في مطلع أغسطس الماضي، احتفت أجهزة إعلام بورتسودان بزيارة وشيكة وُصفت بـ"التاريخية" لرئيس الوزراء المعيّن حديثاً آنذاك إلى القاهرة. صُورت الرحلة كأنها الفتح الأعظم، رغم أن العلاقات بين بورتسودان والقاهرة لم تنقطع يوماً، ومطارات مصر لا تخلو من مسؤول سوداني قادم او غاد او غاشي. لكن ما إن اقترب موعد الزيارة حتى تسرب خبر الإرجاء "لمزيد من الترتيب"، لتتكشف الحقيقة لاحقاً: القاهرة الرسمية لم تكن على علم مسبق بقدوم الرجل في زيارة رسمية تتطلب إجراءات بروتوكولات واستقبالات رسمية. فطلبت مصر مهلة للاستعداد، فكانت الزيارة التي تمت فيما بعد تحمل ملامح المجاملة لقاء مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي واجتماعين عابرين، بينما قضى باقي وقته بين المقاهي وصالات الأعراس. من تلك اللحظة، بدا وكأن ثمة جهات تسعى بجدية إلى إحراق صورة كامل إدريس وإظهاره أمام الرأي العام بمظهر مرتبك ومهزوز. فاختيار القهوة التي جلس فيها، وحضوره حفل زفاف وهو يقود حكومة في بلد تنهشه الحرب وتنهش الكلاب جثامين أبنائه، لا يمكن أن يمر دون أن يُقرأ كرسالة مقصودة. ثم جاءت زيارته إلى الخرطوم، حيث سُجلت له بعناية لقطات وهو يوزع أكياس الخبز في إحدى "التكايا" على مواطنين جياع، مقرونة بكلمة "مبروك" التي وجهها لأحدهم. صورة لم تدعم صورته السياسية بل عززت افتراض أن الرجل يُذبح بسكين مستشاريه، غباءً أو عن قصد. أما المحطة الأشد إيلاماً فكانت رحلته إلى المملكة العربية السعودية والتي انتهت اليوم بطلب مهذب ان تتم جدولة الزيارة في وقت لاحق. ثلاثة أيام في الفندق دون برنامج واضح، دون لقاء مع مسؤول حكومي ودون حتى اجتماع اعتيادي مع الجالية السودانية كما جرت العادة. زيارة صامتة كشفت اكتمال عملية "ذبح الصورة"، وأكدت أن الرجل يواجه عزلة مريبة ومقصودة. كامل إدريس أخطأ حين تبنى خطاباً حربياً في وقت كان ينتظر فيه العالم صوتاً مدنياً داعماً للسلام. أخطأ حين أحاط نفسه بمستشارين لا يريدون له الاستمرار. أخطأ وهو يحاول تسويق رؤية علي كرتي وأحمد هارون وظن أنه يستطيع أن يلعب دور "المحلل" ليعيدهما إلى واجهة السلطة. والنتيجة أن كامل إدريس يُذبح علناً بسكين صدئة أمام الناس الذين قال إنه جاء من أجلهم. وإن بقيت فيه بقية من أصالة سودانية وكرامة شخصية، فإن أنبل ما يمكن أن يفعله هو أن يترجل ويعلن استقالته، ليعود إلى جنيف فاظنه الآن علم أن ما قاله الناجي عبد الله عنه ساعة تعينه هي نظرة الكوزن الحقيقية له. #اللهم_لا_ترفع_للكيزان_راية_ولا_تحقق_لهم_غاية_واجعلهم_للعالمين_عبرة_وآية
09-18-2025, 00:15 AM
زهير ابو الزهراء زهير ابو الزهراء
تاريخ التسجيل: 08-23-2021
مجموع المشاركات: 12312
السعودية تعيد جدولة زيارة رئيس الوزراء السوداني كامل إدريس ترياق نيوز ترياق نيوزسبتمبر 17, 2025
متابعات : ترياق نيوز أعادت المملكة العربية السعودية جدولة برنامج زيارة رئيس الوزراء السوداني، د. كامل إدريس، الذي وصل إلى المملكة مطلع الأسبوع الجاري في أول زيارة رسمية له منذ توليه المنصب.
وكان من المنتظر أن يلتقي إدريس بولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان في جلسة عمل ثنائية أمس، إلا أن الاجتماع أُجّل بسبب تعرض رئيس الوزراء لوعكة صحية مفاجئة، حيث كشفت مصادر مقربة أن الأطباء اشتبهوا في إصابته بالملاريا أو حمى الضنك.
وبحسب المصادر، فقد استقرت الحالة الصحية لرئيس الوزراء بعد تلقيه الرعاية الطبية اللازمة، لكن ظروفه لم تسمح بإجراء اللقاء المقرر مع القيادة السعودية.
ومن المرجح أن يغادر إدريس المملكة في الساعات المقبلة دون أن يتمكن من لقاء الأمير محمد بن سلمان، على أن تتم إعادة جدولة اللقاء في وقت لاحق عبر القنوات الدبلوماسية.
تأتي زيارة د. كامل إدريس إلى السعودية في إطار جولة إقليمية تهدف إلى بحث الدعم السياسي والاقتصادي للسودان في ظل الأزمة التي تمر بها البلاد جراء الحرب المستمرة منذ أكثر من عام. وكان من المقرر أن تركز المباحثات مع القيادة السعودية على ملفات الدعم الإنساني، واستئناف الاستثمارات السعودية المتوقفة في السودان، إضافة إلى بحث دور الرياض في جهود الوساطة لوقف الحرب.
وتحتفظ الخرطوم والرياض بعلاقات تاريخية وثيقة، حيث تُعد السعودية من أبرز الدول الداعمة للسودان في الملفات الاقتصادية والإنسانية، بجانب دورها المحوري في المنابر الإقليمية والدولية المتعلقة بالشأن السوداني.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
زهير ابو الزهراء
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست