انضمام مصر رسميًا إلى الرباعية الدولية المعنية بالأزمة السودانية (الولايات المتحدة، السعودية، الإمارات) ليس خطوة تكتيكية بسيطة، بل لحظة تحوّل جيوسياسي عميق. يعكس هذا الانخراط رغبة القاهرة لتكون ضامنًا للاستقرار والسلطة الدولة ضمن معادلة معقّدة الملامح.
. تحوّل الرباعية: من "آلية ضغط" إلى "ساحة تنافس" الرباعية بدأت كمنصة ضغط غربي للضغط على المؤسسة العسكرية السودانية نحو تسوية مدنية (2021–2023). انضمام مصر يؤشر إلى فشل رواية “الدبلوماسية الناعمة” الغربية، واعتماد نمط جديد يركز على دور الجيش كعنصر أساسي في الحل. الرسالة المبطنة: لا بدّ من إعادة تثبيت مكانة المؤسسة العسكرية ضمن هيكل الحكم بعد الحرب. القاهرة: إحياء "النظام القديم" من جديد حرب الوكالة مع الإمارات: تمثل الرباعية الجديدة منافسة بين دعم الجيش مقابل تشجيع الإمارات لقوة الدعم السريع. المحك المائي: السودان بوابة مصر لإعادة التوازن الجيوسياسي بعد أزمة سد النهضة. عقيدة الأمن القومي المصري: استلهام النموذج المصري 2013 كضمان لاستقرار ما بعد الربيع العربي.
الإمارات والقاهرة: خلاف استراتيجي أم صراع وجود؟ المحور الرؤية والتوجه الإمارات تفضل "تحالفات غير نظامية" عبر مليشيات تمثل نفوذًا مرنًا مصر تسعى لإعادة بناء الدولة – الجيش ووضعه كـ "حائط وسطي" بين النماذج الجديدة
طبيعة الصراع هنا ليست تكتيكية فحسب، بل جوهرية حول شكل الدولة السودانية بعد الحرب.
نهاية الهيمنة الغربية المباشرة: مركزية إقليمية بخلفية أمريكية التحول المنتظر: الرباعية تتحوّل إلى "مجلس خليجي-مصري لإدارة الأزمة"، تعلوه غطاء أميركي رمزي.
أدوات التعامل -تسليع الأزمة: ربط السودان بتفاوضات في ملفات مثل ليبيا واليمن.
استخدام الورقة السعودية: كحاجز ناعم لضبط التوازن بين القاهرة وأبوظبي، مع توجيه نحو "حل أمني اقتصادي". ائر متوقعة:التهميش المتزايد للقوى المدنية السودانية.
تراجع التأثير الأوروبي (بريطانيا وفرنسا).
السؤال الحاسم: أي سودان سيولد؟ رغم محاولات الرباعية معالجة أزمة الحدود humanitarian وإيقاف تدّفق اللاجئين، إلا أن العمق البنيوي للأزمة – وهو تفكّك مؤسسات الدولة واحتكار اقتصاد الحرب – لا يزال مؤجلًا.
السيناريوهات المحتملة -تقسيم غير رسمي: مناطق نفوذ مصرية (الشمال، الخرطوم) مقابل مناطق إماراتية (الشرق، دارفور). سيناريو “حكومة مزدوجة”: حكومة عسكرية تقودها الخرطوم وموازية لها هيمنة للدعم السريع في الشرق، مشبعة بالتدخلات الإقليمية.
أن انضمام مصر إلى الرباعية ليس مجرد دعم عسكري للمؤسسة العسكرية السودانية، بل إعلان أن النظام الدولي التقليدي فقد القدرة على إدارة أزمات الدول الهشة. يمكن النظر إليه كتعبير عن- صعود ما بعد الدولة: سلطات شبكات المليشيات والكيانات غير الرسمية. نهاية حلول الدولة المركزية: الصراع أصبح حول أي نموذج دولة “مركزي” أو “شبه دولة”. مفارقة زمنية: لعبت البطولة لأزمات السودان، وصراع دول ما بعد الربيع العربي عبر تصدير أزماتها الإقليمية. "السودان لم يعد شأنًا سودانيًّا داخليًا؛ بل أصبح ورقة ضغط ومحور إعادة رسم الشرق الأوسط."
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة