أكدت الإدارة الأميركية أنها لا تزال منخرطة جداً في السودان، ولن تتخذ طرفاً في النزاع الدائر حالياً في البلاد، وتدعم الشعب السوداني وطموحاته نحو حكومة مدنية. وقالت نائبة المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية، مينيون هيوستن، في مقابلة خاصة مع «الشرق الأوسط» هي الأولى لمسؤول أميركي في عهد الرئيس دونالد ترمب عن ملف السودان، إن هذا الموقف لن يتغيَّر رغم كل المكاسب الميدانية التي حققها الجيش السوداني في الفترة الأخيرة.
وشدَّدت هيوستن على ضرورة وقف الأعمال العدائية فوراً، مشيرة إلى تعاون وثيق من قبل إدارة ترمب مع دول المنطقة للحرص على إنهاء الصراع الدائر، و«ضمان وقف الأعمال العدائية لتهيئة الظروف لحكومة بقيادة مدنية تعطي الشعب السوداني ما يستحقه، وأن الولايات المتحدة لن تتنازل عن هذا الجهد». كما أكدت على الاستمرار في سياسة المحاسبة عبر العقوبات، وضرورة الاستمرار في توفير المساعدات الإنسانية.
وقالت هيوستن: «نحن نعلم أن الوضع في السودان كارثي. إنها أكبر أزمة إنسانية في العالم. ما نراه في السودان أمر مؤسف، ومن المهم أن يعرف المتابعون والعالم أن الولايات المتحدة لا تزال منخرطة جداً في هذا الملف». وأضافت أن الإدارة الأميركية الحالية تعمل على جبهات متعددة، و«تشمل جهودنا الدبلوماسية الانخراط مع الاتحاد الأفريقي، والأمم المتحدة، والهيئة الحكومية الدولية المعنية بالتنمية، بالإضافة إلى السعودية ودول أخرى».
وأوضحت هيوستن أن واشنطن مستعدة للضغط من أجل وقف الأعمال العدائية لأنها تعلم أن هذا هو السبيل الوحيد لتحقيق سلام دائم في السودان، وهو السبيل لخلق سودان موحد، ومنح شعب السودان المستقبل الذي يستحقه.
وأكدت، المسؤولة الأميركية أن الولايات المتحدة كانت واضحةً للغاية بشأن ما تحاول تحقيقه في السودان، قائلة: «كنا صريحين للغاية حول ضرورة أن يكون تدخل الشركاء والدول الأخرى في الأزمة (السودانية) تدخلاً بنّاءً يؤدي إلى وقف الأعمال العدائية، لأنه بخلاف ذلك فستكون هذه الدول متواطئةً في إطالة أمد النزاع، ومتواطئةً في خلق مزيد من المعاناة للسودانيين، وخلق مزيد من عدم الاستقرار، وهذا لن يؤدي إلى السلام».
كما تعمل الإدارة الأميركية على الجبهة الإنسانية، إذ إن هناك كثيرًا من العمل بمشاركة الشركاء المنفذين الذين يعملون على دعم الاحتياجات الحيوية للناس في السودان، وكذلك اللاجئين في الدول المجاورة ودعم جهودها لقبول اللاجئين. وأشارت إلى أهمية تدابير المساءلة فيما يتعلق بالعقوبات.
ولدى واشنطن 31 تصنيفاً للعقوبات في الوقت الحالي بين «قوات الدعم السريع» والقوات المسلحة السودانية، وهذا أمر مهم للإدارة الأميركية بوصفه إجراء آخر لدفع الطرفين المتحاربين للجلوس إلى طاولة المفاوضات، ووقف الأعمال العدائية، وإعطاء الشعب السوداني ما يستحقه.
التزام طويل تجاه السودان
فيما يتعلق بطرف أو آخر، قالت المسؤولة الأميركية: «كنا واضحين جداً في هذا الموقف بأن كلا الطرفين انخرط في أعمال ضارة وزَعزعَ استقرار البلاد، وخلقَ حالةً من عدم الاستقرار الشامل. وقد دعونا كلا الطرفين إلى العمل معاً لخلق عملية سياسية من شأنها أن تؤدي إلى تهيئة الظروف لحكومة يقودها مدنيون».
وأوضحت أن واشنطن تطلب من الشركاء الإقليميين الاستمرار في لعب دور بنّاء في الجمع بين الطرفين، وأن نركز على احتياجات الشعب السوداني «وهو أمر أكثر أهميةً من أي شيء آخر».
وشدَّدت هيوستن على أن التزام واشنطن «هو تجاه شعب السودان، والالتزام بالسلام الدائم، والالتزام بوقف الأعمال العدائية، وهذا الالتزام لا يتزعزع ». وأكدت أن وزارة الخارجية الأميركية، تحت قيادة الوزير ماركو روبيو، تواصل العمل مع الشركاء المنفذين على الأرض للتأكد من وصول المساعدات الإنسانية إلى مَن يحتاجونها، كما تواصل الوزارة دعوة الجهات الفاعلة الإقليمية والحكومات الدولية، إلى بذل مزيد من الجهد، وأن تبذل الدول المانحة مزيدًا، لأن ما نراه في السودان وفي جنوب السودان يظهر أهمية تضافر الجهود العالمية لحل الأزمة.
وأشارت المسؤولة الأميركية إلى أنه لا يمكن دعم أي جهود تتعلق بالتقدم الاقتصادي والاستثمار ما لم يتم إخماد نار الأسلحة، لذلك «سنركز في هذا الوقت على الشعب السوداني وإنهاء القتال، فكلا الطرفين مسؤول عن الدمار في السودان، وعن عدم الاستقرار الإقليمي. لذا يبقى تركيزنا منصبّاً على جلب الطرفين إلى طاولة المفاوضات لتهيئة الظروف لوصول المساعدات الإنسانية إلى مَن يحتاجونها قبل كل شيء».
وأشارت إلى أنه خلال الأسبوعين الأولين من مارس (آذار)، كان يوجد 2.1 مليون شخص تلقوا مساعدات إنسانية مهمة لأنهم كانوا على حافة المجاعة. وعن العقوبات، قالت هيوستن، إنها مهمة بوصفها أداةً لدفع الطرفين المتحاربَين إلى وقف الأعمال العدائية.
" target="_blank">
الخارجية الأميركية لـ "الحدث": يجب تشكيل حكومة مدنية في السودان
واشنطن تتعهد بذل جهود دبلوماسية إضافية لإنهاء النزاع في السودان
ميامي: «الشرق الأوسط» نُشر: 04:00-28 مارس 2025 م ـ 28 رَمضان 1446 هـ
أعلن وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو الخميس أنّ الولايات المتحدة تأمل ببذل مزيد من الجهود الدبلوماسية لإنهاء الحرب في السودان حيث تجدّدت أعمال العنف، ولا سيّما في العاصمة الخرطوم.
وقال الوزير الأميركي إنّه «منخرط» في الشأن السوداني، مشيرا إلى أنّه ناقش هذه المسألة في الأيام الأخيرة مع أطراف دولية، من بينهم الرئيس الكيني وليام روتو ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد. وأضاف روبيو للصحافيين على متن الطائرة «نحن قلقون للغاية من أن نعود إلى ما كنّا عليه قبل عقد من الزمن أو أقلّ».
وأدلى الوزير بتصريحه هذا للصحافيين الذين رافقواه إلى منزله بعد رحلة إلى منطقة البحر الكاريبي. وشدّد وزير الخارجية الأميركي على أهمية الحلول الدبلوماسية في الملف السوداني. وقال «نحن قلقون للغاية من أن نعود إلى ما كنّا عليه قبل عقد من الزمن أو أقلّ».
وأضاف «لا نريد أن نرى ذلك. من هنا فإننا نحاول فهم الوضع والتواصل مع شركائنا، ونستشيرهم حول ما ينبغي فعله». وجهد أنتوني بلينكن، سلف روبيو على رأس وزارة الخارجية، للتوسط لإنهاء الحرب التي اندلعت قبل نحو عامين في نزاع بين قائد الجيش ونائبه السابق.
--------------------
وشم وزير الدفاع الأمريكي بيت هيغزيث العربي يثير الجدل: البعض يراه "رمز واضح للإسلاموفوبيا"
يقول النقاد إن وشم وزير الدفاع الأمريكي لكلمة "كافر"، التي تعني "غير مؤمن"، قد يُسيء للمسلمين.
يحمل وزير الدفاع الأمريكي بيت هيغزيث وشمًا يبدو أنه يُشير إلى "كافر" أو "غير مؤمن" باللغة العربية، وفقًا لصور نُشرت مؤخرًا على حسابه على مواقع التواصل الاجتماعي.
في صور نُشرت يوم الثلاثاء على قناة X، ظهر مذيع قناة فوكس نيوز، الذي أصبح وزيرًا للدفاع الأمريكي، ما يبدو أنه وشم يحمل كلمة "كافر"، وهي مصطلح عربي يُستخدم في الإسلام لوصف غير المؤمن. ويبدو أن هيغزيث كان يحمل الوشم نفسه أيضًا في صورة أخرى على إنستغرام نُشرت في يوليو 2024.
انتقد بعض رواد مواقع التواصل الاجتماعي هيغزيث لوشمه الذي قد يُعتبر مسيئًا للمسلمين، خاصةً وأن الجيش الأمريكي يسعى إلى تمثيل مجموعة متنوعة من الأديان. تشير التقديرات إلى أن ما بين 5000 و6000 جندي أمريكي يعتنقون الإسلام.
"هذا ليس مجرد خيار شخصي؛ إنه رمز واضح لكراهية الإسلام من الرجل الذي يشرف على الحروب الأمريكية"، هذا ما نشرته نيردين كسواني، وهي ناشطة مؤيدة للفلسطينيين في نيويورك.
وأضافت: "لقد استُخدمت كلمة "كافر" من قِبل اليمين المتطرف المعادي للإسلام للسخرية من المسلمين وتشويه سمعتهم. الأمر لا يتعلق بمعتقداته الشخصية، بل بكيفية ترجمة هذه المعتقدات إلى سياسات - كيف تُشكل القرارات العسكرية، وبرامج المراقبة، والتدخلات الخارجية التي تستهدف الدول الإسلامية".
ويحمل جو بيغز، الزعيم السابق لحركة "براود بويز" اليمينية المتطرفة، وشمًا مشابهًا.
قال نهاد عوض، المدير التنفيذي الوطني لمجلس العلاقات الأمريكية الإسلامية (كير)، لمجلة نيوزويك: "إن وشم كلمة "كافر" العربية - التي تشير إلى من ينكر أو يخفي عمدًا حقائق إلهية أساسية - على جسده هو إظهار للعداء ضد المسلمين وانعدام الأمن الشخصي".
هذه ليست المرة الأولى التي يتورط فيها هيغزيث في جدل متعلق بالوشم. فقد سبق لوزير الدفاع أن استعرض وشومًا تشير إلى افتتانه بـ"جماليات الحروب الصليبية"، وهو اتجاه متزايد بين اليمين المتطرف.
يقع وشمه السابق المثير للجدل على عضلة ذراعه اليمنى - بجوار الوشم الجديد مباشرةً. كُتب عليه "Deus Vult"، والتي تُترجم إلى "إرادة الله" باللاتينية، ويُعتقد أنها صرخة حرب صليبية خلال العصور الوسطى. لدى هيغزيث أيضًا وشم على صدره لصليب القدس، المعروف أيضًا باسم صليب الصليبيين نظرًا لشيوعه خلال الحروب الصليبية المسيحية.
يأتي انتقاد الوشم في وقتٍ يشهد فيه وزير الدفاع تدقيقًا متزايدًا. ويطالب أعضاء الكونغرس الأمريكي بالتحقيق مع هيغسيث والمسؤولين الآخرين المتورطين في تسريب سيجنال الذي كشف، دون قصد، تفاصيل عملياتية لخطط الولايات المتحدة لقصف اليمن. ودعا عددٌ من النواب هيغسيث إلى الاستقالة.
إليكم وجهة نظري الخاصة:
واجه نهاد عوض، المؤسس المشارك والمدير التنفيذي لمجلس العلاقات الأمريكية الإسلامية (كير)، مزاعم بصلته بجماعة الإخوان المسلمين. وأشار بعض النقاد إلى دوره السابق في الجمعية الإسلامية من أجل فلسطين (IAP)، وهي منظمة متهمة بصلتها بحماس والإخوان المسلمين. ومع ذلك، لا تزال هذه المزاعم مثيرة للجدل وكثيراً ما تُناقش، دون وجود أدلة قاطعة تثبت هذه الصلات.
تجدر الإشارة إلى أن مجلس العلاقات الأمريكية الإسلامية (كير) نفسه كان موضع تدقيق وادعاءات على مر السنين، لكنه لا يزال يُصوّر نفسه كمنظمة حقوق مدنية تدافع عن المسلمين الأمريكيين. أخبروني إذا كنتم ترغبون في استكشاف هذا الأمر بشكل أعمق.
مع ذلك، أنا واثق تماماً من أن هذه المنظمة هي أحد فروع الإخوان المسلمين في أمريكا الشمالية.
بيت هيجسيث في صورة نُشرت على حساب وزير الدفاع على X. الصورة: وزير الدفاع عبر X
-------------------------------
عزام | مع يوسف عزت المستشار السابق لقائد الدعم السـ,ـريع ... السودان اليوم
" target="_blank">
عزام | مع يوسف عزت المستشار السابق لقائد الدعم السـ,ـريع ... السودان اليوم
-----------------------
روبيو يتفاخر بإلغاء أكثر من 300 تأشيرة بسبب الاحتجاجات المؤيدة لفلسطين
وصف وزير الخارجية أصحاب التأشيرات الملغاة بـ"المجانين"، حيث أظهر مقطع فيديو ضباط هجرة ملثمين يقبضون على أشخاص في الشوارع.
جوزيف جيديون في واشنطن الخميس 27 مارس 2025، الساعة 18:55 بتوقيت غرينتش
تجري وزارة الخارجية الأمريكية عملية مراجعة واسعة النطاق للتأشيرات، حيث ألغت مئات التأشيرات ووضعت مئات أخرى تحت التدقيق، مستهدفةً في الغالب الرعايا الأجانب المنخرطين في نشاط مؤيد لفلسطين، وفقًا لبيانات رسمية.
أكد وزير الخارجية، ماركو روبيو، حجم الحملة، معلنًا أنه ألغى تأشيرات لأكثر من 300 شخص وصفهم بـ"المجانين" المرتبطين بالاحتجاجات الجامعية المؤيدة لفلسطين في الولايات المتحدة، مع وعود بمواصلة الإجراءات يوميًا.
عندما سأله الصحفيون خلال زيارته إلى غيانا في أمريكا الجنوبية عن تأكيد تقارير إلغاء 300 تأشيرة، قال روبيو: "ربما أكثر من 300 في هذه المرحلة. نفعل ذلك يوميًا، كلما وجدتُ أحد هؤلاء المجانين".
ومن الأمثلة الحديثة على تطبيق هذه السياسة احتجاز سلطات الهجرة الأمريكية رميسة أوزتورك، طالبة الدكتوراه التركية في جامعة تافتس الحاصلة على منحة فولبرايت، في وضح النهار على يد عملاء ملثمين بملابس مدنية.
جاء اعتقالها وإلغاء تأشيرتها بعد أن أعربت عن دعمها للفلسطينيين في غزة في مقال رأي شاركت في كتابته في صحيفتها الطلابية. وزعمت وزارة الأمن الداخلي أنها "شاركت في أنشطة داعمة لحماس"، وهو تبريرٌ أُدين باعتباره اعتداءً مباشرًا على الحرية الأكاديمية وانتهاكًا لحرية التعبير والحريات الشخصية.
في معرض حديثه عن قضيتها تحديدًا، قال روبيو: "لقد ألغينا تأشيرتها... فبمجرد فقدان التأشيرة، لن تعودَ قانونيًا في الولايات المتحدة... إذا أتيتَ إلى الولايات المتحدة كزائر وأثارتَ ضجةً ضدنا، فنحن لا نريد ذلك. لا نريده في بلدنا. عودوا إلى بلدكم وافعلوا ذلك في بلدكم".
لكن حملة إلغاء التأشيرات ليست سوى جزء من استراتيجية أوسع وأكثر صرامةً لتطبيق إجراءات الترحيل، تتجاوز بكثير الإجراءات المتعلقة بالاحتجاجات.
في الوقت نفسه، طبقت إدارة ترامب تدابير تقييدية أخرى، بما في ذلك إيقاف معالجة البطاقات الخضراء لبعض اللاجئين وطالبي اللجوء، وإصدار توجيه عالمي يُلزم مسؤولي التأشيرات بمنع دخول الرياضيين المتحولين جنسيًا، وهم قلّة قليلة.
في بيانٍ لقناة فوكس نيوز، زعمت وزارة الخارجية أنها "ألغت تأشيرات أكثر من 20 فردًا"، وقالت إن مئات آخرين قيد الدراسة تحت بند ما تسميه "مخاوف الأمن القومي".
وجاء في البيان: "بشكل عام، نواصل معالجة مئات طلبات مراجعة التأشيرات لضمان عدم انتهاك الزوار لشروط تأشيراتهم وعدم تشكيلهم تهديدًا للولايات المتحدة ومواطنينا".
ولم ترد وزارة الخارجية على طلب التعليق بشأن ما إذا كانت هذه الإلغاءات تتعلق بتأشيرات طلابية أو تأشيرات عمل أو غير ذلك.
ماركو روبيو يتحدث في كينغستون، جامايكا، يوم الأربعاء. تصوير: ناثان هوارد/وكالة فرانس برس عبر صور غيتي
----------------------
إيران ستبيع الحوثي كما باعت حزب الله والأسد
" target="_blank">
إيران ستبيع الحوثي كما باعت حزب الله والأسد
---------------------
بكل وضوح | الحلقة 260 | ماذا ترك الحويني؟
" target="_blank">
توفي العالم العلامة أبو إسحاق الحويني، فما الذي تركه هذا العالم الجليل؟
----------------------------
هل ينبغي للمهاجرين القانونيين القلق بشأن ترحيلات ترامب؟
إليكم ما يقوله محامو الهجرة.
بقلم نيكول ناريا
تم التحديث في ٢٧ مارس ٢٠٢٥، الساعة ٩:٤٨ صباحًا بتوقيت شرق الولايات المتحدة
نُتيح هذه القصة لجميع القراء كخدمة عامة. مهمتنا في Vox هي مساعدة الجميع على الوصول إلى المعلومات الأساسية التي تُمكّنهم. ادعموا صحافتنا بالانضمام إلى عضويتنا اليوم.
يعيش العديد من المهاجرين في الولايات المتحدة أوقاتًا عصيبة.
وردت تقارير عن احتجاز وترحيل أفراد من حاملي التأشيرات والبطاقات الخضراء والسياح. ومع ذلك، لا يبدو أن إدارة ترامب تستهدف المهاجرين القانونيين الحاصلين على تصريح إقامة في الولايات المتحدة بشكل عشوائي على نطاق واسع.
وُرد أن بعضهم استُهدف بناءً على نشاطهم السياسي. رُحِّلت أستاذة وطبيبة من جامعة براون، حاصلة على البطاقة الخضراء، بعد أن عثر مسؤولون على صور لزعيم حزب الله السابق، حسن نصر الله، والمرشد الأعلى لإيران، على هاتفها. استندت سلطات الهجرة أيضًا إلى أمر تنفيذي أصدره ترامب يحظر معاداة السامية لاحتجاز طالب سابق في جامعة كولومبيا، وحامل للبطاقة الخضراء، والذي ساعد في قيادة الاحتجاجات في الحرم الجامعي على حرب غزة.
في حالات أخرى، لم توضح إدارة ترامب مبرراتها لاحتجاز أي شخص. فقد استجوب مسؤولو الحدود في بوسطن مواطنًا ألمانيًا يحمل البطاقة الخضراء، واحتُجز دون حصوله على دواء القلق الخاص به. ولم يتضح بعد ما إذا كانت الحكومة قد وجهت إليه تهمة جنائية. وبالمثل، لم تقدم الإدارة أي تفسير رسمي لاحتجاز طالب دكتوراه تركي حتى يوم الثلاثاء.
ولم يقتصر الأمر على المهاجرين فقط. فقد قال مواطن أمريكي إنه كان يسير في شوارع شيكاغو عندما اعتقله موظفو الهجرة، الذين صادروا هويته واحتجزوه لمدة 10 ساعات قبل إطلاق سراحه.
على الرغم من قلة عددها، إلا أن هذه الحالات انتشرت على نطاق واسع، وهي تُثير، بطبيعة الحال، مخاوف في أوساط المهاجرين.
ووفقًا لمحامي الهجرة، من الصعب تحديد مدى القلق الذي يجب أن يشعر به المهاجرون الذين يعيشون ويعملون بشكل قانوني في الولايات المتحدة.
قالت كاثلين كامبل ووكر، الرئيسة السابقة لجمعية محامي الهجرة الأمريكية: "بعد 40 عامًا من الممارسة، يصعب حقًا تحديد مدى اتساق الإجراءات في الوقت الحالي".
حتى الآن، تبدو حالات احتجاز أو ترحيل الأفراد الحاملين لتأشيرات وبطاقات إقامة خضراء نادرة. ومع ذلك، نصح المحامون الذين تحدثت معهم هؤلاء المهاجرين، وكذلك المواطنين الأمريكيين، باتخاذ احتياطات معينة في ظل هذا الغموض.
فكّر في حمل وثائق الهوية
لطالما كان المهاجرون القانونيون غير المواطنين ملزمين قانونًا بحمل أوراق الهجرة الخاصة بهم في جميع الأوقات. ومع ذلك، فإن عقوبات عدم القيام بذلك تزداد في عهد ترامب.
في أبريل، من المتوقع أن تزيد إدارة ترامب الغرامات المرتبطة بذلك من 100 دولار إلى 5000 دولار، وفقًا لكامبل ووكر. يُعدّ عدم حيازة الوثائق جنحة. وقد يؤدي ذلك الآن إلى احتجاز المهاجر وإجراءات ترحيله؛ فقد ألغى ترامب أولويات إدارة بايدن في إنفاذ قوانين الهجرة بحيث أصبح من الممكن الآن ترحيل حتى الأشخاص المتهمين بجرائم بسيطة غير عنيفة. في سياق متصل، ستبدأ إدارة ترامب الشهر المقبل بإلزام جميع غير المواطنين بالتسجيل لدى الحكومة الفيدرالية، وتحديد من يتخلف عن ذلك كأولوية في إنفاذ قوانين الهجرة. ويُعتبر العديد من غير المواطنين الذين سبق لهم التواصل مع الحكومة الفيدرالية - سواءً لتقديمهم طلبات للحصول على مزايا هجرة معينة أو لتلقيهم إشعارًا بالمثول أمام محكمة الهجرة - مسجلين بالفعل بموجب السياسة الجديدة.
وأكدت كامبل ووكر أنه ينبغي على المواطنين الأمريكيين أيضًا التفكير في حمل جواز سفر مناسب، أو شهادة ميلاد، كإثبات لجنسيتهم، نظرًا للتقارير التي تتحدث عن أمريكيين ضُبطوا في إطار أنشطة إنفاذ قوانين الهجرة التي ينفذها ترامب. وأضافت أنه في بعض هذه الحالات، كانت هناك مخاوف من أن موظفي الهجرة يصنفون الأشخاص المستهدفين على أساس عرقي وإثني.
وقالت هايدي ألتمان، نائبة رئيس السياسات في المركز الوطني لقانون الهجرة: "إن حمل الوثائق معك، والتأكد من أن الأشخاص الذين ليسوا مواطنين أو مواطنين متجنسين أو مكتسبين لديهم مكان واحد في منزلك حيث تحتفظ بكل مستنداتك المهمة معًا والتأكد من أن لديك نسخًا منها - كل هذه خطوات معقولة ومهمة يجب اتخاذها في لحظة كهذه، عندما نرى الإدارة تهاجم حقوق حرية التعبير وتهاجم المعايير الأساسية للإجراءات القانونية الواجبة".
إعادة النظر في السفر الدولي
يحثّ محامو الهجرة المهاجرين على توخي الحذر عند السفر إلى الخارج في الوقت الحالي.
في أعقاب ترحيل أحد أساتذتها، نصحت جامعة براون، "من باب الحيطة والحذر"، حتى حاملي البطاقة الخضراء (Green Card) بتأجيل أي سفر شخصي خارج الولايات المتحدة. وأوضحت الجامعة أن التغييرات في شروط إعادة الدخول إلى البلاد، ومقترح حظر سفر يستهدف 43 دولة، والذي قد يُطبّق هذا الأسبوع، قد يؤثر على طلابها وموظفيها.
وقال ألتمان: "أعتقد أن العديد من حاملي البطاقة الخضراء (Green Card) يتخذون قرار استشارة محامٍ قبل السفر، وأعتقد أن هذا اعتبار معقول".
ينبغي على المهاجرين التفكير فيما إذا كانت بلدانهم الأصلية أو الوجهة التي يخططون للسفر إليها مدرجة في قائمة الدول التي قد تخضع لحظر السفر. كما ينبغي عليهم دراسة تاريخهم في النشاط السياسي، وما إذا كان ذلك سيجعلهم هدفًا عند عودتهم إلى الولايات المتحدة.
قال ألتمان: "نعلم أن هذه الإدارة تتخذ إجراءات انتقامية ضد الأشخاص الذين شاركوا في أنشطة وحرية تعبير محمية دستوريًا". وأضاف: "لذا أعتقد أن على الناس التفكير في تاريخهم الشخصي وتخيله واستكشاف ما إذا كان سيُعرّضهم لخطر الاستهداف الانتقامي، والتحدث إلى محامٍ حول الخطوات الاحترازية التي يمكن اتخاذها قبل السفر".
احمِ خصوصيتك على وسائل التواصل الاجتماعي وعلى أجهزتك الإلكترونية
إذا اضطررت للسفر، ففكّر في ترك أجهزتك الإلكترونية الشخصية في المنزل. يمكن لمسؤولي الحدود (وقد فعلوا ذلك مؤخرًا) طلب الوصول إلى أجهزة المهاجرين، بما في ذلك هواتفهم المحمولة.
قد يُعطي رفض منحهم حق الوصول مبررًا لرفض دخولهم بحجة عدم امتلاكهم معلومات كافية لتحديد ما إذا كان المهاجر "مقبولًا" في الولايات المتحدة. لكن كامبل ووكر أعربت عن قلقها إزاء افتقار الضباط للتدريب اللازم لتقييم ما هو موجود على جهازهم الشخصي بشكل مناسب.
قالت إنه بناءً على تقارير من محامين أعضاء في جمعية محامي الهجرة الأمريكية، يُجري المسؤولون الآن تدقيقًا دقيقًا في حسابات الأشخاص على مواقع التواصل الاجتماعي بحثًا عن أسباب لمنعهم من دخول الولايات المتحدة.
وقالت: "لا أطلب من أحد أن يكذب. ولا أحاول عرقلة العدالة. ولكن إذا كان شخصٌ يفتقر إلى التدريب الكافي سيُفتّش هاتفه المحمول ويتوصل إلى استنتاجات مُفاجئة، وربما يُخرجني من البلاد أو يمنعني من دخولها، فلا أعتقد أنه من المُستحسن أن يكون لديك الكثير من حسابات التواصل الاجتماعي أو الصور على هاتفك أثناء السفر. لا أعتقد أنه من الحكمة السفر مع حاسوبك المحمول الشخصي".
مطار نيوارك ليبرتي الدولي في نيوارك. نيكولاس إيكونومو/نور فوتو عبر صور غيتي
--------------------
تحالف «تأسيس» يرشح حميدتي لقيادة «المجلس الرئاسي» في «الحكومة الموازية» مستشاره رجّح أن يتم الإعلان عنها بعد العيد
نيروبي: محمد أمين ياسين نُشر: 17:51-27 مارس 2025 م ـ 27 رَمضان 1446 هـ
كشف مستشار قائد «قوات الدعم السريع»، عز الدين الصافي، عن إجماع بين أطراف تحالف «تأسيس» على تقديم قائد «قوات الدعم السريع» محمد حمدان دقلو (حميدتي) رئيساً للمجلس الرئاسي للحكومة الموازية المزمع تشكيلها وفقاً لميثاق نيروبي بين «قوات الدعم السريع» وقوى عسكرية ومدنية متحالفة معه.
وتوقع إعلان تشكيل الحكومة الموازية عقب عيد الفطر مباشرة، قائلاً: «المشاورات والتفاهمات على تشكيل حكومة الوحدة والسلام وصلت إلى مراحل متقدمة جداً، وفي الغالب سيتم إعلان تشكيلها بعد العيد».
وأوضح الصافي في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أن «الحركة الشعبية لتحرير السودان» بقيادة عبد العزيز آدم الحلو، وبقية الأطراف في تحالف «تأسيس» ستشارك في الحكومة المرتقبة بمناصب قيادية، مؤكداً أنه لا تأثير للتطورات الأخيرة في الوضع العسكري، على خطط إعلان الحكومة الموازية، «بل زاد التصميم على تشكيل تلك الحكومة لإنهاء سطوة الحكومة التي يقودها الجيش، على مؤسسات الدولة».
مركز قيادي عسكري
ونفى مستشار حميدتي وجود صراعات على مقاعد الحكومة الموازية، قائلاً إن التركيز لا ينصب على توزيع الحصص «بل نعمل وفقاً لمبدأ التوافق والمشاركة والكفاءة، لكن بالضرورة مع وضع أحجام القوى المختلفة في الاعتبار».
وأشار الصافي إلى توافق قادة القوى العسكرية في تحالف «تأسيس» على أن تكون مهمة الحكومة الجديدة حماية المدنيين، وأن تمثل هذه القوى «نواة الجيش الوطني الجديد، الذي سيتم تشكيله من الفصائل المسلحة كافة». وأعلن عن اتفاق على تشكيل «مركز قيادي عسكري موّحد، يتضمن مجلساً للأمن والدفاع وهيئات عسكرية أخرى، يكون قادة الفصائل العسكرية أعضاء في الهيئات العليا، بما يكفل مشاركتها في كل العمليات العسكرية لحماية المدنيين».
وتكون تحالف «تأسيس» في العاصمة الكينية نيروبي يوم 22 فبراير (شباط) الماضي، بين «قوات الدعم السريع» وحركات مسلحة وأحزاب سياسية وقوى مدنية، أبرزها «الحركة الشعبية لتحرير السودان» بقيادة عبد العزيز الحلو، و«الجبهة الثورية»، وأجنحة من حزبي «الأمة» و«الاتحادي الديمقراطي». ووقع الميثاق السياسي للتحالف دستوراً انتقالياً، أقر للمرة الأولى بأن يكون السودان «دولة علمانية ديمقراطية فيدرالية».
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
Mohamed Omer
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست