|
البيان التأسيسي لرابطة الكتاب السودانيين
|
رابطة الكتَّاب السودانيين
البيان التأسيسي إن تاريخ الانجاز الادبي والفكري والفني في السودان مشهد متصل، لا يكاد ينفصل أو ينقطع إلا تحت ضغوط ومعاقات استثنائية. ولم تنقطع محاولات الكتاب والمثقفين منذ بدايات القرن العشرين لتأسيس تنظيمات وكيانات: فكانت جماعات القراءة، والجمعيات الادبية التي انبعثت من احداها -(جمعية ود مدني الادبية)- فكرة مؤتمر الخريجين.. ثم كانت الندوة الادبية في أم درمان والروابط في سنار ومدني وعطبرة وكسلا والابيض وبورتسودان ونيالا والفاشر وغيرها.. وكانت في الستينات من القرن العشرين جماعات ابادماك وجماعة الادب السوداني وجماعة الادب المتجدد. وجرت محاولات آخري في عقد الستينات لقيام اتحاد عام للادباء ولكنها ظلت تتعثر بفعل الخلافات الايديولوجية، والصراعات بين المجموعات المختلفة. وفي فترة انقلاب مايو (1969- 1985م) قام اتحاد الادباء السودانيين تحت مظلة الحكومة ورعايتها.. وعقب الانتفاضة في ابريل 1985 تبلورت فكرة قيام اتحاد الكتاب السودانيين، الذي انتقل نقلة نوعية، بالانفتاح على مفهوم الكتابة بديلاً عن مفهوم الادب الذي كان سائداً في التنظيمات السابقة.. ومارس الاتحاد نشاطه في جو ديمقراطي ويسمح بالتنوع الفكري وسيادة روح الحوار بين مكونات الثقافة السودانية. وبقيام الانقاذ في 30 يونيو 1989 تعطل نشاط الاتحاد، وصودرت داره، وشهدت هذه الفترة هجرة اعداد كبيرة من الكتاب والمثقفين، وإزاء هذا فقد استشعرنا ضرورة قيام رابطة للكتاب السودانيين، نرجو لها ان تسهم في خلق مناخ ثقافي اكثر رحابة يتسع لجميع التيارات الفكرية والفنية والجمالية، وارتقاء بالفعل الابداعي لمصاف صياغة الوجدان الانساني.. ونستشعر اهمية قيام الرابطة من خلال بروز آثار العولمة على اصعدة المجتمع كافة التي صنعت واقعاً جديداً صارت فيه المجتمعات - مهما تنوعت خلفياتها تؤثر في غيرها، وتتأثر بها.. ولابد من وعي هذه الديناميكية المتعددة الجوانب لأننا جزء من هذا العالم.. والرابطة بمبادرتها هذه تخطو خطوة عملية لإقامة كيان ثقافي مؤسسي يتجاوز اخطاء الماضي، ويرسي تقاليد ثقافية راسخة. وتنهض الرابطة بهذه الخطوة للخروج من اسر المشافهة وتوثيق تراثنا، وعياً منها بأن هذا التراث يمكن ان يدفع المجتمع في سبيل التطور، وهو تعبير انساني حضاري اتخذه الانسان في عصره، فعبر بواسطته ومن خلاله عن شخصيته الحضارية. ويتسع اطار الرابطة ليشمل (الكتاب) المبدعين في الادب وحقول المعرفة الانسانية: في الأدب والاجتماع والفلسفة والفكر والتاريخ والترجمة والاتربولوجيا... الخ. تسعى الرابطة لتوثيق عرى الصلة بين الكتَّاب السودانيين داخل الوطن وخارجه، وفي المركز والولايات، وتتوجه لهم لدعم ومساندة مسيرتها، ونتوجه بالشكر للاخوة في اللجنة التحضيرية عرفاناً لما بذلوا من جهد مقدر في التأسيس لهذا الكيان، الذي نأمل ان يحقق اهدافه التي نوجزها في الآتي:- * تعضيد حريات التعبير والتأليف والنشر عبر الوسائط المختلفة، وهي الحريات التي لا تنفصل عن حقوق المواطنة. * العمل على خلق منابر، وقنوات اتصال بين الثقافات السودانية المختلفة، ومع الثقافات الاخرى. * تعضيد الوحدة الوطنية في اطار التنوع الثقافي والعرقي والديني. * توثيق الصلة بالكيانات الثقافية المنتشرة في المركز والولايات وفي الخارج. * العمل على انشاء صندوق للضمان الاجتماعي للكتَّاب. ونؤكد ان رابطة الكتَّاب السودانيين لوعيها بطبيعة الاستقطاب السياسي الحاد في الساحة السودانية لا يمكن ان تكون واجهة لأية جهة سياسية.. واننا اذ نضع في الحسبان طبيعة التعدد في اتجاهات عضويتها، وتباين التزاماتهم الفكرية والمدرسية والمنهجية، فإننا نومن بأن هذا التباين هو حجر الزاوية الذي تنهض عليه انجازاتها وانشطتها، حيث لم تعد تلك التباينات عوامل فصل وتقاطع، بقدر ما اصبحت عوامل جذب وتداخل. وختاماً حاولنا في هذا البيان التأسيسي التعبير عن بعض ما يشغل اذهاننا كأعضاء في الرابطة، وتبيان رغبتنا الصادقة في التواصل الحميم مع المثقفين في الداخل والخارج، ودعوة لكل الفاعلين في الحقل الثقافي، للمزيد من الحوار تظللنا الدعوة لكل الازهار
|
|
|
|
|
|