الخرطوم ... مئذنةٌ وقلم ... وكباية شاي !!!

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-04-2024, 08:50 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف النصف الأول للعام 2005م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
01-03-2005, 06:50 AM

أسامة معاوية الطيب
<aأسامة معاوية الطيب
تاريخ التسجيل: 12-13-2003
مجموع المشاركات: 529

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
الخرطوم ... مئذنةٌ وقلم ... وكباية شاي !!!

    الخرطوم ... مئذنة وقلم وكباية شاي
    كانت الخرطوم ترفع جناحا وتخفض آخرا ...
    تطير بنا في سمواتها الفسيحة
    الآن تنشغل باستخراج الشوك من رجليها الكسيحتين … دجنها الحزن
    يا لعينيها ... وهي توزع الدمع علی الجميع وتقرأ في سرها آية الكرسي بعد أن شمعت لسنين طوال
    كانت الخرطوم مدينة جميلة ... خفيفة الظل ...
    حتی وهي تغرق الدرب بالفقد سيئ الذكر
    كانت ...
    ومازالت تحبنا
    مساجدها (كانوا يسمونها بيوت الله قبل أن تتصرف فيها الحكومة... فيها وفي بيوت العرقي ... وبيوت الشعر ...)
    تسجد وتركع في كامل لياقة أهلها ....
    تفتح صدر منابرها لصفاحات تزاوج بين الأحباء ( وحتی اولاد العمومة... للقدح عنها اولوية ) المانفيستو الخاص بها ( كل الناس اتنين اتنين ) ...
    وتوسع صدر مجلسها لتقاسم الدمع في العيون الجميلة وهي تودع حبيبا راحل
    رحيل الحبيب الآن يفوق الموت وشواهد القبور ومراثي الشعراء الساخنة ...
    رحيل الحبيب الآن يحفر بئرا في القلب ونهرا في الذاكرة ...
    ومراكب يرهقها التيار .
    الحبيب الآن ... آه عليه ... يشكو هجر الخرطوم ...
    وكأن حديقة القرشي وشارع النيل وهمسات النيل الحائرة
    وتشققات يد الحبيبة برعشات الحبيب المسافر
    وتنهيدات الأمهات وهن يكلمن قريبا لتسهيل إجراءات الخدمة الإلزامية
    وموت الأب الصامت جراء بهدلة ابنه الوحيد بين أيدي مدن العالم
    كأن جبين الناس المصرور في نص السوق العربي
    والبسمة المدسوسة بين الحاجب والقلب
    كأن تنورة هاجر التي مسح بها ذات يوم وجهه فالتمئت صلعته وغطی الشعر عينيه
    وكأن ضحكتها التي كات تخيط فساتين العالم وردة وردة
    كأن صبره والصفوف تطول ويدخل البعض في مكان الطوب المرصوص أو بين المعارف
    كأن الملايات التي يغازلها نسيم الحيشان فتغرق في الونس تكتب قصائدها لليل وحيد
    وكأن اصدقاؤه يتوسطون خمرا باهيا يزرع في حواشيهم الإلفة ... والبدر يحسدهم وهم يضيئون ... وفي رواية أخری يولعون
    كأنها كلها
    بعض من دمه المسفوك.
    مساجد الخرطوم كانت تغسل الحزن بجميل الآذان ووسيم السجود وأنيق الدعاء ... الآن تغرق في صمتها وهي تقفل أبوابها بعد ساعات العمل الرسمية الخمسة.
    جامع فاروق ... الجامع الكبير ...
    ينامان علی سهر أهل الصفة الجدد ...
    ويصحوان علی رهق العيش ...
    زمان ولزمان طويل كان الجامع ملاذا للعطشان والجائع والمزنوق ...
    الآن ما عاد بيت الله يحتفي بخلق الله
    كثرت المساجد بالخرطوم فقلت البركة ...
    ليست لنقص في ثقة الناس بالله ...
    ولكن نقصا في ثقة الله بالناس ...
    مضی يلملم البركة من بيوته وهو يری الخلق تنام علی القهر ولا تصحو ....
    عن مساجد الخرطوم يطول البكاء ولات ساعة عين تحتمل الدمع
    الشوارع ...
    تزرع خواطرها بالحفر ...
    ولا تعتبر نفسها مسؤولة عن عثرات البصات العتيقة
    البصات التي ....
    هذه البصات تعرف كيف تهدم ...
    تعرف كيف تسحب خيوط البسمة خيطا خيطا من شفاه الأطفال والرجال
    يحيا الأطفال علی البسمة المفقودة
    ويموت الرجال علی طريقتهم الباهظة
    لعينين مضيا يغسلان الدمع بالدمع كانت البصات تفتح بيتا من عزاء
    لقلبين باتا يلهمان النجم طويل السهد كانت البصات ترحل بالحب
    كانت البصات حين يباصر الحبيب لمقعدين مستحيلين ويجلس حبيبته بين عينيه ... تتبرع بكمساريها لأعلان (ياخوانا الباص دا ما ماشي بللاهي انزلوا لينا)
    والخرطوم تنام عن أحزاننا بحبها الكبير
    الخرطوم قلمي
    يا لقلمي والمداد من دمي
    الخرطوم مئذنتي ... قبل تصرف الحكومة
    الخرطوم أجمل كباية شاي عرفتها زمانات القريفة المجنونة
    يا لطعم الهبهان ... ينسج طاقيته الحمراء في رأس تكبله العرضة بقفزاتها الجامحة
    يا لطعم الهبهان ... وخيوطه تمسح نهرا من كيف وتزرع شتولا من اكتمال ... تناطح العماري الجيد ... وتجتهد وهي تغالط (الانترنت للعماري نمرة واحد)
    شايفين العولمة؟؟؟؟
    وبيننا حديث وحديث
    وذاكرة تتشقق عن حب ولوعة وكثير جدا من دمع

    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
    العنوان جزء من هذيان صديقي محمد الطيب الذي تمنی لو أنه مئذنة أو كباية شاي ذات رمل دقاق مضی...
                  

01-03-2005, 07:40 AM

عاطف عبدالله
<aعاطف عبدالله
تاريخ التسجيل: 08-19-2002
مجموع المشاركات: 2115

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الخرطوم ... مئذنةٌ وقلم ... وكباية شاي !!! (Re: أسامة معاوية الطيب)

    نص معبر .. تأسي المدينة
    ذكرني بكتابات صديقي عثمان حامد سليمان في كتابة الخواطر والمساجلات الأمدرمانية وهو يحفر أخدود لخطواط أقدامه في أزقتها وأحيائها وينثر بحروفه ألوان من الذكريات تعيد لمدينة بعض من عافيتها المسلوبة.
                  

01-03-2005, 10:29 AM

أسامة معاوية الطيب
<aأسامة معاوية الطيب
تاريخ التسجيل: 12-13-2003
مجموع المشاركات: 529

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الخرطوم ... مئذنةٌ وقلم ... وكباية شاي !!! (Re: عاطف عبدالله)

    استاذ عاطف
    ازيك
    وسعيد جدا ان تذكرك كتابتي باستاذنا عثمان حامد سليمان الذي التقينا اللقاء الاول على الغداء الجميل عنده ( اذكر محسن خالد وبدري الياس وخالد محمد صالح وخالد الحردلو)
    اشكر مرورك جدا وبجيك راجع وياليتك تكتب عن هذه المدينة الجميلة الحزينة التي انهكها الحرب سينهكها السلام
    تحياتي عبرك لعثمان حامد سليمان الجميل الذي كلما اتذكره اتذكر جملته الحارقة ( أن الأصدقاء خائنون لانهم يرحلون ويتركوننا )
    تحياتي يا استاذ وجاييك
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de