عروس المدائن - نيالا

Quote: عروس المدائن مدينة نيالا البحير عروس المدائن التى تكسوها الخضرة فى صيفها وخريفها ويتوافد اليها اهل السودان بحثاً للرزق والسياحة وطيب العيش والرفاه فى تنوع طبيعتها الساحر الاخاذ الذى يبدا من وادى نيالا (ود برلى) وينتهى بجبل مرة وطبيعته الرهيبة , الانتماء الى هذه المدينة الملهمة يدعو الى الاعتزاز والافتخار لما بها من خصوصية تختلف عن كل مدن افريقيا , تتوافر فيها كل ملامح الانصهار والتداخل المجتمعى الذى يمثله كل الوان الطيف الاجتماعى السودانى باتجاهاته المتنوعة فهى تمثل نموذج و(sample)عينة لخلية تعبر عن السودان الوطن الكبير . بالاضافة الى طبيعتها الساحرة فهى اكبر مدينة بعد العاصمة القومية من حيث الكثافة السكانية والتبادل التجارى مع المدن السودانية الاخرى وبعض من دول الجوار , تعتبر مركز لتوزيع كثير من السلع العابرة للقارات والقادمة من موانئ ومحطات تجارية عالمية بعيدة فهى تستقبل ثلاث رحلات للطيران المحمل بالبضائع اسبوعياً من دبى والمعروفة بثقلها الاقتصادى فى المنطقة , وايضاً تستقبل رحلة واحدة اسبوعياً من مطار الكفرة للبضائع الليبية والجنوب اوروبية كالايطالية , وسوقها يعتبر مصدر للسلع التجارية لكثير من اسواق بعض دول غرب ووسط افريقيا , كافريقيا الوسطى وتشاد وزائير , هنالك رحلات موسمية للشاحنات الى كل من تشاد وافريقيا الوسطى وشرق نيجيرا و الكاميرون حتى ان كثير من اهالى تلكم الدول صاروا يعرفون عاصمة السودان بنيالا لجهلهم بامتدادت السودان الواسعة واقاليمه المتعددة , يوجد بمدينة نيالا كثير من المصانع ومطاحن الدقيق و ومصانع الزيوت والصابون والبلالستيك والنسيج وهنالك سوق ضخم للماشية والتى تصدر منه الى سوق امدرمان والاسواق المحلية , وتعتبر ولاية جنوب دارفور التى عاصمتها نيالا الاولى على مستوى القطر فى امتلاكها للثروة الحيوانية فمعظم القابئل التى تقطن تلك الولاية تمتهن مهنة رعى الابقار والاغنام ولها مخزون عظيم من هذه الثروة. اما الجانب الاجتماعى فهى مدينة ذات طابع راسمالى ويظهر ذلك فى ترتيب احيائها من احياء غاية فى الفخامة والجمال المعمارى الى احياء بسيطة تتدرج الى اطراف المدينة مبنية من المواد المحلية , فهى مجموعات مجتمعية مقسمة حسب المهن فتجد مجتمع الراسماليين والموظفين والعمال حتى ان بعض الاحياء تميز بذلك مثل حى الموظفين , من الاحياء ذات الفخامة و الملامح الفاخرة حى المطار والسينما والجمهورية والمزاد والامتداد والنهضة ثم ياتى دور الاحياء القديمة والعريقة كحى الوادى وكررى والسكة الحديد وخرطوم بالليل ثم الاحياء الطرفية الوحدة والجبل والنيل وسكر شتت والتضامن الثورة والجير كل هذه الاحياء فيها الامتزاج العرقى بين كل اهل السودان . اما فى الجانب الثقافى توجد بنيالا اقدم سينما وهى سينما نيالا لمؤسسها خواجة كامل احد الاغاريق الذين دخلوا البلاد فى زمن الاستعمار , ويوجد بها مسرح ومركز للشباب تقام فيه الكورسات اللغوية والدورات التدريبية والمهنية ولا ننسى فرقة جنوب دارفور الموسيقية العريقة التى اسهمت قوميا ومدت السودان الكبير بعدد من الفنانيين مثل الفنان المميز عمر احساس والفنان احمد شارف والموسيقيين من امثال محمد ادم ترنين كانت مدينة صاخبة بالفن الغنائى منه والرياضى وتوجد الاندية الرياضية والناديين العريقين الهلال والمريخ واندية الجيل وحى الوادى والكوكب ومن اشهر اللعيبة الذين مروا بتاريخ الكرة السودانية من نيالا الليد ودجانقو واب لفتة واللمين اوقو ووود ابشواطين وكانوا واشرف ديسى , كانت المنتديات الادبية والفنية تقام بشكل دورى وكانت اشهرها الدورة المدرسية للمرحلة الثانوية التى تعتبر تظاهرة ثقافية ورياضية تشمل كل المدينة تقام فيها المنافسات الادبية والليالى الثقافية والمباريات فى كرة القدم والطائرة والسلة وليالى الطرب والغناء والموسيقى فهى من اولى مدن السودان فى استقبالها لثورة الة الاورغن الموسيقية على الاوركسترا و انتشار اغانى الشباب ذات الايقاع السريع , فهنالك من العازفين المهرة والذين اثبتوا كفاءة عالية فى مداعبة الة الاورغ واستخراج منها نوعية من الللحن الذى اصبح ميزة وخصوصية تميز ابناء البحير , ونذكر من العازفين الاستاذ القدير ابراهيم محمد الحسن سنادة والاستاذ التاج مصطفى والاستاذ معمر الصافى و الكثيرين. فى الاعلام تعتبر اذاعة نيالا التى اسست عام 1983 من اقدم الاذاعات الاقليمية السودانية كانت تمتاز ببثها القوى والذىيصل الى دول الجوار الغربى , كانت ذات اهمية كبرى فى صياغة وجدان الانسان الدارفورى ببثها لبرامج التراث والموسيقى والفلكلور المحلى فما زالت اذاننا يتردد فيها صدى الاغانى الدارفورية الصرفة (حلومة قمر تضوى لينا الليل) و ( توا يا توا تبلدى لى بتنو كركروا جوة) و(عجب عجايب تمبوشة بنى شايب )و(نصارى ترك ظلمونا كما دنيا دولة هنانا) و ( امبارح فى المنام جانى غزال الشام) كلها اغانى وكلمات كونت نفسية الانسان فى دارفور والفت بين قلوب كثير من الناس فى الاقليم الذى وللاسف الشديد اتى اناس لم يحظوا بمعايشة هذه المعانى واقعاً فالبوا الناس وخلقوا فتنة اهدرت دماء هؤلاء الابرياء من ابناء شعبنا فخربوا هذ النسيج الاجتماعى المتسامح طيلة تلك السنين , من المزيعين فى ازاعة نيالا نذكر على سبيل المثال لا الحصر عبد الماجد هرون وعوض احمدان ونبيلة عبد الله و من الادباء الاستاذ الطاهر احمد الدخيرى صاحب الرواية الرومانسية الشهيرة التى طبعت مراراً وتكراراً فى الشام والعراق (لن تموت الازهار) فى ثمانينيات القرن الماضى ومن الشعراء الذين رضعوا لابداع من ثديها وفى مدارسها الاولية الشاعر الكبير محمد سعد دياب صاحب ديوان (عيناك والجرح القديم) والشاعر النيالاوى الرقيق الخولانى صاحب اغنية ( ارخى السمع يا زول خنق خشيمى القول) التى يتغنى بها الفنان عمر احساس ومن الممثلين مصطفى احمد الخليفة بفرقة الاصدقاء المسرحية . هذه مقتطفات سريعة ومختصرة عن عروس المدائن التى تذخر بالكثير من الكنوز والقيم والناس الجميلين الذين ان اردنا احصائهم لما استطعنا ان نوجزه فى هذه الاسطر القليلة فهى عبارة عن مفتاح لتسهيل عملية التعرف على عروس المدائن. اسماعيل عبد الله محمدالامارات – دبى29/08/2007

(عدل بواسطة اسماعيل عبد الله محمد on 09-01-2025, 08:37 PM)

Quote: عروس المدائن مدينة نيالا البحير عروس المدائن التى تكسوها الخضرة فى صيفها وخريفها ويتوافد اليها اهل السودان بحثاً للرزق والسياحة وطيب العيش والرفاه فى تنوع طبيعتها الساحر الاخاذ الذى يبدا من وادى نيالا (ود برلى) وينتهى بجبل مرة وطبيعته الرهيبة