التعصب والتطرف صفات يمكن أن تتوفر في كل شخص لكن السعي بين الناس لإصلاح ذات البين ميزة لا يتمتع بها إلا القليل من الناس ومع ذلك لا تخلو قرية أو حي أو مدينة في السودان من هؤلاء الحكماء أو الأجاويد كما يعرفون في بعض مناطق السودان وهم يتصدون لحل المشاكل مهما عظمت دون الحاجة للجوء إلي الشرطة والنيابة والقضاء لكن للأسف غاب هؤلاء في هذه الحرب إما بسبب إصطفافهم إلي جانب طرفي الحرب إما أنهم آثروا السلامة خشية الإبتزاز بوصف كل من يدعو إلي وقف الحرب والتفاوض بأنه قحاتي أو جنجويدي فزهد الناس في السعي بين طرفي الحرب لإيقافها فزاد إشتعالها وقضت علي الأخضر واليابس خطورة هذه الحرب أنها مزّقت النسيج الإجتماعي وفرّقت بين أفراد الأسرة الواحدة لا بل هناك قتلي في كثير من الأسر السودانية بعضهم يتبع للجيش وبعضهم للدعم السريع فأي خير يُرجي من مثل هذه الحرب؟ علي حكماء السودان التحرك اليوم قبل الغد لوقف الحرب لإنقاذ ما تبقي من أرواح السودانيين وفي سبيل ذلك عليهم تحمل الإتهامات بالخيانة والعمالة والإرتزاق فهذه ضريبة العمل العام وما أجملها من ضريبة إن كانت النتيجة إنقاذ الحرث والنسل فعقلية هلال مريخ التي يشجع بها منسوبو طرفا الحرب ستورد السودان موارد الهلاك إن لم يكن وردها فعلاً
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة