لم اكن اود الخوض في الرد على المقال المسئ لال قرناص ..لاسباب عدة .. اهمها انني لا اريد رفع المقال الى درجة ما يستحق الرد عليه ..فليس كل من يكتب تجوز مجاراته ..وقد طالتنا سهام كثيره من قبل ...سكتنا حينها ليس ترددا او خوفا ..ولكن ترفعا واحتراما للمكانه التي انعم الله بها علينا..
ثاني الاسباب هو شهادتي المجروحة في شخص السفيرة اميرة ..والرابط بيننا لا يتوقف عند رابطة الدم والعلاقة الجينية ..وانما يتعداها الى صداقة وعلاقة روحية جمعتنا عبر السنين ..وكنت كلما قرأت ما يقدح في شخصها قلت في نفسي (اللي ما يعرفك يجهلك ..وان شاء الله في ميزان حسناتها ).
طيب .. ما الذي دفعني الى الكتابة رغم صلاحية الاسباب اعلاه ؟ ذلك انني تاملت في شان المقال فوجدت ما ادهشني .. واثار مكامن الاستياء عندي .. وطرق ابواب الخيبة في نفسي .. الا وهو ان المقال بكل سخافته وبذاءته وجد بعض التأييد من بعض الذكور الذين كنا نعتقد انهم حملة مشاعل الوعي وكانت الكثيرات من بنات جنسي يعولن عليهم للمساعدة في نشر الوعي والخروج من ظلمة الجهل الى ساحات الاستنارة ..فاذا بالمقال يفضح كل مدع اثيم .
المأساة يا اخوات ..انني اكتشفت اننا كنساء ..لا نزال (درجة عاشرة) عند عقول البعض من الذكور..لا يزال البعض يضعنا في سجن ( خانة الانثى وجسدها)..لم تسمح لهم ذكوريتهم بمنحنا بطاقة الخروج الى فضاء الانسانية ..الانسانية التي اكرمنا الله بها وجعلنا شركاء في خلافة الارض ..الانسانية التي تبيح لنا ان نعيش حياتنا وفق خياراتنا التي لا تؤذي احدا..والتي تسمح لنا بمفارقة من استحالت معه الحياة ..وطي ملفه ..واختيار آخر ..نعتقد ان الحياة معه ستكون افضل ..خيارات شخصية لا يحق لاحد التدخل فيها ..ولا يحق له بالضرورة الحكم علينا من خلالها.
اما الغريب في الأمر .. والذي يجعلك تعرف ان الكيل عند هولاء بمكيالين .. هو ان مؤسسة الزواج والطلاق .. تحتاج بالضرورة الى شخصين .. يتفقان على الاستمرار او الانفصال ..لكن الجماعة اصحاب الفكر العجيب هذا .. يمنحون احد الطرفين (كارت بلانش ) يفعل به ما يشاء ..اما الطرف الآخر فيتم عد الانفاس عليه .. ومن ثم تصبح ممارسته لحقه في الاختيار (منقصة) ومسبة ..مالكم كيف تحكمون ؟
مارست النساء عبر الزمان خيار الزواج والانفصال ..واذا اعمل احدنا فكره في نسب ابائه الاولين ..لوجد العم والخال ابناء الام وابناء الاب ..والاشقاء ..ويسرد لنا التاريخ صحابيات جليلات تزوجن اكثر من مرة ولم يقدح ذلك في سيرتهن .. على سبيل المثال (عاتكة بنت زيد ..تزوجت عبدالله ابن ابي بكر ومن بعده زيد ابن الخطاب ومن بعده عمر بن الخطاب ومن بعده الزبير بن العوام ).. كذلك الصحابية اسماء بنت عميس تزوجت (جعفر بن ابي طالب ومن بعده ابوبكر الصديق ومن بعده علي بن ابي طالب ) رضي الله عنهم وارضاهم جميعا ..ولعل الجميع يعلم ان النبي عليه الصلاة والسلام كان الزوج رقم (3) للسيدة خديجة بنت خويلد رضي الله عنها وارضاها ..ولم يمنعها ذلك من ان تصبح سيدة نساء العالمين ..كل ذلك على سبيل المثال ..لا الحصر ..سبحان الله ان ذلك الزمن كان قريبا من وقت كانت المرأة فيه يتم دفنها حية عند الولادة ..اما الان وبعد عشرات القرون ..لا يزال البعض يرى ان ممارسة المرأة خيار الطلاق والزواج (الذي يكفله لها الشرع والقانون) شيئا يمكن سبها به.
لا يزال الطريق طويلا يا صاحبات نون النسوة ..المعركة التي كنا نعتقد انها حول ترقيات ورواتب وفرص للعمل ..اكتشفنا انها معركة في حق ممارسة الخيارات والعيش بكرامة ..معركة الخروج من سجن الجسد وتبعاته ..والكفاح لتنفس عبير الحرية والانسانية.
اما تفاصيل المقال فهي من الوضاعة بحيث اننا نبرأ من الخوض فيها ..ونترك الفيصل فيها للقضاء ..مع شكري لكل الذين تضامنوا معنا كتابة ومساندة ..
وختاما ..اقول لسعادة السفيرة اميرة قرناص ..لا تحزني فقد قيل من قبل
قد تنكر العين ضوء الشمس من رمد وينكر الفم طعم الماء من حسد
05-07-2025, 02:01 PM
Ali Alkanzi Ali Alkanzi
تاريخ التسجيل: 03-21-2017
مجموع المشاركات: 10743
استاذ زهير رد دكتورة ناهد يتوافق في مجملة مع مداخلتي في طرحك السابق وهو قولي: ا
Quote: شئ مؤسف ان نتناول حياة الناس الخاصة بهم لتصبح حق مشاع بيننا نتداوله كيف نشاء قرناص امراة لها حق الزواح والافتراق من زوجها بالطلاق الذي احله الله لها ومن حقها ان تتزوج بثاني وثالث ورابع هناك من النساء من كان حظهن في الاستقرار مع ازواجهن متعثرا في قريتي الشوال اعرف عدد من النساء تزوجن باربعة رجال لي قريبتي بنت خالتي تزوجت اربعة من الرجال ورزقت من كل زوج بذرية وبقت مع زوجها الرابع وتوفى عنها وهي الان بالابيض واخرى تزوجت باربعة وماتت عند الزوج الرابع وثالثة من الشوال تزوجت بثلاث رجال ولم تبلغ الخمسة وثلاثين من العمر وهي الان مع طفليها لاجئة في القاهرة لهذا ليس من حقنا ان نجعل حظهن في الزواج طرح متداول وبأسماء اطرافه كان ممكن ان تثار كظاهرة نادرة ولكن عيب علينا ان ندخل في خصوصيات الناس واختيارهم خاصة وهي الان زوجة (اي قناص) مستقرة مع زوجها لاكثر من عقد من الزمان وهذا في تقديري تطفل وتطاول ووصاية على حياة الناس الخاصة بهم وقرناص زوجة بسنة الله ورسوله وليست عشيقة من المؤسف دائما النظر للمرأة كمخزن نستجلب منه احتياجاتنا الجنسية والجسدية ومن اراد ان ينظر للمرأة بقيمتها وحقيقتها المشرفة الداعية للحب والفداء فلينظر لامه واي حديث واي تحليل يلحقه بالمراة فامه به احق
الحقيقة قرأت المقال و هو لا يليق بوليد و لا بأي رجل و هو كان فيه متنطعا و محاولا بأن يتخذ زيجات السيدة المذكورة كرمز لفساد و سطوة النخبة او الدولة القابعة على رقاب العباد و لكن إختار الموضوع الخطأ لذلك. هو صور السيدة أميرة قرناص و كأنها لا حول و لا قوة و لا رأي و إنما كانت بمثابة مكأفأة تمنحها الدولة للنافذين كما تمنح العربة. المهم المقال مريع و لا يليق و ينبغي أن يعتذر عنه الوليد و يسحبه من كل المنابر. لا يليق ابدا و لا يمكن الدفاع عنه من أي زاوية.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة