حكاية إعلامية نجت من الحرب

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 10-19-2025, 03:29 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
المنبر العام
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
08-04-2025, 09:17 AM

Yasir Elsharif
<aYasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 51775

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
حكاية إعلامية نجت من الحرب

    09:17 AM August, 04 2025

    سودانيز اون لاين
    Yasir Elsharif-Germany
    مكتبتى
    رابط مختصر




    Quote:
    أفق جديد New Horizone


    [2 أغسطس 2025]
    حكاية إعلامية نجت من الحرب
    مايا قدير .. من مذيعة سودانية ناطقة بالإنجليزية إلى لاجئة تعمل في التنظيف بلندن
    ترجمة _ أفق جديد
    في صباح رمضاني من أبريل/نيسان 2023 ، إستيقظت مايا قدير على صوتٍ لم يكن يشبه أي شيء سمعته من قبل . دوّي إنفجار عنيف ، تلاه صمت خانق ، ثم إرتجّت نوافذ شقتها بالطابق الثامن في منطقة العمارات ، وسط العاصمة السودانية الخرطوم . لم تكن تدرك أن تلك اللحظة ستكون نقطة التحول التي ستأخذها من كونها إحدى أبرز الأصوات الإعلامية في السودان إلى لاجئة مجهولة في مدينة بعيدة اسمها “ساوث لندن”.
    مايا قدير ، الإعلامية المعروفة ، وأول مذيعة سودانية ناطقة بالإنجليزية ، لطالما شكّلت رمزاً لصوت المرأة السودانية المعاصرة . عبر أثير إذاعة “كابيتال 91.6 FM” ، لم تكن تنقل الأخبار فحسب ، بل كانت تبني جسوراً من الثقة والأمل ، وتمدّ مساحات التعبير للنساء والشباب . لكنها لم تكن تعلم أن صوتها سيصمت يوماً ، لا بفعل خطأ مهني أو إقصاء ، بل نتيجة حربٍ لا تُبقي ولا تذر .
    مذيعة في زمن الإنهيار
    قبل الحرب ، كانت مايا جزءًا من الحياة العامة في السودان . قدّمت فعاليات وطنية ، وإستضافت رؤساء دول مثل بول كاغامي وآبي أحمد ، وقادت مبادرة نسوية باسم “الدائرة” ، جمعت من خلالها نساء من خلفيات مختلفة للتأثير في الخطاب الاجتماعي والإعلامي . وكانت لحظة ذروة مجدها حين قدّمت إحتفالات إستقلال السودان عام 2019 ، في بث حيّ تابعته 17 وسيلة إعلامية دولية .
    لكن كل هذه الإنجازات ، والمكانة الاجتماعية والمهنية التي بنتها على مدى سنوات، لم تحمِها من قذائف الحرب ولا من شعور العزلة والفقد .
    في ذلك الصباح الرمضاني من 15 أبريل ، إندلعت شرارة الحرب بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع . كانت شقة مايا قريبة من مطار الخرطوم ، الذي تعرّض لهجوم مباغت ، ومنه بدأ زحف الفوضى . حين بدأت الٕانفجارات تتوالى ، أيقنت أن الخرطوم لم تعد آمنة . لكن الخطر لم يكن خارجياً فقط ، بل كان يهدد أكثر من أي شيء حياة طفلها ، البالغ من العمر 11 عامًا ، المصاب بالشلل الدماغي ويستخدم كرسياً متحركاً .
    مع غياب الكهرباء وشحّ الطعام وإنقطاع الإتصال ، تحولت الشقة إلى قفص . كانت مايا تطرق أبواب جيرانها باكية ، تطلب مكاناً أكثر أماناً . إستضافها أحدهم مع إبنها ، متجاهلاً ما تفرضه التقاليد حول إختلاط الرجال والنساء خلال رمضان . “لم تعد القواعد مهمة” ، تقول ، “بل سلامة إبني هي الأهم”.
    من نوافذ الشقة ، كانت تشاهد الخرطوم تنهار . سيارات تحترق ، متاجر تُنهب ، قذائف تتساقط ، ومسلحون يجوبون الأزقة . عاشت أسبوعين على وقع الخوف ، تغلفها هشاشة الحياة ومرارة العجز . في بعض الليالي ، كانت تخبر ابنها بأن الموت ربما إقترب ، وأن عليهما أن يتقبّلاه بسلام . وفي كل لحظة ، كانت تحاول أن تبدو قوية، لكنها في داخلها كانت تنهار .
    من الخرطوم إلى لندن
    عبر مجموعات واتساب ، كانت مايا تتابع أنباء الإجلاء . وحين علمت أن المملكة المتحدة تُجلي رعاياها من قاعدة جوية في أم درمان، إتصلت . كان إبنها يحمل الجنسية البريطانية ، رغم انتهاء جوازه. “هو أولوية قصوى”، قالوا لها، “لكن عليكِ الوصول إلى القاعدة بنفسك”.
    بمساعدة جارها الذي أقرضها 200 دولار، اتفقت مع سائق حافلة صغيرة للقيام بالرحلة المحفوفة بالمخاطر . كان من المفترض أن تستغرق ثلاث ساعات، لكنها امتدت إلى ست، مع مرورهم عبر طرق فرعية لتجنب نقاط السيطرة المسلحة . على الطريق ، شاهدت مايا مشاهد لن تنساها : منازل مدمّرة، وجثث على الأرصفة ، وأحياء إختفت معالمها . تقول: “لم أرد أن تكون هذه آخر ذكرياتي عن الخرطوم ، لكنها كانت كذلك”.
    في إحدى نقاط التفتيش التابعة لقوات الدعم السريع، أُجبر الركاب على النزول. رفضت مايا الخروج، وأخبرت الجنود أن إبنها لا يستطيع المشي . ساد صمت ثقيل . ثم ، بطريقة غامضة، سُمح لهم بالمرور . وصلت إلى القاعدة، وأُعطيت أولوية في الطابور. بعد ساعات، كانت في طائرة نحو قبرص، ثم بريطانيا.
    لاجئة رغماً عنها
    أستُقبلت مايا وإبنها من قبل الصليب الأحمر ، ثم نُقلا إلى فندق ، ثم إلى شقة صغيرة في جنوب لندن . بسبب حالة إبنها ، تم منحها صفة لاجئة . لكنها تقول إن هذا الإعتراف القانوني لم يمنحها الشعور بالأمان ولا بالكرامة .
    “اللاجئون من أفريقيا يُعاملون وكأنهم عبء”، تقول . “لا أحد يعتذر عن الألم ، ولا أحد ينظر إليك بعين الرحمة . فقط أوراق ، طوابع ، وتجاهل تام لما كنت عليه” . وبينما كانت تتنقل بين مكاتب اللجوء بحثاً عن أوراق الإقامة أو الرعاية ، لم يسألها أحد عن قصتها ، أو عن صوتها ، أو عمّا كانت تمثله في وطنها .
    “كنت أقدّم فعاليات لرؤساء دول”، تقول بأسى، “أما الآن ، فأقصى ما يمكنني الحصول عليه هو عمل تنظيف أو تقديم رعاية” . في بلد غريب ، بلغة جديدة ، وسياق لا يشبهها ، تشعر مايا بأنها غير مرئية ، غير منتمية ، وأن الناس من حولها يرونها فقط كـلاجئة سوداء أخرى” .
    اليوم، تمضي مايا أيامها في روتينٍ باهت ، تحاول فيه العيش بكرامة وسط عوالم لا تعترف بقصتها. تعيش على إعانات الدولة ، وتستخدم بنوك الطعام ، وتتلقى القليل من الدعم من عائلتها المقيمة في مصر. تحضر جلسات استشارية لتفريغ حزنها ، وتحاول أن تمنح إبنها حياة طبيعية قدر الإمكان .
    لكنها لا تزال تحمل حنيناً قاسياً إلى ما كان . تتذكر رائحة الخرطوم بعد المطر ، وصوت الحياة في الشوارع ، والإحساس بالانتماء . “الآن أشعر أنني غريبة ، حتى في داخلي . أنتمي لمكان لا أستطيع العودة إليه، وأعيش في مكان لا أشعر أنه لي”.
    لا تمتلك مايا جواز سفر ، ولا تستطيع مغادرة المملكة المتحدة ، ولا العودة إلى السودان . وفي كل مرة تنظر إلى أوراق إقامتها، تشعر أنها لا تعكس هويتها الحقيقية . “أنا لاجئة، هكذا تقول الأوراق”، لكن هذه ليست هويتها ، بل حال مؤقت لا تريد أن يكون نهاية قصتها.
    عندما تُنزع الهوية
    قصة مايا تكشف مأساة اللاجئين من زاوية مختلفة. فهي ليست ضحية عادية ، بل شخصية عامة ، صنعت إسمها بجهد وإبداع . ومع ذلك ، لم يمنحها ذلك درعاً ضد التهجير . الحرب ، كما تقول ، لا تفرّق بين غني وفقير ، أو مشهور ومجهول . إنها تسلب الجميع دون استثناء.
    في ظل الغياب شبه الكامل لتغطية الحرب السودانية في وسائل الإعلام الدولية ، تقول مايا إن مأساة وطنها أصبحت “ضوضاء خلفية” في نظر العالم . لا أحد يهتم ، ولا أحد يتساءل عن مصير الملايين. “عندما يعاني الأفارقة، يُعتبر الأمر طبيعياً، وكأنه قدَر”.
    رغم كل ما فقدته ، تصرّ مايا على الإستمرار . لا تريد أن تُختزل حياتها في كلمة “لاجئة”، ولا أن يُمحى صوتها . تتعلّم كيف تحيا بالحزن دون أن تستسلم له ، وكيف تتأقلم مع واقع جديد دون أن تفقد حقيقتها .
    في صباح كل يوم ، تستيقظ على أملٍ صغير : أن تُحكى قصتها ، أن تُسمع ، أن يعرف العالم أن اللاجئين ليسوا مجرد أرقام أو صور حزينة، بل أصحاب تاريخ ، وأحلام، وصوت… مثل مايا.
    *لزيارة الموقع الإلكتروني * 👇‪






                  

08-04-2025, 12:27 PM

قصي محمد عبدالله
<aقصي محمد عبدالله
تاريخ التسجيل: 02-28-2014
مجموع المشاركات: 4520

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حكاية إعلامية نجت من الحرب (Re: Yasir Elsharif)

    تحياتي وتقديري،

    هذه قصص ملايين الناس في ولاية الخرطوم.ومثلها - أقل فجائية - في الجزيرة وسنار،
    وقصص قديمة في دارفور،،،
    فقط:
    تختلف في الألفاظ ولكنها تتشابه في الشكل الإطاري،
    ليست حادثة خاصة فردية فريدة من نوعها...
    ...
    نسأل الله أن يكشف كل الغمة وأن يولي من يصلح ويعدل.

    (عدل بواسطة قصي محمد عبدالله on 08-04-2025, 12:28 PM)

                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de