Quote: القصة الكاملة لكيفية صناعة الإمارات ذراعها الأخطر للفوضى في السودان مرتزقة الامارات في يونيو 20, 2025 القصة الكاملة لكيفية صناعة الإمارات ذراعها الأخطر للفوضى في السودان محمد بن زايد وحميدتي 208 شارك منذ سنوات قرر رئيس الإمارات محمد بن زايد ألّا يكتفي باستنزاف اليمن وتفكيك ليبيا، بل اتجه جنوبًا، إلى السودان، ليصنع هناك ذراعه الأخطر: ميليشيا خارج الدولة، مزودة بالذهب، محمية بطائرات، ومموّلة من دبي.
حينها لم يكن محمد حمدان دقلو، الشهير بـ”حميدتي”، أكثر من قائد ميليشيا محلي، قبل أن يقرر بن زايد تحويله إلى “رئيس موازٍ”، في دولة لا تزال تبحث عن شكلها بعد الثورة والانقلاب.
من دبي بدأت الإمبراطورية
بين 2017 و2023، تكثّف الحضور المالي لعائلة دقلو في الإمارات.
أكثر من 50 شركة سُجلت باسم حميدتي أو شقيقه عبد الرحيم، أو واجهات قريبة منهما، وفق سجلات موثقة في دبي.
ولم تكن شركات عادية، بل واجهات لتهريب الذهب السوداني – خاصة من مناجم دارفور – إلى أبوظبي عبر طائرات خاصة، دون أن تمر هذه الثروات على مؤسسات الدولة السودانية، أو تُسجّل في دفاترها.
في قلب سوق الذهب في دبي، تم تسييل مئات الأطنان، وغسلها داخل شركات تابعة لمجموعة منصور بن زايد، بينها “AZ Gold” و”كابيتال تاب”، إضافة إلى شركات وهمية بواجهات تجارية غير معروفة.
وبحسب مصادر غربية، فإن هذه العمليات كانت تمر مباشرة عبر حسابات مصرفية في بنوك إماراتية، وتُحوَّل عائداتها إلى شبكة تمويل قوات الدعم السريع.
بن زايد يقتل السودانيين بأموالهم
النتيجة الصادمة لهذه المنظومة ليست فقط سرقة ثروات السودان، بل إعادة استثمارها في قتل السودانيين.
لم يدفع محمد بن زايد من ماله الخاص لدعم حميدتي، بل استخدم ذهب دارفور، وأعاد تدويره إلى سلاح، ورواتب، ودعاية، وحتى منصات إعلامية ناطقة باللغات الإفريقية تمولها الإمارات لتلميع “القائد البديل”.
الحسابات البنكية التي فُتحت باسم تلك الشركات كانت تغذي آلة القتل، بينما كانت أجهزة الدولة السودانية تتفكك تحت ضربات حميدتي، بدعم إماراتي محكم التخطيط.
الجسر الجوي الدموي
المرحلة الأخطر من المشروع الإماراتي بدأت بعد اندلاع الحرب في السودان بين الجيش وقوات الدعم السريع. بين مايو 2023 ومايو 2024، سُجّلت 32 رحلة شحن عسكري من أبوظبي إلى مطار “عَمدرس” في شمال شرق تشاد. الرحلات انطلقت تحت غطاء “مساعدات إنسانية” من الهلال الأحمر الإماراتي، لكن حمولتها كانت شيئًا آخر تمامًا.
حملت هذه الرحلات ذخائر متنوعة، وطائرات مسيّرة، وأجهزة تشويش، وأسلحة هجومية مخصصة لحرب المدن، بالإضافة إلى أجهزة اتصال مشفرة ورادارات محمولة.
كل ذلك كان يُنقل بإشراف مباشر من ضباط في جهاز أمن الدولة الإماراتي، وبمساعدة شبكة تهريب عابرة للحدود تعمل تحت إمرة طحنون بن زايد.
حتى المستشفى الميداني الذي أقامته الإمارات قرب المطار لم يكن منشأة طبية، بل نقطة تمويه لتخزين الأسلحة وتوزيعها. كانت الإمدادات تدخل من الجو، وتُوزع على الأرض إلى قوات حميدتي، التي توسعت في ارتكاب المجازر والجرائم ضد المدنيين.
تحذيرات أمريكية صامتة
في يناير 2025، أرسلت الإدارة الأمريكية السابقة تحذيرًا رسميًا للإمارات، وُصف بأنه “أخطر إنذار دبلوماسي منذ حرب اليمن”.
قالت الوثيقة: “لقد رصدنا أكبر عملية نقل دعم عسكري إلى فصيل مسلح غير حكومي في إفريقيا خلال عشر سنوات، تحت غطاء طبي.”
لكن في أبوظبي، لم يكن ثمة نية للتوقف. فحميدتي لم يكن مجرد حليف، بل مشروع استراتيجي. في قصر الوطن، لُقّب داخليًا بـ”الذراع الذهبية”.
وقد حظي باستقبال رسمي كرئيس دولة، وجرى تزويده بطائرة خاصة، وتحرك في إفريقيا كسفير لمشروع إماراتي مظلم، عنوانه: تفكيك الدولة السودانية وتحويلها إلى سوق حرب دائمة.
وما فعله محمد بن زايد في السودان ليس استثناء، بل امتداد لمشروع بدأ في اليمن، حين دعم الميليشيات خارج إطار الحكومة المعترف بها، وزرع مليشيات محلية موالية له كأدوات للابتزاز والتفكيك.
نموذج “جيش موازٍ للإيجار” يتكرّر بحذافيره: دعم ميليشيا على حساب الدولة، تمكينها ماليًا وعسكريًا، ترويجها خارجيًا، ثم استخدامها لفرض وقائع جديدة في البلد المستهدف، من دون الحاجة إلى احتلال مباشر. حميدتي كان النسخة الإفريقية من “طارق صالح” في اليمن، و”خليفة حفتر” في ليبيا.
من الذهب إلى الدم
النتيجة النهائية لم تكن بناء نفوذ إماراتي ناعم، بل تحويل الذهب السوداني إلى دم.
بن زايد لم يكتفِ بسرقة ثروات بلد جريح، بل سلّح طرفًا فيه ليمزّقه أكثر، وفتح له المجال لتلقي الدعم خارج أي رقابة، في خرق فاضح للقوانين الدولية والقرارات الأممية التي تحظر تمويل الجماعات المسلحة.
حميدتي اليوم ليس مجرد ميليشيا، بل مشروع حرب بلا نهاية، تديره الإمارات من بعيد، وتغذيه عبر شبكات تهريب، وتُلمعه إعلاميًا على أنه “رجل المرحلة”، بينما يحرق السودان بلا هوادة.
لكن ما بدأ بالذهب، انتهى بالدم. وحين تبدأ آلة الموت بالخروج عن السيطرة، لا أحد في أبوظبي يملك زر الإيقاف. فالمشاريع المرتبطة بشخصيات كحميدتي لا تنتهي إلا بطريقتين: الانفجار الداخلي، أو الانكشاف الدولي. وكلا الخيارين باتا قريبين.
06-24-2025, 03:25 PM
Bashasha Bashasha
تاريخ التسجيل: 10-08-2003
مجموع المشاركات: 27251
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة