(adsbygoogle = window.adsbygoogle || []).push({}); في إحدى مدن السودان، حيث كانت الحياة تسير بوتيرة هادئة، جاء يوم غيّر كل شيء. اندلعت الحرب، وتحولت البيوت الآمنة إلى أطلال، والشوارع التي كانت تضج بالحياة أصبحت موحشة. وسط هذا الخراب، وجدت النساء أنفسهن في قلب المأساة، يتحملن عبء النزوح، ويحاولن حماية أطفالهن وسط انهيار كل شيء من حولهن.رحلة النزوح.. الألم والمجهوللم يكن أمام الكثير من النساء سوى الهروب. تركن خلفهن منازلهن التي شيدنها بعرق السنين، واتجهن نحو المجهول. بعضهن لجأن إلى مدن أكثر أمانًا، بينما عبرت أخريات الحدود بحثًا عن ملاذ بعيد عن أصوات القذائف. في الملاجئ المؤقتة، كانت كل واحدة منهن تحمل قصة، ترويها الدموع والصمت أكثر من الكلمات.إحداهن، أم لثلاثة أطفال، تتذكر يوم الرحيل بمرارة: "لم يكن أمامي سوى أخذ أطفالي والخروج. لم أحمل معي سوى ملابسنا وبعض الطعام القليل." وصلت إلى مدينة أخرى، لكنها لم تجد سوى شوارع مزدحمة بالنازحين، وأحوال معيشية تزداد سوءًا كل يوم.الكفاح من أجل لقمة العيشورغم المعاناة، لم تستسلم النساء. بعضهن انخرطن في الزراعة، فبدأن بزراعة الخضروات وبيعها في الأسواق المحلية. أخريات لجأن إلى الحرف اليدوية، فأتقنّ صناعة السلال والمخبوزات، في محاولة لكسب لقمة العيش.إحدى الشابات، التي كانت طالبة جامعية قبل الحرب، وجدت نفسها مضطرة للعمل في التصنيع الغذائي. تقول: "لم أتخيل يومًا أن أترك دراستي، لكن الظروف فرضت عليّ أن أجد طريقة للعيش. اليوم، أساعد النساء في قريتي على تأسيس مشاريع صغيرة، لأننا لا نستطيع أن نبقى مكتوفات الأيدي."بين الأمل والمعاناةلكن الحرب لم ترحم أحدًا. الأوضاع الصحية تدهورت، وانتشرت الأمراض، وارتفعت معدلات سوء التغذية، خصوصًا بين الأطفال. الخدمات الطبية انهارت، وأصبح الحصول على الدواء حلماً بعيد المنال.في ظل كل ذلك، لم تفقد النساء السودانيات الأمل. ظللن صامدات، يتعاونّ في مواجهة المحنة، ويدعمن بعضهن البعض. حتى في أسوأ الظروف، وجدن طرقًا لإعادة بناء حياتهن، ولو ببطء."نحاول أن نعيش"تقول إحدى النساء النازحات، وهي تنظر إلى أطفالها: "الحياة لم تعد كما كانت، لكنها لم تتوقف. نحاول أن نعيش، أن نصنع مستقبلًا مختلفًا لأطفالنا."قد تكون الحرب قد مزقت البلاد، لكنها لم تستطع كسر إرادة النساء السودانيات. في كل مخيم، في كل مدينة لجأن إليها، تظل قصصهن شاهدة على قوة الإنسان في مواجهة أقسى الظروف.
أين عازة؟ قد سألنا والرمالُ شهودُ حين ضجَّ الليلُ، وانهدّت بنا السدودُ
أين عازة؟ هل تراها في الدجى ساريةً؟ تَحمِلُ النورَ على كفِّ الأسى تقودُ؟
هل تراها في الميادين التي اشتعلتْ تنسجُ الحلمَ، وفي راياتها تجودُ؟
أم تراها في الخيام السود مرتعها حيثُ أطفالٌ، جياعٌ، الدمعُ لا يبيدُ؟
عازةٌ ليستْ حكايا في المواويلِ، لا هي أمٌّ في رحى المأساةِ لا تجودُ
حينما اشتدَّ البلاءُ، السيفُ كم نطقتْ أنَّها الطودُ الذي، إن مالَ، لا يميدُ
حيثما كانت نساءُ الأرضِ مُنكسِراتٍ نَحنُ صُرنا جبلاً، في ظلهِنَّ نَسودُ
عازةٌ كُنا، وسنظلُّ لها أُمَّةً نُمسكُ الحقَّ، وإن جاروا فلا نَحيدُ!
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة