بحسابات الأرض ومناطق السيطرة فان "الدعم السريع" شبه انتهى .. وبعد ما كان بيحلم حميدتي واخوه بحكم السودان والسيطرة على كل المدن فالان غايته ان يحافظ على ماتبقت له من مناطق في دارفور وماتبقى له من صبيان وصبايا. القوى العسكرية الصلبة التي غدرت بالخرطوم واجتاحت الجزيرة وسنار ونهر النيل وحاصرت الفاشر واحتلت كردفان و دارفور تم القضاء على ٩٠ في المائة منها، وما نجى الا من فر وهرب. والقوة البشرية المدربة تم القضاء عليها على اسوار المدرعات والشجرة ووادي سيدنا والفاشر التاتشرات المسلحة التي كانت تملأ شوارع الخرطوم والجزيرة وسنار أعدمت وتهالكت ، وتبدل أغلبها بمواتر يترادف عليها صبيان او ثلاثة .. الرقعة الجغرافية التي سيطروا عليها من قبل و كانوا يقدرونها بثلاثة ارباع السودان تقلصت الى اقل من ربع ، والجيش الاخضر يزحف نحوها من كل اتجاه .. ويخترق بعضها من حيث لايعلمون. اغلب القادة الميدانيين الكبار انجغموا ، او عردوا .. وتبقى امثال بقال وشيراز وستائر وديل واضح انهم ما ناس حارة الشباب الصغار الذين تم استنفارهم حديثا لا يعرفون فنون القتال ولا هم متحرفين للمعارك ، ولا شك انهم سيضافون الى قائمة الهلكى المضللين إذا لم يلحق بهم اهلهم وناصحوهم . الدعم السريع عن بكرة أبيه يعتمد الان على الامداد الاماراتي لكي يصمد ويبقى ومسيرات الامارات واسلحتها يمكن ان تزعزع الجيش نوعا ما، ولكنها لاتخلق نصرا للجنجويد ولن تعيد ال دقلو للسلطة ولا السيطرة على الخرطوم والشمال والشرق والوسط الامارات تهدر اموالها وتضيع ثروات دارفور سدى تحت رحمة طيران الجيش، ولكنها لا تملك جنودا يقاتلون مع الدعم الصريع في الميدان الذين يقاتلون ويموتون وتذهب ارواحهم خبيثة رخيصة الى ربها هم أبناء القبائل المغلوب على أمرهم يقاتلون من اجل قضية مملكة ال دقلو واميرها الهالك محمد حمدان الذي سرق ثروات السودان ويطمع في المزيد وعندما يلاقيهم ملك الموت ويسألهم: "لم قتلتم؟ لم سرقتم؟ لم نهبتهم؟ لم دمرتم؟ لم اغتصبتم؟ لم ناصرتم ال دقلو ودمرتم السودان وشعبه؟" سيكون الخزيان اكبر والمصير الأبدي اكثر سوادا واظلاما لكل دعامي مات سمبلا سوى مات بنيران المستنفرين اهل الحق الذين سرقت اغراضهم في الخرطوم والجزيرة او بقوة الجيش الجبارة، او ضحايا غدر الدعم السريع كما حدث لسفيان بريمة وجلحة.
فرص السلام في بداية الحرب كانت شبه معدومة لان الدعم السريع عندما خطط مع كفيله الحرب كان هدفه واحد لاغير وهو الاستيلاء على السلطة كاملة غير منقوصة في كل البلاد وفي سبيل تحقيق هذا الهدف كان عليه الاحتمال لاسوأ السنياريوهات وهو مقاومة الجيش للانقلاب والجيش إذا قاوم حسب توقعاتهم فان الاجتياح الكبير سيجبره على الاستسلام ، ولن يحتاج الدعم السريع حتى لحصار طويل لمقار الجيش المخترقة اصلا ومحاطة بقوات الدعم السريع . لذا كانت تصريحات حميدتي عشية الحرب واضحة لا لبس فيها .. وقالها بالصوت العالي القنوات الفضائية "نحن ما عندنا اي تفاوض مع زول، والبرهان عليه يستسلم بس او نستلمه" في المقابل فان الجيش فيه رجال -وان قل عددهم - فهم لن يقبلوا بالاستسلام وان ابيدوا عن أخرهم وفعلا فضلوا المقاومة والموت والحصار لاعوام على الاستسلام ساعدهم في ذلك مالمسوه من رجاءات وامل من قبل الشعب السوداني والذي بدوره تضرر وانكوى من اجتياح الدعم السريع لمناطقهم وأحياءهم فتعرض للسرقة والنهب والضرب والاعتقال والقتل والاغتصاب على يد عصابات ومجرمي الدعم السريع وردة فعل المواطن وحمله للسلاح بجانب القوات المسلحة زادت من عزيمة الجيش للصمود وقدرته على العودة والى ذلك الحين كانت فرص السلام من الداخل ضعيفة جدا وان كانت أمنية الشعب المنتمي لكلا القوتين اما فرص السلام من الخارج فهي أيضا كانت ضعيفة او شبه معدومة .. وذلك لان اغلب المحاور التي كانت تنادي بالمصالحة والحوار لم تكن محايدة بل كانت -ومازال بعضها- طرفا أصيلا في الحرب وأي املاءات للسلام فهي تضع اهدافها ومصالحها قبل مصلحة الشعب السوداني. لذا فان السلام في أشهر الحرب الاولى كان عصيا وكان المنادون به مجرد حالمون خارج ميدان الحقيقة والواقع او أبواق صوتية تتحدث انابة عن أمنيات طرف او محور خارجي
06-04-2025, 11:42 AM
عمر التاج عمر التاج
تاريخ التسجيل: 02-08-2008
مجموع المشاركات: 5317
الان وبعد تقدم الجيش في كثير من المحاور ومحاصرته للدعم السريع فيما يعرف بمناطق الحواضن فان فرص السلام عظيمة، وتكاد تتفوق على فرص تطهير الجيش للاقليم الأخير كما طهر الجزيرة والخرطوم وسنار ونهر النيل .. فرص السلام تتوفر لان الجيش عموما ليس غرضه قتل المتمردين ، ولا القضاء عليهم ولا على حواضنهم، ولا يفكر في تدمير البنية التحتية ولاهدم المؤسسات والمستشفيات، ولا تخريب محطات المياه والكهرباء ولا سرقة الخراطيم والمحولات والكابلات والاسلاك .. بل بالعكس الجيش كلما حرر منطقة دعا القوى المدنية من مهندسي مياه وكهرباء وطرق وجسور ودفاع مدني وشرطة .. الخ ليعيدوا عمران تلك المنطقة وحماية اهلها، وهاهو ينظف مع المواطنين شوارع الخرطوم ومدني يصلح انابيب المياه واعمدة الكهرباء ليعود الناس لبيوتهم، واكثر من ذلك يدفع بالوقود والشاحنات لنقل العمدة والاسلاك والاجهزة الطبية ويتبرع بترحيل المواطنين عبر الباصات والقطار ضمن برنامج العودة لديارهم .. وهذا ما احسبه سيحدث إذا انتصر الجيش في دارفور وكردفان او توصل لاتفاق مع الدعم السريع .. والاتفاق الممكن في الوقت الحالي وعبر كل الاوقات هو ان يضع متمردوا الدعم السريع سلاحهم قبل كل شئ، وان يتخلوا عن فكرة اجتياح السودان واقامة مشروع حكم او ديمقراطية على انقاض الجيش او الحكومة .. وجود هذه الأفكار المتمردة في ذهن أي متمرد لن تؤدي الى الى اطالة امد الحرب بالقدر الذي يسحق فيه اصحاب هذه الأفكار .. افراد الدعم وحواضنهم الدولة والجيش محتاجين لهم في مشاريع البناء والاستقرار والسلام ، كأفراد وجنود داخل الدولة ومؤسساتها لا كقوى موازية او منافسة .. الوطن -في وضعه الطبيعي- لا يحتمل ان يكون فيه اكثر من جيش ، وحتى المشتركة والبراؤون والدراعة فهذه قوى مؤقتة والى زوال بمجرد ان تنتهي الحرب .. كل افراد ماتبقى من دعم سريع ومشتركة ومستنفرين قوات حليفة مدعوون للانضمام الى الجيش السوداني ومؤسسات الدولة وفقا للوائح .. التنمية والعمران والمصالحة والسلام والديمقراطية والحرية في كل السودان وخاصة مناطق كردفان مرهونة بوقف الجنجويد للتجنيد والحرب واقتناعهم بان يكونوا جزءا من الدولة لا قوى عسكرية ولا سياسية ولا مجتمعية موازية له .. غير ذلك فان الجيش والشعب يجهز نفسه لمعركة طويلة بنفس أطول يتوقع فيه ان يواجه كل متمردي الداخل ومرتزقة الخارج .. واي نوع محتمل من حصار وتدخلات خارجية، واذا حدث هذا ام لم يحدث فان المتضرر الاكبر من استمرار الحرب واطالة امدها الجنجويد أولا.. ثم المناطق المشتعلة واخيرا كل السودان .
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة