نرجع للشعب.... ليه لا

Quote: الكراهية كرافعة سياسية: حين تتحول العواطف إلى سلاح للوصول إلى السلطة " قناعتي الشخصية اقبل وأتفهم كراهية أي شخص تجاه أي جماعة أو حزب، فكل قلب له اختياراته في الحب والكراهية. وقد يجد البعض مبرراً لك في هذا الشعور، بل ربما يشاركونك فيه. لكن ما يجب أن نعيه جميعاً هو أن الكراهية ليست رافعة مشروعة لنشر الأفكار أو رفع الشعارات السياسية. إن تحويل هذا الشعور إلى أداة لتحقيق أهداف سياسية أمر شديد الخطورة، ومنافٍ للقيم النبيلة التي يجب أن تقوم عليها الممارسات السياسية الحقيقية. قدّم رؤيتك القوية بوضوح إلى الجمهور، وكن طموحاً في برامجك الانتخابية؛ فهي الساحة الحقيقية للحوار مع الشعب، حيث يُقيمك الناس بناءً على إنجازاتك ووفائك بالوعود. لا تجعل من كراهيتك لخصومك أو نقدك لهم وسيلة للإقناع؛ فالمعادلة ليست أن 'نحن الأفضل لأنهم الأسوأ'. لقد شهدنا خلال الفترة الانتقالية الأخيرة كيف استغلت بعض الأحزاب والقوي السياسية مشاعر الكراهية لتأسيس خطابها السياسي، مما أدى إلى إضرار البلاد بأكملها. بدلاً من بناء قواعد حزبية قوية أو الالتزام بتنفيذ الوثيقة الدستورية، رأينا هذه الأطراف تغرق في نشر خطاب الكراهية وتأجيج العنف. وهنا يظهر بوضوح أن الكراهية لا يمكن أن تكون أساساً للتفكير الرشيد، أو وسيلة لبناء قيادة رشيدة. إنها قيد يثقل العقول، ويمنعها من إدراك الواقع بموضوعية. وعندما نجد أن البعض يتخذ من الكراهية وسيلة لترويج أفكاره وشعاراته، يجب أن نسأل: هل هؤلاء حقاً يسعون لتحسين المجتمع، أم أنهم يستغلون مشاعر البسطاء لخدمة مصالحهم الضيقة؟ إن استغلال المشاعر السلبية، مثل الكراهية، لاستمالة العقول هو نهج خطير، وقد يؤدي إلى الفوضى التي لا تُحمد عواقبها. العقلانية والعدالة هما الجناحان اللذان يطيران بنا نحو مستقبل مشرق، فلا تكن ريشةً في مهب ريح من يسعى لتحريك مشاعرك خدمةً لمآربه. كن أنت منارةً للمبادئ النبيلة، واعمل على تحقيق أهدافك بشرف ووعي عميق، متمسكاً بالإنصاف والحكمة. فالعقول الكبيرة هي التي تبني، أما العواطف المسمومة فلا تجلب إلا الفوضى والدمار." غالب هاشم