يخوانا حبيب نوره ده فقرى شديد

عندما تسقط لغتي من كثرة المعارك التي خاضتها من اجل البقاء رافعة للواء الكلمة الشجاعة , وأحس أن حروفي ترتجف ولا تستطيع أن تصمد في أول نزال وحوار مباشر , هذا الــشئ يقـتلني و

يحيلني رماداً في السـاعة ألف مرة , فأنا ربطت مصيري بمصير ( ديكارت ) الذي قال : أنا أفكر أنا موجود ,,, فأذا كانت الفكرة هي دليل وجود , أذن الرحمة علي المفردة التي خرجت ولم تتنفس الاكســجين الابداعي , فأختنقت , ولكي أعيدها الي الحياة مرة أخري أحتاج الي معجزة سيدنا ( عزير) وأمتطي حمار بعثهُ ومع ذلك أخشي أن يقف الشــيخ وحماره , في عـقبة الوعي الصـدئ.

القصور الفكري , هو نبت شيطاني , هزمني في فجائية لا أدري لها سبباً مقنعاً , وان كنت أرجحُ تناقص العامل الاستفزازي , الذي يحرك عجلات اللغة العزراء فيني , فأنا مثلي مثل كل الشعوب العربية , لاتتحرك من تلقاء نفسها , وانما تحتاج ألي عدوان ثلاثيني لكي تقوم بمظاهرة , او ترمي علي العدو حجرا , لايقتل ولا يغني من يهود !!, فأن أردتُ لها أنبعـاثاً يأرخُ لعصـامية الفكــر فيني أجدها تأطــّر لجــدلية أسفافية , بنفس الفجــائية التي نقـلت ميدان الكلمة فيني , من بوق ونفير وسيف لم يري وهو يلوز ببطن الغمد ساعة أحتدام الصـليل , الي لغـــة الاعـــلانات التلفزيونية , التي دفعتني دفعــاً الي الجــلوس في حضـرة أخصــائية التجــميل اللغوي وأفــرط في وضــع البودرة والمســـاحيق علي وجه قصائدي , ولكني لا أنسي انها لغـــة الظلام , لا أستطيع أن أواجـــه بها شمس الحقـــيقــــة , التي ما أن فعلت ستذيب القناع في وجــهي ? تكشـف سواد الفكــرة فيني , ? تعرّيني في قلب الزمهرير , فأجدني ألتحـفُ قـلة حيلتي , وارتجــف فلا عاد هنالك منطقٌ يغطــيني.

اليوم قررت ان ألقي الحجــاب علي الكلمة اللعــوب , واغطيهــا بنقاب الحقــيقــة المطلقة , بعد اليوم لن أدعها تخـرج تتسول الهـوي في المنتصف الاخير من الليل , بعد اليوم لن تكشف كلماتي عن صدرها وساقيها , ولا تتمشي سافرة متبرجــة علي أرصــفـة الحـدائق العامـة والشواطــئ , سأعلن حظـر التجـول علي شعري , بعد اليوم لن تري لي قصــيدة في بلاط أمير المؤمنين , ولن يلقي في وجهي كيس الدراهم التي كثيرا ما أغتالت لساني في وضح النهــار

سأشتري صك تحرير كل القوافي , ولن تري لي مقاطعاً في قافلة رقيق , اليوم فكّ رقبة كل الشعر !!, ولن اتصدق ولن أطعم أبن السبيل , وأكتفي بأن أضع كل ما قلت في بيت مال القارئين , وأترك الامر كله للخليفـــة ,منذ اليوم انا غير مفوضٌ في شـعــري .

احـس أن كـوّة الوهج تتفجــر الان في مخيلتي , فينبعــث الضـــؤ من بين الصــلبِ والترائـــب , أشـعر بعلامات النبوة الاستقلاليةفي قلمي اليمين , والصوت القادم من الامس المتسخ يهزني بعنف ويقول لي أكتب . اكتب .اكتب !!!!!, وما انا بكاتب !!! ياللسخــرية ويا لحقارة أقداري , أيها الصــوت القادم من غــارأمسي , ألم تدري بأن ملائكة الحرية قد زملوني ودثروني ؟؟ ليس هذا فقط , بل وأخذوا علي قلمي تعهد علي مشهــد من القــوم تحت ظل هاتيك الشجــرة ? عاهدت القوم علي أحطم طبول حربي , وأن ألغي تصديق مزاد الكلمــات المغشوشة , واخطــر بلدية الشعر بأن سوق عكــاظ مخططٌ عشــوائي يجب أن يصدر أمر بأزالتهِ , وأقــامة محكمـــة لجرائم الشعر في نفس الخيام التي نصبت للخداع وزيف المفردة التي فقدت بكارة طهــرها في ليلة زفاف الحـلم .

انه عصر الــسادة يا هـؤلاء , فلتبشر الجواري وليفرح العبيد ,في أسواق النخاسة , فقد جاءهم جيش التحرير بما لا قبل لاهل مكة بهِ

ولن يكون هناك اّمنٌ من سهامي , فماذا تروني فاعلٌ بأصنامِ يأسي ؟؟ لا أستطيع ان اعد أحداً بان أكون أخٌ كريم ولا ابن أخٌ كريم , ? لكني فقط ,,, سأقيم سرادقاً للعــزاء ? أبكي صـخـراً.

كل ما سأفعله انني سأترك للفجر مجالاً لأطــلالةٍ هــطـول الضــياء ,

بعضُ الضياء يحتاج الي غـيوم ? تلفـنا بالسواد الحالك , لتنكشف كبد السماء علي نثار سنا الاضواء تجــترُّ البريق أمكانية للاشتعال , لترتوي فينا المساحات بالشموس .

كنت محتاج ألي هذه الوقفـة , محتاج ألي أن اشهر أفلاسـي وأقلّب دفاتري القديمة , ولكني لن أسـتدين أبداً , سأجـوعُ وأجوّع كل القـراء ولكن لن أمد يدي طالبا حـفنة افكــار , لسـتُ مجـبراً أن أكــون

طــائياً ? لا أوقد ناري للجميع حتي يتدفأوا بنار قصــيدة , ســأجعلها

فقط لمن ألمحـــه يرتجــفُ من شـدّة الحــر حين يكونُ الشــتـاء ,ومن يلهـثُ عطـشاً في مـوســم المطــر.

أريد أن أعيد تقـييم الوضع , وانا سأعمل لتصــحيح كل أخطـائي

ولن أحيد عن هذا الدرب ما استطعت , سأكون في نفس المسار الذي منه بدأت شعلة الوميض انني أكتـشـفني من جديد.

من قــال أن أقتراني من الكـلمـة زواجــا

كـاثـوليكـياً ؟ فانا يمكنني أن أطـلّق جميع

نســائي و أسـتعيد عـزوبيـة انفعـالي , و

أثـقُ تمـامـاً أنني لن ألبس خــاتماًماسـيّاً

يربطـني بقـافيـةٍ ثـرثـارة ,أحـتاج الي

كـلمةٍ عــانس أنقطـعت عنـهاالخــدعـــة

الشهــرية , فلا تنجــب زيفــاًو لا تمـلّق ,

سـأحـاول ان انسـي خـارطة طـريق المـأذون

الـشــرعي أن كـان يزوجـني الاكـــزوبـة.

أحب هذه الابنوسة التي تسبح في فنجاني , فانا عندما بايعتك ملكةً علي قلبي , فعلتها بكل جنوني وبكامل قواي العاطفية , واعطيت السلطة وارسلت لك رسائل التأييد وباركت لك الانقلاب السلمي القائم تحت ظل قوانين التوالي الوجداني , ولكني أشترطت عليك الاحتفاظ بجنسيتي , وانتمائي لسوداني الكبير , أريد ان اكون من عامة الشعب والرعية , والتحف فقري و اتوسد قلة حيلتي ... اكون سعيد تماما و لكني لا ابدل كل هذا بقصرٍ في المنافي ...

اتجرع طعم دخان سجائري الذي تمكن مني , و انتزع نفساً عميقاً من فنجاني متمسكاً بقسيمة زواجي من عقلانيتي , رافضاً طلاقي و انفصالي ,فان هانت علي العشرة والفكرة والملاح , فلا يهون علي ابدا بنات افكاري ,, أتشبث بهن , واقرر من جديد

في حياتي والفكرة اعادة الموازنة اليّ ,, وترجيح موازين القوي في هذه النقطة اتي أرهقتني كثيراً ....




احبك يا انا وتسلم مرة تانية يا أستاذ هشام شيخ الدين يا حبيب