شاهد عيان كيف بدأت الفوضي الأمنية في دارفور وكيف تحوّلت إلي حرب في الخرطوم وكل السودان

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 06-14-2025, 10:47 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
المنبر العام
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
05-24-2025, 09:18 PM

محمد الحسن حمدنالله
<aمحمد الحسن حمدنالله
تاريخ التسجيل: 01-14-2016
مجموع المشاركات: 917

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
شاهد عيان كيف بدأت الفوضي الأمنية في دارفور وكيف تحوّلت إلي حرب في الخرطوم وكل السودان

    09:18 PM May, 24 2025 سودانيز اون لاين
    محمد الحسن حمدنالله-برستول بريطانيا
    مكتبتى
    رابط مختصر

    (adsbygoogle = window.adsbygoogle || []).push({});في مطلع العام ١٩٨٢ تخرجت في كلية الشرطة ضمن ضباط الدفعة ٤٦ وتم نقلي إلي نيالا مسقط رأسي للعمل هناك كان السودان تحت حكم النميري والسودان وقتها مقسم إلي أقاليم ونيالا إحدي محافظتي دارفور وهما شمال دارفور وعاصمتها الفاشر وجنوب دارفور وعاصمتها نيالا عندها كان لا يزال للدولة هيبة وللشرطة مهابة بدأت العمل كضابط جنايات بمركز شرطة نيالا فيما بعد قسم شرطة نيالا كنت ودفعتي الملازم فتحي سالم جمعة ضباط الجنايات أخدنا مسؤول عن جنايات مدينة نيالا والآخر مسؤول عن جنايات الضواحي وهي تشمل نقاط مدينة نيالا شمال وشرق وجنوب وأرياف مدينة نيالا كشعيرية ومهاجرية وخزان جديد ولبدو .. الخ كان هناك ملازم للإدارة ونقيب رئيس لفرع الجنايات والإدارة ومقدم هو رئيس المركز كانت لدينا عربة لاندروفر وحيدة جديدة هي عربة رئيس المركز وعربة المأموريات في نفس الوقت ولدينا عربتان متهالكتان لاندروفرات موديلات قديمة أحدهما تعمل مع الضابط المناوب في المرور علي نقاط المدينة وأخري للحوادث داخل المدينة وغالباً ما تتعطل هاتان العربتان أو تتعطل واحدة منهما فتقوم الأخري بمهام المتعطلة أما الوقود فحدث ولا حرج كانت هناك أزمة مزمنة في الوقود وقتها لدرجة أن نصيب العربة المناوبة يصل أحياناً إلي نصف جالون في اليوم! في حالة الحوادث خارج المدينة يتم اللجوء إلي رئاسة الشرطة في نيالا للتزود بالوقود وغالباً ما يخصص برميل وقود وهو حوالي ٤٤ جالون وإذا لم يتوفر الوقود يذهب ضابط المأمورية لإستلاف الوقود من السوق الذي كان يُباع كأي سلعة أخري إعتماداً علي علاقات الشرطة بالتجار علي أن يتم السداد لاحقاً عادةً تتعامل الشرطة مع تجار معروفين فيذهب ضابط المأمورية لأحدهم لإستلام الوقود رأيت أن أبدأ بهذه الخلفية عن الإمكانيات لمعرفة كيف بدأت الفوضي الأمنية بسبب ضعف إمكانيات الشرطة رغم أنه حتي ذلك الوقت كان الأمن مستتب وشعور المواطن بالأمن كافي لكن سرعان ما تبدل الحال نواصل بإذن الله

    (عدل بواسطة محمد الحسن حمدنالله on 05-25-2025, 06:34 PM)
    (عدل بواسطة محمد الحسن حمدنالله on 05-25-2025, 11:12 PM)







                  

05-27-2025, 00:07 AM

محمد الحسن حمدنالله
<aمحمد الحسن حمدنالله
تاريخ التسجيل: 01-14-2016
مجموع المشاركات: 917

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: شاهد عيان كيف بدأت الفوضي الأمنية في دارف� (Re: محمد الحسن حمدنالله)

    سأتناول التدهور الأمني في دارفور وتحديداً جنوب دارفور علي مراحل حقبة الثمانينيات وحقبة التسعينيات ثم الألفينيات التحديات الأمنية وأبرز الأحداث ونبدأ بفترة الثمانينيات حيث بدأت تظهر حوادث النهب المسلح إلي جانب المشاكل القبلية النهب المسلح بدأ بطريقة بسيطة والنموذج هو أن مسلحاً فرداً يعترض طريق الضحية في الخلاء حيث يتعذر طلب الغوث فيطلب الجاني من المجني عليه الجمل أو الحصان الذي يركب عليه فإذا إستجاب المجني عليه فقد دابته وحافظ علي روحه أما إذا رفض الإستجابة للطلب فيطلق الجاني النار عليه ويأخذ دابته وماله عادةً يصل البلاغ إلي مركز الشرطة في نيالا بعد مضي ساعات وربما أيام لعدم وجود مواصلات وربما يأتي المبلغ علي ظهر دابة أو حتي راجلاً ولأهمية البلاغ يحيل الرقيب المناوب المشرف علي مكتب البلاغات البلاغ لضابط الجنايات إن كان البلاغ أثناء ساعات العمل الرسمية أما خارج ساعات الدوام فسيتم إبلاغ الضابط المناوب والذي بدوره يقوم بإبلاغ رئيس المركز الذي يوجه الضابط المسؤول عن المأورية بتجهيز المأمورية ويبلغ مدير الشرطة بالحادث في العادة لا يكون هناك وقود كافي في مخزن مركز شرطة نيالا فيتم اللجوء إلي رئاسة الشرطة والتي إذا لم يتوفر لديها الوقود يتم إستلافه من التجار في السوق علي أمل سداده عيناً لاحقاً عندما تستلم الشرطة حصتها من المستودعات أو سداد القيمة نقداً بعد تجهيز المأمورية وهي عادةً تكون بقيادة ملازم أو ملازم أول مع جماعة أو صنف من القوة ١١ فرد صف وجندي مع برميل وقود وربما بعض التعيينات ( المواد الغذائية ) إن كانت المأمورية تستغرق أكثر من يوم غالباً يتم إسطصحاب قصاص الأثر الذي يتبع للشرطة لقص أثر الجاني وأحياناً مصور من التصوير الجنائي لتصوير محل الحادث والجثة وإذا تيسر يتم الإستعانة بطبيب لتحديد سبب الوفاة في محل الحادث إذا تعذر نقل الجثة للمستشفى بسبب التحلل أو عدم وجود عربة إضافية لنقل الجثة مع تصريح من النيابة بالدفن في معظم المأموريات عندما تصل الشرطة إلي مكان الحادث يكون الجاني قد ذهب بعيداً وبعد عمل إجراءات التحري الأولية من وصف ورسم وتصوير محل الحادث وتحريز ما يتيسر من الأدلة الجنائية وإستجواب الشهود ودفن المجني عليه تقوم الشرطة بملاحقة الجاني وفي الغالب لا تصل الشرطة إلي الجاني بسبب قرب نفاد الوقود فتعود المأمورية إلي نيالا مثل هذه الحوادث تكررت عشرات إن لم تكن مئات المرات وفي كل مرة كانت تقارير الشرطة الدورية تعكس ذلك إلي لجنة أمن المحافظة ومدير شرطة الإقليم ومدير عام الشرطة ووزير الداخلية وتنتهي التقارير إلي الرئيس لكن ليس هناك حل جذري لمشكلة شحّ الإمكانيات المزمن وبالتالي شعر الجناة بتواضع إمكانيات الشرطة وإفلاتهم من العقاب المتكرر فزادت جرأتهم فأصبحوا عصابات إجرامية منظمة بعد أن كانوا أفراداً تطورت أحداث النهب فأصبح الجناة يقومون بقطع الطرق الرابطة بين المدن الرئيسية وينهبون اللواري التي تحمل البضائع وأحياناً يُقتل يُصاب بعض الركاب والأسلحة التي يستخدمها عصابات النهب المسلح تفوق أحياناً أسلحة الشرطة لذلك كثيراً ما تستعين الشرطة بالجيش في المأموريات حتي تتوفر لها الأسلحة المساندة التي تحتاجها نواصل
                  

05-27-2025, 11:59 PM

محمد الحسن حمدنالله
<aمحمد الحسن حمدنالله
تاريخ التسجيل: 01-14-2016
مجموع المشاركات: 917

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: شاهد عيان كيف بدأت الفوضي الأمنية في دارف� (Re: محمد الحسن حمدنالله)

    عقد الثمانينيات بالإضافة إلي حوادث النهب المسلح شهد عدد من المشاكل القبلية وبالتالي زاد التدهور الأمني وانتشر السلاح الذي أصبح يغذي الأنشطة الإجرامية ومن بينها النهب المسلح أسباب المشاكل القبلية عادةً ما تحدث بسبب النزاع حول الأراضي وحدود الحواكير وتعدي الرعاة علي المزارعين وسرقات المواشي المتبادلة وغيرها من الأسباب ومن المشاكل القبلية التي وقعت في تلك الفترة مشكلة التعايشة والسلامات في العام ١٩٨١ ومشكلة الرزيقات ( الماهرية ) والبني هلبة في العام ١٩٨٢ ومشكلة القِمر والفلاتة في العام ١٩٨٤ ومشاكل الزغاوة والبرقد والرزيقات والمسيرية والزغاوة والرزيقات وغيرها من المشاكل القبلية كل تلك المشاكل القبلية كانت تحدث بالتزامن مع مشاكل النهب المسلح مع قوات نظامية محدودة العدد في مساحات شاسعة وبإمكانيات متواضعة من هنا بدأت الفوضي علي أن المشكلة القبلية بين الفور والعرب في جبل مرة كانت نقطة فارقة في الوضع الأمني في جنوب دارفور ودارفور عموماً وهي التي أسست لهجوم الحركة الشعبية علي جنوب دارفور في بداية التسعينات ولاحقاً كانت أحد أسباب إندلاع التمرد في دارفور كما سنري لاحقاً الحرب بين الفور والعرب إندلعت في عهد الديمقراطية الثالثة وهناك مزاعم بأن حزب الأمة كان يدعم القبائل العربية والحزب الإتحادي يدعم الفور بمعني أن كل حزب يدعم أنصاره في دارفور لكن للأمانة لم أقف علي شواهد وبينات تدعم هذه المزاعم رغم أني وقتها كنت رئيساً لفرع المباحث في رئاسة الشرطة لكن هناك تدخل من المعارضة التشادية في الصراع ولعل الصراع التشادي التشادي والتشادي الليبي هو أحد أسباب عدم الإستقرار في دارفور بسبب إنتشار المعارضة التشادية للحكومات المتعاقبة في تشاد في دارفور وبالتالي إنتشار السلاح وكنتيجة لذلك إستشراء حوادث النهب المسلح والمشاكل القبلية في نهاية الثمانينيات جاءت الإنقاذ علي قدر لتعصف بأمن دارفور مرة وإلي الإبد كيف حدث ذلك هذا ما سنتطرق إليه في المرة القادمة بإذن الله
                  

05-28-2025, 02:20 AM

muntasir

تاريخ التسجيل: 11-07-2003
مجموع المشاركات: 7916

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: شاهد عيان كيف بدأت الفوضي الأمنية في دارف� (Re: محمد الحسن حمدنالله)

    متابعة أخي محمد لهذا المجهود بارك الله فيك
                  

05-28-2025, 03:33 PM

محمد الحسن حمدنالله
<aمحمد الحسن حمدنالله
تاريخ التسجيل: 01-14-2016
مجموع المشاركات: 917

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: شاهد عيان كيف بدأت الفوضي الأمنية في دارف� (Re: muntasir)

    العزيز Muntasir التحية والإحترام سعيد بمتابعتك آمل أن أوفق في نقل الحقيقة كما عشتها دون زيادة أو نقصان ودون ميل لأي طرف عسي ولعل يكون في ذلك دروس وعِبر حتي لا تتكرر المآسي في السودان
                  

05-29-2025, 00:02 AM

محمد الحسن حمدنالله
<aمحمد الحسن حمدنالله
تاريخ التسجيل: 01-14-2016
مجموع المشاركات: 917

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: شاهد عيان كيف بدأت الفوضي الأمنية في دارف� (Re: محمد الحسن حمدنالله)

    وسفينة الإنقاذ سارت لا تبالي بالرياح ولو كانت هذه الرياح ستزعزع أوتاد الأمن القومي وهو ما حدث بالضبط جاءت الإنقاذ ومعها فكرة الدفاع الشعبي فكانت تقارير الشرطة تشير بوضوح إلي أن الولاء في دارفور للقبيلة أكبر من الولاء للوطن وللدين نفسه وتدريب المدنيين علي حمل السلاح وإستخدامه سيرتد وبالاً علي المواطنين لأنه سيستخدم في الصراعات القبلية وفي النهب المسلح وبالتالي سيزيد الوضع الأمني تدهوراً لكن الإنقاذ لم تكن تسمع أو تري فقط يهمها الكسب السياسي ولو كان ذلك علي حساب الأمن القومي وقد أثبتت الأيام صحة ما حذّرت منه الشرطة وكان علي الشرطة والجيش التعامل مع نتائج هذه القرارات السياسية الكارثية فالإسلاميون أنفسهم إنقسموا إلي مؤتمر وطني ومؤتمر شعبي وكلا الطرفين تدربا في الدفاع الشعبي وعدد مقدر من أبناء دارفور إنضموا إلي المؤتمر الشعبي ومنه إلي حركة العدل والمساواة لاحقاً وقاتلوا الحكومة التي دربتهم وربما كان ذلك بسلاح الدفاع الشعبي نفسه الذي تسرب الكثير منه من المخازن كان المجتمع أصلاً في دارفور مسلح والسلاح منتشر وآخر ما يحتاجه كان المزيد من العسكرة وبالتالي المزيد من الفوضي الأمنية قدمت الشرطة في سبيل مكافحة النهب المسلح مئات الشهداء والجرحي ومن بينهم دفعتي وزميلي فتحي سالم جمعة الذي أشرت إليه في بداية البوست حيث أصيب إصابة بالغة في ساعده في مواجهة مع عصابات النهب المسلح إقتضت علاجه في القاهرة وعموماً لم يجد شهداء وجرحي الشرطة ما يستحقونه من عناية ورعاية بأسرهم كانت هناك مأمورية مشتركة من الجيش والشرطة لملاحقة إحدي عصابات النهب بريفي نيالا الشمالي الشرقي في مناطق شعيرية وخزان جديد هذه المأمورية مهمة لأنها تسببت في نتائج كان لها الأثر المباشر في التمرد الذي إندلع لاحقاً حيث وجدت المأمورية عدد من المتهمين في حادث نهب مسلح مقبوض عليهم في الحراسة وهم من قبيلة الزغاوة إستلمت المأمورية بقيادة ضابط جيش ومعه ضباط شرطة المتهمين من حراسة الشرطة وتمت تصفيتهم في الخلاء لاحقاً هذا الأمر أغضب بعض أفراد قبيلة الزغاوة وقابل وفد منهم لجنة أمن الولاية وسافر وفد منهم لمقابلة مجلس قيادة الثورة وقتها ولكنه لم يتم إنصافهم بتقديم المتهمين للمحاكمة بسبب الحصانات الإجرائية الممنوحة للقوات النظامية بحيث لا يجوز إتخاذ أي إجراء جنائي ضد أي ضابط أو صف ضابط أو جندي في الجيش أو الشرطة أو جهاز الأمن إلا بموافقة القائد أو المدير حسبما يكون الحال وفي العادة لا تتم الموافقة بالمحاكمة أو تستمر المماطلة في رفع الحصانة لسنوات وبالتالي تتحول الحصانة الإجرائية إلي حصانة موضوعية تمنع المساءلة وتساعد علي الإفلات من العقاب لذلك تتكرر جرائم القوات النظامية دون حساب وبالتالي فإن إصلاح الأجهزة الأمنية يبدأ بإلغاء هذه الحصانة حتي يستوي الناس أمام القانون وعندها لن يجرؤ نظامي علي إلحاق الأذي بأي مواطن الحدث مهم لأنه أدي فيما بعد إلي إشتباك الجيش ببعض أفراد قبيلة الزغاوة في منطقة ودعة التي لا تبعد كثيراً عن موقع الخادث الأول ونتج عن ذلك خسائر كبيرة بين الطرفين وهي أشرس مواجهة تحدث بينهما وهذه الحادثة كانت سبباً رئيسياً في التمرد الذي إندلع في العام ٢٠٠٣ أما لماذا إستهداف المتهمين من قبيلة الزغاوة فقد كان هناك إعتقاد سائد لدي الرأي العام بأن معظم جرائم النهب المسلح يرتكبها البديات القادمون من تشاد وهم فرع من قبيلة الزغاوة التي توفر لهم الملاذات الآمنة وتتستر علي جرائمهم طبعاً قبيلة الزغاوة تنفي هذا الإتهام تماماً وللأمانة هناك قبائل أخري متهمة بإرتكاب جرائم نهب مسلح منهم بطون من قبيلة الرزيقات وبالتالي ليس من الإنصاف إلصاق الإتهام بالنهب المسلح بقبيلة معينة فكل القبائل فيها الصالح وفيها الطالح في المرة القادمة سنستعرض أحداث محورية وقعت في حقبة التسعينيات كانت سبباً مباشراً في إندلاع التمرد في العام ٢٠٠٣ والذي ببدايته إنفرط عقد الأمن في دارفور وإلي يوم الناس هذا
                  

05-30-2025, 00:13 AM

محمد الحسن حمدنالله
<aمحمد الحسن حمدنالله
تاريخ التسجيل: 01-14-2016
مجموع المشاركات: 917

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: شاهد عيان كيف بدأت الفوضي الأمنية في دارف� (Re: محمد الحسن حمدنالله)

    بينما كانت محافظة جنوب دارفور ودارفور عموماً غارقة في حوادث النهب المسلح والمشاكل القبلية نُفاجأ بدخول قوة كبيرة من الحركة الشعبية لتحرير السودان الأم يتجاوز عدد أفرادهاالألف فرد من جنوب المحافظة علي الحدود مع جنوب السودان بقيادة عبدالعزيز الحلو والقيادي الإسلامي السابق داؤود يحي بولاد إتضح لاحقاً أن هذه القوة تحركت من طمبرا في الإستوائية سيراً علي الأقدام في رحلة إستغرقت ٦ أشهر لتدخل إلي محافظة جنوب دارفور عبر مناطق شيلي ودفاق ريفي مدينة الردوم دون أن يكون للإستخبارات العسكرية أو جهاز الأمن علم بذلك وهو تفريط دفع الجيش ثمنه غالياً نظراً للخسائر الكبيرة التي حدثت في صفوفه لم تكن القوات الموجودة في حامية نيالا كافية ووقتها كانت الحامية لواء مشاة وليست فرقة كما حدث لاحقاً لذلك تم الدفع بقوات إضافية كبيرة من رئاسة الفرقة السادسة الفاشر وتصدت هذه القوات للمتمردين في مناطق جنوب وجنوب غرب وغرب المحافظة وصولاً إلي منطقة جبال كرقو غرب مدينة كاس وبالقرب من جبل مرة الهدف النهائي لقوات التمرد كان تقدم المتمردين سريعاً وصاعقاً واستطاعوا تجاوز قوات الجيش التي واجهتهم في أكثر من معركة وأحدثت فيهم خسائر كبيرة فما كان من لجنة أمن محافظة جنوب دارفور ولجنة أمن إقليم دارفور وقادة الجيش والدولة إلا الإستعانة بالقبائل العربية التي تمر قوات التمرد عبر أراضيها لقتال التمرد فتحمست القبائل العربية لذلك سيما وأن المعلومات تشير إلي قدوم قوات الحركة الشعبية بقيادة بولاد وهو من قبيلة الفور والحلو ووالدته من قبيلة المساليت وعدد من ضباط الحركة من قبائل المساليت والقبائل الأفريقية لنصرة قبيلة الفور في حربها مع القبائل العربية واتخاذ جبل مرة كموقع حصين لإنطلاق التمرد في دارفور نجحت بعض القبائل العربية بمساعدة الجيش في دحر التمرد وكان لها اليد العليا في ذلك حيث تمكن عبدالعزيز الحلو من الهروب عائداً إلي الجنوب عبر أفريقيا الوسطي مع من تبقي من قواته وهو عدد قليل فمعظم القوة تم القضاء عليها وبعضها تم أسره وتم إعتقال وتصفية بولاد لاحقاً وهو في طريقه إلي نيالا مخفوراً الأمر الذي أغضب الفور كثيراً وكان للأمر تداعيات أمنية خطيرة دفعت ثمنها دارفور السودان ولا تزالان ولكن كانت تلك الإنتصارات بمثابة إعلان نهاية سلطة الدولة وبداية الفوضي الأمنية في دارفور إذ شعرت القبائل العربية أو بعضها علي الأقل بأنهم والجيش أصبحا مثل فرسي رهان وأنهم أصحاب قوة وبالتالي كانوا ينتظرون المكافأة نظير ما قاموا به وبالفعل تمت مكافأتهم لاحقاً بجعلهم ذراع الحكومة التي تبطش به الحركات المسلحة عندما إندلع التمرد في دارفور لاحقاً حركة بولاد الحلو في نهاية العام ١٩٩١ كانت التاريخ الحقيقي لبداية التمرد في دارفور لكن حكومة الإنقاذ لم تستوعب الدرس حيث عملت علي ترضية قيادات الفور الغاضبين والذين تعاونوا مع بولاد بمنحهم بعض المناصب الدستورية لشراء سكوتهم عن التجاوزات التي حدثت بحقهم وحق بولاد واعتبرت الحكومة أن الأمر قد إنتهي إلي ذلك الحد لكن واقع الأمر كانت هذه الإحداث تمهيداً للتمرد في دارفور الذي إندلع بعد ١٢ عام من هذه الأحداث في المرة القادمة سنستعرض ما جري في ولاية غرب دارفور وعاصمتها الجنية بعد تقسيم دارفور إلي أربع ولايات بدلاً عن ولايتين في شمال وجنوب دارفور لأعتبارات سياسية محضة وليس لإعتبارات أمنية وإقتصادية طبعاً الولاية الخامسة شرق دارفور جاءت لاحقاً وفي ذات الإطار ما حدث في ولاية غرب دارفور كان ثالثة الأثافي التي أنضجت التمرد في دارفور

    (عدل بواسطة محمد الحسن حمدنالله on 05-30-2025, 12:33 PM)
    (عدل بواسطة محمد الحسن حمدنالله on 05-30-2025, 11:26 PM)

                  

05-30-2025, 09:11 PM

Nasr
<aNasr
تاريخ التسجيل: 08-18-2003
مجموع المشاركات: 11355

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: شاهد عيان كيف بدأت الفوضي الأمنية في دارف� (Re: محمد الحسن حمدنالله)

    متابعين
    واصل في كتابة هذا التأريخ المفيد
                  

05-30-2025, 11:29 PM

محمد الحسن حمدنالله
<aمحمد الحسن حمدنالله
تاريخ التسجيل: 01-14-2016
مجموع المشاركات: 917

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: شاهد عيان كيف بدأت الفوضي الأمنية في دارف� (Re: Nasr)

    العزيز Nasr التحية والإحترام سعيد بالمتابعة وأرجو أن أكون عند حسن الظن في هذا التوثيق لكني كما تري أتناول رؤوس المواضيع دون التفاصيل فلو أنني خضت في التفاصيل لاحتجت شهوراً لإنجاز المهمة آمل أن لا يكون الإختصار مخلاً
                  

05-31-2025, 00:02 AM

محمد الحسن حمدنالله
<aمحمد الحسن حمدنالله
تاريخ التسجيل: 01-14-2016
مجموع المشاركات: 917

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: شاهد عيان كيف بدأت الفوضي الأمنية في دارف� (Re: محمد الحسن حمدنالله)

    غزوة بولاد الحلو لجنوب دارفور جعلت حكومة الإنقاذ تتبني إستراتيجية دعم القبائل العربية في مواجهة القبائل غير العربية الذين أصبحت تنظر إليهم كإمتداد للتمرد في جنوب السودان ولم يلتقط الجيش أنفاسه من معارك الحركة الشعبية حتي دخل في معركة مع بعض أفراد قبيلة الزغاوة في منطقة ودعة التي تقع علي الحدود بين محافظتي شمال وجنوب دارفور والمعركة إمتداد للحادث الذي سبقت الإشارة إليه وللأمانة فالحادث ليس معزولاً بل كانت هناك سلسلة حوادث تم فيها إساءة معاملة المتهمين المقبوض عليهم من قبيلة الزغاوة وغيرهم من القبائل المتهم بعض أفرادها بالتورط في حوادث نهب مسلح لكن حادث شعيرية وخزان جديد كان النقطة التي أفاضت الكأس في العام ١٩٩٥ وبعد أن تم تقسيم دارفور إلي أربع ولايات قام والي ولاية غرب دارفور محمد أحمد الفضل بمنح القبائل العربية المقيمة في الولاية إدارات أهلية دون موافقة سلطان المساليت بطبيعة الحال وهذا الأمر قوبل برفض شديد من المساليت أصحاب الحاكورة ومن باب أولي إدارتهم الأهلية واحتجاجاتهم للولاية والمركز ذهبت أدراج الرياح عندها لجأ المساليت لمقاومة الأمر الواقع بالقوة فنشبت صراعات قبلية بين المساليت والقبائل العربية وحوادث نهب متبادلة وإستهداف للأعيان من الطرفين موقف القوات النظامية في حسم الأمور كان ضعيفاً إما بسبب ضعف الإمكانيات وإما بسبب التواطؤ مع القبائل العربية تنفيذاً لسياسات المركز ولما كانت المصائب تجمع المصابين فقد إجتمع ممثلو قبائل الفور والزغاوة والمساليت للتنسيق بينهم وتكوين حركة مسلحة لمواجهة الحكومة والقبائل العربية التي تدعمها فكانت نشأة حركة تحرير دارفور التي إنطلقت في العام ٢٠٠٣ في منطقة قولو في جبل مرة ليتحول إسم الحركة بعد فترة وجيزة إلي حركة تحرير السودان والراجح أن ذلك تم بناءً علي نصيحة من الحركة الشعبية الأم كان الإتفاق يقضي بأن يكون رئيس الحركة من قبيلة الفور والأمين العام من الزغاوة ونائب الرئيس من المساليت وبناءً عليه تم إختيار عبدالواحد النور رئيساً وعبدالله أبكر أميناً عاماً والذي قُتل في بداية المعارك وخلفه في المنصب مناوي وذهب منصب نائب الرئيس لقبيلة المساليت بعد فترة قصيرة من إعلان التمرد قامت الحركة بهجوم مباغت علي مطار الفاشر نتج عنه تدمير ست طائرات عسكرية كانت رابضة في المطار كما تم إعتقال قائد القوات الجوية والذي تصادف وجوده في مأمورية في الفاشر وتم إطلاق سراحه بناءً علي تفاهم بين أهله المسيرية وأعيان من قبيلة الزغاوة الذين يشكلون القوة الرئيسية في الحركة التي هاجمت المطار هذه الضربة أسهمت كذلك في النيل من هيبة الدولة لدي المواطن العادي ونتيجة لذلك تم إحالة قادة الأجهزة الأمنية للمعاش وسبقهم بالإحالة للمعاش في هجوم الحركة الشعبية قائد حامية نيالا وقائد الفرقة السادسة مشاة الفاشر نواصل

    (عدل بواسطة محمد الحسن حمدنالله on 05-31-2025, 01:04 AM)
    (عدل بواسطة محمد الحسن حمدنالله on 05-31-2025, 10:55 AM)
    (عدل بواسطة محمد الحسن حمدنالله on 05-31-2025, 11:10 PM)

                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de