بيان حول (الموقف من اجتماع الرباعية): إلى جماهير الشعب السوداني الأبي: انطلاقًا من إيماننا العميق بقدرة شعبنا وقواه الثورية والمجتمعية والوطنية الحية بالحفاظ على وحدة الوطن وتماسك نسيجه المجتمعي، وتحقيق الحلم المشروع في بناء دولة مدنية ديمقراطية، خالية من الحروب والنزاعات، ومن واقع إدراكنا لجذور الأزمات والحروب التي تعصف ببلادنا منذ ما قبل الاستقلال وحتى اليوم، والتي تغذيها التدخلات الخارجية والانقلابات العسكرية، وتفريخ المليشيات، وتسييس مؤسسات الدولة – خاصة بعد انقلاب الجبهة الإسلامية في 30 يونيو 1989م – وما تبعه من تسيس ممنهج لهياكل الدولة، وعلى رأسها القوات النظامية. فإننا نرى أن جوهر الصراع في السودان كان ولا يزال صراعًا بين قوى تسعى للتقدم وبناء وطن ديمقراطي حر عادل يمثل كل السودانيين ويضمن التقسيم العادل للثروة والسلطة والتنمية المتوازنة، وبين قوى أخرى تريد إبقاء البلاد رهينة للاختلالات المتوارثة والامتيازات التاريخية والتبعية والأجندات الخارجية. وقد بلغت المؤامرة على ثورة ديسمبر ذروتها مع اندلاع هذه الحرب المدمرة، وفشل كل محاولات التهدئة عبر الوساطات الدولية، التي لم تكن إلا محاولات لإعادة إنتاج الأزمة، واليوم؛ وبينما تظهر بوادر "تسوية سياسية" تنسج بمعزل عن إرادة وتطلعات أوسع السودانيين، تستمر الحرب في سحق البلاد، مخلفة وراءها أنهارًا من الدماء ودمارًا واسعًا، وتفاقمًا في أعداد القتلى والمعتقلين، وكل ذلك في صراع لا يخدم سوى مصالح النخب العسكرية والسياسية والمدنية الداخلية والخارجية المتصارعة على السلطة على دماء وجماجم السودانيين. لهذا، فإننا نؤمن أن كل من تورط في إجهاض ثورة ديسمبر، وساهم في تعميق معاناة شعبنا، يقف في موقع العداء لمصالح الشعب السوداني والوطن. ولذلك، فإن واجبنا الثوري اليوم يدعونا إلى التمسك بإرادة شعبنا وإيماننا الكامل بقدرته على قطع الطريق على كل ما يحاك ضده، وتجاوز كل هذه الظروف العصيبة وفتح صفحة جديدة تُنهي الفشل التاريخي للدولة السودانية، وتعالج جذور أزماتها المتمثلة في عنف الدولة، وعجزها عن إدارة التنوع، وفشلها في التوزيع العادل للسلطة والثروة. نحن القوى الثورية والوطنية الموقعة على البيان نناشد الآلية الرباعية وكل من تورط في إطالة مأساة ومعاناة السودانيين بعدم إنتاج أي مشهد سياسي فوقي مجرب بمعزل عن تطلعات السودانيين في الداخل، والتعاطي بشكل جدي مع مطالبنا العادلة التي يشاركنا فيها قطاع واسع من السودانيين والمتمثلة في: 1/ تثبيت واقع أن الطريق لوقف الحرب في السودان يبتدئي بإيمان الأطراف المشكلة للآلية الرباعية بوقف تدخلاتهم في سياق الحرب في السودان، وعدم دعم أطراف الحرب سياسياً ولوجستياً، وضمان عدم تحويل السودان لساحة حرب بالوكالة، وضرورة دعم تطلعات السودانيين في السلام الشامل والعادل والتحول المدني الديموقراطي وضمان سيادة الدولة السودانية واستقلالية قرارها الوطني. 2/ تتمثل الأولوية المطلقة للسودانيين في وقف الحرب عاجلاً غير أجل والضغط على كل من يعرقل جهود إيقافها داخلياً وخارجياً، وفتح الممرات الآمنة وتوفير المساعدات الإنسانية لإنقاذ حياة السودانيين المحاصرين تحت رصاص الحرب. 3/ التمسك بوحدة السودان شعباً وأرضاً، ورفض كل صيغ التقسيم الإداري وتعدد السلطات، وعدم الإعتراف بأي سلطة عسكرية تستند على شرعية القهر والسلاح بعيداً عن إرادة أوسع السودانيين. 4/ استبعاد جميع القيادات العسكرية لأطراف الحرب من أي دور سياسي أو عسكري قادم، وضمان حل المليشيات وخروج العسكريين من الحياة المدنية والسياسية كثمن متطلب لقطع الطريق على إرث الطبيعة العنفية لجهاز الدولة في السودان وكل رصيد الحروب المتوارث منذ الاستقلال الوطني وحتي الآن. 5/ تثبيت مبدأ المحاسبة والمسائلة على كل رصيد العنف والانتهاكات وضمان عدم الإفلات من العقاب كضرورة حتمية لعدم تكرار سيناريوهات العنف والحروب، ومعالجة كل رصيد الغبن والمرارات. 6/ تشكيل هياكل السلطة المدنية الإنتقالية التي تلي واقع ما بعد الحرب قاعدياً من أسفل لأعلى انطلاقاً من مجالس الأحياء والمحليات والوحدات الإدارية وصولاً للمستوى القومي لضمان التمثيل العادل لكل السودانيين وخلق أوسع التفاف شعبي حول مشروع السلم المجتمعي والتحول المدني الديموقراطي. 7/ الطريق لأي عملية سياسية يمكن أن تؤدي لإنهاء معاناة السودانيين يبتدئ بحصر التفاوض بين القوى الحاملة للسلاح في إطار إجراءات وترتيبات وقف الحرب وإطلاق النار وخروج المظاهر العسكرية من المدن وعدم الإعتراف بدورها السياسي، على أن تبنى تصورات إعادة الإعمار و بناء مؤسسات الدولة والتحول المدني الديموقراطي على حوار سوداني سوداني بين القوى المدنية الديموقراطية عدا النظام البائد وواجهاته. - لا شرعية أخلاقية أو سياسية لاجتماع الرباعية إذا تجاوز مطالب وتطلعات الشعب السوداني. - لا قبول بعفو عن المجرمين أو إدماجهم في أي ترتيبات سياسية. - لا تفويض لمن يدّعون أنهم صوت الثورة من المدنيين دون تفويض شعبي. - لا تسوية أو مساومة على دماء السودانيين. - ولا شرعية للقتلة والمليشيات. ولتكن المبادرة في يد أصحابها الحقيقيين: الشعب السوداني، الذي لم ينكسر رغم الحرب، والذي لا يقبل أن يُدار مصيره من قاعات الدبلوماسية العابرة، بل من الشارع، من نقاباته الشرعية ولجان مقاومته وقواه الثورية المدنية والمطلبية والسياسية والمجتمعية الحية، التي قدّمت ولا تزال تُقدّم ثمن التغيير. عاش كفاح الشعب السوداني. #مافي_مليشيا_بتحكم_دولة #العسكر_للثكنات_والجنجويد_ينحل #سلطة_الشعب_لإنهاء_الحرب الثلاثاء 29 يوليو 2025م الموقعون: 1- لجان مقاومة السودان والقوى الموقعة على الميثاق الثوري لتأسيس سلطة الشعب. 2- لا لقهر النساء. 3- الاتحادي الديمقراطي المركز العام. 4- الاتحاد النسائي السوداني.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
زهير ابو الزهراء
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست