في دروب التصوف، حيث تتلاشى الحدود بين الجسد والروح، وبين الذكر والأنثى، ظهرت عبر القرون نساء تركن أثرًا صامتًا لكنه عميقًا في التقاليد الروحية الإسلامية. كان حضور المرأة في التصوف لا يعبر فقط عن وجود اجتماعي في حلقات الذكر أو مجالس التعليم، بل عن استحقاق روحي كامل، حيث كانت الأنثى قادرة على أن تُصبح "قطبًا"، و"عارفة"، و"وليّة لله". البُعد العربي والغربي: مسارات متوازية أم مفارقات صادمة؟ في السياق العربي التقليدي، ارتبطت التصوفية النسوية بشخصيات مثل رابعة العدوية، التي حوّلت مفاهيم الحب الإلهي من خوف ورجاء إلى عشق محض. لكن التجربة العربية عمومًا ظلت مشدودة إلى سرديات متحفظة، حيث لم تُحتفَ المرأة إلا بوصفها رمزًا للطهر، لا بوصفها فاعلاً صوفيًا صاحب سلطة معرفية. فتم محو كثير من التجارب النسوية الصوفية أو تقليمها حتى تتوافق مع الهيكل الذكوري للخطاب الديني. أما في السياق الغربي المعاصر، خصوصًا في أمريكا وأوروبا، فقد انبثقت حركات صوفية نسوية جديدة، قادتها أكاديميات ومفكرات مسلمات يعشن في الشتات، مثل آمينة ودود وليلى أحمد وهيلميني كاسيري. في هذه الحركات، تم إعادة قراءة نصوص المتصوفة الذكور من منظور الجسد الأنثوي، وتم إحياء صور النساء الصوفيات كمصادر حكمة وتجارب وجودية، لا كمجرد مريدات. هذه الحركات الغربية تذهب أبعد مما يفعله الخطاب العربي: فهي لا تكتفي بتوثيق الحضور الأنثوي في التصوف، بل تُعيد كتابة التصوف نفسه بلغة نسوية، مستندة إلى رموز مثل رابعة العدوية، وإلى مفاهيم "الفناء" كتحرر من البنى الذكورية.
البعد التاريخي والمعاصر: بين غياب وتجدّد في القرون الوسطى، لم تكن النساء مجرد ملحقات بالحياة الصوفية، بل كنّ أحيانًا في قلبها. نقرأ في كتب الطبقات عن فاطمة النيسابورية، وأم الخير رابعة الشامية، وزينب بنت أبي كمال في مصر، ونساء من المغرب والأندلس شاركن في نشر الطرق الصوفية.
لكن مع تراجع مكانة التصوف أمام صعود الفقه المؤسسي والسلفية العقلانية، أُقصيت التجارب النسائية إلى الهوامش. عادت المرأة في القرون اللاحقة إلى موقع "الحاضرة"، لا "المُحضِّرة" للمعنى.
اليوم، تشهد بعض المدن مثل فاس، طنجة، القاهرة، دمشق، والخرطوم محاولات لإعادة دمج المرأة في الخطاب الصوفي. ولكن اللافت هو أن هذا الإحياء يتم غالبًا خارج المؤسسات الدينية التقليدية، ويأخذ أشكالًا ثقافية أو فنية، كما في صلوات الدراويش النسائية، أو دوائر الذكر التي تُدار من نساء متعلمات ومتصلات بالغرب.
التجارب الفردية: من العزلة إلى السلطة الروحية هناك تجارب صوفية نسائية شخصية وفريدة، تحوّلت إلى نصوص تُدرّس، مثل تجربة نفيسة المصرية التي قيل إنها كانت تُحدّث الرجال، ويُزار قبرها طلبًا للبركة، أو تجربة فاطمة الزهراء التونسية التي كانت تقود المريدين.
وفي العصر الحديث، تُعتبر آنا ماريا شميل (المستشرقة الألمانية) نموذجًا لامرأة تأثرت بالصوفية لدرجة أنها كرّست حياتها لفهم جلال الدين الرومي، وقدّمت قراءة محبة تُعد أقرب إلى الترجمة الروحية منها إلى النقد الأكاديمي.
أما الكاتبة الهندية زهراء كيشوار ناهاد، فقد كتبت روايات مستلهمة من الطريقة القادرية، تمزج فيها بين أدب الاعتراف والتجربة الصوفية النسوية.
جسد الأنثى كحقل للروح: ثورة المعنى في التصوف النسوي التصوف النسوي لا يحتج على الهيمنة الذكورية فقط، بل يُعيد تعريف الجسد بوصفه وعاءً للروح، لا عارًا يجب حجبه. الجسد الأنثوي، في هذا السياق، ليس موضوعًا للشهوة أو الخطأ، بل طريقٌ للمعرفة كما عبّرت الكاتبة الإيرانية نغمه صفا في كتابها "Rumi’s Legacy in Modern Iran" حيث قالت: "كانت الروميّة في الأصل ثورة على الذكورة العرفانية، قبل أن تُحوّلها الدولة إلى ماركة تصديرية".
إنّ ما تقوله الصوفية النسوية الحديثة هو أن الروح لا جنس لها، لكنها حين تتجلى في جسد أنثى، فإنها تخبر العالم بشيءٍ جديد. في عالم مشدود إلى الصراع، والتصنيف، والتفوق الذكوري، تفتح المرأة الصوفية بابًا لحوار جديد مع الله، لا عبر وسيط، بل كـ"حبيبة"، "سائلة"، و"عاشقة".
هنا، لا تعود المرأة طالبة علم فحسب، بل تصبح سؤالاً وجوديًا يمشي على الأرض: هل لله وجه أنثوي؟
04-18-2025, 03:41 AM
Bashasha Bashasha
تاريخ التسجيل: 10-08-2003
مجموع المشاركات: 27204
السودانية، وحصريا، ام البشرية، اصل الحضارة هي ام التصوف!!
بل اكثر من كده هي وحدها لاشريك لها ظهرت في تاريخ البشرية، كالهة، عديل كده، دعكا من نبي او رسول!!
حينها عنقالة الذكور من امثالنا ما كانو بسوو حاجة، اطلاقا!!
بالتدريج لما "الضكور" اثبتو وجودم بعد تعب، السودانية تنازلت او قبلت بيهم كانسان مساوي لها، او بي كده، وللمرة الاولي والاخيرة الي تاريخ اليوم، حضارتنا انجزت مشروع المساواة المطلقة بين النوعين، وهذا خرافي، اسطوري، معجزة بحق!!
وهذا كان قبل عشرات الاف السنين، تقول لي رابعة، ابنة القرن الثامن ميلادي، شافعة شفعنا، خريجة خلاوي السودانية؟
لاحظ يازهير كما غيرك، دائما وابدا مرجعك هو وعي الاستلاب العروبي للاسف!!
نعم الوحيدة المذكورة بالاسم وهي امراة، في القران اكثر من 30 مرة ســـــــــــودانية!!
اليس هذا عجيب، غريب، لما نضع في الاعتبار، كيف امثال رابعة العدوية، حين نزول القران، كانو بدفنوها حية، فقط لانها انثي، بينما السودانية، حينها كانت معبودة كالهة، حتي العرب؟
ايعقل هذا؟
هذا يثبت حقيقة واحدة:
النفوذ الروحي الطاغي للسودانية، العادت تاني، في مسك الختام، من اول وجديد، لانو حركة التاريخ لولبية، النهاية بتاعة الدورة السابقة، موازية لي بداية الدورة الجديدة!!
نعم ادمان عبادة السودانية كآلهــــــــــــــــــة في اوربا فرمل المسيحية بطول وعرض قرابة ال 4 قرون، وهذا خلا الرومان يجنو جن، من ادمان عبادة اجدادا الطرمبة، لي سودانية كالهــــــــــــــــــة، تخيل هذا!!
كلام مساطيل، مش؟
ابو الزوز قال رابعة العدوية قال، واسم قارة اوربا ماخوذ من اسم سودانية!
نعم اسم عاصمة الحضارة الاوربية، ماخوذ من اسم سودانية!!
وقسما يا عنقالة "الضكور" ما تسوو شبشب، مقارنة بالسودانية!!
يسوو "رجالة" حمبرات الوعي الذكوري!!
هكذا عالم اليوم الذكوري اضحي يمثل قاع البشرية، مقارنة بعالماجدادنا الاموي، قمة هرم البشرية!!
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة