أكد مصدر ميداني يعمل كجامع بيانات (Data Collector) بأحد مراكز العزل في مدينة أم درمان، أن المدينة تشهد تفشيًا "مرعبًا ومخيفًا" لوباء الكوليرا، في ظل انهيار كامل للقطاع الصحي ونقص حاد في الخدمات الأساسية كالكهرباء والمياه.
ووفقًا للبيانات اليومية، تسجل مراكز العزل أكثر من 400 حالة إصابة مؤكدة بالكوليرا يوميًا، بالإضافة إلى وفيات متزايدة يصعب توثيقها بدقة بسبب غياب البنية التحتية الصحية والإدارية. وتشير المعطيات إلى أن الإصابات لم تعد مقتصرة على المناطق المتأثرة بالصراع العسكري المباشر، بل امتدت إلى أحياء ومناطق كانت بعيدة عن نطاق العمليات مثل الثورات والريف الشمالي.
مصادر العدوى: مياه الشرب على رأس القائمة بيّن المصدر أن جميع الحالات المؤكدة للكوليرا كانت مرتبطة بمصادر مياه مختلفة تشمل مياه نهر النيل (المعروف محليًا بـ"البحر")، الآبار، ومياه الشبكة العامة. وتراوحت فترة حضانة العدوى بين يوم إلى خمسة أيام، مما يثير شكوكًا واسعة حول مدى تلوث مصادر المياه بشكل شامل في المدينة.
ويُطرح سؤال جوهري وسط الطواقم الطبية:
هل الكوليرا تفشت نتيجة نزوح المواطنين من مناطق النزاع، أم أن التلوث طال شبكة المياه في المدينة بالكامل؟
البنية التحتية في خطر تعاني أم درمان من أزمات كهرباء ومياه حادة منذ قرابة أسبوعين، بعد تعرض ثلاث محطات كهربائية للقصف خلال مواجهات مسلحة. هذا الوضع فاقم من صعوبة الاستجابة الصحية، لا سيما في مناطق لا تزال خارج سيطرة فرق الطوارئ أو المنظمات الإغاثية.
مطالبات بتحرك عاجل ناشد المصدر، عبر هذا التقرير، الجهات المختصة والمنظمات الصحية الوطنية والدولية، وعلى رأسها منظمة الصحة العالمية (WHO)، بالتحرك الفوري والعاجل لإنقاذ ما تبقى من النظام الصحي في المدينة، وتكثيف حملات الاستجابة السريعة خاصة في ما يتعلق بتوفير مياه نقية، ومستلزمات النظافة والتطهير، إلى جانب التوعية المجتمعية حول الوقاية من الأمراض المنقولة عبر المياه.
هاشتاغات ذات صلة: #CholeraOutbreak #WaterborneDiseases #HeiygnePromotion #DataCollector #EmergencyResponse #WHO
هذا التقرير يُعدّ شهادة ميدانية واقعية ويعكس عمق الأزمة الصحية المتفاقمة في أم درمان، وسط حالة من الغياب الرسمي الكامل لأي تدخل ناجع حتى اللحظة.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة