خالد الأعيسر- سيلفي على فوهة السقوط-- بقلم عبد الجليل سليمان

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 10-18-2025, 08:07 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
المنبر العام
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
07-15-2025, 09:16 PM

زهير ابو الزهراء
<aزهير ابو الزهراء
تاريخ التسجيل: 08-23-2021
مجموع المشاركات: 12447

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
خالد الأعيسر- سيلفي على فوهة السقوط-- بقلم عبد الجليل سليمان

    09:16 PM July, 15 2025

    سودانيز اون لاين
    زهير ابو الزهراء-السودان
    مكتبتى
    رابط مختصر




    خالد الأعيسر: سيلفي على فوهة السقوط
    عبد الجليل سليمان
    في ظهيرةٍ تُذرُّ ريحُ البحرِ الأحمر رمادَ الملح على خرائبِ الخرطوم، بثَّ مذياعٌ مُحتضِرٌ خبرًا بدا كمحاولةِ صاروخٍ خاملٍ للهبوط على خيمةٍ بالية:
    عودةُ خالد الأعيسر، الموقَّع بلقب “السوخوي”، وزيرًا للثقافة والإعلام في حكومة الدكتور كامل إدريس؛ مشهدٌ لا يذكّرك بشيء سوى أنّ العبث حين يعتلي منصةً رسمية، فإنه لا يكتفي بالخطابة، بل يرقص أيضًا.
    سيرة بلا توقيع
    وُلِد خالد الأعيسر في هامشٍ من الجغرافيا لا تعترف به الخرائط، وفي زمنٍ أقرب إلى هامش الحاشية منه إلى متن التاريخ. نشأ بين جدرانٍ شعبيةٍ تُعلَّق فيها صورٌ باهتةٌ لفنانين راحلين، وتُخبأ خلفها رسائل حبٍّ قديمة كُتبت
    على أوراق مدرسية مهترئة، بينما كانت الحواري تهمس بأن دريسة أعمق أثرًا من نيتشه، وأن الأغنية في تلك البيوت أكثر جلالًا من الفلسفة.
    درس شيئًا يشبه الإعلام في الخرطوم، ثم هاجر إلى لندن متكئًا على حقيبةٍ من الطموحات المبلولة بالخذلان. هناك، تنقل بين قنواتٍ تُشبه الدكاكين، ومراكز أبحاثٍ تتكلّم كثيرًا ولا تقول شيئًا.
    الاستقالة المدهشة
    بلغ ذروة حضوره التلفزيوني - ليس خلال هذه الحرب كما يريدون له - بل حين انتزع سماعة الأذن، ونزع الميكروفون، في بثٍّ حيٍّ على قناة رياضية محلية ، مُعلنًا استقالته من إدارتها على الهواء بطريقة ميلودرامية تُشبه
    مشهد انتحار تمثيلي في عرضٍ رديء.
    قال بوجهٍ يقطر جديةً مزيفة:
    "هذه القناة لا تشبهني… وأنا لا أشبه هذا الوطن".
    وكأن أحدًا كان ينتظر منه نفي هذا التشابه أصلًا.
    زيف الإعلام
    لم يُعرَف له كتاب، ولا رؤية، ولا مشروع. لكنه أجاد شيئًا واحدًا: الوقوف في المكان الخاطئ، في التوقيت الخطأ، وهو يبتسم للكاميرا.
    يرتدي الإعلام كما يرتدي المهرّجون عباءة الأمير في خيمة سرك متهالكة، يُكثر من الحركات ويقلّ فيها المعنى.
    لا علاقة تربطه بالثقافة سوى ما يُسمّيه “الحضور الإعلامي”.
    – خلط بين برتولد بريخت ومهاجمٍ احتياطي في حديث عن المسرح،
    – وصرّح أن الرواية السودانية “لم تُشعل بعد”، وكأنها قطعة فحم مبلولة،
    – وأطلق جائزة باسم “القول الثقيل”، ثم بدّلها إلى “القول الثقافي”، ثم نسيها تمامًا.
    إنه الرجل الذي يخطب مهرّجًا أو مهرجِّلاً، يلوّح بيده كما لو يصرف سرب ذباب، ويتكلم كما يتكلم صاحب ماكينة تصوير تعطّلت فجأة: ضجيج بلا صورة، وادعاء بلا ورق.
    سقر خلف السيلفي
    حين قصفت طائراتُ الدعم السريع مستودعات الوقود المركزية في بورتسودان بطائراتٍ مسيّرة، كان أهل الميناء يهرولون بحثًا عن مأوى. وحده خالد الأعيسر هرع إلى قلب اللهيب
    مرتديًا خوذة طُبعت عليها كلمة EXCLUSIVE، وأخرج عصا سيلفي تشبه رمحًا بلا هدف.
    وقف أمام عدسة هاتفه، والنيران خلفه تبتلع السماء كأنها مشهد من يومٍ موعود. صاح بصوتٍ مرتجفٍ متوتر:
    “أنا الآن في قلب الحدث… مشاهد حصرية!”
    كانت سقرُ تشتعلُ وراءه، وهو يعدّل زاوية التصوير بحثًا عن إضاءةٍ أفضل، وكأن الخراب فرصةٌ دعائية.
    تصفّح الجمهور تلك الليلة منشوره المزركش بالهاشتاغات، ولم يعلم أحد:
    هل هو يبكي الخراب؟
    أم يُبشّر به؟
    العودة المهزلة
    وصلته الوزارة – كما يُشاع – على هيئة «ميم» في تطبيق واتساب.
    قرأه، ردّ بكلمة: “جاهز”، ثم نهض صباحًا إلى الوزارة كما ينهض الممثل إلى مشهدٍ ارتجاليٍّ في مسرحية بلا مخرج.
    مشهد متكرر
    في بلادٍ تُدار الثقافة فيها بقاعدة: “اكذبْ، تسلّم وزارة”، ليس غريبًا أن يعود الأعيسر وزيرًا لثقافةٍ لا يؤمن بوجودها، ولا علاقة له بأبجديتها.
    هو السوخوي؛ آخر الراقصين على سلك الكاميرا،
    وأول من اعتبر النار خلفه ديكورًا مناسبا للسيلفي،
    يعتلي المنصة لا ليمثّلنا، بل ليمثّل علينا.
    وخلفه، تظل الصورة المطموسة لفنانٍ راحل،
    معلقة على حائطٍ من وهم، ترمشُ كلما ابتسم المهرج.
    فيما يلي أهم 5 وسوم تعبّر عن مضمون المقال بسخرية لاذعة ودلالة سياسية وثقافية:
    #خالد_الأعيسر
    #حكومة_الأمل
    #السيلفي_السياسي
    #المهرج_الرسمي
    #ثقافة_الخراب






                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de