأحزاب الثورية وحسب و إنما تعتبر ظاهرة اجتماعية بحد ذاتها ، و يتم تشخيصها بأنها من الأمراض الفتاكة التي تصيب المجتمع و منها ما يحدث خلال آليات التجديد و التطوير في الدولة و المجتمع

    الخصائص التي تميز الانتهازية
    • الانتهازية ليست ظاهرة عامة بل ظاهرة فردية تخص التركيب الأخلاقي للفرد ، و قد يجتمع الانتهازيون في فئة أو تكتل أو تجمع ، و لكن هذا التجمع هو مؤقت تقتضيه الظروف و يزول فور زوالها ، لذا فالصفة الأولى لأي تجمع انتهازي هي التغير و عدم الثبات على المواقف ، و الشيء الوحيد الثابت عند الانتهازي هو مصلحته الشخصية الأنانية و كل ما عداه يتغير ، انه يغير مواقفه و آراءه و أشكال معيشته و صداقاته وعلاقاته بالآخرين من يوم لآخر و من ساعة لأخرى إذا ما اقتضت مصلحته الشخصية ذلك .
    • لا تشكل الانتهازية طبقة أو فئة و إنما تأتي من عموم الطبقات و الفئات ، و الفرق كبير بينها و بين الطبقات الرجعية المعادية للتقدم لأن الطبقات التي تدافع عن القديم يكون لها موقف واضح و صريح تدافع عنه و تعتقد أنه صحيح و صواب .
    • الانتهازية ليس لها موقف صريح وواضح لأن مواقفها و آراءها لا تنبع من معتقداتها بل من مصالحها المتسارعة و المتقلبة فهي تقول اليوم ما تنقضه غدا و تقول إذا ما تتخلى عنه بعد غد و هي لا تطرح آراءها بشكل نظرية متكاملة بل بشكل مواقف سياسية آنية .
    • لا تمتلك الانتهازية أي شيء يمكن أن تقدمه للمجتمع ، و لا يمكن أن تكون عاملا إيجابيا في مرحلة من المراحل ، و لا تطرح نفسها كنظام بديل لأي شيء و إن كانت تطرح نفسها كرمز من رموز الحكم في بعض الأحيان ،و السبب في ذلك أنها لا تهتم بتنظيم المجتمع بل بتحقق مصالح أنانية خاصة بها فقط .
    وهناك أصناف من الانتهازيين يبدون مهارات كافية للعب على الحبال متى حتمت عليهم مصالحهم الشخصية و الذاتية ، فالأنانية هي الصفة البارزة لدى أمثال هؤلاء فمنهم من يلبس ثوب التقدمية و العلمانية تارة و أخرى ينحاز إلى مذاهب و فئات رجعية أو يدعي الوطنية في حين يلهث وراء المخططات الأجنبية و الهدف من وراء ذلك كله هو الحصول على منافع مادية أو بغية تبوء مناصب رسمية أو من اجل تحقيق الشهرة . و تبرز في مجتمعنا العربي ظاهرة المثقف الانتهازي بشكل واضح حيث تتراكم انتهازيته على طريقة مع و ضد ، و رغم أن هناك عقول لا تريد أن تصدق أن ثمة مثقف عربي انتهازي لم تردعه تلك ثقافته العربية عن الولوع في خطيئة الارتهان لمصالح الذات الضيقة لكن هؤلاء موجودون فعليا و لا يزالون يمارسون لعبة التدليس و خداع الذات و هم يحملون مشروعهم الانتهازي أينما حلوا و كيفما تحركوا .

    من أين يأتي الانتهازيون
    الانتهازي قد يأتي من أي طبقة في المجتمع ومن عموم الفئات ، و لكننا يمكن لنا أن نحدد أكثر الفئات الاجتماعية التي يظهر منها الانتهازي :
    1 - الفئة الوسطى : و هي بيئة جيدة لنمو هذه الظاهرة ، ففي زوايا هذه الفئة شرائح فئات كثيرة تعيش بطرق غير مشروعة تقوم حياتها على اقتناص الفرص التجارية و الاحتكار و الصفقات و السمسرة و الوساطة و المحسوبية و الصداقات مع الشركات الأجنبية ، لذلك فإن همها الوحيد أن تلتصق بالطبقة السياسية الحاكمة و أن تنسج معها علاقات ودية بشتى الوسائل الأمر الذي يجعلهم يدخلون الحياة السياسية لحماية مصالحهم الخاصة .
    2 - الفئة المثقفة : و هي مصدر مهم لظهور الانتهازية لأن المثقف في الوسط المتخلف غالبا ما يستغل ثقافته لتحقيق مآربه الشخصية ، و هذا لا يعني بأن الثقافة العامة هي التي تخلق الانتهازية بل هي عامل مساعد ومهم لمن تتوافر فيه الروح الانتهازية ، وذلك لأن البعض من هذه الفئة يحاول أن يحقق مصالحه بواسطة دخوله النشاط السياسي أو النشاطات الأخرى فمثلا : الموظفون الملتفون حول الوزير أو المدير و يتملقون ساعين وراء الترقيات و التنفيعات ، و أيضا فئات من الشعراء و الكتّاب الذين يستعملون أقلامهم للمديح و الثناء أو للذم والقدح حسبما تقتضيه المناسبة .
    3 - الأحزاب الثورية و المنظمات الشعبية : و يعود السبب في ظهور هذا المرض في الأحزاب الثورية و المنظمات الشعبية إلى الضعف الأخلاقي لدى بعض الأفراد الذين يشكلون كوادر الحزب أو المنظمة الشعبية ، و إلى عدم تلقي التربية العلمية و الثورية بشكل صحيح نتيجة عدم اقترانها برقابة صارمة على السلوك و الممارسات و الأخذ بالاعتبار المحسوبيات و الولاءات الشخصية الضيقة ، مما يؤدي إلي نتيجة حتمية هي فقدان سيطرة القيادة على كوادرها إن لم تكن مشاركة لها في تحقيق مثل هذه المصالح . فالأحزاب و الحركات عندما تنتقل من حالة المعارضة و الاضطهاد إلى حالة النصر واستلام السلطة تكون معرضة لانبثاق الميول الانتهازية الكامنة لدى بعض الأفراد الذين ناضلوا في صفوفها ، ولكن ليس الانتصار هو الذي يخلق ذلك بل الضعف الخلقي وعدم توازن الشخصية ، و الأمثلة كثيرة على الأفراد المنحدرين من طبقات فقيرة و عملوا في صفوف الأحزاب الثورية و أصبحوا في غاية الانتهازية بمجرد أن اصبحوا مسؤولين ، كما أن المنظمات الشعبية تعتبر أيضا و سطا ملائما لظهور الكثير من الشخصيات الانتهازية في صفوفها


    الانتهازية السياسية

    يوجد في الكثير من الأوساط لاسيما السياسية منها مجموعة من المثقفين الذين لا يمتلكون هوية فكرية سياسية واضحة المعالم تشكل دليل عمل و فلسفة و استراتيجية لهم في الأنشطة و البرامج السياسية و الثقافية ، بل كثير ما يقدم هؤلاء أنفسهم تنظيرات فكرية في شتى المجالات و الميادين ، فهم يعلنون أنهم يساريون عندما يجتمعون مع القوى اليسارية و التقدمية العربية ، و أنهم قوميون عندما يجتمعون مع القوميين و قس على ذلك ، و هذا راجع بالضرورة إلى الخلفية الفكرية و الثقافية التي نشأ و ترعرع في أحضانها ذلك النوع من المثقفين ، فغياب المنهجية العلمية ينتج عنه خلل في التحليل السياسي و يؤدي بذلك المثقف أو المثقفين إلى الإيمان بمنطلقات و أسس غير واضحة الفهم تزداد صعوبة و تعقيدا عندما تختلط عليه الرؤى السياسية و تدفع به إلى الاتجاه نحو اللافكر و اللاوعي علميا و فلسفيا، فلا يكون لديه اختلاف أو تباين مع أي قوى اجتماعية وسياسية ، بل إنه بالإمكان أن يتفق معها في قضايا مجتمعية عديدة طالما أن ذلك المثقف لم يحدد معالمه الفكرية ، فالتجاذب و التقاطع و التداخل مع فكر مغاير ليس صعبا عليه ، لاسيما أنه يستطيع من خلاله أن يرسم رؤاه السياسية وفقا لتلك العلاقة القائمة على المصالح المتداخلة و المتبادلة حتى و إن اختلفوا في المنابع و المدارس الفلسفية .
    و هناك من يعزو هذا الاختلاف والتباين إلى اختلاف وجهات النظر من الديموقراطية بشقيها السياسي و الاجتماعي و منظمات و هيئات المجتمع المدني و الحريات العامة ( حرية الرأي و الفكر و التعبير ) و الحرية الشخصية و الموقف من المرأة و حقوقها السياسية و الشخصية ومن أهمها حقها في إقرار قانون الأحوال الشخصية ، بالإضافة إلى قضايا أخرى مثل المرئيات السياسية التي لا تبنى على فرضيات سياسية محددة ، و انطلاقا من أن كل ما سبق يتطلب تحديد موقف واضح ذي أبعاد استراتيجية من الديمقراطية وأفقها الأوسع و الأرحب في الفكر الإنساني ،لذا فإن جملة من الأسئلة تطرح بنفسها على هذه الفئة من المثقفين الذين تتبدل وتتغير مواقفهم و أفكارهم و فقا لمعطيات و متطلبات خاصة أهمها :
    ما هي هويتهم ، و هل الديموقراطية النسبية تشكل بعدا لبلورة وعي سياسي و ديموقراطي في المجتمع، أم هي غاية من أجل تحقيق هدف ؟ ، من هم حلفاءكم السياسيون في هذه المرحلة ،و كيف ينشأ التحالف السياسي ،و ما هي شروط و معايير تأسيس تحالف سياسي ؟ ، و من هي القوى الاجتماعية التي تتكون منها التحالفات و هل هذه التحالفات استراتيجية أم هي تحالفات تكتيكية ؟ .
    و نحن نقول أنه على المثقفين التفكير عميقا في كيفية التعاطي مع متطلبات المرحلة الانتقالية ، و على المثقفين الذين يتهربون من التعاطي مع القضايا السياسية بشجاعة نادرة أن يتعلموا و يقبلوا مبدأ النقد و النقد الذاتي الذي يعود على الفرد و الجماعة بالثقة بالنفس و يعطي لهم المصداقية في حياتهم السياسية .
    و إدانتهم يجب أن تكون إدانة جماعية لأنه بغير ذلك لن يكون ثمة أي مصداقية لهذه الإدانة أي أن إدانة جماعية لثقافة و سياسية و مرحلة اكثر منها إدانة شخصية ، و لن يكون هناك أمل بتحرير المثقف العربي من عقدة السياسي سوى القيام بحفريات عميقة تكشف الخلل في علاقة المثقف العربي بالسلطة ، فالسلطة العربية حريصة على جلب المثقف الذي يضفي المشروعية على أدائها أو على الأقل يتحالف معها في وجه خصومها ، و هذا مؤشر إن دل على ضعف و تهافت هذا المثقف و غياب مشروعه الحقيقي الذي يبشر به كل يوم و يسوق مفرداته على الشارع العربي ، إلا أنه يكشف أيضا هشاشة السلطة العربية التي تعتمد على مثقف هش و انتهازي لم تعد كل أفعاله كافية لحجب الثقة عنه .
    و الأسى الأكبر أن يقوم بكشف تلك الملابسات التي تدين علاقة المثقف بالسلطة مثقف انتهازي آخر قد يبدو اكثر رخصا و انكشافا من المثقفين الذين يبرع في إدانتهم ، و هنا يكمن إشكال آخر فأي درجة من المصداقية يحملها مثقف انتهازي آخر ليجعل نفسه خصما و حكما في آن و هو ذاته متورط في ثقافة الاستجداء على أعتاب السلطة لذلك لابد أن نحدد لأنفسنا جملة من الأسس التي يجب علينا إتباعها عند تعاملنا نع هذه الفئة من الناس و هي :

    • ضرورة التعرف على الدوافع التي تحركهم .
    • ضرورة مطالبتهم بالتخطيط و الإدارة في ضوء الأهداف و ذلك للحد من غلوائهم و تخبطهم و فوضويتهم .
    • تطهير البيئة و المناخ المحيط من جراثيمهم ، و أنجع طريقة ووسيلة للقضاء عليهم و الحد من خطرهم و التخلص من آثارهم هي كشف أكاذيبهم التي ينصبوها للمجتمع بكل فئاته .
    • كثرة الحديث و الكتابة عنهم و التحذير منهم .
    • الرقي بوعي الناس تجاههم و تدريب حواسهم لتكون قادرة على كشف أنماطهم و تعريتها كي لا يصاب بها الناشئة و يتوهمون بأن هذه الطريقة المثلى للعيش و تحقيق الهدف .
    http://www.rezgar.com/debat/show.art.asp?aid=30698


    --------------------------------------------------------------------------------
    للانتهـازيــة



                  

01-29-2005, 04:47 PM

nour tawir
<anour tawir
تاريخ التسجيل: 08-16-2004
مجموع المشاركات: 17638

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الكذب و الإنتهازية والمصالح الشخصية و إنعدام المبادئ الوطنية أوصل التجمع إلي ميتة سوء الخا (Re: Kamel mohamad)

    بعد ان أضاعوا سنوات وجهد الشباب الوطنى المخلص المتحمس فى مساندتهم وتعزيزهم.

    المهم الان...

    من هى القيادة الحقيقية التى تقود السودان للسلام الحقيقى؟
                  

01-29-2005, 08:59 PM

Kamel mohamad
<aKamel mohamad
تاريخ التسجيل: 01-27-2005
مجموع المشاركات: 3181

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الكذب و الإنتهازية والمصالح الشخصية و إنعدام المبادئ الوطنية أوصل التجمع إلي ميتة سوء الخا (Re: nour tawir)

    Thank you Nour Tawir.read below

    يبقي السؤال المهم جدا

    ماهو الدور المطلوب من بقية القوي السياسية المبعدة عن الاتفاق ؟؟
    القوي السياسية التي مورس معها الاقصاء وابعدت عن المشاركة في صياغة الاتفاق ينتظرها دور هام جدا وتاريخي ، دورها يتمثل في الدفع بأتجاه جعل هذا الاتفاق اتفاق قومي ، وان تسعي بضغطها وبوسائل عملها ة في ان تكمل النواقص والمعيبات في هذا الاتفاق ، وفي ظل نظام حريات يتيح للجميع المشاركة والتعبير ، يصبح مثل هذا الامر متاحا وممكنا ، تبقي الكرة في ملعب تنظيماتنا السياسية ومقدرتها في ابتداع تحالف جديد وشكل عمل سياسي جاد يسعي للحفاظ علي السلام
    والدفع به بالضغط علي الحلفين لاستكمال النواقص وصبغه بصبغة
    قومية .............

    النظام بعد ان اكمل اتفاقه مع الحركة سعي للتوقيع علي مصالحة بينه وبين

    ماتبقي من احزاب التجمع الوطني الديمقراطي في القاهرة ، تعتبر هذه الخطوة

    مهمة جدا للنظام ، لانه يشتري بها (دماغه ) ، وهي محاولة للالتفاف علي

    هذه التنظيمات واسكاتها بهذه القسمة الضيزي التي خصصت لها وهي

    ال14% من السلطة ،اعتقد ان الدور التاريخي الذي ينتظر هذه التنظيمات

    هو دور الرقابة والضغط علي الطرفين لاستكمال النواقص ، والمشاركة

    في السلطة بهذا الوضع يكون علي حساب هذا الدور ، لان هذه التنظيمات

    بجماهيرتهاو ادوات فعلها السياسي تستطيع ان تعيد التوازن وتكمل الحلقات

    الناقصة في عملية السلام ...

    اقول ذلك لانني حقيقة لااثق في نوايا النظام تجاه عملية السلام برمتها ، فالاخبار التي وراء الكواليس تؤكد ان النظام يسعي لجرجرة الحركة الشعبية

    للتحالف معه ، ومحاولة احداث الانقسام في داخلها ، وتأليب الفصائل

    الجنوبية المعارضة لها ، وفوق كل ذلك سيسعي النظام للدفع بأتجاه خيار

    الانفصال لانه لايؤمن بالوحدة ، ولايخفي علي احد ان النظام اجبر اجبار

    علي توقيع هذا الاتفاق ، وان السلام لم يكن في يوم الايام خيار استراتيجي

    من خيارات النظام ، بل تكتيكا ومرواغة لكسب الوقت ، حتي اجبر

    علي تقبل هذا الخيار ...









    : هل يقبل التجمع بأن يكون (تمومةجرتق ) ام يهيء نفسه لدور تاريخي ؟؟

    كما ان الحركة الشعبية نفسها ستجد نفسها في محك صعب جدا بعد توقيعها

    علي هذا الاتفاق ، فبهذا التوقيع اصبحت الوحدة التي تنادي بها الحركة

    بين شك ويقين ، والرؤي والتيارات المختلفة داخل الحركة الشعبية تجعل

    من الصعب الرهان علي خيارها الوحدوي ،كما ان الحركة الشعبية اعلنت علي

    لسان قائدها الدكتور جون قرنق اننا لانناضل بأسم احد .....


    يبقي التحدي ماثلا امام بقية احزاب التجمع الوطني الديمقراطي ، هل تقبل

    بأن تكون (تمومة جرتق ) ، ام تشتري نفسها وتتهيأ لدور تاريخي

    يتنظرها هل ستدعم تنظيمات التجمع في القاهرة هذه الخطوة ؟

    ام سترضي (بتمومة الجرتق ) و(عطية المزين ) التي ستنالها

    من النظام في القاهرة ؟

    لابد من وسائل نضالية جادة تستند على كافة الوسائل من ضغط دولي و إثارة المحاكمات الدولية لرموز النظام من خلال رفع قضايا في المحاكم الدولية في روما ولاهاي وتنزانيا وتصعيد الإنتفاضة الشعبية في الداخل و الكفاح المسلح في دارفور و الشرق و جبال النوبة و كردفان و جنوب النيل الأزرق من خلال تكوين تحالف عريض لقوي الهامش و للقوى الوطنية الجادة صاحبة المصلح في التغيير وفي خلق دولة مؤسسات ديمقراطيةتكفل العدالة لكل السودانين والتحالف هذا يرتكز يلي النوع و الجدية لا علي الكم وكمثال من الممكن ان يضم ;'
    1-
    حركات دارفور-:حركة تحرير السودان-العدالة و المساواة-التحالف الفدرالي

    2-حركات الشرق:مؤتمر البجا-الأسود الحرة

    3=أبناء جبال النوبة الشرفاء الأحرار ومنظمات جبال النوبة

    4-حركة الشهامة بكردفان

    5-حركة المناصير و النوبيين الشرفاء بالشمال

    6-حركة القوي الجديدة- حق

    7-حركة تجمع المستقلين
    8=حزب المؤتمر الوطني المعارض
    9-كافة جماهير لشعب السوداني من غير المسيسين و الحزبين من الراغبين فى التغير
                  

01-29-2005, 09:33 PM

nour tawir
<anour tawir
تاريخ التسجيل: 08-16-2004
مجموع المشاركات: 17638

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الكذب و الإنتهازية والمصالح الشخصية و إنعدام المبادئ الوطنية أوصل التجمع إلي ميتة سوء الخا (Re: Kamel mohamad)

    الاخ المحترم كامل محمد

    عدت مرة اخرى لاهمية الموضوع البالغة فى نظرى وهى:

    ثم ماذا بعد؟

    واعتقد أن من اسباب أزمة المعارضة هى ثقتهم فى التجمع واعتقادهم بأننا يجب أن نصبر عليه لانه يقوم بدوره.

    التجمع فى رايى أنتهى تماما

    والامل فى القوى السودانية التى ذكرتها

    وهناك قوى أخرى بدأت تحت الارض

    واخرى عادت تحت الارض

    واخرى بدأت مشوارها بالرفض العلنى والعملى مثل البجا الذين لم يتردد النظام فى فتح النيران عليهم.

    يكون الهدف الاساسى هو أنقاذ السودان من نظام الانقاذ!

    وثقتى فى الشعب السودانى لم تهتز يوما واحد.

    واعتقد ان من محاسن نيفاشا, هذا اذا كانت لها محاسن

    هو انها اظهرت الى السطح كل نوايا القائمين بالامر الان.

    وكل مطامع الحركة فى حلفائها.

    سلام...
                  

02-01-2005, 09:08 AM

Kamel mohamad
<aKamel mohamad
تاريخ التسجيل: 01-27-2005
مجموع المشاركات: 3181

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الكذب و الإنتهازية والمصالح الشخصية و إنعدام المبادئ الوطنية أوصل التجمع إلي ميتة سوء الخا (Re: nour tawir)

    الانتهازية السياسية

    يوجد في الكثير من الأوساط لاسيما السياسية منها مجموعة من المثقفين الذين لا يمتلكون هوية فكرية سياسية واضحة المعالم تشكل دليل عمل و فلسفة و استراتيجية لهم في الأنشطة و البرامج السياسية و الثقافية ، بل كثير ما يقدم هؤلاء أنفسهم تنظيرات فكرية في شتى المجالات و الميادين ، فهم يعلنون أنهم يساريون عندما يجتمعون مع القوى اليسارية و التقدمية العربية ، و أنهم قوميون عندما يجتمعون مع القوميين و قس على ذلك ، و هذا راجع بالضرورة إلى الخلفية الفكرية و الثقافية التي نشأ و ترعرع في أحضانها ذلك النوع من المثقفين ، فغياب المنهجية العلمية ينتج عنه خلل في التحليل السياسي و يؤدي بذلك المثقف أو المثقفين إلى الإيمان بمنطلقات و أسس غير واضحة الفهم تزداد صعوبة و تعقيدا عندما تختلط عليه الرؤى السياسية و تدفع به إلى الاتجاه نحو اللافكر و اللاوعي علميا و فلسفيا، فلا يكون لديه اختلاف أو تباين مع أي قوى اجتماعية وسياسية ، بل إنه بالإمكان أن يتفق معها في قضايا مجتمعية عديدة طالما أن ذلك المثقف لم يحدد معالمه الفكرية ، فالتجاذب و التقاطع و التداخل مع فكر مغاير ليس صعبا عليه ، لاسيما أنه يستطيع من خلاله أن يرسم رؤاه السياسية وفقا لتلك العلاقة القائمة على المصالح المتداخلة و المتبادلة حتى و إن اختلفوا في المنابع و المدارس الفلسفية .
    و هناك من يعزو هذا الاختلاف والتباين إلى اختلاف وجهات النظر من الديموقراطية بشقيها السياسي و الاجتماعي و منظمات و هيئات المجتمع المدني و الحريات العامة ( حرية الرأي و الفكر و التعبير ) و الحرية الشخصية و الموقف من المرأة و حقوقها السياسية و الشخصية ومن أهمها حقها في إقرار قانون الأحوال الشخصية ، بالإضافة إلى قضايا أخرى مثل المرئيات السياسية التي لا تبنى على فرضيات سياسية محددة ، و انطلاقا من أن كل ما سبق يتطلب تحديد موقف واضح ذي أبعاد استراتيجية من الديمقراطية وأفقها الأوسع و الأرحب في الفكر الإنساني ،لذا فإن جملة من الأسئلة تطرح بنفسها على هذه الفئة من المثقفين الذين تتبدل وتتغير مواقفهم و أفكارهم و فقا لمعطيات و متطلبات خاصة أهمها :
    ما هي هويتهم ، و هل الديموقراطية النسبية تشكل بعدا لبلورة وعي سياسي و ديموقراطي في المجتمع، أم هي غاية من أجل تحقيق هدف ؟ ، من هم حلفاءكم السياسيون في هذه المرحلة ،و كيف ينشأ التحالف السياسي ،و ما هي شروط و معايير تأسيس تحالف سياسي ؟ ، و من هي القوى الاجتماعية التي تتكون منها التحالفات و هل هذه التحالفات استراتيجية أم هي تحالفات تكتيكية ؟ .
    و نحن نقول أنه على المثقفين التفكير عميقا في كيفية التعاطي مع متطلبات المرحلة الانتقالية ، و على المثقفين الذين يتهربون من التعاطي مع القضايا السياسية بشجاعة نادرة أن يتعلموا و يقبلوا مبدأ النقد و النقد الذاتي الذي يعود على الفرد و الجماعة بالثقة بالنفس و يعطي لهم المصداقية في حياتهم السياسية .
    و إدانتهم يجب أن تكون إدانة جماعية لأنه بغير ذلك لن يكون ثمة أي مصداقية لهذه الإدانة أي أن إدانة جماعية لثقافة و سياسية و مرحلة اكثر منها إدانة شخصية ، و لن يكون هناك أمل بتحرير المثقف العربي من عقدة السياسي سوى القيام بحفريات عميقة تكشف الخلل في علاقة المثقف العربي بالسلطة ، فالسلطة العربية حريصة على جلب المثقف الذي يضفي المشروعية على أدائها أو على الأقل يتحالف معها في وجه خصومها ، و هذا مؤشر إن دل على ضعف و تهافت هذا المثقف و غياب مشروعه الحقيقي الذي يبشر به كل يوم و يسوق مفرداته على الشارع العربي ، إلا أنه يكشف أيضا هشاشة السلطة العربية التي تعتمد على مثقف هش و انتهازي لم تعد كل أفعاله كافية لحجب الثقة عنه .
    و الأسى الأكبر أن يقوم بكشف تلك الملابسات التي تدين علاقة المثقف بالسلطة مثقف انتهازي آخر قد يبدو اكثر رخصا و انكشافا من المثقفين الذين يبرع في إدانتهم ، و هنا يكمن إشكال آخر فأي درجة من المصداقية يحملها مثقف انتهازي آخر ليجعل نفسه خصما و حكما في آن و هو ذاته متورط في ثقافة الاستجداء على أعتاب السلطة لذلك لابد أن نحدد لأنفسنا جملة من الأسس التي يجب علينا إتباعها عند تعاملنا نع هذه الفئة من الناس و هي :

    • ضرورة التعرف على الدوافع التي تحركهم .
    • ضرورة مطالبتهم بالتخطيط و الإدارة في ضوء الأهداف و ذلك للحد من غلوائهم و تخبطهم و فوضويتهم .
    • تطهير البيئة و المناخ المحيط من جراثيمهم ، و أنجع طريقة ووسيلة للقضاء عليهم و الحد من خطرهم و التخلص من آثارهم هي كشف أكاذيبهم التي ينصبوها للمجتمع بكل فئاته .
    • كثرة الحديث و الكتابة عنهم و التحذير منهم .
    • الرقي بوعي الناس تجاههم و تدريب حواسهم لتكون قادرة على كشف أنماطهم و تعريتها كي لا يصاب بها الناشئة و يتوهمون بأن هذه الطريقة المثلى للعيش و تحقيق الهدف .
    http://www.rezgar.com/debat/show.art.asp?aid=30698
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de