تُعَدّ السودان من أبرز البلدان الأفريقية الغنية بالموارد الطبيعية، بينها احتياطات ضخمة من خام اليورانيوم، والذي يُعتبر ركيزة أساسية في برامج الطاقة النووية المدنية والعسكرية.
في السنوات الأخيرة، برزت مخاوف دولية، وبالأخص الولايات المتحدة وإسرائيل، من محاولة إيران التمدّد في السودان للاستفادة من هذه الاحتياطات، سواء لدعم مشروعها النووي السلمي أو لتعزيز قدراتها العسكرية.
احتياطات اليورانيوم في السودان
أظهرت تقارير حكومية سودانية أن البلاد تملك نحو 1.5 مليون طن من خام اليورانيوم عالي النقاء، ما يجعلها في المرتبة الثالثة عالمياً من حيث حجم الاحتياطات المكتشفة
Anadolu Ajansı
وتتوزع هذه الاحتياطات في مناطق عدة، أهمها:
جبال النوبة بولاية جنوب كردفان، حيث تتركز رواسب اليورانيوم المرتفعة.
شمال كردفان وولاية البطانة.
مناطق غرب دارفور.
منطقة بيوضة بولاية نهر النيل، إضافةً إلى جبال البحر الأحمر.
آليات النفوذ الإيراني في السودان
للتماسك مع قوات الجيش السوداني بقيادة عبد الفتاح البرهان، زوّدت طهران الجيش بأسلحة متطورة وطائرات مسيّرة مسلّحة من طراز موهاجر-6، ما أسهم في تغيير موازين الصراع ضد قوات الدعم السريع ودفع بالعملية السياسية في اتجاه يضمن لإيران موطئ قدم عسكري قوي على ضفاف البحر الأحمر
Reuters Radio Free Europe/RadioLiberty
يُرجع خبراء هذا الدعم إلى رغبة طهران في ضم السودان إلى ما يُسمّى “محور المقاومة”، وتحويله إلى نقطة عبور استراتيجية نحو حوض البحر الأبيض المتوسط.
الأهداف النووية لإيران في استغلال اليورانيوم السوداني
ترى إيران أن سيطرتها على احتياطات اليورانيوم في السودان ستُعزّز أمنها النووي، إذ تعاني من قيود وعقوبات دولية تحدّ من قدرتها على استيراد الوقود النووي. من هذا المنطلق، تصرّ على توسيع مصادرها المحلية من اليورانيوم .
لتلبية احتياجات منشآتها النووية، سواء لتوليد الكهرباء أو—حسب بعض التقديرات الغربية—للمضي قدماً في أبحاث تخصيب اليورانيوم عند مستويات قريبة من العتبة العسكرية.
وقد رفضت طهران مؤخراً اقتراحاً أميركياً يقضي بأن تقتصر على الاستيراد فقط، مؤكدةً أن “حقها في التخصيب غير قابل للتفاوض” بموجب معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية
مخاوف الولايات المتحدة
تخشى واشنطن من أن تصبح الاحتياطات السودانية مصدراً بديلاً لإيران لتجاوز العقوبات المفروضة عليها منذ انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي عام 2018م.
طالب وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو بوقف التخصيب تماماً واستيراد اليورانيوم فقط، وهو مطلب رفضه الجانب الإيراني .
تتصاعد المخاوف من أن يؤدي تحالف إيران مع الجيش السوداني والميليشيات الداعمة له إلى شبكة إمداد غير رسمية بالوقود النووي، ما يعقّد جهود المراقبة الدولية ويشكّل تهديداً لاستقرار المنطقة.
مخاوف إسرائيل
ترى تل أبيب أن امتلاك إيران مصادر جديدة لليورانيوم، لا سيما عبر السودان، سيُغيّر “معادلة العتبة النووية” ويضع الحكومة الإسرائيلية أمام حقائق جديدة صعبة.
.في جلسات داخلية عاجلة، حذّر مسؤولون أمنيون إسرائيليون من أن أي تمدّد إيراني في مصادر اليورانيوم سيعني ضرورة إعادة النظر في خيارات الضربة الاستباقية لمنشآت إيرانية، بما في ذلك احتمالية توجيه ضربات استباقية .
لمنشآت نقل وتخزين المواد النووية في السودان.
ويبقى المشروع الإيراني في السودان محطة مركزية في التنافس الإقليمي والدولي حول الملف النووي، إذ يجمع بين الأبعاد العسكرية والاقتصادية والجيواستراتيجية.
تهدف طهران من خلال تحالفها مع القيادة السودانية إلى ضمان تدفّق منتظم لخام اليورانيوم، بينما تبدو واشنطن وتل أبيب مستعدتين لاتخاذ إجراءات رادعة لمنع أي انتقال للمواد إلى الأهداف الإيرانية.
يبقى السؤال الأبرزحول قدرة المجتمع الدولي على مراقبة هذه الشبكات والاستخبارات الجارية على الأرض السودانية بفعالية، لضمان عدم تحول الاحتياطات السودانية إلى منصة تُنذر بتصعيد نووي في المنطقة.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة