الأزمة السودانية الراهنة: الاختفاء السياسي والصراع على الإرث السياق العام: تركة الثورة والمؤسسة العسكرية تشهد السودان مرحلةً حرجةً في مسارها الانتقالي، حيث تتصارع ثلاثة أطراف رئيسية على إعادة تشكيل النظام السياسي:
المؤسسة العسكرية (بقيادة البرهان وأجنحته المتنافسة).
القوى الثورية المدنية (تحالف قحت والمجموعات الشبابية).
الإسلاميون (المحسوبون على نظام البشير، بقيادة علي كرتي). في هذا المشهد، يُعد اختفاء الفريق أول شمس الدين كباشي – أحد القادة العسكريين البارزين المعروفين بمواقفهم الناقدة للإسلاميين – وتصريحات علي كرتي حول دارفور، مؤشرًا على تصاعد التوترات الداخلية، والتي يمكن تفكيكها عبر المحاور التالية:
1. اختفاء كباشي: قراءة في الصراعات العسكرية الداخلية الخلفية السياسية لكباشي:
يُعتبر من الضباط "المستقلين" نسبيًّا، انتقد سابقًا هيمنة الإسلاميين على القرار السياسي، وشارك في التفاوض مع قحت خلال المرحلة الانتقالية الأولى.
يُنظر إليه كـ"توازني" بين أجنحة الجيش الموالية للإسلاميين وتلك المنفتحة على المدنيين.
تفسيرات محتملة للاختفاء:
التهميش الاستباقي: قد يكون إبعاده جزءًا من صفقة داخلية بين قيادات الجيش لتقليص نفوذ الأصوات المعارضة لتحالف الإسلاميين مع بعض الجنرالات.
الضغط الخارجي: تُشير مصادر إعلامية إلى دور إقليمي (مثل الإمارات ومصر) في دعم أجنحة عسكرية معينة لضمان استقرار حدودي مُعارض للنفوذ الإسلاموي.
استراتيجية المراوغة: قد يكون الاختفاء مؤقتًا لاختبار ردود الفعل الشعبية والدولية قبل اتخاذ قرار نهائي بشأن منصبه.
تمتلك دارفور تاريخًا من المطالبة بالحكم الذاتي منذ اتفاقية أديس أبابا (1972)، لكن تصريحات كرتي – القادم من قلب النظام السابق – تُثير شكوكًا حول نواياها الحقيقية:
تحويل الانتباه: تشتيت الرأي العام عن فشل الإسلاميين في إدارة الأزمة الاقتصادية.
استعداء القبائل: محاولة استقطاب جماعات دارفور عبر خطاب انفصالي، رغم أن كرتي نفسه لا يتمتع بقاعدة شعبية هناك.
تفكيك الثورة: إضعاف المطالب الثورية بوحدة السودان عبر تعميق الانقسامات الإقليمية.
المخاطر الجيوسياسية:
قد تُستخدم دعوات الانفصال كورقة ضغط لفرض حكم ذاتي موسع يضمن للإسلاميين سيطرةً على موارد الإقليم (كالذهب في جبل عامر).
3. تقاطعات الأزمة: المؤسسة العسكرية بين المطرقة والسندان السيناريوهات المحتملة:
السيناريو العوامل الداعمة المخاطر تفكك الجيش - تصاعد الانقسامات بين الضباط. - انهيار السلطة المركزية. تحالف عسكري-إسلاموي - مصالح مشتركة في مقاومة المد الثوري. - تفجير الاحتجاجات مجددًا. عودة كباشي وتوازن القوى - ضغوط دولية/شعبية لإعادة الشرعية. - استفزاز الإسلاميين لخطوات انتقامية. 4. دور الإعلام الرقمي: منصة للصراع المعلن وظائف التغريدات والوسمات:
صناعة الرأي العام: هاشتاغ #أين_كباشي يُجسّد مخاوف الشارع من عسكرة السياسة، بينما #لا_لبقاء_دارفور يُعزز السردية الانفصالية.
حرب المعلومات: تُستخدم المنصات لنشر أخبار كاذبة عن تحركات كباشي أو تمويل الإسلاميين، مما يُعمّق حالة اللايقين.
5. استشراف المستقبل: هل من مخرج؟ المتطلبات العاجلة:
حوار وطني شامل: إشراف دولي (كالأمم المتحدة أو الاتحاد الأفريقي) لضمان حيادية المفاوضات.
إصلاح المؤسسة العسكرية: تفكيك التحالفات الداخلية المرتبطة بالإسلاميين، وإعادة هيكلة الأجهزة الأمنية.
مبادرة دارفور الجديدة: معالجة جذور الأزمة عبر مشروع تنموي عاجل، بدلًا من الخطابات التقسيمية.
التحدي الأكبر: قدرة النخب السودانية على تجاوز منطق "الغنيمة السياسية" الذي يُعيد إنتاج أزمات الماضي، والانتقال إلى مرحلة بناء الثقة عبر مشروع جامع يُعيد تعريف الهوية الوطنية بعيدًا عن الانتماءات الضيقة.
أين فخ الاختفاء ومأزق الانفصال لا يعكس اختفاء كباشي وتصريحات كرتي سوى غياب رؤية استراتيجية موحدة لإدارة المرحلة الانتقالية. فالسودان اليوم أمام خيارين:
إما الانزلاق نحو حرب أهلية جديدة تُعيد إنتاج سيناريو 2013 في جنوب السودان.
أو تبني نموذج "الدولة المرنة" التي تستوعب التنوع عبر لا مركزية حقيقية، مع ضمانات دستورية ضد الهيمنة الأيديولوجية أو العسكرية.
الوقت يدقُّ جرس الإنذار، والشعب السوداني – الذي أطاح بديكتاتورية عمرها 30 عامًا – يدفع ثمن صراعات النخب التي تُفضل "السلطة" على "الدولة".
04-22-2025, 03:06 PM
السر عبدالله السر عبدالله
تاريخ التسجيل: 11-10-2006
مجموع المشاركات: 2286
ما في أي صراع بين النوبة والشايقية وهم في وئام وسلام واساسا السودان بلد الزنوجة ونحن زنوج أفارقة ولسنا عرب ... وكلمة السودان ذاتها مشتقة من كلمة بلد السود ...
04-22-2025, 03:21 PM
زهير ابو الزهراء زهير ابو الزهراء
تاريخ التسجيل: 08-23-2021
مجموع المشاركات: 11801
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة