المشهد السياسي في السودان اليوم يطرح سؤالاً جوهرياً: هل حقاً خرج الحل السياسي لأزمة البلاد من أيدي السودانيين بعد مؤتمر لندن؟ الإجابة تتطلب تفكيكَ طبقات التوتر بين سيادة القرار الشعبي، وهيمنة الفاعلين العسكريين، وضغط التدخلات الخارجية.
من الناحية الشكلية، ما زال المفهومُ الرسمي للحل قائماً على “الحل السوداني للسودانيين”، وتحاول المنظمات الدولية احترام هذا المبدأ. لكن الواقع على الأرض يشي بعكسه. القوى المدنية المتشتّتة لم تتمكن من توحيد رؤاها واختزلت حضورها في ساحات المدن والجامعات، بينما ضبطت المؤسسة العسكرية (البرهان) والقوات المسلحة شبه النظامية (حميدتي) إيقاع الصراع بالسلاح. أي تسوية سياسية لا تمرّ بقنابلهم وبنادقهم تبدو مستحيلة عملياً، مهما كان قرارياً أخلاقياً.
مؤتمر لندن جاء ليمنح المدنيين غطاءً دبلوماسياً ورمزياً، ويعلن بملء الفم “الاعتراف الدولي بمعاناة الشعب” وحقه في حكم نفسه بلا حرب. لكن الدعم الرمزي لم يصحبه أدوات ضغط حقيقية: لا تجميد لعقارات الجنرالات في الخارج، ولا حظر لتوريد السلاح، ولا ترتيبات أمنية تحمي المدنيين على الأرض. فبالرغم من البيان الختامي، ظلت مفاتيح القرار في يد العسكريين الذين لا يزالون يعتبرون الحرب ورقة بقاء.
أما الفاعل الإقليمي والدولي، فهو مثّل العاملَ الخفيّ في كل ذلك. مصر والإمارات والسعودية دعمت كل في اتجاهها العسكري داخل السودان، وتركيا رصدت مكاسبها الخاصة في حين يرى الجانب الغربي—حاضراً في لندن—السودان ساحة مواجهة نفوذ روسيا أو حاجزاً للهجرة غير الشرعية نحو أوروبا. هذا الصراع الجيوسياسي الكبير يحرف المسار السوداني بعيداً عن إرادته الذاتية ويُعلّق مصيره بين مطرقة الانقسامات الداخلية وسندان التنافس الإقليمي.
لكن المبادرة لم تنتهِ بعد. يمكن للسودانيين استعادتها بشروط: أولها توحيد القوى المدنية حول ميثاق وطني يضع وقف الحرب أولاً؛ إذ لا معنى لأي مشروع إصلاحي في ظل البطش المسلّح. ثانيها تحويل الاحتجاج الشعبي المُتجدد إلى حراكٍ مؤسَّس يضغط على الشارع الدولي لربط مساعداته بحماية المدنيين، ويفضح خيوط دعم الخارج للعسكر. وثالثها استغلال تناحر المحاور الدولية نفسها- فبدلاً من جعل السودان ساحة حرب طرفية، يُمكن تحويله ورقة ضغط في يد القوى المدنية، تقايض بها أي دعم دولي مقابل خطوات ملموسة تجاه السلام.
في النهاية، سيادة القرار السوداني لم تُسقط بالكامل، لكنها معلّقة بين خطين: سيطرة العسكر الذي يرهن الوطن لبقاء سلطته، وتأثير القوى الخارجية التي تراهن على فوضاه. مؤتمر لندن وغيره لا يغنيان عن الإرادة الشعبية، لكنهما يوفران أدوات يمكن توظيفها بحكمة لاستعادة هذه الإرادة. الخيار أمام السودانيين اليوم هو بين أن يظلوا ضحية لصراعات النفوذ، أو أن يعيدوا تعريف السيادة الحقيقية: أن تكون للشعب، لا للبنادق.
04-17-2025, 10:13 AM
adil amin adil amin
تاريخ التسجيل: 08-01-2002
مجموع المشاركات: 39161
دي اسما الطعمجة طبعا دستور٢٠٠٥ قال السيادة للشعب السوداني فقط ومافي زول انتخب جنرلات الشركة القابضة الخمسة ما في زول انتخب الدعم وحميدتي وجنجويد الامارات ما في زول انتخب قحت١ ولاقحت٢ ولا مرتزقة سلام جوبا السيادة للشعب تتحقق بطريقتين فقط ترجع الاقاليم الخمسة والمؤسسات ال١١ والمشورة الشعبية مع الشعب او ممثليه احقيقيين في الاماكن المقدسة الذكرتها في البورد مليون مرة كدباس الاقليم الشمالي همشكوريب الاقليم الشرقي الجزيرة ابا الاقليم الاوسط الزريبة اقليم كردفان كبكابية اقليم دارفور ام درمان مسيد شيخ الامين الشعب السوداني الشجاع موجود هنا يحدد من يحكم الفترة الانتقالية اما الانتخابات الثلاثية دي ما بوصو بيها شعب طلع الانجليز بالانتخابات ١٩٥٤وهم ٩٠% اميين بالفانوس حرق القطية ما محتاج معر.صين مشوهين مؤدلجين فاشلين يخترعو ليه العجلة وشرعية مزيفة مضروبة الفورة مليون يا كعوك اديس ناس نومة وسهرة وقهوة وسكرة يسار السودان التالف المنتهي الصلاحية السودان بلد غني يجو اشتراكيين حقيقيين مع الصين يعاد اعمار السودان بالذهب طوالي ١١ طويلة الناهبة السودان دي مفضوحة وحايمة بلا سروال ما في مجتمع دولي ولا حاجة توعى وتدير بلدك براك بس ما قادر تزح لمن هو اوعي وانظف واذكى منك والعاقبة للمتقين
04-17-2025, 10:53 AM
adil amin adil amin
تاريخ التسجيل: 08-01-2002
مجموع المشاركات: 39161
Quote: مؤتمر لندن وغيره لا يغنيان عن الإرادة الشعبية، لكنهما يوفران أدوات يمكن توظيفها بحكمة لاستعادة هذه الإرادة. الخيار أمام السودانيين اليوم هو بين أن يظلوا ضحية لصراعات النفوذ، أو أن يعيدوا تعريف السيادة الحقيقية: أن تكون للشعب، لا للبنادق.
وده هنا الزييت طيب نعمل حراك شعبي شبابي جديد من وين وكيف ونملس لي امريكا والاتحاد الاروبي والدول الناهبة للسودان لي شنو هسة ده مؤتمر تسووول وعندي سؤال لغوتريش شخصيا يا ناس المجتمع الدولي طيارات تنهب ذهب بالطن للخارج ونفس الطيارات تجيب اغاثة بالطن تمر مسوس وبطاطين من نفس الدول الخلجيية الغبية الناهبة موارد السودان ليه الامم المتحدة ترجع مال السفيه البددو السفها بتاعين الانقاذ ديل لبنك السودان والامم المتحدة ذاتا تتبني العملية السياسية داخل اسودان البتجيب ناس محترمين ويقفلو الملف الانساني وانا شخصيا معووول علي للصين والشباب والشعب في الداخل والقوى الاجتماعية السودانية النظيفة فعلا
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة