الوحده المرغوب فيها وحدة هدف وليس وحدة صف رئاسة حزب الأمه بعد رحيل الإمام الصادق له الرحمه والقبول تحتاج لشخص يتمتع بدرجة عاليه من التأهيل، وإدراك بحقائق الوضع السياسي وتعقيداته. الإمام الصادق رجل مثقف ومتعدد القدرات ألف مائه كتاب وله إسهامات مقدرة في مختلف المجالات الفكريه الأدبية والعلمية، سياسيا له باع طويل في كل التغيرات السياسيه والإنتفاضات الشعبية التي حدثت في السودان إضافه إلى مشاركاته في الأنشطه الرياضيه والإجتماعيه وله بصمات واضحه في كل الأحداث التي مرت بالبلاد. الأخ فضل الله الذي خلفه بعد الرحيل مع إحترامنا لشخصه أكد التجربة بعد إختياره رئيسا مكلف لحزب الأمه أن أدائه دون المستوى وعلاقاته مع زملائه كانت مقطوعه لعزلته وعزله لقرارات الحزب عن أي مساهمه ناهيك عن المشاركه في القرار السياسي. إختيار الأخ برمه تم بترشيح من نواب الرئيس وبإيجازه من مؤسسة الرئاسه وتأييد من بقية المؤسسات في إجماع ملفت لم يستمر طويلا بعد إنفراد الأخ فضل الله بالقرار ورهنه لمجموعه ليس لها علاقه مؤسسيه بالحزب. الأخ فضل الله تغيير كليا وهو لم يكن رئيسا منتخبا إذ تم بالتوافق وفي ظروف صعبه مر بها الحزب ومر بها الوطن أبرزها الحرب اللعينه التي دمرت وقتلت وشردت البلاد والعباد، تم الإختيار والسودان في أسوأ حالاته، بكل هذه الأسباب كنا نعتقد أن مبدأ القياده الجماعيه والتشاور المستمر هو المدخل الأمثل في مواجهة تلك التحديات لضمان المحافظه لدور حزب الأمه القيادي. حزب الأمه حزب مبادر وله مبادرات مشهوده ومؤثر بدور محوري في كل الأحداث الكبرى التي مرت بالبلاد وفي المصالحات والتحالفات المقاومة للأنظمه الشمولية، ربما إعتقد الناس أن الأخ فضل الله بدعم ومساندة مؤسسات الحزب ومبدأ القياده الجماعيه التي تم التوافق عليها سيجتاز الإمتحان العسير وتتجتاز قيادات الحزب وجماهيره المرحله الصعبه، ولكن للأسف زاد من حدة الأزمات التي واجهة الحزب إندلاع الحرب اللعينه والمدمره للسودان. الأخ فضل الله لم نسمع له بأي مشاركه مميزة في مختلف الأنشطه الفكريه وهو الوريث لحزب عرف بممارسات مشهوده سياسيه وفكريه غابت بعد رحيل الرئيس. لكل هذه الأسباب تآكل دور حزب الأمه ومكانته في القضايا السياسيه وغاب عن الاعلام والدوريات أي نشاط فكري وحركي تستفيد منه الأجيال القادمه. تحول حزب الأمه في ظل رئاسة برمه من حزب مبادر ومشارك في كل الانشطه إلى حزب تابع وشريك في تحالف مشكوك في جدواه وفي نزاهته. إنضم برمه بإسم حزب الأمه دون مشاورت مؤسسات الحزب بقرار فردي وبدعم لتقدم بإسم حزب الأمه. الغريب أن تقدم بعد إنقسامها إختار برمه الجناح الأكثر تطرفا وبالغ في حشد الدعم والمسانده بالجناح الذي ينتمي له، وفي رد على سؤال في مقابلة مع عزام وصف اللواء برمه سبب الإنقسام أن الجناح الآخر قد إختار هذا الموقف خدمة لمصالحه الخاصه، اما الطرف الآخر من تقدم أمينا ومتوازنا في رده أملا في أن تعود المياة ألى مجاريها. أما اللواء برمه فقد أصبح متطرفا في آرائه ضد من يخالفه الرأي وأكثر تمسكا بمشروع الحكومه الموازيه، ومن الأحداث الغريبه أن المنتمين لتقدم من حزب الأمه قد إنقسمو أيضا إلى فيئتين دليل على غياب فكر وثقافة حزب الأمه عند اللذين إنتمو لتيارات وأحزاب لا علاقة لها فكريا بحزب الأمه. في خطاب لنائب قائد الدعم السريع مايؤكد أن الدعم السريع لا يريد أن يتحالف بنديه مع الأحزاب التي تشاركه في موقفه وفي الحكومه الموازيه إذ هدد زعماء الإدارة الأهلية في دارفور بعد أن قام بتقسيمهم إلى مجموعات ثلاث، المجموعه الاولى هى التي تقف مع الدعم السريع وتشارك في معاركه والثانيه تقف مع الدعم السريع دون أن تشارك في المعارك، أما الثالثه فهي في نظره لامكان لها في دارفور مالم تقف مع الدعم السريع وتشارك في معاركه وفي هذا دليل أن من يقف مع الدعم السريع فهو ليس شريك وإنما تابع والدليل على ذلك أن حزب الأمه بحجمه وتاريخه في المؤخرة. هنا يجب أن ننتبه لأهمية تحديد موقف الحزب بوضوح ورفض أي تحالف يقود الى الحكومة الموازيه، أما إستمرار اللواء برمه في مشاركته الكبيرة مع الدعم السريع وإستعداده للهيمنه على السلطه مستقبلا، فهو يتحدث في تصريح له عن وقف الحرب ووقف الحرب يحتاج إلى عمل عسكري ومدني تتم بموجبه إقامة الحكومه الموازيه على كل الأرض السودانيه، هنا يبرز سؤال على درجه عاليه من الأهمية هل يقبل عقل أن يجمع اللواء برمه بين مشروعين متعارضين ويتحدث بلغه فيها إعجاب وتأييد لمشروع الحكومه الموازيه على حساب مشروع حزب الأمه؟ رئاسة اللواء برمه أصبحت غير مقبوله لخطورتها على مستقبل الحزب والوطن، لذلك فالمطلوب هو إعادة منصب الرئيس بالوكاله إلى مجلس الرئاسه وتم إختيار مولانا الدومه ليتولى هذا المنصب بالتكليف. كلمه أخيره إن لجوء مؤسسة الرئاسه لهذا الخيار الهدف منه قفل الطريق أمام مؤامرة على الحزب وعلى السودان علما بأن تكليف برمه تم بإقتراح من نواب الرئيس بالإجماع على أن يمارس مهامه وفق مبدأ القياده الجماعيه، لم يقبل برمه بالقرار وصدرت قرارات بإسمه بإعفاء معظم قيادات الحزب وتعيين قيادات بديله وفي هذا مايؤكد أنه مستمر في إنفاذ مشروع الحكومه الموازيه وهو مشروع لن يكتب له النجاح ولن تكتب له الإستدامه. د. إبراهيم الأمين
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة