أين تقع مدينة الأبيض ؟؟؟ .... (بوست قبل 45 عاما)

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-26-2024, 02:30 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مكتبة هشام شيخ الدين جبريل(يازولyazoalيازول)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
06-13-2005, 03:32 AM

يازولyazoalيازول
<aيازولyazoalيازول
تاريخ التسجيل: 02-05-2002
مجموع المشاركات: 10210

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
أين تقع مدينة الأبيض ؟؟؟ .... (بوست قبل 45 عاما)

    حدثت هذه الحكاية فى عام 1960م ، قبل 45 عاما ، أى قبل ولادة معظم أعضاء وزوار هذا المنبر المحترم ، فقد كنت وقتها طفلا صغيرا وفى السنة الثالثة الأولية بمدرسة رجل الفولة الأولية المختلطة ، والمختلطة هنا تعنى بنين وبنات فى نفس المدرسة ونفس الفصل وهو نظام (خواجاتى) ندر حدوثه فى السودان ، ولذلك تربينا بدون (عٌقد) بضم العين ، وكنا خليط عجيب يتكون من أولاد وبنات المسيرية والجلابة والدينكا والأقباط والعرب الرحل والعرب المستعربة وفلول نقاده وفور وتشاديين وحمر وأبناء وبنات موظفين يعملون بالمنطقة ، وكانت نسبة جمال البنات فى تلكم الخلطة تعد عالية جدا وخصوصا (آسيا) ، اذ كان ينساب جمالهن بشكل طبيعى لا تكلف فيه

    رجل الفولة كانت وقتها بمثابة جنة عدن وخصوصا فى الخريف ، وكانت درجة استيعابنا عالية جدا لما يمليه علينا الجو العام من تفتق بنات أفكارنا ولما تغذينا به الطبيعة من جو صحو وغذاء نظيف ومرتع صبا لا يتوفر اليوم الا لأبناء أثرياء العالم ، اذ يمكنك أن ترى أسراب النعام والغزلان تحوم قريبا منك ، وكذا دجاج الوادى وكثير من حيوانات وطيور الحياة البرية ، وتقع رجل الفولة فى وسط كردفان تقريبا وتميل الى جنوب كردفان قليلا ، وهى متاخمة وقريبة جدا من منطقة (أبيى) والمعروفة اليوم بمناطق النزاع ، وهى المنطقة التى تشترك فيها قبائل المسيرية والدينكا فى المرعى والعيش بانسجام كبير أيام كان السلام أمرا عاديا بين أبناء تلكم المناطق ، ويا لروعة هذا التمازج

    لم يكن قد مضى على حضورنا الى رجل الفولة سوى أشهر قليلة بعد رحلة ممتعة بالقطار من محطة الخرطوم عن طريق (قطر نيالا) حتى محطة رجل الفولة ، والعجيب أن هذا الخط الحديدى لا يمر عبر مدينة الأبيض ، بل يصل الى (بارا) المتاخمة لها ويستمر القطار فى الانسياب عبر سهول وأودية وغابات كردفان الغراء ،

    كانت قطاراتنا وقتها تشبه قطارات لندن بمقاييس اليوم ، دقة فى المواعيد ، وراحة غير عادية فى الغرف والممرات ونظام حضارى فى الحجز للركاب حيث توضع أسماء الأشخاص الحاجزين على أبواب غرفهم وكانت الغرفة تسمى ب (قمره) بالفتح لكل الحروف ، بل وتخصص عربات بأكملها للمطعم مثلا ، ويتم تشغيل المطاعم عن طريق (شركة المرطبات) ، لاحظوا حلاوة اسم الشركة ، وهى نفس الشركة التى تقوم بتشغيل فندق السودان والفندق الكبير ، اذا أن افطارا أو غداء فى تلكم العربات لا يعدله الا بوفيه مفتوح بأحد فنادق الشيراتون أو الهيلتون بمقاييس اليوم ، تصوروا أن يحدث هذا فى السودان فى عام 1960 ، أى قبل ولادة العم قرشو

    تستغرق الرحلة بالقطار من الخرطوم الى نيالا زهاء الثلاثة أيام بلياليها ، ويصل القطار الى رجل الفولة بعد يومين ونصف اليوم تقريبا ، ثم يواصل سيره عبر بابنوسة ثم نيالا فيما تبقى من نصف اليوم الثالث ، وتصوروا جمال المنظر عندما تحدق عبر شباك القطار لترى أنموذجا رائعا وشريحة متميزة من سوداننا الحبيب ، ويمكن أن ترى من خلالها العجب العجاب ، فترى العرب الرحل وهم يسيرون فى شكل جماعات بأبقارهم ومالهم وحلالهم وبيوتهم المحمولة على ظهور الثيران ، ثم ترى بعضهم وقد استقر بهم المقام فى بعض أودية خضراء أينما ذهب بك بصرك وحولهم (حلالهم) وخرافهم وأغنامهم وأطفالهم ونسائهم وأبقارهم وهم يرتعون فى ذاك الجمال فى منظر بهى يدل دلالات كبيرة على الخير الوفير

    استقبلتنا رجل الفوله خير استقبال وقد قضينا فيها أربعة سنوات بالتمام والكمال قل أن يجود الزمان بمثلها فكانت رجل الفوله بحق مرتع صبانا وموحية أشجاننا ومحل نظر قلوبنا حتى اليوم ، ويا لها من ايام ،
    كان بالمدرسة الأولية كوكبة متميزة وفريدة من أساتذتنا ، وكنا نطلق على الواحد منهم لقب (فندى) فنقول (فندى طلب) و (فندى دفع الله) وهكذا ، وحتى عندما نجيب على الأسئلة فى الفصل كنا نرفع أيدينا ونصيح بنات وأولاد (فندى فندى فندى) فى خلطة عجيبة

    طلب منا فى يوم من الأيام أن نعود للمدرسة عصرا لأن هنالك (جمعية أدبية) ، تصوروا كان عندنا (الفوله أون لاين) فى ذاك الزمان ، وهو منبر شبيه بمنبركم هذا ، يتحدث فيه الخطباء عن أى موضوع يختارونه ويقوم بقية الطلاب بمناقشة الموضوع ، مع الشخص صاحب الحوار الرئيسى ، ويا لجمال ذلك الزمان ويا لجمال أشخاص ذلك الزمان ويا لحلاوة وطلاوة (آسيا(


    وبما أنها كانت المرة الأولى بالنسبة لى التى يطلبون فيها أن أتحدث فى موضوع عصر ذلك اليوم ، فقد انتابنى بعض خوف ، وذهبت الى المنزل خائفا وجلا ، يدور بخلدى كثير من التساؤلات ، وأهم هذه التساؤلات ، عن ماذا أتحدث؟؟؟؟ وبما أن والدى - يرحمه الله - كان وقتها ناظرا للمدرسة الوسطى فى تلكم البلده الوديعة ، فقد انتهرت الخوف فى داخلى وذهبت وأنا شافع (فلقوص) الى والدى وطلبت اليه ان يكتب لى موضوع لأقرأه على الجمعية الأدبية (كحال أولاد النظار) (المكروهين غالبا من بقية زملائهم(

    فما كان من والدى عليه الرحمة الا أن شرح لى الأمر ، وأخبرنى أن الجمعيات الأدبية يا ولدى ترمى الى تنمية مهارات الطالب ، وعلي الطالب نفسه أن يختار المواضيع التى يتحدث فيها ويناقشها بقدر ثقافته والمامه بالموضوع ، وهى بالتالى تزيد من حصيلة الطالب الثقافية وتضيف اليه كثيرا ، فاذهب يا ولدى واختر ما تشاء من المواضيع ، وناقش زملائك فيها بقدر تحصيلك ، فأسقط فى يدى ،

    وبما أن جو البلده الوديعة يساعدك أن تناقش (الجن الأحمر) ، فاستعنت بالله ، وكتبت موضوعا مطولا عن رحلتنا بالقطار من الخرطوم الى رجل الفولة وجميع ما مر بنا فى هذه الرحلة من أحداث مثيرة وكثيرة ، وكان وقتها موضوعا شيقا يشبه بوستات (ذا رين) بمقاييس اليوم ، ولم أذكر فى هذا الموضوع (مدينة الأبيض) على الاطلاق ، اذ أن القطار لم يمر بها أصلا ،

    وحانت ساعة الصفر ، وقدمنى الأستاذ لزملائى ، ووقفت أمامهم فى المنبر وكل المدرسة حضور بكامل طاقم طلابها وأساتذتها ، وانجلى خوفى وزالت رهبتى بمجرد ما نظرت الى عيون (آسيا) زميلتى فى الفصل ، ثم بدأت الموضوع ، وقد وجد استحسانا كبيرا من جموع الطلاب والأساتذه وخصوصا (آسيا(


    ثم جاء دور الطلاب فى الأسئلة ، فوقف زميلى فى الفصل صلاح محمد الحسن دنقلاوى ، وهو ابن ناظر المدرسة الأولية وقتها ، وسألنى السؤال التالى:

    أين تقع مدينة الأبيض؟؟؟؟

    فأجبته على سؤاله وحددت له الموقع الجغرافى لمدينة الأبيض ، ومن شدة غيظى من السؤال وبعد أن أنهيت الاجابة ، قلت له : ولكنى يا أخى لم أذكر مدينة الأبيض فى حديثى هذا ، فانفجر المدرسون بالضحك وأعقبتها صفقة طويلة من بقية الطلاب ، ما زال صداها يتردد فى داخلى بعد مرور خمسة وأربعون عاما على هذا الحدث.

    فانظروا يا احباب كيف كنا ، وكيف أصبحنا وكيف سنمسى؟
                  

06-13-2005, 05:42 AM

معتز تروتسكى
<aمعتز تروتسكى
تاريخ التسجيل: 01-14-2004
مجموع المشاركات: 9839

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أين تقع مدينة الأبيض ؟؟؟ .... (بوست قبل 45 عاما) (Re: يازولyazoalيازول)

    خالص التحايا00
    العزيز جدا هشام يازول00
    كفينك والحاله عموم 00
    يازول قومته نفسنا مره واحده
    تشكر كتير على البوست
    وحقيقة لم تبقى الا الذكريات.
    وهذه صورة تقريبيه.

                  

06-13-2005, 07:04 AM

Al-Shaygi
<aAl-Shaygi
تاريخ التسجيل: 11-16-2002
مجموع المشاركات: 7904

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أين تقع مدينة الأبيض ؟؟؟ .... (بوست قبل 45 عاما) (Re: يازولyazoalيازول)



    ذكرتنا الذي مضى ....

    ألا ليت الشباب يعود يوماً .... لأخبره بما فعل المشيب

    سنة ستين حته واحدة ....

    أحد أصدقائي بالغربة له جار مهندس قديم ذهب بعائلته لقضاء الإجازة في أديس أبابا بالحبشة وعاد مندهشاً من جمالها وإنفتاحها خاصة بعد الإنغلاق الجبهجي بالسودان.
    أخذ يحكي لصديقي عن الإجازة وجمال أديس وإنفتاح أديس ولما طال به الوصف وعجزت كلماته عن التعبير ...
    فجأة صاح بصديقي " يا عادل ما بس الخرطوم سنة ستين "...

    ....

    حليل القطر (قطار البخار) الذي كنت تضبط ساعتك على قيامه أو وصوله وتذاع مواعيده بمكبر الصوت المعلق على مبني البوسته (مكتب البريد) بكل مدينة...

    وعربة المطعم يا زول إسمها السنتور، وما لك ما ذكرت السفرجية ذوي الجلباب الأبيض الناصع والحزام الأخضر، وأطقم الشاي الصيني والماء البارد.
    ولا عربات النوم!! أريتو نوم الهنا ...
    طبعاً درجات القطار في ذلك الزمان 5 درجات (نوم - أولى - ثانية - ثالثة - رابعة) ودرجة رابعة كنباتها خشب يقد الضهر بس لذيذة مع الشلة "كنبتين متقابلتين وشنطة صفيح في النص وهاك يا كنكان 14 لامن الرحلة تصل... بس خلي بالك من نشالين المحطات،،، بالذات في رابعه وتالته،،،
    ده غير ناس التسطيح الذي يروق لهم السفر في الهواء الطلق على سطح عربات القطار
    من بف نفسك يالقطار ... حليل زنقار ...

    وصوت إيقاع عجلات القطار على القضيب الحديدي ...

    الله كانت أيام ...

    ...
                  

06-14-2005, 02:41 AM

يازولyazoalيازول
<aيازولyazoalيازول
تاريخ التسجيل: 02-05-2002
مجموع المشاركات: 10210

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أين تقع مدينة الأبيض ؟؟؟ .... (بوست قبل 45 عاما) (Re: Al-Shaygi)

    معتز والشايقى

    هى والله أيام منحوتة فى الذاكرة ، ولن تنمحى مهما تبدلت أحوالنا

    شكرا لكما على المشاركة والاضافات القيمة
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de