;يجتاح الهلع شعوب ودول العالم خوفا من اتساع رقعة العنف الجسدي والرمزي في ظل عجز كثير من الحكومات ،وحيرة غالبية الشعوب ، وقلة حيلة المثقفين . وفي جميع الأقطار أضحت آفة العنف والإرهاب والجرائم المرعبة تهدد الأطفال والكبار حيث أصبحت نشرات الأخبار وقنوات الإعلام الاجتماعي مخيفة بصورة كبيرة ( الSocial media .) ان العنف ينافي الرفق ويولد التطرف والتعصب والانحراف الاخلاقي ،والقهر الاجتماعي والفساد الإداري والاقتصادي ،فهذه العلل أفضت إلى نشوء مشكلات ذات صلة بالعنف فضلا عن تنامي مشكلات أخرى لا حصر لها. في ظل هذه الظروف العصيبة والأحداث العسيرة تاتي التربية في الطليعة باعتبارها القوة الحقيقية علاجا ووقاية وتنمية لأبنائنا من جهة ، ومجتمعنا من جهة اخرى.حيث تتجه الأنظار نحو حلول جذرية تستمد من روح التربية قوتها ، ومن رحيق التسامح اتجاهاتها .فإن تجديد الخطاب التربوي هو سبيلنا إلى تكوين وعي ديمقراطي يعكس ويلبي احتياجاتنا ويشحذ ملكاتنا لإبداع بيئات امنة. ان تربية الكراهية تثير المخاوف فهي تربية قائمة على بث الحقد ضد المخالف دينيا أو مذهبيا او عرقيا.حيث أن العنف هو في حقيقة الأمر تطرف ناتج عن عجز عن التكيف مع البيئة ، وفشل في إدراك طبيعة العصر وضرورة التغيير عبر بوابة القنوات المدنية المشروطة بالأساليب السلمية. فالعنف افة مهلكة ،والمتعلم قوته التي يتباهى بها عقله ولسانه ، والجاهل يتباهى بأن قوته في يده.وهذه المقولة هي التي من شأنها تأسيس فكر رصين يتماشى مع طبيعة ديننا وحاجات عصرنا..ولكي نخرج من حيز التنظير إلى آفاق العمل المنتج فلا بد من تطعيم مناهجنا الدراسية بنظرات حضارية تعلي من شان الرفق والتسامح لأن الرفق والتسامح من موجبات الحياة الكريمة .وترسيخ مفهوم التسامح من دعائم تنمية الوعي التربوي وتغيير الواقع نحو تصورات أفضل وممارسات احسن . ان الانسان بطبعته قد يطغى ويظلم أقرب الناس إليه ولهذا فإن الضبط الاجتماعي والحزم القانوني والتربية المستمرة والإعلام الهادف ضرورات لمكافحة العنف واقتراح شافته ابتداء من عالم الأسرة ومرورا بالمجتمع المحلي وانتهاء بالمجتمع الدولي ..اننا جميعا بحاجة إلى مراجعة موروثاتنا بصورة جادة وموضوعية من أجل الانعتاق من قيود المشاعر والأفكار السلبية تجاه من يختلف عنا دينيا وعرقيا ومذهبيا وفكريا .ومن المفارقات العجيبة ان معظم المعلمين والمعلمات يقولون ان أسباب التطرف والتعصب تتجه نحو الأسرة ونسبة ضئيلة جدا تلوم المدرسة .ومما لا شك فيه أن الأسرة والمدرسة والإعلام وجميع وسائط التنشئة معنية بهذا الأمر .. ومهما كان دور الأسرة كبيرا في التربية والحد من العنف لكن سائر الوسائط عليها تعضيد ودعم دور الأسرة لأن مؤسسات المجتمع المدني لا بد أن يكون بينها تكامل تناغم وتجانس.. .العنف لا يشكل تهديدا لأمننا فحسب بل هو خطر على فطرتنا وسلامة عقولنا ومستقبل أجيالنا .ولن تستقيم الحياة بتقنيات الإكراه والهيمنة والاجبار وبث الكراهية ، ولكنها تزدهر بتطبيق ،مبادئ النزاهة والسلم والاختيار .والحب والمودة والرفق والتسامح أسبق وجودا وارسخ قدما في تاريخ الإنسان ولن يتوقف الخير والصلاح مهما زمجر العنف وازبد.. ""
.( وللأسف الشديد هناك في مجتمعنا السوداني ،وفي ظل الظروف الحالية والعصيبة التي تمر بها البلاد فهناك من يروج لثقافة العنف والكراهية والعصبية المنتنة ومثال ذلك ما يروح له اسماعيل في هذا المنبر والربيع في لايفاته )..( منقول)..
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة