(adsbygoogle = window.adsbygoogle || []).push({}); وثيقة البرهان المسربة للأمم المتحدة: إعادة إعمار الشمال وانفصال لدارفور————————————— بقلم / عمار نجم الدين الوثيقة التي استطاع الاستاذ أحمد نقد لسان تسريبها وكانت قد بعثت بها حكومة السودان إلى الأمين العام للأمم المتحدة في ١٠ مارس ٢٠٢٥، والمعنونة بـ”خارطة الطريق الحكومية”، تكشف بوضوح فاضح كيف يفكر المركز في مستقبل السودان. هي ليست خطة سلام، بل إعلان ناعم لانفصال سياسي وجغرافي واقتصادي، يضع دارفور كمخزن للنار، ويعيد المركز للواجهة بلباس الدولة.الوثيقة تقترح وقفاً لإطلاق النار، بشرط أساسي: خروج ألد-عـم ال-سر-يع من الخرطوم، وكردفان، والنيل الأبيض، مقابل بقائه في دارفور. ليست مجرد مساومة، بل إعادة توزيع للصراع. فما إن ينسحب ألد-عـم ال-سر-يع من مناطق النفوذ القديمة، حتى تبدأ عملية إعادة الإعمار في الشمال، بينما تُترك دارفور لـ “نقاش مستقبلي” بعد تسعة أشهر. بهذا المنطق، المركز لا يسعى لوقف الحرب، بل لنقلها. لا يريد إنهاء الأزمة، بل إبعادها عن مناطقه الحيوية.ما ورد في الوثيقة يعكس بجلاء أن الحرب في نظر المركز ليست عدواً يجب إنهاؤه، بل أداة سياسية تُستخدم لتأمين الخرطوم أولاً، ثم التفاوض على الباقي لاحقاً. وكأن دارفور ليست جزءاً من السودان، أو أن ناسها لا يستحقون أن يعيشوا في أمان اليوم، بل يُطلب منهم الانتظار حتى تنتهي الحكومة من ترتيب بيتها الداخلي.الأدهى أن الرسالة تُقدم هذه الخطة إلى الأمم المتحدة وكأنها خطوة نحو السلام، بينما في الحقيقة هي مجرد إعادة تموضع استراتيجي يسمح للمركز بإعادة بناء نفسه، وترسيخ سلطته، وتقديم نفسه كشريك “جاهز للتنمية”. إنها دعوة صريحة لأن يكون هناك سودانان داخل الدولة الواحدة: سودان يتم تجهيزه للعيش، وآخر يُترك ليموت ببطء.الحركات التي قاتلت إلى جانب الجيش في أم درمان وكردفان تم تجاهلها تماماً في الوثيقة. لا ذكر لها، لا إشادة، ولا حتى خطة لدمجها في أي مستقبل سياسي أو أمني. وهذا الصمت ليس بريئاً. إنه يُظهر أن هذه الحركات كانت تُستخدم كورقة مؤقتة، والآن بعد انتهاء دورها، يُتوقع منها أن تعود إلى دارفور وتواجه ألد-عـم ال-سر-يع لوحدها. إنها رسالة ضمنية بأن زمنهم انتهى، وأن المركز لا يحتاج إليهم بعد الآن.في المقابل، فإن ألد-عـم ال-سر-يع لم يغادر المشهد، بل رسّخ وجوده كقوة تملك الأرض، واصبح لديها مشروع سياسي واضح تم صياغته في نيروبي الشهر فبراير ٢٠٢٥ وموقف تفاوضي لا يمكن تجاوزه. بقاءه في دارفور ليس ضعفاً ولا تراجعاً، بل جزء من معادلة جديدة تقول: أنه قادر على الإمساك بزمام المبادرة، حتى وإن حاول نظام بورسودان عزله.هذه الوثيقة تفتح الباب أمام الكثير من الأسئلة: هل السودان الذي يُراد إعادة بنائه هو نفسه السودان الذي انفجرت فيه الحرب؟ وهل يُعقل أن تنطلق مشاريع إعادة الإعمار دون أي اعتبار للخراب الحاصل في دارفور؟ وهل يُمكن للسلام أن يكون انتقائياً؟ شمال يُعمّر، وغرب يُحرق؟ما يُطرح الآن ليس مساراً وطنياً شاملاً، بل صفقة باردة لإعادة تمركز المركز. وإذا مضت الأمم المتحدة في التعامل مع الوثيقة على أنها خطوة إيجابية، فإنها عملياً تصادق على مشروع تقسيم السودان إلى مناطق للسلام وأخرى للحرب، إلى مواطنين يستحقون المدارس والمياه، وآخرين لا مكان لهم إلا تحت الطائرات.في نهاية المطاف، هذه ليست خارطة طريق نحو السلام، بل نحو إعادة إنتاج الأزمة بصيغة أكثر خبثاً. وإذا لم تُطرح بدائل جذرية، تضمن شمول كل السودان في أي عملية سياسية، فسيظل ما يحدث مجرد استراحة محارب، بانتظار انفجار أكبر و تقسيم جديد.
مع احترامي للكلس عمار نجم الدين لا أعتقد البرهان يجازف بإرسال الوثيقة المزعومة للأمم المتحدة لأنها جهة أممية حيادية وبالتالي بإمكانها تنشر الوثيقة في اي وقت البرهان - رغم رأينا فيه - ما أظن يكون إنفصالي لدرجة انه يورط نفسه بوثيقة كهذه .. الرجل يعمل على لملمة بؤر التوتر في البلاد لينعم بالسلطة التي يسعى إليها هذه مجرد حرب إعلامية
04-03-2025, 03:31 PM
زهير ابو الزهراء زهير ابو الزهراء
تاريخ التسجيل: 08-23-2021
مجموع المشاركات: 11806
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة