في ظل استمرار الحرب الدامية التي تعصف بالسودان منذ الخامس عشر من أبريل 2023، وتفاقم الأوضاع الإنسانية والانقسام السياسي، خرج تحالف "صمود" المنبثق من قوى الثورة المدنية ببيان ختامي من مدينة كمبالا الأوغندية، يمثل – بحسب كثير من المراقبين – محاولة جادة لإعادة صياغة المعادلة السياسية بعيداً عن الاستقطاب العسكري الثنائي بين الجيش وقوات الدعم السريع. قراءة في البيان: ما الجديد؟ البيان لم يأت في سياق تبريري أو دفاعي، بل بلهجة تشخيصية حاسمة، تؤكد أن ما يجري في السودان ليس مجرد صراع على السلطة، بل لحظة انفجار تاريخية لأزمة وطنية متراكمة شملت البنية السياسية والاجتماعية والاقتصادية للدولة منذ الاستقلال. وأشار إلى الانقسام الاجتماعي المتزايد، والنزعات الانتقامية، والدمار الواسع، دون أن يغفل جرأة تحميل المسؤولية للأطراف المتحاربة من دون مواربة أو انحياز. رفض الاصطفاف: لا مع الدعم السريع ولا مع الجيش في خطوة مهمة، أدان البيان بوضوح الانتهاكات التي ارتكبتها قوات الدعم السريع، خاصة ما يتعلق باستهداف المدنيين ونهب ممتلكاتهم واستخدام أسلحة محرمة، لكنه في ذات الوقت حمّل القوات المسلحة السودانية، و"القوى المتحالفة معها"، مسؤولية ارتكاب جرائم مماثلة، ودعا إلى تشكيل لجنة دولية مستقلة للتحقيق في جميع الانتهاكات. هنا، يظهر "صمود" كتحالف لا يهادن، ولا ينجر إلى لعبة الاصطفاف، بل يتمسك بموقف مبدئي ضد الحرب. شرعيات متنازعة وشعب مهمّش البيان يهاجم صراحة ما وصفه بـ"التنافس على الشرعية" بين سلطة بورتسودان وقوى الدعم السريع، ويعتبر ذلك صراعاً نخبوياً منفصلاً عن هموم الشعب السوداني. فالشعب، بحسب البيان، لا يبحث عن حكومة تعيينات ولا تحالفات إعلامية، بل عن وقف للقتال وإغاثة عاجلة، وحماية للمدنيين، واستعادة لكرامته. بهذا المعنى، يقدم التحالف رؤية تقطع مع النماذج السابقة من المحاصصات السياسية قصيرة النظر. المشروع المدني: طريق ثالث بلا مساومة البيان يسعى إلى بلورة ما يمكن تسميته بـ"الطريق المدني الثالث"، وهو موقف يرفض الحرب ولا يتساوى فيها مع دعاة السلام الرمادي أو الوسطاء الدوليين، بل يحاول أن يعيد الفعل السياسي المدني إلى مركز القيادة، من خلال جبهة مدنية ديمقراطية موحدة لا تخضع للمحاور المسلحة. وتحالف "صمود" يعترف بتحديات هذا المسار، لكنه يعتبره السبيل الوحيد المتبقي لإنقاذ السودان من هاوية التشظي والانهيار. البعد الإقليمي والدولي: كسر العزلة يقر البيان بانقسام المواقف الإقليمية والدولية تجاه الأزمة، وهو ما أدى إلى فشل مبادرات وقف إطلاق النار. ولهذا، يسعى التحالف عبر تحركاته الخارجية إلى إعادة تعريف القضية السودانية في المحافل الدولية من زاوية مدنية وشعبية لا باعتبارها نزاعاً بين جنرالين متصارعين. من هنا، فإن حشد الدعم السياسي والإنساني لمشروع "صمود" يتجاوز الرهان المحلي ويطمح إلى اختراق إقليمي ودولي حقيقي. القضية الإنسانية أولاً لا يغفل البيان الوضع الإنساني المتردي، بل يضعه في مركز الأولويات. يشيد بجهود "التكايا" و"المطابخ المجتمعية" و"غرف الطوارئ" باعتبارها تعبيرات عن مناعة اجتماعية وطنية قاومت الانهيار، ويدعو السودانيين في الخارج إلى تنظيم حملات ضغط على المؤسسات الإعلامية والحقوقية لتسليط الضوء على معاناة المدنيين، خاصة مع تفشي الأمراض، وانعدام الدواء، واستمرار المجازر في إقليم دارفور. محاولة لاستعادة المبادرة ما خرج به اجتماع كمبالا ليس مجرد بيان سياسي، بل إعلان عن نية خلق مركز مدني مستقل وفاعل، يحاول أن يستعيد زمام المبادرة السياسية من بين يدي الجنرالات. هو بيان ضد الحرب، لكنه أيضاً ضد الاستسلام للوقائع المفروضة. وهو خطاب مدني صريح، لكنه غير ساذج، يطرح نفسه بديلاً وطنياً حقيقياً وسط فراغ سياسي خانق.
إن تحالف "صمود" قد لا يملك حتى الآن الأدوات الكاملة لتغيير الميدان، لكنه يملك أهم ما افتقدته قوى الثورة منذ سنوات: وضوح الرؤية، واستقلالية الموقف، وربط السياسي بالإنساني.
وفي بلد بات فيه الصمت تواطؤاً، فإن هذا البيان خطوة نحو استعادة الصوت المدني للسودان.
05-26-2025, 04:46 AM
adil amin adil amin
تاريخ التسجيل: 08-01-2002
مجموع المشاركات: 39159
يضحك السمك، ويتبسم الباعوض، والغرور، والنرجسية واختراع العجلة مستمر هم كانو عميانين من روية حسنين علم ودستور، انتقاليً؟ هم ما قرو بيان بن عوف بتجردً وشافو بوصل انتخابات، ام لا؟؟ هم ما عارفين برنامج الحركة الشعبية الاصل، العالق في، الجنوب الجديد والقديم هم كيسهم فضا خلاس الوثيقة المخستكة جابت البرهان وحميرتي، وحدس، ما حدس سلام جوبا جاب جبريل، ومناوي، وعقار، وما حقق سلام اطاري فولكر، قوووم ونانة الكيزان الاغبيا زي سوريا وفرتق السودان
تاني طريق ثالث وين يعملو بس هنا ام درمان اذاعة موجهة وينسو لينا قصة كيزان دي، ةينزلو مصر والامارات من راسنا، الجيش للثكنات، والجنجويد، ينحل، برنامج جقود G6 يلتزم بيه نصا، وروحا بتحرر السودان بدون تجي، امريكا، ملعونة والديها، تدمر، السودان، ويجو بنكروها حطب، زي، ما، نكرو الدعم السريع حمدوك ماسورة شباب، الثورة كلو عرف ده ارجعو لمنصة بن عوف وحسنين والحركة. الشعبية الاصل
Quote: فرية الاسلحة الكيماوية والضبح الداعشي كلها مبرر للتدخل، الدولي وتدمير، السودان ذي، العراق وداعش صناعة امريكية والسلاح المحظور بجرم صانعه اولا وحامله والمحمول اليه ثم من استخدمه بالاشتراك الجنائي وده رهان القحاطة الفاشلين.. فشلت الوثيقة الدستورية2019 الانتهازية وسلام جوبا2020 المخستك واطاري فولكر2023 الملغوم الذي، دمر، سوريا ايضا العمل المضاد مخاطبة الشباب، والشعب داخل وخارج السودان ببرنامج سوداني نظيف واعي، [الثورة الثقافية]
1-يبدا بالعودة. لعلم الاستقلال الاصلي وجدع علم مايو القبيح في، المذبلة ا2-استعادة المؤسسات ال11 كلها، وملئها بالمشورة الشعبية في، الاقاليم الخمسة والمركز، 3-استعادة الاقاليم الخمسة وجدع الولايات في المذبلة 4-الالتزام ببرنامج نيفشا ودستور2005 ومبادرة نافع عقار2011 لتصفية الملشيات بدا بالحركة الشعبية شمال 5-الحريات الاربعة والنفط، مقابل الغداء مع دولة جنوب السودان 6-الرهان علي الصين🇨🇳 للاعمار ودول بريكس ولي، التسوول من الخليج، والبنك الدولي🇺🇸 عادل الامين الثورة الثقافية 💚💛💙✌👌💪🌴
تعرف المؤسسات ال11 شنو؟ تعرف المشورة الشعبية بتم وين وكيف؟ ارجع للارشيف وتقنية الفار انا تاني بجي ارفع البوستات، بختم الككو 🍌🐒 والمتغطي، بقحت عريان يا ابوالزهور 😍🤗😎
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة