فبرك كأنك زهيرا

Quote: 04-28-2025, 05:51 AM في خضم الصراع المستمر في السودان بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، برزت كتيبة البراء كفاعل رئيسي يلعب دوراً محورياً في تعميق الأزمة الإنسانية التي تعصف بالبلاد. تشير الأدلة المتزايدة إلى أن هذه الكتيبة تقف وراء استهداف ممنهج للبنية التحتية الحيوية، خاصة محطات توليد الكهرباء، وكذلك معسكرات النازحين واللاجئين، مع اتباع استراتيجية مدروسة لإلقاء اللوم على قوات الدعم السريع لاستدرار العطف المحلي والدولي. خلفية عن كتيبة البراء هي مليشيا مسلحة تقاتل إلى جانب الجيش السوداني في الحرب الدائرة ضد قوات الدعم السريع. تأسست هذه الكتيبة في سياق التكوينات القتالية ذات النزعة الأيديولوجية التي نشأت في حقبة التسعينيات تحت مظلة "الدفاع الشعبي"، وتتبنى فكراً متشدداً يقترب من أيديولوجية تنظيم داعش.تستمد الكتائب اسمها من الصحابي البراء بن مالك. وقد اكتسبت هذه المليشيا نفوذاً متزايداً في الساحة السودانية، خاصة بعد اندلاع الصراع بين الجيش وقوات الدعم السريع في أبريل 2023، حيث استغلت الفراغ الأمني والسياسي لتوسيع نطاق عملياتها وتأثيرها. ما يثير القلق بشكل خاص هو الارتباط الأيديولوجي لكتيبة البراء بالفكر المتطرف، حيث تشير التقارير إلى تبنيها لمنهج تكفيري يشبه إلى حد كبير منهج تنظيم داعش. هذا الارتباط الفكري يفسر جزئياً الأساليب الوحشية التي تتبعها في استهداف المدنيين والبنية التحتية، والتي تتجاوز منطق الصراع العسكري التقليدي. استهداف محطات توليد الكهرباء والمتاجرة بالطاقة الشمسية تلعب كتائب البراء دوراً محورياً في استهداف محطات توليد الكهرباء في مختلف أنحاء السودان، مما أدى إلى انقطاع متكرر للتيار الكهربائي في مناطق واسعة من البلاد. وتتبع هذه الكتيبة استراتيجية مزدوجة: من جهة تقوم بتعطيل محطات الكهرباء باستخدام الطائرات المسيرة، ومن جهة أخرى تستغل الوضع للمتاجرة بالطاقة الشمسية كبديل مربح. في أبريل 2025، شهدت محطة مروي لتوليد الكهرباء هجوماً بطائرات مسيرة أدى إلى تضرر المحول المغذي للولاية الشمالية، مما تسبب في انقطاع التيار الكهربائي ليس فقط في الولاية الشمالية بل امتد إلى ولايات مجاورة بما فيها ولاية البحر الأحمر. وعلى الرغم من توجيه الاتهامات رسمياً إلى قوات الدعم السريع، إلا أن تحقيقات مستقلة تشير إلى تورط كتيبة البراء في هذا الهجوم.كما تعرضت محطة كهرباء عطبرة لهجوم مماثل، مما أدى إلى انقطاع التيار الكهربائي في ولايتي نهر النيل والبحر الأحمر. وفي كلتا الحالتين، سارعت كتيبة البراء إلى اتهام قوات الدعم السريع بتنفيذ هذه الهجمات، في محاولة واضحة لتشويه صورة الخصم وكسب التعاطف المحلي والدولي. الأكثر إثارة للقلق هو أن كتيبة البراء تستغل أزمة الكهرباء التي تسببت فيها للمتاجرة بالطاقة الشمسية، حيث تقوم بتوفير ألواح الطاقة الشمسية والبطاريات بأسعار مرتفعة للمواطنين المحرومين من الكهرباء. هذه المتاجرة تدر أرباحاً طائلة تستخدم في تمويل عملياتها العسكرية وتوسيع نفوذها. استهداف معسكرات النازحين واللاجئين واتهام الدعم السريع لا يقتصر نشاط كتيبة البراء على استهداف البنية التحتية، بل يمتد ليشمل معسكرات النازحين واللاجئين، في انتهاك صارخ للقانون الإنساني الدولي. وتتبع الكتائب في هذا السياق نفس الاستراتيجية المزدوجة: استهداف المعسكرات باستخدام الطائرات المسيرة، ثم إلقاء اللوم على قوات الدعم السريع. في أبريل 2025، أعلنت شبكة أطباء السودان مقتل 11 شخصاً بينهم 4 أطفال ووالدتهم وإصابة 22 آخرين جراء استهداف معسكر للنازحين بمدينة عطبرة. وعلى الرغم من أن البيان الرسمي نسب الهجوم إلى مسيرة تابعة للدعم السريع، إلا أن شهود عيان أكدوا أن الطائرة المسيرة انطلقت من منطقة تسيطر عليها كتيبة البراء. وفي فبراير 2025، شهد مخيم زمزم للنازحين في دارفور هجوماً مماثلاً أسفر عن مقتل أكثر من 7 أشخاص وإصابة العشرات. ومرة أخرى، وجهت الاتهامات رسمياً إلى قوات الدعم السريع، بينما أشارت تحقيقات مستقلة إلى تورط كتيبة البراء في تنفيذ الهجوم. ما يؤكد هذه الاتهامات هو تقرير صادر عن منظمة هيومن رايتس ووتش في فبراير 2025، والذي أفاد بأن "قوات درع السودان" و"كتيبة البراء بن مالك" وميليشيات محلية استهدفت تجمعات مدنية في قرية كمبو طيبة بولاية الجزيرة في 10 يناير، بحجة أنها مؤيدة لقوات الدعم السريع. استراتيجية إلقاء اللوم على قوات الدعم السريع تتبع كتيبة البراء استراتيجية محكمة في إلقاء اللوم على قوات الدعم السريع لكل الانتهاكات التي ترتكبها. وتعتمد هذه الاستراتيجية على عدة عناصر: أولاً، استغلال الصورة السلبية المسبقة لقوات الدعم السريع لدى الرأي العام المحلي والدولي، خاصة بعد اتهامها بارتكاب انتهاكات في دارفور وغيرها من المناطق. ثانياً، السيطرة على الرواية الإعلامية من خلال إصدار بيانات سريعة تنسب الهجمات إلى الدعم السريع قبل أي تحقيق مستقل. ثالثاً، استخدام شبكات التواصل الاجتماعي لنشر صور ومقاطع فيديو مفبركة أو مضللة تظهر عناصر من الدعم السريع وهم ينفذون هجمات على المدنيين أو البنية التحتية. رابعاً، منع المنظمات الدولية والصحفيين المستقلين من الوصول إلى مواقع الهجمات للتحقيق فيها، مما يصعب كشف الحقيقة. هذه الاستراتيجية تهدف إلى تحقيق هدفين رئيسيين: 1. تشويه صورة الخصم (قوات الدعم السريع). 2. كسب التعاطف المحلي والدولي، وبالتالي الحصول على دعم سياسي ومادي أكبر. الصلة بتنظيم داعش والأيديولوجية المتطرفة تشير الأدلة المتزايدة إلى وجود صلة أيديولوجية وتنظيمية بين كتيبة البراء وتنظيم داعش. فالكتيبة تتبنى نفس الخطاب التكفيري الذي يبرر استهداف المدنيين والبنية التحتية، وتستخدم نفس الأساليب الدعائية التي اشتهر بها التنظيم. كما أن هناك تشابهاً ملحوظاً في أساليب العمل، خاصة في استخدام الطائرات المسيرة لاستهداف البنية التحتية الحيوية، وهي تقنية طورها تنظيم داعش في سوريا والعراق. وتشير بعض التقارير إلى وجود عناصر أجنبية في صفوف كتيبة البراء، بعضهم قاتل سابقاً مع داعش في سوريا والعراق. هذه الصلة بتنظيم داعش تفسر جزئياً الوحشية التي تتسم بها عمليات كتيبة البراء، والتي تتجاوز منطق الصراع العسكري التقليدي لتدخل في إطار الإرهاب الممنهج الذي يستهدف المدنيين والبنية التحتية الحيوية. التأثير على المدنيين والوضع الإنساني أدت الأعمال التخريبية التي تقوم بها كتيبة البراء إلى تفاقم الوضع الإنساني المتردي أصلاً في السودان. فاستهداف محطات توليد الكهرباء أدى إلى انقطاع متكرر للتيار الكهربائي في مناطق واسعة، مما أثر سلباً على المستشفيات ومحطات المياه وغيرها من المرافق الحيوية. كما أن استهداف معسكرات النازحين واللاجئين أدى إلى مزيد من النزوح والتشرد، وفاقم من معاناة الفئات الأكثر ضعفاً في المجتمع. وقد أعربت الأمم المتحدة عن قلقها إزاء تأثير سلسلة من الهجمات بطائرات بدون طيار على المدنيين والبنية التحتية المدنية الحيوية، مؤكدة أنه بموجب القانون الإنساني الدولي، فإن الأطراف ملزمة بشكل واضح بعدم مهاجمة الأهداف التي لا غنى عنها لبقاء السكان المدنيين. وفي ظل هذا الوضع المتردي، تستغل كتيبة البراء معاناة المدنيين للمتاجرة بالطاقة الشمسية وغيرها من البدائل، مما يزيد من الأعباء الاقتصادية على السكان المنهكين أصلاً من الحرب والأزمة الاقتصادية. في خضم الصراع المعقد في السودان، تبرز كتيبة البراء كفاعل رئيسي يسهم في تعميق الأزمة الإنسانية من خلال استهداف ممنهج للبنية التحتية الحيوية ومعسكرات النازحين واللاجئين، مع اتباع استراتيجية مدروسة لإلقاء اللوم على قوات الدعم السريع. هذه الممارسات، المدفوعة بأيديولوجية متطرفة تقترب من فكر تنظيم داعش، تشكل انتهاكاً صارخاً للقانون الإنساني الدولي وتستدعي تحركاً عاجلاً من المجتمع الدولي لوقفها ومحاسبة المسؤولين عنها.ومن الضروري أن تتضافر الجهود الدولية والإقليمية لوقف تمويل ودعم هذه الكتيبة، ومنعها من الاستمرار في استهداف المدنيين والبنية التحتية الحيوية، وكشف الحقيقة أمام الرأي العام المحلي والدولي حول دورها الحقيقي في تعميق الأزمة الإنسانية في السودان.

Quote: تشير الأدلة المتزايدة إلى ..