|
Re: الخاتم عدلان- تجديد الفكر الشيوعي السودان (Re: زهير ابو الزهراء)
|
كان المرحوم الخاتم عدلان من اشجع الناس وهو يحاور ويناقش زعماء الأحزاب الأخرى من الطلاب في قهوة النشاط بجامعة الخرطوم ..وقد عاصرت هذه المناقشات الحادة والجادة التي كانت تدور في قهوة النشاط في ذلك الزمان بين زعماء الطلاب ويمثل الحزب الشيوعي الخاتم عدلان ويمثل جبهة الميثاق الإسلامى المرحوم احمد عثمان المكي والمرحوم محمد طه محمد احمد وابن عمر محمد ويمثل الجمهوريين أحمد دالي ،كما كان يشارك أيضا طلاب ينتمون إلى حزب الأمة وحزب الاتحادي الديمقراطي ....ولكن أشرس المناقشات الحادة كانت بين ممثلي الحزب الشيوعي وجبهة الميثاق الإسلامي والجمهوريين ...وكان كل منهم يأتيك بأدلة متينة وقوية تثبت صحة ومنطق وسياسة حزبه ...وعندما تحتد وتيرة المناقشات نجد في بعض الأحيان يكاد الغضب يسيطر على وجوه المتحاورين ...وكنا نحن المستمعين إلى هذه الحوارات نستغرب من الصبر الذي يتميز به زعيم الطلاب الجمهوريين أحمد دالي والذي كان يبتسم في وجوه من يحاولون استفزازه ليخرج عن طوره ويطلب منهم مبادلته الحجة بالحجة والمنطق بالمنطق .... و يا حليل الأحزاب لمن كانت أحزاب ...
| |

|
|
|
|
|
|
Re: الخاتم عدلان- تجديد الفكر الشيوعي السودان (Re: زهير ابو الزهراء)
|
الديالكوكتيك الكوني اماوالزبد فيذهب، جفاء، واما ما ينفع الناس، فيمكث في الارض والدارونية السياسية. تقول كل اليسار المتعجرف الحزب الشيوعي، والناصري، والبعث الجانا من مصر والمحيط العربي لا جدوى منه وكان تراهات ساكت قتلت المخابرات المصرية بادواتا عبدالخالق محجوب اكان عايز يسودن الحزب زي، ما كتلت الهادي اامهدي، والازهري، لشقهم عصا الطاعة المصرية ومخابراتا الخاتم عدلان اجتهد، ولكنه لم بوسع وفقه ويتجه للحركة. الشعبية اكبر مشروع اشتراكي جماهيري في، السودان من 1983 كما فعل د، منصور، خالد، وولدت حق وهي، تحمل بذرة فناؤها وهسة في زمن العولمة من يدمر السودان والعالم العربي هم اليسار المتعجرف الشيوعيين والبعثيين والناصرببن واليمين المنحط الاخوان المسلمين والسلفية. السرديات المملة لترويج اليسار البائس في، الميديا ما بنفع شوف الحزب، الشيوعي، وصل الصين وين والحزب، الشيوعي، السوداني، وصل، السودان وين وهسة في، ثلاث حلل بوتسودان اديس نيروبي والشعب تايه 11 مليون نازح حلة الشيوعيين وينا الان 2025 https://dcars.net
| |
   
|
|
|
|
|
|
Re: الخاتم عدلان- تجديد الفكر الشيوعي السودان (Re: زهير ابو الزهراء)
|
ابوالزهور ياصديقي كتبت لك انك فتحت نافذة اصابتنى في الحياة عكس مقولة اصابتنى في مقتل الخاتم عدلان المفكر بافاكره والمستشرف للمستقبل مازال حي يمشى بيننا بفكره وافكاره وقالها لنا وللحزب الشيوعى قبل ضحى الوطن اليوم والان وهو صاحب ( ان اوان التغير) وبجيك راجع وعليك احتمالى لوبتقدر او مابتقدر ...
تنهدات: الكلام للقدال والغناء لمصطفانا مقطع من اغنية الحليوة ليلة المولد : ابيت الكلام المغتغت وفاضى وخمج
| |
 
|
|
|
|
|
|
Re: الخاتم عدلان- تجديد الفكر الشيوعي السودان (Re: بدر الدين الأمير)
|
من أعمق مقالات الراحل المقيم الأستاذ الخاتم عدلان كتبه في 20 سبتمبر 2004
الخاتم عدلان.
لطف الديمقراطية... وغلظة الطغيان:
في مطالع القرون، وبدايات الأزمنة، تودع الشعوب شموسها الغاربة، تستجمع قواها، تلعق جراحها، تدفن موتاها وتنهض من الرماد، تشهر بلاغة تظلماتها في وجه ظالميها العتاة، وتكشف عريهم المسربل بالأكاذيب، تطوي صفحاتهم التي تهرأت من ثقل الخطايا، وتستقبل الأفق، وتوغل في الآمال والمغامرة، مقترحة مسارا جديدا للتاريخ، وأسلوبا جديدا للحياة، وعلاقة جديدة بالحضارة، ومكتشفة في أعمق أعماقها قوى لم تكن تحلم مجرد الحلم، بأنها ثاوية داخلها، هاجعة في كيانها الجمعي، تنتظر عودا من الثقاب، يلمسها لمسا خفيفا، لتنفجر وتنداح.
ولا يمكن لحزب سياسي، في هذا القرن الحادي والعشرين، أن تسقط دعاواه الأيديولوجية، وتنهار برامجه السياسية، ووعوده المضخمة، وتتراكم كبائره، حتى لا يرى منه شيئ سواها، ويصاب بالفالج السياسي الذي لا دواء له، وتنشق صفوفه الداخلية فتصبح اعضاؤه حربا عليه، يشهد كل عضو منها على ما كان يواليه من الأعضاء، لا يمكن لمثل هذا الحزب أن يستمر في الحكم مهما تمترس خلف الأسلحة، ومهما أوغل في عبادة القوة والسلطان، ومهما تمرغ سدنته في النعيم الدنيوي غير المقيم.
ولقد جاء الإسلاميون إلى الحكم بدعاوى كبيرة، ووصفات خلابة لمعالجة الأدواء السياسية والإجتماعية المستفحلة والمستعصية. قالوا أن المجتمع الذي سيبنونه في السودان، هو مجتمع الراشدين وعمر بن عبد العزيز. زعموا أنهم، مثلهم مثل عمر الأول الذي كان يشعر بمسؤولية شخصية عن عثرات كل بغال العراق، لن يناموا إذا عثرت بغلة في طمبرة، أو طويلة، أو حلفا أو حلايب. وأنهم بعد أن يقيلوا عثرات كل البغال، سينامون تحت الأشجار، من فرط إطمئنان الناس إلى العدالة المطلقة التي يستظلون بظلها، وشعورهم بالرضا التام عن حكامهم، وشعور هؤلاء الحكام أنفسهم بالأمن وصفاء الضمير. كما قالوا أن الناس، مثلهم مثل الدمشقيين في عهد عمر الثاني، لن يجدوا محتاجا يجودون عليه بالزكاة والصدقات، من فرط غناهم المادي وتخمتهم من متاع الحياة. أي أنهم كانوا يرفعون شعارات مثالية، موغلة في المبالغة، وغير قابلة للتحقيق، لإحراج كل القوى السياسية الأخرى وابتزازها دينيا، والإنفراد باستثمار الرأسمال الروحي الهائل الذي يمثله التاريخ الإسلامي، الحقيقي والمؤسطر، بالنسبة لأقسام كبيرة من الجماهير. وبالطبع فإن استخدام المثالي غير القابل للتحقيق، في وجه الواقعي غير المشمول بالرضا، وغير الملبي للحاجات، من الحجج التي غالبا ما تستعصي على المقاومة. وهي حجة مشتركة تقريبا في كل المشاريع الشمولية، وعلى رأسها " المشروع الحضاري"، يولدها مزيج خطر من الذكاء والمكر والسذاجة والآمال المسرفة، والفراغات المعرفية التي تملأ بالتفكير الرغبوي، أو الشطح، أو الدعوات أو الرقى.
ولكن مكر الزمان أكبر من مكر "الإنسان". فالمشاريع المثالية تتحول في مسيرة الزمان غير القابل للإرتداد، إلى واقع جديد قابل للتقييم والمحاكمة. وما زعمه الإسلاميون لمشروعهم من تفوق ساطع وإعجازي، على كل المشاريع " الوضعية"، يصلح بصورة عامة لمحاكمتهم بالوقائع الماثلة أمام أعيننا جميعا. وتثير الواقعتان اللتان أوردناهما عن العمرين، قضيتين جوهريتين في كل إجتماع بشرى، هما حق الناس جميعا في الطمأنينة والحياة، وحقهم في العدالة والكرامة. فأين نحن الآن من كل ذلك؟
لا يظلم الإنقاذ من يقول أنها استبدلت حق الحياة بقدر الفناء وضرورة الموت، لملايين الناس في جنوب البلاد وغربها وشرقها ووسطها. لا يظلمها من يقول أن نشاطها الأساسي منذ أن جاءت وحتى اللحظة الحاضرة، هو زراعة الجثث، في كل أنحاء البلاد، وزراعة الخوف في كل القلوب، وهي زراعة لا تنمو ولا تزدهر. مليون من الموتى في الجنوب، أربعة ملايين من المشردين في داخل البلاد، و مئات الآلاف من المهاجرين في كل أنحاء الارض. خمسون ألفا من القتلى في دارفور، وفق أقل التقديرات العالمية التي يرتفع بعضها بالرقم إلى 180 ألفا، وأكثر من مليون من المشردين وساكني الخيام، من الجوعى والمرضى والمشرفين على الموت. مئات القتلى من الطلاب والأطباء والمهندسين والموظفين والسياسيين في وسط البلاد، بعاصمتها القومية ومدنها الإقليمية، وما تزال الصحائف مفتوحة لمزيد من الضائعين الذين صاروا أرقاما واحصائيات. وأرض خراب يقصر عن تصوير مأساتها، خيال ت.س. إليوت، والذي كان كأنه يشير إلى الإنقاذ من منصة النبوءة الشعرية العالية، عندما تحدث عن الجثث المزروعة في الحدائق الخلفية للبيوت، في كناية عن اللاوعي والضمير، وعن رؤية الخوف في حفنة من التراب، كناية عن صيرورة أديم الأرض الممتدة، قبرا كبيرا لأناس فقدوا أرواحهم وجثث فقدت عظامها.
ذاك هو المثال وهذا هو الواقع. ذاك هو الحلم وهذا هو الكابوس، ذاك هو أسلوب للحياة، وهذا هو أسلوب للموت. ويمكن للإنقاذ أن تورد مئات الأسباب التي تبرر بها زراعة الجثث في كل أنحاء البلاد، ولن يجديها هذا شيئا. فالسلطة التي تجد مبررات " وجيهة" لقتل الملايين من شعبها، غير جديرة بالبقاء، وغير مؤهلة للحكم، حتى لا نتحدث حاليا، عن أية تبعات أخرى. ثم ماذا عن العدالة؟
95% من شعب السودان يعيش تحت مستوى الفقر وحوالي الواحد بالمائة تقريبا، هم الإنقاذيون أنفسهم، في السلطة والمعارضة، يعيشون فوق مستوى الغنى العالمي. وما الحقيقتان سوى وجهين لعملة إنقاذية واحدة. أكبر معدل لوفيات الأطفال في إفريقيا، أفقر مائدة على مستوى القارة كلها. أدنى الأجور وأعلى نسب البطالة. أسوأ نظام للخدمات الصحية والتعليمية والبيئية. أكبر النسب للأطفال المشردين. أكبر كتلة مشردة من السكان في العالم. أطول الحروب وأوسعها رقعة، في التاريخ الحديث. أضخم كارثة إنسانية في مجتمع القرن الحادي والعشرين. أكبر معدلات الحزن والتعاسة والإكتئاب المصاحبة كالظل لكل الكوارث التي عددناها. وأعلى معدلات الهوس والغيبوبة والهروب المتعدد الوجوه عن واقع لا يغري بالمواجهة ولا يستقبل أحدا بالأحضان.
هذا هو الحصاد المر للإنقاذ خلال عقد ونصف عقد من الزمان. أو هو بعض حصادها في واقع الأمر من حيث عدم مقدرتنا على الإحاطة بكل ما اقترفته، في هذا الحيز الضيق، وفي ضوء غل يدها هي نفسها، بقوة المجتمع الدولي، وبسطوة الحضارة المعاصرة، من ارتكاب بعض الجرائم التي كانت وما تزال جزء أصيلا من مشروعها الكلي. وهي تقف بالتالي عارية تماما من أية شرعية أخلاقية، إجتماعية أو سياسية يمكن أن تبقيها في الحكم. ولم يبق أمامها سوى التمترس خلف الأسلحة والأجهزة الأمنية، لتشتري بمزيد من القمع، سنوات قليلة تمد بها من عمرها وتضيف بها إلى رصيدها من الزراعات. وهو أمر لن يجديها في نهاية المطاف ولن ينقذها من طوفان الإرادة الشعبية المعبر عنه في صناديق الإقتراع.
لن يجديها هذا، لأنها ستجلس بعد التوقيع النهائي على إتفاقيات السلام، على نصف كرسي. وهي تجرجر رجليها وتبحث لها عن مخرج من التوقيع، لتعود بالأوضاع جميعا إلى مربعها الأول، بعد أن اصابها رعب شديد وهي تنظر إلى مستحقات السلام التي لا مهرب منها ولا مفر. كانت الوعود سهلة وميسورة، أما الوفاء بها فباهظ وثقيل. ومع أنها تعرف كيف تسرف في الوعود، إلا أنها لم تجرب مطلقا أن تفي حتى ببعضها. وقد وافقت على ما وافقت عليه، تحت وطأة الرعب الشديد، وهي تنتظر أن تهبط معجزة من السماء تنقذها من ورطتها المستحكمة، وفق فلسفة " الإبتلاء"، التي صاغها رجل يحاول المخارجة حاليا من إبتلائه الشخصي. ولكن هيهات! فإذا كانت السماء لا تمطر ذهبا ولا فضة، فإنها كذلك لا تفتح أبوابها للهاربين من نتائج أفعالهم. وما دام المجتمع الدولي قد وضع قدمه على طريق المساءلة بالأفعال، لتملص السلطة من إلتزاماتها في دارفور، فإنه سيخب خببا لتنكرها لاتفاقيات السلام. وغالبا ما تمد السلطة لسانها لمثل هذا التحليل كما فعل الطغاة من قبلها، ولكنها لن تستطيع أن ترجعه بعد المد.
ومع أنها تجلس على نصف كرسي، فإن نزاعا شرسا يدور بينها وبين قرينها على هذا النصف نفسه، مما يجعلها في خيار عسير بين التهور والشطط الذي يمكن أن يجبر الآخرين جميعا على امتشاق الحسام، او تحمل معارضتهم السلمية التي ستلحق بها هزيمة أكثر لطفا من حيث المصائر الشخصية وأحتمالات النجاة. وهي وحدها التي ستقرر على كل حال.
تسقط النظم السياسية، والأشخاص في العالم المتحضر، لأسباب ربما تدعو بعضنا للضحك والإستخاف. فمن ضمن العوامل الحاسمة في تدني شعبية بوش الاب، وسقوطه في انتخابات ولايته الثانية عام 1991، أنه نظر إلى ساعته في أثناء إجابته على ناخبة سألته عما إذا كان أي من أصدقائه قد تضرر من الكساد الإقتصادي الذي كانت تعاني منه أميركا في تلك الفترة. نظرة بوش إلى ساعته، فسرها الناخبون الذين لم يحددوا مواقفهم بعد، The Swing Vote، كما يسمونهم، بأنها ضيق من المناظرة الجارية حينها بينه وبين بيل كلنتون الذي كان ينظر إليه بتركيز شديد. ونزلت شعبية آل غور بنسبة 10% في انتخابات عام 2000، لأدائه في المناظرات ولأنه قبل زوجته، أمام الكاميرات، بطريقة انطوت على بعض الخرق مما أدى إلى سقوطه في النهاية! وسقط حزب أزنار في أسبانيا، لأنه أرسل بضع مئات من الجنود إلى العراق. ويعاني توني بلير ذو الأغلبية البرلمانية غير المسبوقة في تاريخ إنجلترا الحديث، لانه كذب فيما يتعلق بأسلحة الدمار الشامل العراقية. بعضنا يستدل بمثل هذه الأمثلة على شكلية الديمقراطية والديمقراطيين. ولكن حقيقة الامر هي أرتفاع الحساسية الشعبية في تقييم القادة، وتوخي الإستقامة الأخلاقية والحذق في كل تصرفاتهم، بما في ذلك تصرفاتهم غير السياسية. وإذا كان من حقنا أن نقيس على ذلك في بلدان عالمنا الثالث والأخير، لما أصبح الخميني زعيما للثورة الإيرانية. ففي طائرة عودته إلى طهران من باريس، كان بصحبته رهط من الصحافيين الغربيين الذين كانوا يحاولون فهم القائد الجديد، والوقوف على كنوزه من الحكمة ومكنوناته من الكاريزما التي جعلت الملايين تهتف باسمه، وترضى قيادته. رفض الخميني، الذي تربع على سجادة فرشها داخل الطائرة، أن يتحدث إلى الصحافيين ولو بكلمة واحدة. وعندما دخلت الطائرة المجال الجوي الإيراني، اقترب منه صحافي فرنسي وسأله: بماذا تشعر الآن يا فخامة آية الله؟ فأجاب الرجل، الذي غاب خمس عشرة سنة عن بلاده، وعاد إليها زعيما وقد غادرها مطرودا: بكلمة واحدة: " هشي"! ومعناها بالفارسية: لا شيئ. وتوصل الصحافي منذ تلك اللحظة إلى أن رجلا على هذا الخواء من العواطف، لا يمكن أن يقود شعبا إلى النجاة.
فكيف يمكن، ونحن نعيش في نفس الكوكب إحتمال الإنقاذ وحكام الإنقاذ؟ نريد لشعبنا أن يتخطى غلظة الطغيان والوصاية، ويسير على طريق اللطف الديمقراطي المعبر عنه بالأوراق الإنتخابية الأنيقة والمحكمة الطي. نريد أن نعتمد مقاييس في دقة موازين الذهب، للأشخاص والبرامج. نريد أن نقيم الديمقراطية القادمة على أساس وطيد من العدالة الإجتماعية والمساواة المبدئية والحقيقية بين الناس. وعلى أساس من البرامج الواقعية القابلة للتحقيق. نريد كل ذلك وتقف الإنقاذ عقبة كأداء، وتحديا شاخصا أمام الملايين وحاجزا أصم في وجه المستقبل. ولكن شعبنا قادر على هزيمتها، هراوة ودولارا، بحركته السلمية المنظمة والجريئة والمتعددة الوجوه. وهذا ما سنشير إليه في حلقاتنا المقبلة.
الخاتم عدلان .
| |
 
|
|
|
|
|
|
Re: الخاتم عدلان- تجديد الفكر الشيوعي السودان (Re: بدر الدين الأمير)
|
رثاء كتبه عنه الراحل الباقر العفيف أي عقل انطفأت جذوته؟!!أي قلب توقف عن الخفقان؟!!
إلى اللقاء أيها الصديق الوفي لم يخطر ببالي أبداً أنه سيجيء يوم أقف فيه مثل هذا الموقف. لم يخطر ببالي أبداً أن أعتلي منصة في لندن وليس إلى جانبي، أخي وصديقي وشقيق روحي وأحد أحب خلق الله إلى قلبي، الخاتم. خل عنك أن يكون هذا يوم تأبينه، وأن نتكلم عنه بصيغة الماضي، وبضمير الغائب، وهو الذي في القلب ساكن، وهو الذي يملأ كل مكامن الشعور بحضوره المكثّف القوي. لم يخطر ببالي أبداً أن أراه يضوى ويزوى، ويتألم ويغذ الخطى بعيداً عني يوماً إثر يوم، وأنا أقف أمامه عاجزاً، لا أستطيع أن أدفع عنه الأذى، أو أقاسمه الألم .. لا أستطيع أن أفديه بنفسي، أو أشد قبضتي وأصفع القدر. لم يخطر ببالي أبداً. فالخاتم إنسان نادر المثال. يعرفه الناس كثروة قومية، كمفكر أصيل، وسياسي ضليع، و مثقف لا يشق له غبار، رحل عنا وهو في قمة نضجه وقمة عطائه، وفي وقت نحن في أشد الحاجة إليه. فأمثاله تنكّس لهم الأعلام، ويعلن عليهم الحداد العام. بيد أن الخاتم، هذا الإبن البار بشعبه، لم يجد من حكومات بلده الغابر منها والحاضر، سوى السجن، والتشريد، والمنفى، و بخلت عليه أجهزة النظام الحالي بمجرد خبر يعلن وفاته و تدخلت أجهزته القمعية لتعرقل تعبير الشعب عن حبه لابنه، وإن استطاعت منع فجيعته فيه لكان قد فعلت. و إن كان من عزاء فهو أنه عندما يبرأ الوطن من سقمه، ويوم تُنصب معايير القيم، وتُعرف أقدار الرجال سيجئ الخاتم في طليعة من تقام لهم النصب التذكارية، وتطلق إسماؤهم على شوارع المدن، وقاعات المحاضرات، ومراكز الثقافة، تلك المواقع التي أطلقت عليها أسماء القتلة والمجرمين، أسماء أناس ساموا الشعب العذاب ولم ينشروا سوى الخراب. أناس ساقوا شعب السودان بالسوط والنوط وأشاعوا ثقافة الموت. كان الخاتم داعية حياة، كان محباً لها، مبشراً بها، ساعياً لتحسين العالم من أجل تمكين أكبر قدر من الناس أن يستمتعوا بها وأن يتذوقوا الجمال فيها. كم مرة سمعته يقول "الله الحياة جميلة" Life is beautiful. قال لي مرة وأنا جالس قرب سريره في المستشفى وقد كنا وحدنا: "يا باقر أنا بحب الحياة، ومتمسك بها، وغير متهيء للرحيل الآن لأن لدي الكثير من المشاريع التي أريد إنجازها، ولكني في نفس الوقت لست جزعاً من الموت". قلت له: "أعرف ذلك". لقد تعرفت على الخاتم عن قرب مؤخراً جداً، في العشر سنوات الأخيرة من حياته. كنت أعرفه من خلال نشاطه العام، ومن خلال كتاباته. و أول مرة رأيته فيها عياناً كان في عام 1986، عندما ألقى كلمة إبان الذكرى الأولى لاغتيال الأستاذ محمود محمد طه. جاء إلى المنصة وفي مشيه تحفز وإقدام، وفي عينيه بريق وأحلام. وما زلت أذكر كيف تمكن و من أول وهلة أن ينسج تلك الخيوط السحرية التي تربطه بمستمعيه، وتشدهم إليه. دارت الأرض دورتها، وحملتنا الشواديف من هدأة النهر وألقت بنا في أرض غريبة، لنلتق ثانية في عام 1994، في مدينة ليدز، حيث جمعنا مؤتمر عن "جنوب السودان ما بين الوحدة والإنفصال"، كلانا قدم ورقة فيه. هناك عرفته بنفسي، وتبادلنا الحديث، وأذكر بأنه أعطاني الانطباع بأن ورقتي لم تعجبه، فقد اعتبرها تصب في خانة دعاة الانفصال. وبعد فترة من ذلك اللقاء، استمعت لمؤتمره الصحفي الذي أعلن فيه هو و ثلاثة من رفاقه هم الدكتور الراحل خالد الكد، والدكتور عمر النجيب، والدكتور أحمد المجري، استقالتهم من الحزب الشيوعي. ولقد توقفت عند ذلك الحدث طويلاً. فأولاً تلك هي المرة الأولى حسب علمي التي يعلن فيها سياسي سوداني استقالته من حزبه في مؤتمر صحفي. وثانياً، استوقفني خطاب استقالته، فقد احتوى على مرافعة رفيعة المستوى، في جوانبها الفلسفية، والسياسية، واللغوية، شعرت معها بسعادة معرفية، و بمتعة فكرية، فعزمت أن أشكره عليهما. وثالثاً، استوقفني في ذلك السلوك ما يعكسه من صفات في الرجل: الأمانة مع النفس، والشجاعة الفكرية، وصراحة القصد، واستقامة اللسان. قلت في نفسي هذا إنسان متسق النفس، كبير العقل، سليم الوجدان، استطاع أن يقرب الشقة بين فكره وسلوكه، وبين سيرته وسريرته. إنسان لم يأسره تاريخه، ولم يتوقف نموه. إنسان منفتح على العالم مقبل عليه بعقله، وقلبه، فهو مستمر التكوين، دائم التعلم. إنسان مثل هذا سوف يأتينا منه خير كثير. إتصلت به تلفونياً، وقلت له شيئاً من هذا القبيل. طلب مني رقم تلفوني، وعنواني. وبعد فترة أرسل لي كتيب الحركة السودانية للديمقراطية والتقدم، وطلب مني تعليقاً و نقداً. استمرت الاتصالات بيننا متفرقة متباعدة، كنت أسأله عن كيف تسير الحركة، إلى أن أخبرني بأنهم يخوضون محادثات مع حركات أخرى مشابهة بغرض توحيدها جميعاً في حركة واحدة. وعندما تعثرت تلك الجهود، عرضت عليه التوسط بينهم، من موقع الحياد والصداقة المشتركة مع الأطراف المختلفة. ولقد أثمرت تلك الوساطة عدة اجتماعات تمخضت عن الإجتماع التأسيسي لحركة القوى الجديدة الديمقراطية (حق) و التي وضع فيها خلاصة تجربته السياسية، ووظف لبنائها كل جهده وصحح فيها جميع أخطائه السابقة في مجال الفكر والممارسة السياسيين، حيث جعل أعمدتها الديمقراطية وحقوق الإنسان، والعدالة والمساواة وحرية الاختيار، وجعل رهانها على المعرفة ووسيلتها الاستنارة. فهي تمثّل قمة نضجه السياسي. تلك كانت المناسبة التي جمعتنا، و البوابة التي من خلالها عبرنا إلى تلاقي الروح، وإلى أفق الصداقة غير المشروطة. و من أبرز سمات الخاتم أنه وفي لأصدقائه، يتحدّث عنهم بحب وبود كبيرين. وكان أكثر ما يؤلمه تنكر بعض من كان يعدهم في الأصدقاء له نتيجة مواقفه السياسية، وكان يحاول فلسفة ذلك السلوك المؤلم، فقد كان ديدنه فلسفة الأشياء، ومحاولة فهم سلوك البشر. كانت تظلله سحابة من أسى وهو يقول لي: ولكن واضح أنها من جانبهم لم تكن صداقة، بل كانت تحالفاً سياسياً بين أفراد. فمثل هؤلاء إن ابتسموا في وجهك فإنهم في الحقيقة إنما يبتسمون لموقفك الذي يتسق مع مواقفهم، فكأنهم يبتسمون لأنفسهم المنعكسة لهم منك. أي أنهم لا يبتسمون لذاتك الإنسانية، بل لفائدتك الوظيفية. فإذا غيرت موقفك استنفدت صداقتك. وكان يفرح ويسعد كلما انتصر الناس على ضعفهم ونقصهم، وارتفعوا لإنسانيتهم. جئته مرة فبادرني قائلاً: "اتصل بي الحاج وراق وأنا أكبرت فيه الحاجة دي"، وفي مرة ثانية قال لي: "اتصل بي عبد الله علي أبراهيم، وأنا أكبرت فيه هذا الأمر وقلت له يأخي الخلاف في الرأي يجب ألا يفسد للود قضية"، ومرة ثالثة قال لي، "نقد اتصل، يأخي ده راجل عظيم". كان مرض الخاتم محكاً برزت فيه جوانب من شخصيته العظيمة. التماسك غير المفتعل، و القدرة الخارقة على تحمل الألم. كان يحرص على الرد على المكالمات التلفونية المتعاقبة
| |
 
|
|
|
|
|
|
Re: الخاتم عدلان- تجديد الفكر الشيوعي السودان (Re: زهير ابو الزهراء)
|
كتاب الخاتم عدلان مر من هنا
في كتيب ضخم الحجم والمضمون (لقد مر الخاتم عدلان من هنا) حرر الاستاذ والكتاب صديق عبدالهادي مجموعة من المقالات الجميله والمميزة والتي كانت قد كتبت نثرا وشعرا في رثاء الاستاذ الراحل المقيم الخاتم عدلان, وكان كتابها قد ترجموا فيها الآمهم الممضه بعد فاجعة رحيل الخاتم, جادت قريحة الشعراء بأفضل مايكون شعر المراثي قال فضيلي جماع: في مرثيته حسبناك تخدعنا. قلبي يحدثني أن صوتك ياصاحبي غير صوتك يأتي برغم ابتسامتك محتقنا بالموع وشجو الرحيل حسبناك تخدعنا مثلما تفعل مختبئا مرة في القلوب ومندفعا تارة في زحام الملايين من فقراء الوطن. الراحله العزيزة صلحه الكارب تغشاها الشأبيب النديه كتبت الليله القلم غلبو الكلام بالحيل والليله الفهم فارق نهائي عديل باكيين الاصيل سيد الكتاب وفاقدين البعرف الحرف والتشكيل وما غابت أنوار عبدالوهاب وجاءت قصيدتها فارس الحله الضحكه صعيديه جميله الوجه الاسمر يحكيها ياصباحك يافرس الحله بجوادك وبسيفك ابيض شفتك تتأمل تتأمل وجاء صوت صديق عمره الاستاذ عبدالله محمد عبدالله (ودالسجانه) ياصديقي قلت لك صوتك العالي جدير بالتظاهر لاالغناء حدقت نحوي طي عينيك الاماني والعناء. وسبقت القصائد والمراثي مقدمة من أستاذي الدكتور عبدالسلام نورالدين ومن يطوع الحروف مثل عبدالسلام نورالدين الممسك بناصية الفلسفه والمبحر في أمواج بنت عدنان يقول( لقد مر الخاتم عدلان من هنا) انها تتجاوز ماتعارف عليه الناس من تقاليد المراثي التي لاينبغي لها أن تخرج في الكتابات باللغه العربيه وعلى الرغم من ان المحتويات قد كتبت على مدى عام أو أكثر ومن أفراد يتوزعون على كل قارات العالم تقريبا ولايعرف أكثرهم بعضهم بعضا ولايجمعهم ناد أو جندر أو حزب أو مكان واحد فقد تضمنت قدرا كبيرا من الاتساق رغم تناولها حياة الخاتم من المهد الى اللحد , وكأنما كتبت تحت اشراف لجنه طلبت من الكتاب الالتزام بمحاور بعينها الامر الذي لم يحدث البته. ويقول هل حرك موت الخاتم كوامنا دفينه لدى الذات السودانيه بحثت لها بعفويه عن مداخل تعبيريه خاصة لايملك القارئ لها الا الوقوف عندها بتأمل؟ تقول الاستاذة سعاد آدم أحمد زوجة الاستاذ محجوب عباس صنو الراحل الخاتم الخاتم كان بالنسبة لي الاخ الذي يعتمد عليه في النائبات. صفه أخرى تميز بها الخاتم وهي عاطفيته وحنوه الزائدين ربما لكونه أمه باكرا , ولم يكن يستحي من اظهار ذلك الجانب العاطفي فيه واستخدام كلمات حنونه متعاطفه. داهمتني آلام المخاض ذهب معي الخاتم وزوجي الى مستشفى الولادة في ام درمان وكان الوقت ليلا ذهب محجوب الى البيت ليبقى مع ابننا راشد وتناوب الخاتم وخالتي الاطمئنان علي وكان كلما رآني التفت الى زاويته كان يرفع يديه المضمومتين تشجيعا لي, بعد ولادتي أصر زوجي على تسمية ابننا بالخاتم , ولنا الشرف والفخر بأن ولدنا هو الاول في سلسلة طويلة من المواليد سموا تيمنا بالخاتم عدلان وحينما كان ابني ينمو ويكبر كنت أدعو الله أن يكون خلوقا محبوبا ذا نخوة وشفافيه مثله , والحمد لله ان دعائي لم يخب بأن يحذو الخاتم محجوب حذو الخاتم عدلان.. عظيما كريما أخو أخوان .. وعشاي ضيفان.. نعم الصديق تلقاهو وقت الضيق.. ماخلاف وعود ومانوام هجود.. سواي وماحداث .. نصوح وما خباث .. ما الهجاص كذوب ..وما الحمقي الغضوب. يقول محرر الكتاب الاستاذ صديق عبدالهادي بعبارات دقيقه وعميقه المدلول: الخاتم عدلان مثقف من أبناء المزارعين كان أن تضرج بالسفوح وبالشموس المقبله وبمعرفة أتقن (قولة) لا للظلم. استطيع القول أن صديق عبدالهادي يمثل صدق الوفاء والنبل وكما ذكر في توطئة الكتاب والذي كان من المفترض أن يرى النور منذ حوالي تسعة أعوام , لكن هناك أسباب وظروفا تشابكت فحالت دون ذلك. كان الصديق عبدالهادي في غاية الاصرار للاتصال بكل من كتب عن الخاتم عدلان طالبا اذنهم وبعض هذه الاذونات تجاوزت الاعوام , لكنه ما كل ولامل من الملاحقه. يضم الكتاب الذي عدة مقالات ذات طابع مختلف منها الفكري والانشائي والنثري والشعري. لم يغب الاساتذة محمد الحسن محيسي ولاصدقي كبلو ولابشرى الفاضل ولاعفيف اسماعيل ولا عبدالله الشقليني وفيصل محمد صالح وودقاسم ومنعم الجزولي وتماضر شيخ الدين ومصطفى العوض واحمد عكاشة وشوقي بدري ورجاء العباسي وصباح احمد وعادل عبدالعاطي واحمد أمين وخالد عويس وودالزين وهشام هباني وعبدالرحمن بركات وابراهيم كرسني والراحل نجم الدين محمد نصرالدين وعمر الدقير واحمد ضحية وحيدر ابوالقاسم وصالح مهدي وطلعت الطيب وثروت سوارالدهب وادم بقادي والمرحوم حسن ساتي ومحمد النعمان ونجاة محمد علي وابوبكر الامين وعبداللطيف علي الفكي. كل هذه الكوكبة شاركت في الكتابة وهناك كتابات فشل صديق في العثور عليها . وهناك كتابا ذائعو الصيت ماحركهم الموقف ولاتذكروا رفقة درب وصداقه كما قال العم الهادي أحمد رجب والد الخاتم عدلان. شكرا الصديق عبدالهادي على هذا الكتاب القيم ويوم شكرك مايجي عبدالوهاب همت
| |
 
|
|
|
|
|
|
Re: الخاتم عدلان- تجديد الفكر الشيوعي السودان (Re: السر عبدالله)
|
الخاتم عدلان- رجل في مواجهة كوابيس الواقع السوداني بقلم - زهير عثمان
في مطلع تسعينيات القرن الماضي، أطلق الخاتم عدلان مبادرته الشهيرة "آن أوان التغيير"، محاولًا إحداث ثورة فكرية داخل الحزب الشيوعي السوداني. كان يسعى، بصدق فلسفي نادر، إلى دفع حزبه نحو الديمقراطية، متصالحًا مع ضميره الفكري قبل أن يختار الاستقالة في عاصمة الضباب.
في تلك المبادرة العميقة، كتب الخاتم كلمات قاطعة:
"مشروع حزبنا يقوم على أن تصير الطبقة العاملة القوة القائدة، لكن التاريخ لم يعد يسير في هذا الاتجاه... إن تمسك ماركس بالبروليتاريا كان انفعالًا رومانسيًا لفتيان يبحثون عن العدالة المطلقة."
هكذا، بنفاذ بصيرة مؤلم، وضع الخاتم يده على جرح المشروع الماركسي القديم: التعلق الرومانسي بالطبقة العاملة، والوصاية المصطنعة باسمها، رغم أن التاريخ والواقع قد غيّرا معطياتهما.
مشروع الخاتم الإنساني لم يكن مجرد اجتهاد سياسي، بل كان محاولة جادة لتحرير الإنسان السوداني من الكوابيس الكبرى التي خيمت على وعيه. نصوصه، رغم بعدها النظري، كانت مشبعة بروح النقد العميق التي تذكرنا بأعمال فرانز كافكا الكوابيس البيروقراطية، القهر الصامت، والشر الذي يتسرب إلى البنية اليومية للواقع.
وحين وصف الخاتم ما أسماه "قانون التكتل الكافكوي" داخل الحزب الشيوعي، لم يكن يتحدث عن حادثة عابرة، بل عن نمط مستمر من خنق الأصوات المستقلة وتهميش التيارات الفكرية المختلفة. كانت كلماته تحذر مبكرًا من أن غياب الحرية داخل التنظيمات لا يولد إلا المزيد من الانقسامات والعجز.
اليوم، ونحن نحيي ذكرى رحيله المؤلمة، نرى أن ما حذّر منه الخاتم قد تحقق بشكل أوسع: أحزاب شمولية تعيد إنتاج نفسها بلا إصلاح، دولة تحكمها قلة عبر التمكين والاحتكار، وخطاب سياسي يتوسل الطهورية الكاذبة بينما يغرق في الفساد.
لقد كشف الخاتم، بلا وجل، عن أن الاستبداد ليس حكرًا على الإسلاميين الذين حكموا عبر سياسة "التمكين"، بل إنه ثقافة راسخة حتى بين قوى المعارضة، حيث تتحول زعامة الأحزاب إلى مشيخات روحية، ويُختزل العمل السياسي إلى طقوس بيعة دائمة.
كان الخاتم عدلان يؤمن أن التغيير الحقيقي لا يحدث إلا إذا احترمنا العقل البشري، واعترفنا بالتعدد، وكسرنا صنمية الأيديولوجيا. لقد حلم بوطن لا يحتكر فيه أحد النقاء أو يتحدث باسم الجماهير دون تفويض.
إن رحيل الخاتم في 23 أبريل 2004م لم يكن مجرد فقد فرد، بل كان إيذانًا بانطفاء أحد أنقى الأصوات التي حلمت بوطن ديمقراطي حديث. وما أشبه اليوم بالأمس: كوابيس جديدة، لكن بلا مناضلين في حجم الحلم الذي حمله الخاتم.
لعل أصدق تكريم له أن نعيد قراءة نصوصه، لا كماضٍ يُرثى له، بل كدروسٍ ملحة لإنقاذ ما تبقى من أمل.
| |
 
|
|
|
|
|
|
|