أثارت مداخلة مثيرة للجدل للسياسية السودانية د. حياة عبد الملك، خلال إحدى غرف "كلوب هاوس"، حالة من التفاعل الواسع في الأوساط السودانية، بعد تصريحاتها التي وصفت بأنها "غير تقليدية" حول قضايا الهوية والتاريخ والثقافة في السودان والعالم العربي. وخلال النقاش، قالت د. حياة إن "العرب الحقيقيين هم النوبيون السودانيون"، مشيرة إلى أن أصل اسم الكعبة المشرفة يعود – وفق قولها – إلى اللغة النوبية، وذهبت أبعد من ذلك بالقول إن "الرسول محمد ﷺ كان نوبياً، وكذلك العشرة المبشّرين بالجنة". ووصفت حديثها بأنه محاولة لـ"إعادة تصحيح المفاهيم" حول الأصل العربي، مضيفة أن "الكثير من المتداول في الخطاب العربي السائد يحتاج إلى مراجعة جذرية من منظور إفريقي-نوبي". الهجوم الأكبر من المتداخلين جاء عندما وجهت د. حياة نقدًا لاذعًا لمشروع "البحر والنهر" الذي يروّج لفكرة الحكم الذاتي أو الانفصال في الإقليم الأوسط، واعتبرته مشروعاً "هشاً ومشوشاً"، واتهمت بعض مناصريه بـ"فقدان العمق الحضاري". غير أن مداخلين رأوا أن موقفها نفسه يتسم بقدر من الانفصالية، وأن خطابها يُقصي الآخر تحت غطاء "الاعتزاز بالهوية".
ردود الفعل: بين الاندهاش والرفض لاقى حديث د. حياة ردودًا متباينة داخل الغرفة، حيث وصفه البعض بأنه "يعيد إنتاج الهويات بطريقة استعلائية"، بينما رأى آخرون أنها تطرح "رؤية بديلة تستحق النقاش"، رغم غرابتها وعدم استنادها إلى مصادر علمية موثقة في بعض المواضع.
وقال أحد المتداخلين: "الخطاب الذي يزعم انتماء الرسول والعشرة المبشرين إلى النوبة، دون سند علمي أو ديني، يفتح باباً للفتنة أكثر من كونه يسهم في بناء وعي مشترك."
فيما علّق مشارك آخر بالقول: "لا يمكن مهاجمة مشاريع الانفصال، وأنت تطرح سردية هوية تُقصي غيرك وتُلغي انتماء شعوب كاملة."
سياق أوسع تأتي هذه النقاشات في ظل تجدد الجدل في السودان حول قضايا الهوية والانتماء الوطني، خاصة مع تصاعد خطاب المناطقية والإثنية في عدد من المبادرات السياسية التي نشأت تحت مظلة الحرب المستمرة.
ويُذكر أن د. حياة عبد الملك معروفة بمداخلاتها الحادة في ملفات الهوية السودانية، وسبق أن أثارت تصريحاتها تفاعلاً واسعاً في منابر إعلامية أخرى.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة