# الصحفية المتمردة

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 12-02-2025, 01:52 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
المنبر العام
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
12-01-2025, 08:07 AM

محمد عبد الله الحسين
<aمحمد عبد الله الحسين
تاريخ التسجيل: 01-02-2013
مجموع المشاركات: 11914

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
# الصحفية المتمردة






                  

12-01-2025, 08:15 AM

محمد عبد الله الحسين
<aمحمد عبد الله الحسين
تاريخ التسجيل: 01-02-2013
مجموع المشاركات: 11914

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: # الصحفية المتمردة (Re: محمد عبد الله الحسين)



    ‏" تحولات" ‏
    بالأمس ليلا حاولت أن تواصل قراءة رواية زوربا اليوناني حتى النهاية، ولكن النوم أخذها على ‏حين غِرّة.
    استيقظت وهي تشعر بالارتياح والتفاؤل كأن الرواية بثت فيها روح زوربا الواثقة ‏المتفائلة. منذ أيام وهي تحاول ألا تعطي الأشياء
    حجما أكبر مما تستحق، وهي تعلم بذلك أنها ‏تسبح عكس تيار طبيعتها. كانت بطبيعتها لا تعرف أنصاف الحلول ولا المساومة التي
    تعتبرها ‏تنازلا مهينا..هل هي أقرب لمبادي نيتشة؟ حيث كان زوجها السابق يصفها بذلك؟ حتى هي لا ‏تستطيع الإجابة، ولكنها ترى
    أنها متصالحة مع نفسها. كانت دائما تدير نفسها عن الجانب ‏الهاديء من الحياة.‏
    أخذت نفسا عميقا فقد حان وقت الذهاب للمكتب. وقفت وهي تضع لمساتها الأخير أمام المرآة ‏لتستفتيها، اعتادت أن تقف أمامها
    للتأكد من أن منسوب الثقة بصورتها لم يتأثر. حتى المرآة ‏ليست على حال واحد دائما، فأحيانا تبدي أشياء وأحيانا تخفي أشياء.
    بالإضافة إلى ثقتها بنفسها ‏فقد اتخذت المرآة مستشارها النفسي والمعنوي المعتمد. دقائق قليلة كانت كافية لترضى عن ‏مظهرها،
    فهي تحاول أن تكون واقعية في كل شيء. ظاهريا لا يهمها رأي الآخرين ولا دبيب ‏العمر في السحنات. فهي تعرف نقاط قوتها،
    ورصيدها من الجاذبية والأناقة اللتان توظفهما في ‏حدودهما المنطقية بعيدا عن الابتذال.‏
    ‏ كانت مقتنعة بأنه لا يزال أمامها عدة سنوات، لذلك فلتؤجل أجندتها الخاصة وأهدافها الشخصية، ‏ليس فقط كأنثى، ولكن حتى
    كإنسانة تشعر بأن لها دور يتعدى نفسها. كانت هي تدرك بأنها ‏بذلك استبدلت شيئا بشيء، آخر، فلا مجال للندم. بالرغم من كل
    ذلك لم يخذلها تماسكها ولا ‏ذكاؤها يوما في أن تكون متوازنة في علاقاتها وفي أمنياتها وطموحاتها، وفي كل شيء. ‏
    لاحظت أنها في الفترة الأخيرة صارت تشعر بشيء من التوتر الداخلي والقلق. هو شعور لم تكن ‏تشعر به بهما من قبل حتى
    بعد أن انفصلت عن زوجها السابق. عندما تزوجته لم تكن تبحث ‏عن زوج بوسامة فائقة أو غني يفيض عن الحاجة، بل رجل ذو
    مواصفات معقولة في كل ‏شيء. كانت وظيفتها كصحفية تحتم عليها وجود زوج متفاهم، يقدر أفكارها ويحترم تطلعاتها ‏وطموحاتها
    في أن تكون صحفية ناجحة. حينما ظهر هو في حياتها رأت في البداية أنه أكثر ‏مما كانت تحلم به، فتزوجته دون كثير تردد. ككثير
    من الأشياء في الحياة لا تسير الأمور كما ‏كانت تشير البدايات عاشت معه لمدة عامين ونصف، حياة معقولة، ثم انتهى كل شيء.
    ‏اكتشفت لاحقا نرجسيته، وتمحوره حول ذاته، وبأنه غير قابل للتضحية أو التنازل.‏
    كان ذلك اختبارا لثباتها العاطفي والنفسي، حاولت معه لتعديل الوضع، لكنها فشلت، فاختارت ‏الانفصال.‏
    الساعة الآن السابعة والنصف صباحا. خلال دقائق كانت قد لبست، وتعطرت وتأنقت بما يكفي، ‏ثم خطفت حقيبتها، وخرجت.
    القت بنفسها في زخم الحياة في الشارع، وخلال نصف ساعة كانت ‏داخل مبنى الصحيفة.‏
    حيّت زميلاتها، بود مرِح بعد أن دخلت المكتب. تبادلت معن الابتسام عندما أغدقنا عليها ‏التعليقات المازحة لأناقتها. جلست
    بعد أن أطلقت تنهيدة ارتياح وهي تتلقى جرعة ثقة كبيرة من ‏تعليقات زميلاتها، وكذلك من نظرات زملائها.‏
    فحصت كوم الأوراق فوق مكتبها، ثم فتحت جهاز الحاسوب ودخلت إلى حسابها البريدي. لم ‏يكن فيه جديد يستحق سوى
    تعليقات عادية ورسالة إشادة ورد من زميلة سابقة تزوجت من ‏صحفي وتبدو حياتهما ناجحة:‏
    ‏- لا أشجع الزواج المهني. خاصة إذا كان الزوجين في مكان عمل واحد. قالتها في نفسها.‏
    بعد دقائق كانت هناك رسالتين إحداهما رسالة غاضبة، ومليئة بالسخرية والتهكم، أزعجتها الرسالة ‏قليلا وهي تصف
    أسلوبها بالأسلوب الفيمنستي المسترجل.‏
    سرحت قليلا. ثم قالت في نفسها أنها تود أن ترتاح قليلا من مواصلة الكتابة في نفس الموضوع. ‏اليوم موضوع قديم تنوي
    تقديمه للطباعة. كانت دوما معتدة برأيها، لكنها بدأت في الفترة الأخيرة ‏سلسلة من المراجعات. هذه التراجعات، لم تعجب
    الكثيرين عدها البعض نوع من التنازلات مدفوعة ‏الثمن.‏
    كانت دائما تحاول إشراك القراء في كتاباتها وتجربتها، من خلال تلقي رسائلهم وتعليقاتهم لتقييم ‏تجربتها. كانت صريحة
    في طرح آرائها على الدوام. ضمن إطار مراجعاتها الذاتية نحت في ‏مقالاتها الأخيرة منحىً جديد بعيدا عن السياسة، التي
    كانت قد تخصصت في كتابة مقالاتها. ‏بدأت تكتب عن موضوعات ذات طابع اجتماعي يعكس قناعاتها الذاتية. ‏
    خلال الأيام الماضية تسلل شيء من القلق إلى روحها وإلى تفكيرها. أحيانا يجد الإنسان نفسه ‏حائرا حينما تطفو على السطح
    فجأة موضوعات تتعلق بالقناعات الشخصية وبالاصطدام بواقع ‏الحياة. هي أشياء تفك كل أسباب القلق من عقالها. بدأت
    تتساءل عن وضعها وعن مدى ‏نجاحها أو إخفاقاتها في مسيرتها المهنية والعاطفية والشخصية. وضعت تجاربها السابقة
    أمامها ‏بكل إخفاقاتها وتساءلت في أي خانة نضع إخفاقاتنا ونجاحاتنا وكيف نقيِّمها. هل نحسبها ‏حسابيا باعتبارها محض أرباح
    وخسائر، أم كرصيد مكتسب من الدروس والعبر، ونحن نحاول ‏فهم أنفسنا وفهم الآخرين. ‏
    طرحت هذه السلسلة من التساؤلات على القراء، فزادت الأعداد المباعة من الصحيفة. وكان ذلك ‏بالطبع مصدر إشادة من
    رئيس التحرير. في المقابل كانت هي تكتب وفق ما تراه صحيحا بغض ‏النظر عن رأي القراء، أو عن زيادة المبيعات. هذه الأيام
    يحركها قلق من نوع خاص. صارت ‏كتاباتها ذات أسلوب صارخ، وبدت أسئلتها حادة كشفرة الموس. في المقابل رأى البعض
    في ذلك ‏نوع من النشاز والخروج عن الخط.‏
    كانت ضمن ما كتبته هجوم على ما تراه هيمنة المجتمع وفرض آرائه علينا كأفراد، وكإناث كتبت ‏عدة مقالات كانت عناوينها كالتالي:
    " العزف منفردا" و"عندما نحني للتقاليد"، " الصمود في وجه العاصفة" وأخيرا كتبت " ‏الزواج ليس نهاية المطاف للمرأة".‏

    ‏ (للقصة بقية)‏
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de