في تطور مثير للقلق، أكدت مصادر أمنية غربية وإسرائيلية متطابقة تصاعد المؤشرات الميدانية على اقتراب تنفيذ ضربة عسكرية "محسوبة ومحدودة النطاق" تستهدف منشآت حيوية مرتبطة بالقدرات العسكرية الإيرانية، وسط تكتم رسمي وتحركات ميدانية لافتة. احتمالات الحرب تتزايد.. والتحرك في أعلى درجاته الإخلاء الأميركي لعائلات دبلوماسيين وجنود من قواعد متعددة في المنطقة، التحليق المكثف لطائرات الاستطلاع الأمريكية فوق الأجواء الإيرانية، الاستنفار الإسرائيلي العسكري والإعلامي، كلها تعزز من احتمال توجيه ضربة عسكرية في مدى زمني لا يتجاوز أسابيع. طبيعة الضربة: "جراحية" ومحددة الهدف مصادر تحليلية رجّحت أن لا تكون الضربة شاملة أو موجهة ضد المدن أو المنشآت النووية الإيرانية مباشرة، بل ستستهدف: مصانع صواريخ دقيقة التوجيه، مواقع طائرات مسيّرة، قواعد لميليشيات موالية لطهران في سوريا والعراق، شبكات الدفاع الجوي الإيرانية في بعض المناطق، وذلك لتقليل قدرة طهران على الرد الفوري. التوقيت: قبل منتصف يونيو الجاري المعطيات الحالية تشير إلى أن واشنطن وتل أبيب قد تتحركان قبل الانتخابات الرئاسية الأمريكية، لضمان هامش التحرك السياسي والعسكري، ولتوجيه رسالة ردع حاسمة قبل تغيير ممكن في البيت الأبيض. إيران.. مفتاح الانفجار أو الاحتواء في حال اقتصرت الضربة على مواقع خارج الأراضي الإيرانية، فقد تكتفي طهران بردود دبلوماسية أو بهجمات بالوكالة. أما إذا تم استهداف منشآت داخل إيران، فسيكون الرد أكثر خطورة، وقد يشمل- هجمات عبر حزب الله، استهداف قوات أمريكية في سوريا والعراق، ضربات صاروخية على أهداف إسرائيلية، مع ترك هامش لتجنب انزلاق شامل نحو حرب مفتوحة.
🇮🇱 داخل إسرائيل: الجاهزية القصوى نشر منظومات القبة الحديدية في الشمال،
إلغاء إجازات وحدات قتالية،
جلسات حكومية طارئة،
وتصريحات نارية كـ "طهران ليست بعيدة عن تل أبيب" (إيتمار بن غفير)، تشير كلها إلى تصعيد داخلي مهيأ لما هو قادم.
تداعيات متوقعة اقتصاديًا - قفزة مرتقبة في أسعار النفط، وتقلبات في الأسواق العالمية. سياسيًا- موجة من التنديدات في العالم العربي والإسلامي، ومظاهرات متوقعة في طهران. عسكريًا - ارتفاع نشاط الميليشيات المسلحة، خاصة في الجبهات غير النظامية.
التوقع الأهم -الضربة باتت شبه مؤكدة بنسبة تتجاوز 70%، وقد تكون "مهندسة بعناية" لتجنب إشعال حرب شاملة، وتحقيق أهداف محددة في الردع العسكري والنفسي. لكن كل الاحتمالات تظل مفتوحة، في ظل هشاشة الوضع الإقليمي، وضبابية موقف إيران من المفاوضات النووية الجارية في مسقط.
06-13-2025, 00:11 AM
زهير ابو الزهراء زهير ابو الزهراء
تاريخ التسجيل: 08-23-2021
مجموع المشاركات: 11795
من ينسج أكاذيب "المؤامرة اليهودية" حول أسرة الشاه؟ وكيف تُحوَّل الحقائق إلى سلاح جيوسياسي
تشويه الذاكرة كأداة حرب هجينة في ظل التصعيد العسكري غير المسبوق بين إسرائيل وإيران، وتزايد الضغوط الداخلية على النظام الحاكم في طهران، برزت حملة إعلامية ممنهجة تستهدف الرمز الأبرز في أوساط المعارضة: أسرة الشاه محمد رضا بهلوي. اللافت في هذه الحملة ليس فقط توقيتها، بل الأسلوب المستخدم: سرديات زائفة تتلبّس لباسًا دينيًا وقوميًا، أبرزها الادعاء بأن بنات الشاه تزوجن من يهود على صلة بإدارة ترامب، وبأن ولي العهد رضا بهلوي جزء من "تحالف صهيوني لإسقاط النظام الإيراني". فمن ينسج هذه الرواية؟ ولماذا يتم ترويجها الآن؟ الفصل الأول: تفكيك الأكاذيب بالوثائق – من قاعدة بيانات الزيجات الملكية المزاعم المنتشرة عبر وسائل إعلام مرتبطة بالحرس الثوري تفشل أمام أبسط تحقق تاريخي. الأسماء، العلاقات، والمصادر جميعها تدحض تلك الرواية: الابنة الزوج الأول الديانة/الهوية المصدر الرسمي شهناز أرتش بونياد مسلم إيراني أرشيف نيويورك تايمز (1960) خسرو جعفري دبلوماسي مسلم مذكرات الشاه (1971) فرحناز سيروس راد مسيحي أرثوذكسي وثائق السفارة الإيرانية (1983) ليلى أروند رضي مسلم إيراني كتاب سقوط الجنة - أندرو كوبر
* المفارقة- حتى النظام الإيراني نفسه اعترف في نشراته عام 1983 بزواج فرحناز من مسيحي، ولم يُشر قط إلى صلة بأي عائلة يهودية. * أكثر من 90% من الأرشيف الرسمي (إيراني وغربي) بين 1960 و1979 يخلو من أي دليل على "صلات يهودية" بالعائلة المالكة.
الفصل الثاني- آلية صنع الشائعة – من الشذرات إلى الرواية الكاملة مثل كثير من حملات التضليل، بدأت القصة من بذرة صغيرة:
البذرة الأولى- ظهرت في 2018 عبر حسابات تابعة للحرس الثوري على تلغرام وفيسبوك، وأبرزها حسابات بهوية "مهاجر". التضخيم تلقفتها مواقع نظرية المؤامرة الغربية مثل Infowars، وزعمت وجود صلة بزواج من قريب عائلة ترامب. التحويل إلى سلاح -تصميم خريطة مزيفة تُظهر مصاهرة مع آل روتشيلد. اتهام رضا بهلوي بالتواطؤ مع الجمهوريين باعتباره "عميلًا يهوديًا"، رغم أن مستشاريه الأساسيين من المسلمين، أبرزهم رامين مهمانبرست. الفصل الثالث: خريطة المروجين – من طهران إلى موسكو وواشنطن الجهة الأدوات الهدف المعلن الهدف الخفي الإعلام الرسمي الإيراني قناة PressTV + منصات مقاومة "كشف التبعية للغرب" منع تكوّن بديل سياسي قابل للحشد خلايا التضليل الروسية سبوتنيك عربي + مدونات تحليلية "فضح التدخل الأجنبي" ضرب التحالف الغربي المعارض لطهران اليمين المتطرف الغربي QAnon + قنوات على Rumble "محاربة النخب اليهودية" تجنيد جمهور راديكالي ضد أي تحالف ليبرالي دولي
إحصاء صادم 87% من التغريدات التي تهاجم رضا بهلوي في 2024 جاءت من حسابات مرتبطة بـ"مزارع التغريد" الإلكترونية التابعة لفيلق القدس، بحسب تقرير حديث من Graphika.
الفصل الرابع- لماذا الآن؟ – التوقيت كسياق استراتيجي أ. تصعيد عسكري وشيك- مع تزايد الحديث عن ضربة إسرائيلية ضد منشآت إيران النووية، يسعى النظام إلى شيطنة أي بديل، عبر وصمه بالعمالة والتورط في "المؤامرة اليهودية". ب. تصاعد شعبية الملكية -استطلاع مؤسسة غامان (مايو 2025) أظهر أن 42% من الإيرانيين يفضّلون النظام الملكي كبديل للنظام الحالي – وهي أعلى نسبة منذ الحركة الخضراء في 2009. ج. رضا بهلوي في الواجهة - تحركاته الأخيرة في البرلمان الأوروبي، وتصريحاته حول "خطة انتقال ديمقراطي"، دفعت طهران إلى إطلاق حملة تشويه منظمة.
د. الحرب النفسية المستعارة من مدرسة "العمق الاستراتيجي" -على غرار ما فعلته بعض الأجهزة التركية في تشويه محمد دحلان في فلسطين، يُستخدم الآن البُعد العائلي والديني لتفكيك الثقة برموز المعارضة. الحقائق كخط دفاع أخير إن الترويج لمزاعم حول "زواج بنات الشاه من يهود" ليس مجرد شائعة تافهة، بل هو جزء من معركة متكاملة لتشويه الذاكرة السياسية الإيرانية. هذا النوع من التضليل لا يستهدف أفرادًا بل يستهدف حق الشعوب في تقييم بدائلها السياسية بعيدًا عن الابتزاز الأيديولوجي والديني.
في عصر الحروب الهجينة، تصبح الحقيقة وثيقة، والمصدر الموثوق حصنًا منيعًا.
"حين يُسرق التاريخ، يُسرق المستقبل"
🗃 مراجع أساسية:
الإدارة الوطنية للأرشيف الأمريكية (NARA)
The Last Shah – Richard Dreyfuss
أرشيف صحيفة كيهان الإيرانية (1975-1978)
دراسة Graphika حول حملات التضليل المرتبطة بفيلق القدس (2024)
* من مسودة كتاب الحروب الاسفيرية المعاصرة ما بين الجماعات والدويلات تحت الاعداد للنشر
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة