رمضانيات: نفحات في القرآن .. وسوره وآياته.

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 06-14-2025, 11:00 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
المنبر العام
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
03-07-2025, 03:24 PM

Biraima M Adam
<aBiraima M Adam
تاريخ التسجيل: 07-05-2005
مجموع المشاركات: 32957

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
رمضانيات: نفحات في القرآن .. وسوره وآياته.

    02:24 PM March, 07 2025

    سودانيز اون لاين
    Biraima M Adam-أمريكا الشمالية
    مكتبتى
    رابط مختصر



    دلالات تساعد للتفريق ما بين القرآن المكي والقرآن المدني:

    المكي
    1. كل سورة فيها لفظ "كلا" فهى مكية. وقد ذكر اللفظ "كلا": 33 مرة في القرآن وفي 15 سورة من سوره.
    2. كل سورة فيها سجدة فهى مكية.
    3. كل سورة أولها حروف هجاء (ألم، ق، ص، ألر، حم .. ) فهى مكية ما عدا سورة البقرة وآل عمران، مدنيتان.
    4. كل سورة فيها قصص الأنبياء والأمم السابقة فهى مكية عدا البقرة.
    5. كل سورة فيها قصة سيدنا أدم وإبليس فهى مكية سوي البقرة.
    6. كل سورة من المفصل فهى مكية.
    المدنى
    7. كل سورة فيها: "يا أيها الذين أمنوا" فهى مدنية.
    8. كل سورة فيها الحدود والفرائض فهى مدنية.
    9. كل سورة فيها إذن بالجهاد وبيان أحكامه فهى مدنية.
    10كل سورة فيها ذكر المنافقين فهى مدنية ما عد سورة العنكبوت.

    ----------------
    جاييكم بالهوم ورك .. وبعض الأسئلة

    بريمة







                  

03-07-2025, 03:41 PM

Biraima M Adam
<aBiraima M Adam
تاريخ التسجيل: 07-05-2005
مجموع المشاركات: 32957

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رمضانيات: نفحات في القرآن .. وسوره وآياته. (Re: Biraima M Adam)

    السور والأيات التى وردت فيها "كلاّ:

    وَإِن يَتَفَرَّقَا يُغْنِ اللَّهُ كُلًّا مِّن سَعَتِهِ ۚ وَكَانَ اللَّهُ وَاسِعًا حَكِيمًا ﴿١٣٠ النساء﴾
    وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ ۚ كُلًّا هَدَيْنَا ۚ وَنُوحًا هَدَيْنَا مِن قَبْلُ ۖ وَمِن ذُرِّيَّتِهِ دَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ وَأَيُّوبَ وَيُوسُفَ وَمُوسَىٰ وَهَارُونَ ۚ وَكَذَٰلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ ﴿٨٤ الأنعام﴾
    وَبَيْنَهُمَا حِجَابٌ ۚ وَعَلَى الْأَعْرَافِ رِجَالٌ يَعْرِفُونَ كُلًّا بِسِيمَاهُمْ ۚ وَنَادَوْا أَصْحَابَ الْجَنَّةِ أَن سَلَامٌ عَلَيْكُمْ ۚ لَمْ يَدْخُلُوهَا وَهُمْ يَطْمَعُونَ ﴿٤٦ الأعراف﴾
    وَإِنَّ كُلًّا لَّمَّا لَيُوَفِّيَنَّهُمْ رَبُّكَ أَعْمَالَهُمْ ۚ إِنَّهُ بِمَا يَعْمَلُونَ خَبِيرٌ ﴿١١١ هود﴾
    كُلًّا نُّمِدُّ هَـٰؤُلَاءِ وَهَـٰؤُلَاءِ مِنْ عَطَاءِ رَبِّكَ ۚ وَمَا كَانَ عَطَاءُ رَبِّكَ مَحْظُورًا ﴿٢٠ الإسراء﴾
    كَلَّا ۚ سَنَكْتُبُ مَا يَقُولُ وَنَمُدُّ لَهُ مِنَ الْعَذَابِ مَدًّا ﴿٧٩ مريم﴾
    كَلَّا ۚ سَيَكْفُرُونَ بِعِبَادَتِهِمْ وَيَكُونُونَ عَلَيْهِمْ ضِدًّا ﴿٨٢ مريم﴾
    لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا فِيمَا تَرَكْتُ ۚ كَلَّا ۚ إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا ۖ وَمِن وَرَائِهِم بَرْزَخٌ إِلَىٰ يَوْمِ يُبْعَثُونَ ﴿١٠٠ المؤمنون﴾
    قَالَ كَلَّا ۖ فَاذْهَبَا بِآيَاتِنَا ۖ إِنَّا مَعَكُم مُّسْتَمِعُونَ ﴿١٥ الشعراء﴾
    قَالَ كَلَّا ۖ إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ ﴿٦٢ الشعراء﴾
    قُلْ أَرُونِيَ الَّذِينَ أَلْحَقْتُم بِهِ شُرَكَاءَ ۖ كَلَّا ۚ بَلْ هُوَ اللَّهُ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ﴿٢٧ سبإ﴾
    كَلَّا ۖ إِنَّهَا لَظَىٰ ﴿١٥ المعارج﴾
    كَلَّا ۖ إِنَّا خَلَقْنَاهُم مِّمَّا يَعْلَمُونَ ﴿٣٩ المعارج﴾
    كَلَّا ۖ إِنَّهُ كَانَ لِآيَاتِنَا عَنِيدًا ﴿١٦ المدثر﴾
    كَلَّا وَالْقَمَرِ ﴿٣٢ المدثر﴾
    كَلَّا ۖ بَل لَّا يَخَافُونَ الْآخِرَةَ ﴿٥٣ المدثر﴾
    كَلَّا إِنَّهُ تَذْكِرَةٌ ﴿٥٤ المدثر﴾
    كَلَّا لَا وَزَرَ ﴿١١ القيامة﴾
    كَلَّا بَلْ تُحِبُّونَ الْعَاجِلَةَ ﴿٢٠ القيامة﴾
    كَلَّا إِذَا بَلَغَتِ التَّرَاقِيَ ﴿٢٦ القيامة﴾
    كَلَّا سَيَعْلَمُونَ ﴿٤ النبإ﴾
    ثُمَّ كَلَّا سَيَعْلَمُونَ ﴿٥ النبإ﴾
    كَلَّا إِنَّهَا تَذْكِرَةٌ ﴿١١ عبس﴾
    كَلَّا لَمَّا يَقْضِ مَا أَمَرَهُ ﴿٢٣ عبس﴾
    كَلَّا بَلْ تُكَذِّبُونَ بِالدِّينِ ﴿٩ الإنفطار﴾


    السور هى: النساء، الأنعام، الأعراف، هود، الإسراء، مريم، المؤمنون، الشعراء، سبأ، المعارج، المدثر، القيامة، النبأ، عبس، الأنفطار. جميعها مكية.

    -------------------------
    الهوم ورك: كم سجدة في القرآن، وما هى السور التى فيها سجدة؟ ماذا يفعل المصلي إذا كانت السجدة في أخر السورة؟

    بريمة
    بريمة
                  

03-07-2025, 03:53 PM

Biraima M Adam
<aBiraima M Adam
تاريخ التسجيل: 07-05-2005
مجموع المشاركات: 32957

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رمضانيات: نفحات في القرآن .. وسوره وآياته. (Re: Biraima M Adam)

    حروف الهجاء في القرآن:
    عدد السور الذي ذكر فيها هذه الحروف هي تسع وعشرون سورة. هذا العدد هو نفس عدد حروف اللغة العربية. الحروف التي لا تتكرر هي أربعة عشر حرفا. السور التي لا تتكرر فيها نفس الحروف هي أربع عشرة سورة.

    حروف الهجاء والسور التي تبدأ بالحروف المقطعة (التهجي) هى:

    (الم) في ست سور في (البقرة، آل عمران، العنكبوت، السجدة، الروم، لقمان).
    (المص) في سورة واحدة الأعراف.
    (الر) في خمس سور وهي (يونس وهود، يوسف، إبراهيم، الحجر).
    (المر) في سورة واحدة وهي (الرعد).
    (كهيعص) في سورة مريم فقط،
    (طه) في سورة طه
    (طسم) في سورتين (الشعراء، القصص)
    (طس) في سورة النمل
    (يس) في سورة يس
    (ص) في سورة ص
    (حم) في سبع سور (غافر، فصلت، الشورى، الزخرف، الدخان، الجاثية، الاحقاف)
    (ق) في سورة ق
    (ن) في سورة القلم

    ------------------------
    هوم ورك: هناك سورة في القرآن تسمى: الطواسيم! وهناك سور تسمى: الحواميم! أذكرها؟

    بريمة

    (عدل بواسطة Biraima M Adam on 03-07-2025, 04:19 PM)

                  

03-07-2025, 04:00 PM

السر عبدالله
<aالسر عبدالله
تاريخ التسجيل: 11-10-2006
مجموع المشاركات: 2285

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رمضانيات: نفحات في القرآن .. وسوره وآياته. (Re: Biraima M Adam)

    شكرا ول أبا بريمة على هذه النفحات الايمانية والمعلومات الفقهية المفيدة
    وتصوم وتفطر على خير .
                  

03-08-2025, 03:40 AM

Biraima M Adam
<aBiraima M Adam
تاريخ التسجيل: 07-05-2005
مجموع المشاركات: 32957

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رمضانيات: نفحات في القرآن .. وسوره وآياته. (Re: السر عبدالله)

    مرحب بيك ول أبا في النفحات، ورمضان كريم
    وربنا يوقف لينا الحروب لكي نعودوا شعب جميل محب للدين و القرآن والنوبا والذكر.

    بريمة
                  

03-08-2025, 05:23 AM

Biraima M Adam
<aBiraima M Adam
تاريخ التسجيل: 07-05-2005
مجموع المشاركات: 32957

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رمضانيات: نفحات في القرآن .. وسوره وآياته. (Re: Biraima M Adam)

    سؤال للشيخ الألبانى: لماذا نعبد الله ..




    ------------------
    جاييكم للجنان ..

    بريمة

                  

03-08-2025, 05:37 AM

Biraima M Adam
<aBiraima M Adam
تاريخ التسجيل: 07-05-2005
مجموع المشاركات: 32957

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رمضانيات: نفحات في القرآن .. وسوره وآياته. (Re: Biraima M Adam)

    أسماء الجنة الاثنا عشر:
    استعرض ابن القيم في كتابه "حادي الأرواح في بلاد الأفراح" تحت عنوان: "الباب الحادي والعشرون في أسماء الجنة ومعانيها واشتقاقها" بقوله: الجنة لها عدة أسماء باعتبار صفاتها والجنة مسماها واحد باعتبار الذات فهي مترادفة من هذا الوجه وتختلف باعتبار الصفات، فهي متباينة من هذا الوجه، وهكذا أسماء الرب سبحانه وتعالى، وأسماء كتابه وأسماء رسله وأسماء اليوم الآخر وأسماء النار.

    1- الجنة
    وهو الاسم العام المتناول لتلك الدار وما اشتملت عليه من أنواع النعيم واللذة والبهجة والسرور وقرة الأعين واصل اشتقاق هذه اللفظة من الستر والتغطية ومنه الجنين لاستتاره في البطن والجان لاستتاره عن العيون والمجن لستره ووقايته الوجه والمجنون لاستتار عقله وتواريه عنه والجان وهي الحية الصغيرة الرقيقة.

    2- دار السلام
    وقد سماها الله بهذا الاسم في قوله: "لَهُمْ دَارُ السَّلَامِ عِندَ رَبِّهِمْ ۖ وَهُوَ وَلِيُّهُم بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (127)"، (الأنعام)، وقوله: "وَاللَّهُ يَدْعُو إِلَىٰ دَارِ السَّلَامِ وَيَهْدِي مَن يَشَاءُ إِلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ (25)"، (يونس).
    وهي أحق بهذا الاسم فإنها دار السلامة من كل بلية وآفة ومكروه، وهي دار الله واسمه سبحانه وتعالى السلام الذي سلمها وسلم اهلها "دَعْوَاهُمْ فِيهَا سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَتَحِيَّتُهُمْ فِيهَا سَلَامٌ ۚ وَآخِرُ دَعْوَاهُمْ أَنِ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (10)"، (يونس)

    3- دار الخلد
    وسميت بذلك لأن أهلها لا يظعنون عنها أبدا كما قال تعالى: "وَأَمَّا الَّذِينَ سُعِدُوا فَفِي الْجَنَّةِ خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ إِلَّا مَا شَاءَ رَبُّكَ ۖ عَطَاءً غَيْرَ مَجْذُوذٍ (108) "، (هود)

    4- دار المقامة
    قال تعالى حكاية عن أهلها: " الَّذِي أَحَلَّنَا دَارَ الْمُقَامَةِ مِن فَضْلِهِ لَا يَمَسُّنَا فِيهَا نَصَبٌ وَلَا يَمَسُّنَا فِيهَا لُغُوبٌ (35)"، (فاطر).

    5- جنة المأوى
    قال تعالى: "عِندَهَا جَنَّةُ الْمَأْوَىٰ (15)"، (النجم)، والمأوى مفعل من أوى يأوي إذا انضم إلى المكان وصار إليه واستقر به.

    6- جنات عدن
    إحدى الجنان والصحيح أنه اسم لجنة الجنان وكلها جنات عدن قال تعالى: "جَنَّاتِ عَدْنٍ الَّتِي وَعَدَ الرَّحْمَٰنُ عِبَادَهُ بِالْغَيْبِ ۚ إِنَّهُ كَانَ وَعْدُهُ مَأْتِيًّا (61)"، (مريم)

    7- دار الحيوان
    قال تعالى: "وَمَا هَٰذِهِ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا لَهْوٌ وَلَعِبٌ ۚ وَإِنَّ الدَّارَ الْآخِرَةَ لَهِيَ الْحَيَوَانُ ۚ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ (64)"، (العنكبوت)، والمراد الجنة عند أهل التفسير، قالوا وأن الآخرة يعني الجنة لهي الحيوان لهي دار الحياة التي لا موت فيها.

    8- الفردوس
    قال تعالى: "أُولَٰئِكَ هُمُ الْوَارِثُونَ (10) الَّذِينَ يَرِثُونَ الْفِرْدَوْسَ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (11)"، (المؤمنون).
    اسم يقال على جميع الجنة، ويقال على أفضلها وأعلاها كأنه أحق بهذا الاسم من غيره من الجنات. وأصل الفردوس البستان والفراديس البساتين.

    9- جنات النعيم
    قال تعالى: "إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَهُمْ جَنَّاتُ النَّعِيمِ (8)"، (لقمان)، وهذا أيضا اسم جامع لجميع الجنات لما تضمنته من الأنواع التي يتنعم بها من المأكول والمشروب والملبوس والصور والرائحة الطيبة والمنظر البهيج والمساكن الواسعة... وغير ذلك من النعيم الظاهر والباطن.

    10- المقام الأمين
    قال تعالى: "إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي مَقَامٍ أَمِينٍ (51)"، (الدخان)، والمقام الأمين موضع الإقامة، والأمين الآمن من كل سوء وآفة ومكروه وهو الذي قد جمع صفات الأمن كلها، فهو آمن من الزوال والخراب وأنواع النقص وأهله آمنون فيه من الخروج والنغص والنكد، والبلد الأمين الذي قد أمن من أهله فيه مما يخالف منه سواهم.

    11–12 مقعد الصدق وقدم الصدق
    قال تعالى: "إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَنَهَرٍ (54) فِي مَقْعَدِ صِدْقٍ عِندَ مَلِيكٍ مُّقْتَدِرٍ (55)"، (القمر). فسمى جنته مقعد صدق، لحصول كل ما يراد من المقعد الحسن فيها.

    ومدخل الصدق ومخرج الصدق هو المدخل والمخرج الذي يكون صاحبه فيه ضامنا على الله وهو دخوله وخروجه بالله ولله وهذه الدعوة من أنفع الدعاء للعبد فإنه لا يزال داخلا في أمر وخارجا من أمر فمتى كان دخوله لله وبالله وخروجه كذلك كان قد أدخل مدخل صدق واخرج مخرج صدق... والله المستعان.

    ---------------------
    منقول؛ وجاييكم للطيفة كيف نتخيل الجنة.

    بريمة
                  

03-08-2025, 06:05 AM

Biraima M Adam
<aBiraima M Adam
تاريخ التسجيل: 07-05-2005
مجموع المشاركات: 32957

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رمضانيات: نفحات في القرآن .. وسوره وآياته. (Re: Biraima M Adam)

    لطيفة: الأمام أبن القيم الجوزية قال أن الجنة هى واحدة وتعدد الأسماء لتعدد صفاتها (مثل الشخص الواحد وله صفات عدة)،
    لكن أريدكم تخيلوا أن الجنة كمدينة رائعة (سوف نأتي لقصورها، ومواد بناءها، أنواع فرشها وسكانها .. في مداخلات لاحقة)،

    تلك المدنية بها الأحياء التالية:
    1. دار السلام
    2. دار الخلد
    3. دار المقامة
    4. جنة المأوي
    5. جنة عدن
    6. دار الحيوان
    7. الفردوس
    8. جنات النعيم
    9. المقام الأمين
    10. مقعد الصدق
    11: قدم الصدق

    كل حي له قصور شاهقة وبساتين وأنهار وأودية وفواكه أي فيه ما ليس بإذن سمعت أو عين رأت .. لكن من أفخم وأعظم وأجمل هذه الأحياء حي الفردوس (حي البستان، الفردوس تعنى البستان). والمنافسة والتفاضل لكي تسكن أفضل الأحياء ليس فيها محاباة أو رشاوي، فقط بمجوع الحسنات، أنت لو جمعت حسنات أكثر سوف تذهب للأفضل. إذن المنافسة الحقيقية للجنة في كيفية جمع الحسنات. لو قارنا مسألة جمع الحسنات بشخص يخدم بضراعه كفرد أما الاخر يعمل مشروع ذراعي بالجرارات أو يعمل شركة فيها آلاف العمال، بالتأكيد صاحب المشروع أو الشركة هو صاحب الكثير (ومع ذلك لا تقنط ابداً أن تكون من أصحاب الدرجات العلي لان الله يدخل عبادة برحمته وليس فقط بعملهم، فإجتهد فيما تقدر والله سوف يتم لك ما تبقي وكذلك شفاعة نبينا لنا زاد كريم وعظيم لا مناص من قطفه).

    بريمة

                  

03-08-2025, 06:10 AM

Biraima M Adam
<aBiraima M Adam
تاريخ التسجيل: 07-05-2005
مجموع المشاركات: 32957

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رمضانيات: نفحات في القرآن .. وسوره وآياته. (Re: Biraima M Adam)

    تصحيح:
    Quote: مشروع زراعي
    وليس ذراعي كما ورد ..
    وهذا ما لزم التنويه إليه.

    بريمة
                  

03-08-2025, 06:23 AM

Biraima M Adam
<aBiraima M Adam
تاريخ التسجيل: 07-05-2005
مجموع المشاركات: 32957

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رمضانيات: نفحات في القرآن .. وسوره وآياته. (Re: Biraima M Adam)

    قُصورُ الجنَّةِ وخِيامُها
    قال اللهُ تعالى: وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ [التوبة: 72] .
    قال ابنُ جريرٍ: (يقول: ومنازِلَ يسكنونَها طَيِّبةً) .
    وقال السَّمعانيُّ: (أي: يَستطيبونَها) .
    وقال ابنُ كثيرٍ: (أي: حَسَنةَ البناءِ، طيِّبةَ القرارِ) .
    وقال السَّعْديُّ: (قَد زُخرِفَت وحُسِّنَتْ وأُعِدَّتْ لِعِبادِ الله المُتَّقينَ، قَد طابَ مَرآها، وطابَ مَنزِلُها ومَقيلُها، وجَمَعتْ مِن آلاتِ المَساكِنِ العاليةِ ما لا يَتَمَنَّى فوقَه المُتَمَنُّونَ، حَتَّى إنَّ اللهَ تعالى قَد أعَدَّ لَهم غُرفًا في غايةِ الصَّفاءِ والحُسنِ، يُرى ظاهرُها مِن باطِنِها، وباطِنُها مِن ظاهِرِها. فهذه المَساكِنُ الأنيقةُ الَّتي حَقيقٌ بأن تَسكُنَ إليها النُّفُوسُ، وتَنزِعَ إليها القُلُوبُ، وتَشتاقَ لَها الأرواحُ؛ لِأنَّها في جَناتِ عَدْنٍ، أي: إقامةٍ لا يَظعَنُونَ عَنها، ولا يَتَحَوَّلُونَ مِنها) .

    وقال ابنُ عُثيمين: (مَساكِنُ طيِّبةٌ: طيبةٌ في بنائِها، طيبةٌ في غُرَفِها، طيِّبةٌ في مَنظَرِها، طيبةٌ في مَسكِنِها، طيبةٌ مِن كُلِّ ناحيةٍ، والسَّاكِنُ فيها حُورٌ مَقصُوراتٌ في الخيامِ؛ خيامٍ مِن لُؤْلُؤٍ مُرتَفِعةٍ مِن أحسَنِ ما تَراه بَصَرًا، قال النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: جَنَّتانِ مِن ذَهَبٍ آنيَتُهما وما فيهما، وجَنَّتانِ مِن فِضَّةٍ آنيَتُهما وما فيهما اللَّبِنُ: لَبِنُ البناءِ ليسَ مِنَ الطُّوب والتُّرابِ بَل هو مِنَ الذَّهَبِ أو مِنَ الفِضَّةِ؛ ولِهذا وصَفَها اللهُ بالطِّيبِ. ثُمَّ إنَّ مِن طيبِها أنَّ ساكِنَها لا يَبغي عَنها حِوَلًا.. مَساكِنُ الدُّنيا مهما حَسُنَت سَتَرى ما هو أحسَنُ مِن بيتِكَ فتَقُولُ: ليتَ هذا لي! لَكِن في الجَنةِ لا تَبغي حِوَلًا عَن مَسكَنِكَ ولا انتِقالًا؛ كُلُّ إنسانٍ يَرى أنَّه هو أنعَمُ أهلِ الجَنَّةِ؛ لِكي لا يَنكَسِرَ قَلبُه لَو رَأى مَن هو أفضَلُ مِنه، ولَكِن يَرى أنَّه أنعَمُ أهلِ الجَنَّةِ، عَكسُ ذَلِكَ أهلُ النَّارِ؛ أهلُ النَّارِ يَرى أنَّه أشَدُّ أهلِ النَّارِ عَذابًا وإن كانَ هو أهوَنَهم!) .

    وقَد سَمَّى اللهُ في مَواضِعَ مِن كِتابِه بَعضَ أبنيةِ الجَنَّةِ ومَنازِلِها بالغُرُفاتِ.

    قال اللهُ سُبحانَه: وَمَا أَمْوَالُكُمْ وَلَا أَوْلَادُكُمْ بِالَّتِي تُقَرِّبُكُمْ عِندَنَا زُلْفَى إِلَّا مَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَأُوْلَئِكَ لَهُمْ جَزَاءُ الضِّعْفِ بِمَا عَمِلُوا وَهُمْ فِي الْغُرُفَاتِ آمِنُونَ [سبأ: 37] .
    قال ابنُ الجَوزي: (قَولُه تعالى: وَهُمْ فِي الغُرُفَاتِ يَعني غُرفَ الجَنَّةِ، وهي البُيُوتُ فوقَ الأبنيةِ.
    وقَرَأ حَمزةُ: في الغُرفةِ على التَّوحيدِ أرادَ اسمَ الجِنسِ... آمِنُون مِنَ المَوتِ والغِيَرِ) .
    وقال ابنُ كَثيرٍ: (وَهُمْ فِي الغُرُفَاتِ آمِنُونَ أي: في مَنازِلِ الجَنَّةِ العاليةِ آمِنُونَ مِن كُلِّ بَأسٍ وخَوفٍ وأذًى، ومِن كُلِّ شَرٍّ يُحذَرُ مِنه) .
    وقال اللهُ عَزَّ وجَلَّ في جزاءِ عِبادِ الرَّحمنِ: أُوْلَئِكَ يُجْزَوْنَ الْغُرْفَةَ بِمَا صَبَرُوا وَيُلَقَّوْنَ فِيهَا تَحِيَّةً وَسَلامًا [الفرقان: 75] .
    قال ابنُ جَريرٍ: (الْغُرْفَةَ وهي مَنزِلةٌ مِن مَنازِلِ الجَنَّةِ رَفيعةٌ) .
    وقال البَغَويُّ: (أُولَئِكَ يُجْزَوْنَ يَعني ينالُونَ، الْغُرْفَةَ يَعني الدَّرَجةَ الرَّفيعةَ في الجَنَّةِ، والغُرفةُ: كُلُّ بناءٍ مُرتَفِعٍ عالٍ) .
    وقال النَّسَفيُّ: (أُولَئِكَ يُجْزَوْنَ الْغُرْفَةَ أيِ الغُرُفاتِ، وهي العَلاليُّ في الجَنَّةِ، فوحَّدَ اقتِصارًا على الواحِدِ الدَّالِّ على الجِنسِ، دَليلُه: وَهُمْ فِي الغُرُفَاتِ آمِنُونَ) .
    وقال الشِّنقيطيُّ: (الظَّاهرُ أنَّ المُرادَ بالغُرفةِ في هذه الآيةِ الكَريمةِ جِنسُها الصَّادِقُ بغُرَفٍ كَثيرةٍ، كَما يَدُلُّ عليه قَولُه تعالى: وَهُمْ فِي الغُرُفَاتِ آمِنُونَ، وقَولُه تعالى: لَهُمْ غُرَفٌ مِنْ فَوْقِهَا غُرَفٌ مَبْنِيَّةٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ الآيةُ) .
    وقال اللهُ تعالى: لَكِنِ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ لَهُمْ غُرَفٌ مِّن فَوْقِهَا غُرَفٌ مَبْنِيَّةٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ وَعْدَ اللَّهِ لَا يُخْلِفُ اللَّهُ الْمِيعَادَ [الزمر: 20] .

    قال القُرطُبيُّ: (قَولُه تعالى: لَكِنِ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ لَمَّا بيَّنَ أنَّ لِلكُفَّارِ ظِلًّا مِنَ النَّارِ مِن فوقِهم ومِن تَحتِهمْ بيَّنَ أنَّ لِلمُتَّقينَ غُرَفًا فوقَها غُرفٌ؛ لِأنَّ الجَنَّةَ دَرَجاتٍ يَعلُو بَعضُها بَعضًا... تَجري مِن تَحتِها الأنهارُ أي هي جامِعةٌ لِأسباب النُّزهةِ) .
    وقال ابنُ كَثيرٍ: (أخبَرَ عَن عِبادِه السُّعداءِ أنَّهم لَهم غُرَفٌ في الجَنةِ، وهي القُصُورُ الشَّاهقةُ مِنْ فَوْقِهَا غُرَفٌ مَبْنِيَّةٌ أي: طِباقٌ فوقَ طِباقٍ، مَبنيَّاتٌ مُحكَماتٌ مُزخْرَفاتٌ عالياتٌ) .
    وقال السَّعْديُّ: (لَكِنَّ الغِنى كُلَّ الغِنى والفَوزَ كُلَّ الفَوزِ، لِلمُتَّقينَ الَّذينَ أُعِدَّ لَهم مِنَ الكَرامةِ وأنواعِ النَّعيمِ ما لا يُقادَرُ قَدرُه.
    لَهُمْ غُرَفٌ أي: مَنازِلُ عاليةٌ مُزخْرَفةٌ، مِن حُسنِها وبهائِها وصَفائِها، أنَّه يُرى ظاهرُها مِن باطِنِها، وباطِنُها مِن ظاهرِها، ومِن عُلُوِّها وارتِفاعِها أنَّها تُرى كَما يُرى الكَوكَبُ الغابرُ في الأفُقِ الشَّرقيِّ أوِ الغَربِّي؛ ولِهذا قال: مِنْ فَوْقِهَا غُرَفٌ أي: بَعضُها فوقَ بَعضٍ مَبْنِيَّةٌ بذَهَبٍ وفضةٍ، ومِلاطُها المِسْكُ الأذفَرُ. تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ المُتَدَفِّقةُ المَسقيَّةُ لِلبَساتينِ الزَّاهرةِ والأشجارِ الطَّاهرةِ، فتَغلُّ بأنواعِ الثِّمارِ اللَّذيذةِ، والفاكِهةِ النَّضيجةِ) .

    الخيام في الجنة:

    وقد أخبرَ اللهُ عَزَّ وجَلَّ أنَّ في الجنَّةِ خيامًا. قال اللهُ تعالى: حُورٌ مَقْصُورَاتٌ فِي الْخِيَامِ [الرحمن: 72].
    قال السَّعْديُّ: (حُورٌ مَقْصُورَاتٌ فِي الْخِيَامِ أي: مَحبُوساتٌ في خيامِ اللُّؤلُؤِ، قَد تَهيَّأن وأَعدَدْنَ أنفُسَهنَّ لِأزواجِهنَّ، ولا يَنفي ذَلِكَ خُرُوجَهنَّ في البساتينِ ورياضِ الجَنَّةِ، كَما جَرَتِ العادةُ لِبَناتِ المُلُوكِ ونَحوِهنَّ) .
    وقال ابنُ عُثيمين: (حُورٌ مَقْصُورَاتٌ فِي الْخِيَامِ الحَوراءُ هي الجَميلةُ الَّتي جُمِّلَت في جَميعِ خَلقِها، وبالأخَصِّ العينُ: شَديدةُ البياضِ، شَديدةُ السَّوادِ، واسِعةٌ مُستَديرةٌ مِن أحسَنِ ما يَكُونُ، مَقْصُوراتٌ أي: مُخَبَّآتٌ، في الخِيَامِ: جَمعُ خيمةٍ، والخيمةُ مَعرُوفةٌ، هي بناءٌ لَه عَمُودٌ وأَرْوِقةٌ، لَكِنَّ الخيمةَ في الآخِرةِ ليسَت كالخيمةِ في الدُّنيا، بَل هي خيمةٌ مِن لُؤَلؤةٍ طُولُها في السَّماءِ مُرتَفِعٌ جِدًّا، ويُرى مَن في باطِنِها مِن ظاهرِها، ولا تَسألْ عَن حُسنِها وجَمالِها، هَؤُلاءِ الحُورُ مَقصُوراتٌ مُخَبَّآتٌ في هذه الخيامِ على أكمَلِ ما يَكُونُ مِنَ الدَّلالِ والتَّنعيمِ) .
    وعَن أبي مَوسى الأشعَريِّ رَضِيَ اللهُ عَنه قال: قال رَسُولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: ((الخيمةُ دُرَّةٌ مُجَوَّفةٌ طُولُها في السَّماءِ ثَلاثُونَ ميلًا، في كُلِّ زاويةٍ مِنها لِلمُؤمِن أهلُ لا يَراهمُ الآخَرُونَ )) .
    وفي رِوايةٍ عَن أبي مُوسى رَضِيَ اللهُ عَنه أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال: ((إنَّ لِلمُؤمِن في الجَنَّةِ لخَيمةً مِن لؤْلؤةٍ واحِدةٍ مُجَوَّفةٍ، طُولُها سِتُّونَ ميلًا، لِلمُؤمِن فيها أهلُونَ، يَطُوفُ عليهمُ المُؤمِنُ، فلا يَرى بَعضُهم بَعضًا)) .
    وفي رِوايةٍ: ((في الجَنَّةِ خيمةٌ مِن لُؤلؤةٍ مُجَوَّفةٍ عَرضُها سِتُّونَ ميلًا، في كُلِّ زاويةٍ مِنها أهلٌ ما يَرَونُ الآخَرينَ، يَطَوفُ عليهمُ المُؤمِنُ )) .
    قال عياضٌ: (قَولُه: ((إنَّ لِلمُؤمِن في الجَنَّةِ خيمةً مِن لُؤلؤةٍ واحِدةٍ مُجَوَّفةٍ)): كَذا لَهم بالفاءِ، وعِندَ السَّمَرقَندي: مُجَوبةٌ بالباءِ في حَديثِ سَعيدِ بن مَنصُورٍ، والمَعنى مُتَقارِبٌ. ومَعنى رِوايةِ الباءِ: مَثقُوبةٌ مُفرَّغٌ داخِلُها، وهو مِثلُ مُجَوَّفةٍ، قال اللهُ تعالى: وَثَمُودَ الَّذِينَ جَابُوا الصَّخْرَ بِالْوَادِ أي: نَقَبُوه ومَزجُوه، وجَعلُوا فيه بُيُوتًا ومَنازِلَ، كَما قال: وَتَنْحِتُونَ الْجِبَالَ بُيُوتًا، والخيمةُ: بيتٌ مُستَديرٌ مِن بُيُوتِ الأعرابِ، مَعرُوفٌ.
    وقَولُه: ((في كُلِّ زاويةٍ مِنها أهلٌ لِلمُؤمِنِ لا يراهمُ الآخَرُونَ)): أي ناحيةٍ، يَعني: لِسَعَتِه وبُعدِ أقطارِه. وإذا كانَ طُولُه في السَّماءِ سِتِّينَ ميلًا، أي في الِارتِفاعِ، كَما ذُكِرَ في الحَديثِ، فما ظَنُّكَ بطُولِه في الأرضِ وعَرضِه؟!) .
    وقال المُناويُّ: ( ((إن لِلمُؤمِن في الجَنَّةِ لخَيمةً)) بفَتحِ لامِ التَّوكيدِ، بيتٌ شَريفُ المِقدارِ ((مِن لُؤلؤةٍ واحِدةٍ مُجَوَّفةٍ طُولُها سِتُّونَ ميلًا)) أي في السَّماءِ، وفي رِوايةٍ: ثَلاثُونَ، وفي أُخرى غيرُ ذَلِكَ، ولا تَعارُضُ لِتَفاوُتِ الطُّولِ بتَفاوُتِ دَرَجاتِ المُؤمِنينَ ((لِلمُؤمِنِ فيها أهلُون)) أي زَوجاتٌ كَثيرةٌ ((يَطُوفُ عليهمُ المُؤمِنُ)) أي لِجِماعِهنَّ ونَحوِه ((فلا يرى بَعضُهم بَعضًا)) مِن سَعةِ الخيمةِ وعِظَمِها) .

    وقَد أخبَرَ الرَّسولُ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم عَن صِفاتِ قُصُورِ بَعضِ أزواجِه وأصحابِه رَضِيَ اللهُ عَنهم.

    عَن أبي هُرَيرةَ رَضِيَ اللهُ عَنه قال: أتى جِبريلُ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فقال: ((يا رَسولَ اللهِ، هذه خَديجةُ قَد أتَت مَعَها إناءٌ فيه إدامٌ وطَعامٌ، فإذا أتَتْكَ فاقرَأْ عليها السَّلامَ مِن رَبِّها ومِني، وبَشِّرْها ببيتٍ في الجَنَّةِ مِن قَصبٍ، لا صَخَبَ فيه ولا نَصَبَ )) .
    قال الخَطَّابي: (البيتُ: القَصْرُ. قال ابنُ الأعرابيِّ: يُقالُ: هذا بيتُ فُلانٍ، أي قَصْرُه. والقَصَبُ: الدُّرُّ المُجَوَّفُ. ومَعنى اشتِراطِه نَفيَ السَّخبِ والنِّصَبِ أنَّه ما مِن بيتٍ في الدُّنيا يَجتَمِعُ فيه السَّكنُ إلَّا كانَ بينَ أهلِه صَخبٌ وجَلَبةٌ، وإلَّا كانَ في بنائِه وإصلاحِه نَصَبٌ وتَعَبُّ، فأخبَرَ أنَّ قُصُورَ الجَنةِ وبُيُوتَها بخِلافِ ذَلِكَ، ليسَ فيها شيءٌ مِنَ الآفاتِ الَّتي تَعتَري أهلَ الدُّنيا فيها) .
    وقال البَغَويُّ: (أرادَ بالبيتِ: القَصْرَ، يُقالُ: هذا بيتُ فلانٍ، أي: قَصْرُه، وبيتُ الرَّجُلِ: قَصْرُه، قال أهلُ العِلمِ واللُّغةِ: القَصَبُ في هذا الحَديثِ: لُؤْلُؤٌ مُجَوَّفٌ واسِعٌ، كالقَصْرِ المُنيفِ، والصَّخبُ: اختِلاطُ الأصَواتِ، والنَّصَب والنُّصْب: التَّعَبُ، ومِنه قَولُه سُبحانَه وتعالى: بِنُصْبٍ وَعَذَابٍ [ص: 41] ، فنفى عَنه النَّصَبَ والصَّخَبَ) .
    وقال ابنُ عُثيمين: (بَشَّر صلَّى اللهُ عليه وسلَّم خَديجةَ رَضِيَ اللهُ عَنها ببيتٍ في الجَنةِ مِن قَصَبٍ ليسَ فيه صَخبٌ ولا نَصَبٌ، ولَكِنَّ القَصَبَ الَّذي بُني مِنه قَصْرُ خَديجةَ في الجَنَّةِ ليسَ كالقَصَبِ الَّذي في الدُّنيا، الِاسمُ هو الِاسمُ، والحَقيقةُ غيرُ الحَقيقةِ، كَما أنَّه في الجَنةِ نَخلٌ ورُمَّانٌ وفاكِهةٌ ولَحمُ طيرٍ وغيرُ ذَلِكَ، لَكِنَّ التَّشابُهَ في الِاسمِ فقَط؛ فالِاسمُ هو الِاسمُ، والحَقيقةُ غيرُ الحَقيقةِ...
    ثُمَّ قال: ليسَ فيه صَخبٌ ولا نَصَبٌ، والصَّخَبُ: أيِ الأصَواتُ المُزعِجةَ الشَّديدةُ، أهلَ الجَنَّةِ كُلُّهم أهلُ ليسَ عِندَهم صَخبٌ ولا نَصَبٌ ولا كَلامٌ لَغْوٌ، كَما قال تعالى: لَا لَغْوٌ فِيهَا وَلَا تَأْثِيمٌ تَحِيَّتُهُمْ فِيهَا سَلَامٌ فكَلامُهم طيِّبٌ؛ لِأنَّهم جِوارُ الطَّيِّبِ جَلَّ وعلا، فهمُ طيبُونَ في جَنَّاتِ عَدْنٍ، مَساكِنُ طيِّبةٌ عِندَ الطَّيِّب جَلَّ وعلا، كَما أنَّ قُلُوبَهم في الدُّنيا طيِّبةٌ وأفعالَهم طيبةٌ؛ لِأنَّ اللهَ لا يَقبَلُ إلَّا الطّيَبَ، وأفعالُهم مَقبُولةً فهم كَذَلِكَ في الآخِرةِ؛ فقَصْرُ خَديجةَ ليسَ فيه صَخبٌ وليسَ فيه نَصَبٌ، وليسَ فيه تَعَبٌ، لا يَحتاجُ إلى كَنسِ القِمامةِ ولا غيرِه، بَل كُلُّه طَيبٌ، وهذه بشارةٍ لِأُمِّ المُؤمِنينَ خَديجةَ رَضِيَ اللهُ عَنها) .
    وعَن جابرٍ رَضِيَ اللهُ عَنه قال: قال رَسُولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: ((رَأيتُني دَخَلْتُ الجَنَّةَ، فإذا أنا بالرُّمَيصاءِ امرَأةِ أبي طَلحةَ، وسَمِعتُ خَشَفةً، فقُلتُ: مَن هذا؟ فقال: هذا بلالُ، ورَأيتُ قَصرًا بفِنائِه جاريةٌ، فقُلتُ: لِمَن هذا؟ فقال: لِعُمَرَ، فأرَدتُ أن أدخُلَه فأنظُرَ إليه، فذَكَرتُ غيرَتَكَ، فقال عُمَرُ: بأبي وأُمِّي يا رَسولَ اللهِ! أعليكَ أغارُ؟)) .
    قال ابنُ حَجَرٍ: (قَولُه: ((رَأيتُني دَخَلْتُ الجَنَّةَ، فإذا أنا بالرُّمَيصاءِ امرَأةِ أبي طَلحةَ)) هي أمُّ سُلَيمٍ والرُّميصاءُ بالتَّصغيرِ صِفةٌ لَها لِرَمصٍ كانَ بعينِها، واسمُها سَهلةُ، وقيلَ: رُميلةُ، وقيلَ غيرُ ذَلِكَ... قَولُه: وسَمِعتُ خَشَفةً -بفَتحِ المُعجَمَتينِ والفاءِ- أي حَرَكةً... ووقَعَ لِأحمَدَ: سَمِعتُ خَشَفًا يَعني صَوتًا... ومَعنى الحَديثِ هنا ما يُسمَعُ مِن حِسِّ وقَعِ القَدَمِ. قَولُه: فقُلتُ: مَن هذا؟ فقال: هذا بلالٌ... قَولُه: ورَأيتَ قَصرًا بفِنائِه جاريةٌ، في حَديثِ أبي هُرَيرةَ الَّذي بَعدَه: تَتَوضَّأُ إلى جانِب قَصْرٍ، وفي حَديثِ أنسٍ عِندَ التِّرمذيِّ: قَصَرٌ مِن ذَهَبٍ ، والفِناءُ -بكَسرِ الفاءِ وتَخفيفِ النُّونِ مَعَ المَدِّ- جانِبُ الدَّارِ. قَولُه: فقُلتُ: لِمَن هذا؟... الظَّاهرُ أنَّ المُخاطَبَ لَه بذَلِكَ جِبريلُ أو غيرُه مِنَ المَلائِكةِ... وقَولُه: بأبي وأُمِّي، أي: أفدِيكَ بهما) .

    وقَد أخبَرَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ببَعضِ الوسائِلِ الَّتي يَحصُلُ بها المُؤمِنُ على مَزيدٍ مِنَ البُيُوتِ في الجَنَّةِ.

    فمَن بنى للهِ مَسْجِدًا بنى اللهُ لَه بيتًا في الجَنةِ.
    عَن عُثمانَ بنِ عَفَّانَ رَضِيَ اللهُ عَنه أنَّه قال عِندَ قَولِ النَّاسِ فيه حينَ بنى مَسجِدَ الرَّسولِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: إنَّكم قَد أكثَرتُم، وإنِّي سَمِعتُ رَسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يَقُولُ: ((مَن بنى مَسْجِدًا، -قال بكيرٌ: حَسِبتُ أنَّه قال- يَبتَغي به وجهَ اللهِ، بنى اللهُ لَه مِثلَه في الجَنَّةِ )) . وفي رِوايةِ هارُون: ((بَنى اللهُ لَه بيتًا في الجَنَّةِ)) .
    قال ابنُ بطالٍ: (المَساجِدُ بيُوتُ اللهِ، وقَد أضافَها اللهُ إلى نَفسِه بقَولِه: إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللَّهِ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ [التوبة: 18] ، حَسْبُكَ بهذا شَرفًا لَها! وقال: فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَنْ تُرْفَعَ [النور: 36] ، الآية، فهى أفضَلُ بيُوتِ الدُّنيا وخيرُ بِقاعِ الأرضِ، وقَد تَفَضَّلَ اللهُ على بانيها بأنْ بنى لَه قَصْرًا في الجَنَّةِ، وأجْرُ المَسجِدِ جارٍ لِمَن بناه في حياتِه وبَعدَ مَماتِه ما دامَ يُذكَرُ اللهُ فيه ويُصلَّى فيه، وهذا مِمَّا جازَتِ المُجازاةُ فيه مِن جِنسِ الفِعلِ) .

    وقال ابنُ المُلقنِ: (قَولُه: ((يَبتَغي به وَجهَ اللهِ)) أي: مُخْلِصًا في بنائِه له... وقَولُه: ((بَنى اللهُ لَه مِثلَه في الجَنَّةِ)) يُحتَمَلُ أن يَكُونَ مِثلَه في المُسَمَّى، وأمَّا السَّعةُ فمَعلُومٌ فَضلُها، أو فَضْلُه على بُيُوتِ الجَنَّةِ كفَضلِ المَسجِدِ على بُيُوتِ الدُّنيا؛ بسَبَب إضافَتِه إلى الرَّبِّ تعالى) .
    وقال ابنُ رَجَبٍ: (مَن بنى للهِ مَسجِدًا يُذكَرُ فيه اسمُ اللهِ في الدُّنيا بنى اللهُ لَه في الجَنَّةِ بيتًا.
    وأمَّا قَولُه: ((مِثلَه)) فليسَ المُرادُ أنَّه على قَدْرِه، ولا على صِفَتِه في بُنيانِه، ولَكِنَّ المُرادَ -واللهُ أعلَمُ- أنَّه يُوسَّعُ بُنيانُه بحَسَبِ تَوسعَتِه، ويُحكَمُ بنيانُه بحَسَبِ إحكامِه، لا مِن جِهةِ الزَّخرَفةِ، ويَكمُلُ انتِفاعُه بما يُبنى لَه في الجَنَّةِ بحَسَب كَمالِ انتِفاعِ النَّاسِ بما بناه لَهم في الدُّنيا، ويَشرُفُ على سائِرِ بُنيانِ الجَنَّةِ كَما تَشرُفُ المَساجِدُ في الدُّنيا على سائِرِ البُنيانِ، وإن كانَ لا نِسبةَ لِما في الدُّنيا إلى ما في الآخِرةِ... وقَد دَلَّ على ما قُلناه: ما خَرَّجَه الإمامُ أحمَدُ مِن حَديثِ أسماءَ بنتِ يَزيدَ عَنِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال: ((مَن بنى للهِ مَسجِدًا في الدُّنيا فإنَّ اللهَ عَزَّ وجَلَّ يَبني لَه بيتًا أوسَعَ مِنه في الجَنَّةِ)) .
    وعَن أُمِّ حَبيبةَ رَضِيَ اللهُ عَنها أنَّ رَسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال: ((ما مِن عَبدٍ مُسلِمٍ يُصَلِّي للهِ كُلَّ يَومٍ ثِنْتي عَشَرة رَكعةً تَطَوُّعًا، غيرَ فريضةٍ، إلَّا بنى اللهُ لَه بيتًا في الجَنةِ، أو إلَّا بُني لَه بيتٌ في الجَنةِ )) قالت أم حَبيبةَ: فما بَرِحْتُ أصلِّيهنَّ بَعدُ .

    قال ابنُ باز: (مَن حافَظَ عليها فهو على خيرٍ عَظيمٍ، وفي هذا الحَديثِ أنَّه مَوعُودٌ بالجَنَّةِ إذا صَلاها في اليَومِ تَطَوُّعًا بنى اللهُ لَه بيتًا في الجَنةِ، وهي كَما تقَدَّم أربَعٌ قَبلَ الظُّهرِ، يُسَلِّمُ مِن كُلِّ ثِنْتَينِ، وثِنتانِ بَعدَ الظُّهرِ -يَعني رَكعَتينِ- ورَكعَتانِ بَعدَ المَغرِب، ورَكعَتانِ بَعدَ العِشاءِ، ورَكعَتانِ قَبلَ صَلاةِ الصُّبحِ. هذه يُقالُ لَها: الرَّواتِبُ) .
    وقال ابنُ عُثيمين: (اعلَمْ أنَّ مِن نِعمةِ الله عَزَّ وجَلَّ أنْ شَرعَ لِعِبادِه نَوافِلَ زائِدةً عَنِ الفَريضةِ لِتُكمَلَ بها الفَرائِضُ؛ لِأنَّ الفَرائِضَ لا تَخلُو مِن نَقصٍ، ولَولا أنَّ اللهَ شَرعَها لَكانَت بِدعةً، لَكِن مِن نِعمةِ الله أنْ شَرعَ هذه النَّوافِلَ حَتَّى تُكمِلَ نَقصَ الفَرائِضِ، والنَّوافِلُ أنواعٌ مُتَعَدِّدةٌ وأجناسٌ؛ مِنها الرَّواتِبُ التَّابعةُ لِلمَفرُوضاتِ، وهي اثنَتا عَشَرة رَكعةً؛ أربَعٌ قَبلَ الظُّهرِ يُسلِّمُ بينَ كُلِّ رَكعَتينِ، ورَكعَتانِ بَعدَها، ورَكعَتانِ بَعدَ المَغرِب، ورَكعَتانِ بَعدَ العِشاءِ، ورَكعَتانِ قَبلَ صَلاةِ الفَجْرِ، مَن صَلاهنَّ في كُلِّ يَومٍ وليلةٍ بنى اللهُ لَه بيتًا في الجَنةِ، كَما في حَديثِ أمِّ حَبيبةَ رَضِيَ اللهُ عَنها)>

    منقول

    بريمة
                  

03-08-2025, 06:34 AM

Biraima M Adam
<aBiraima M Adam
تاريخ التسجيل: 07-05-2005
مجموع المشاركات: 32957

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رمضانيات: نفحات في القرآن .. وسوره وآياته. (Re: Biraima M Adam)

    أماكن الإتكاءة والدعة والراحة في الجنة:
    بالطبع أصحاب الجنة يتزاورون .. ويحتاجون لأماكن للراحة والسيستا ... فيها أشكال وأنواع من الفرش والمتاع والعريكات المخملية ..

    الآيات:

    هُمْ وَأَزْوَاجُهُمْ فِي ظِلَالٍ عَلَى الْأَرَائِكِ مُتَّكِئُونَ ﴿٥٦ يس﴾
    أُولَـٰئِكَ لَهُمْ جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهِمُ الْأَنْهَارُ يُحَلَّوْنَ فِيهَا مِنْ أَسَاوِرَ مِن ذَهَبٍ وَيَلْبَسُونَ ثِيَابًا خُضْرًا مِّن سُندُسٍ وَإِسْتَبْرَقٍ مُّتَّكِئِينَ فِيهَا عَلَى الْأَرَائِكِ ۚ نِعْمَ الثَّوَابُ وَحَسُنَتْ مُرْتَفَقًا ﴿٣١ الكهف﴾
    مُتَّكِئِينَ فِيهَا يَدْعُونَ فِيهَا بِفَاكِهَةٍ كَثِيرَةٍ وَشَرَابٍ ﴿٥١ ص﴾
    مُتَّكِئِينَ عَلَىٰ سُرُرٍ مَّصْفُوفَةٍ ۖ وَزَوَّجْنَاهُم بِحُورٍ عِينٍ ﴿٢٠ الطور﴾
    مُتَّكِئِينَ عَلَىٰ فُرُشٍ بَطَائِنُهَا مِنْ إِسْتَبْرَقٍ ۚ وَجَنَى الْجَنَّتَيْنِ دَانٍ ﴿٥٤ الرحمن﴾
    مُتَّكِئِينَ عَلَىٰ رَفْرَفٍ خُضْرٍ وَعَبْقَرِيٍّ حِسَانٍ ﴿٧٦ الرحمن﴾
    مُّتَّكِئِينَ عَلَيْهَا مُتَقَابِلِينَ ﴿١٦ الواقعة﴾
    مُّتَّكِئِينَ فِيهَا عَلَى الْأَرَائِكِ ۖ لَا يَرَوْنَ فِيهَا شَمْسًا وَلَا زَمْهَرِيرًا ﴿١٣ الانسان﴾

    بريمة
                  

03-08-2025, 06:43 AM

Biraima M Adam
<aBiraima M Adam
تاريخ التسجيل: 07-05-2005
مجموع المشاركات: 32957

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رمضانيات: نفحات في القرآن .. وسوره وآياته. (Re: Biraima M Adam)

    أماكن النوم: الأسرة في الجنة

    كل ما تتخيل أو لا تتخيل من الأسرة والفرشات .. والسجاد والموكيت ..

    وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِم مِّنْ غِلٍّ إِخْوَانًا عَلَىٰ سُرُرٍ مُّتَقَابِلِينَ ﴿٤٧ الحجر﴾
    عَلَىٰ سُرُرٍ مُّتَقَابِلِينَ ﴿٤٤ الصافات﴾
    مُتَّكِئِينَ عَلَىٰ سُرُرٍ مَّصْفُوفَةٍ ۖ وَزَوَّجْنَاهُم بِحُورٍ عِينٍ ﴿٢٠ الطور﴾
    عَلَىٰ سُرُرٍ مَّوْضُونَةٍ ﴿١٥ الواقعة﴾
    فِيهَا سُرُرٌ مَّرْفُوعَةٌ﴿١٣ الغاشية﴾
    وَلِبُيُوتِهِمْ أَبْوَابًا وَسُرُرًا عَلَيْهَا يَتَّكِئُونَ ﴿٣٤ الزخرف﴾.

    بريمة
                  

03-08-2025, 07:07 AM

Biraima M Adam
<aBiraima M Adam
تاريخ التسجيل: 07-05-2005
مجموع المشاركات: 32957

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رمضانيات: نفحات في القرآن .. وسوره وآياته. (Re: Biraima M Adam)

    الحور العين في الجنة

    طبعاً، حينما تذكر الحور العين، تذهب العقول إلي الأمثلة في الدنيا: الشقاروات، الجنس الآري، الهنديات، المقدونيات، البرازيليات وغيرهن من حسناوات، لكن في الجنة ما ليس بعين رأت ولا أذن سمعت، هناك الحور العين!

    صفات الحور العين في القرآن الكريم
    من صفات الحور العين في القرآن الكريم نذكر:
    الحور العين، والحوراء هي التي في عينها كحل وملاحة، وبهاء وجمال، أما العين فمعناها ذوات الأعين الواسعة الضخمة، قال تعالى: (وَحُورٌ عِينٌ).

    أمثال اللؤلؤ المكنون، ومعنى هذه الصفة أن الحور العين كاملات الأوصاف والجمال، فلونهن غاية في الصفاء والبهاء، قد سترن عن الريح والشمس والأعين، لا يجد المرء في النظر إليهن إلا كل ما يسر الخاطر، ويروق الناظر، قال تعالى: (كَأَمْثَالِ اللُّؤْلُؤِ الْمَكْنُونِ).

    أمثال الياقوت والمرجان، ونقل الطبري في تفسيره عن ابن زيد قوله في معنى هذه الصفة أن الحور العين كالياقوت في صفائهن، وكالمرجان في بياضهن، قال تعالى: (كَأَنَّهُنَّ الْيَاقُوتُ وَالْمَرْجَانُ).

    عرب أتراب؛ ومعنى عرباً أي متحببات إلى أزواجهن كما نقل سعيد بن جبير عن ابن عباس، وقيل اللاتي عشقن أزواجهن، وعشقنهم أزواجهم، ومعنى أتراباً أي على سن واحدة ثلاث وثلاثين سنة كما نقل الضحاك عن ابن عباس، وقال السدي في معنى أتراباً أي لا يوجد بينهم تباغض أو تحاسد كما كانوا من قبل ضرائر متعاديات، بل هنّ في أخلاقهن متواخيات، قال تعالى: (إِنَّا أَنْشَأْنَاهُنَّ إِنْشَاءً*فَجَعَلْنَاهُنَّ أَبْكَارًا*عُرُبًا أَتْرَابًا).

    خيرات حسان، ومعنى هذه الصفة كما قال ابن القيم أنّهن حسان الوجوه، خيرات الأخلاق، قد جمعن المحاسن ظاهراً وباطناً، قال تعالى: (فِيهِنَّ خَيْرَاتٌ حِسَانٌ).

    أزواج مطهرة، أي قد طهرن من كل أذى يكون في نساء الدنيا من حيض وبول، كما طهرت نفوسهن باطناً من الغيرة وأذى الأزواج، قال تعالى: (وَلَهُمْ فِيهَا أَزْوَاجٌ مُطَهَّرَةٌ وَهُمْ فِيهَا خَالِدُونَ).

    قاصرات الطرف، مقصورات في الخيام، ومعنى قاصرات الطرف أي أنّهن قصر طرفهن على أزواجهن، فلا يتجاوز طرفها إلى غيره من محبتها له، ورضا به، ومقصورات في الخيام، أي لا يخرجن من منازلهن، ولا يتبرجن أو يبتذلن لغير أزواجهن، قال تعالى: (فِيهِنَّ قَاصِرَاتُ الطَّرْفِ)،[٩] وفي الآية الأخرى: (حُورٌ مَقْصُورَاتٌ فِي الْخِيَامِ).

    صفات الحور العين في السنة النبويّة
    من صفات الحور العين في السنة نذكر:

    طيب الرائحة، ففي الحديث قوله عليه الصلاة والسلام في وصف الحور العين: (لو اطلعت امرأة من نساء أهل الجنة إلى الأرض لملأت ما بينهما ريحاً، ولأضاءت ما بينهما، ولنصيفها على رأسها خير من الدنيا وما فيها).

    رقة أجسادهن وصفائها، وفي الحديث: (ولِكُلِّ واحدٍ منهم زوجتانِ، يُرَى مُخُّ سوقِها مِنْ وراءِ اللَّحْمِ مِنَ الْحُسْنِ).

    منقول

    بريمة
                  

03-08-2025, 10:43 AM

عزالدين عباس الفحل
<aعزالدين عباس الفحل
تاريخ التسجيل: 09-26-2009
مجموع المشاركات: 9236

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رمضانيات: نفحات في القرآن .. وسوره وآياته. (Re: Biraima M Adam)



    أعظم نعمه للأمة سيدنا محمد
    عليه افضل الصلاة والتسليم
    القرآن الكريم
    الهدوء و الراحة النفسية
    وجلاء الهموم والغموم بالقرآن الكريم
    جعلنا الله من أهل القرآن الكريم
    وخاصته. ،،،،








    عزالدين عباس الفحل
    ابوظبي

                  

03-08-2025, 11:59 AM

Biraima M Adam
<aBiraima M Adam
تاريخ التسجيل: 07-05-2005
مجموع المشاركات: 32957

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رمضانيات: نفحات في القرآن .. وسوره وآياته. (Re: عزالدين عباس الفحل)

    حباب ول ابا الفحل

    هنا مزيداً من أوصاف الجنة للشيخ محمد الشنقيطي



    بريمة
                  

03-08-2025, 01:17 PM

Biraima M Adam
<aBiraima M Adam
تاريخ التسجيل: 07-05-2005
مجموع المشاركات: 32957

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رمضانيات: نفحات في القرآن .. وسوره وآياته. (Re: Biraima M Adam)

    دَرَجاتُ الجَنَّةِ

    الجَناتُ مُتَفاضِلةٌ فيما بينَها
    قال اللهُ تعالى: وَمَنْ يَأْتِهِ مُؤْمِنًا قَدْ عَمِلَ الصَّالِحَاتِ فَأُوْلَئِكَ لَهُمُ الدَّرَجَاتُ الْعُلَى [طه: 75] .

    قال ابنُ جَريرٍ: (فأُولَئِكَ لَهُمُ الدَّرَجَاتُ الْعُلَى يَقُولُ: فأُولِئِكَ الَّذينَ لَهم دَرَجاتُ الجَنَّةِ العُلى) .
    وقال السَّمعاني: (قَولُه: فأُولَئِكَ لَهُمُ الدَّرَجَاتُ الْعُلَى جَمْعُ العُليا، والعُليا تَأنيثُ الأعلى) .
    وقال السَّعْديُّ: (فَأُولَئِكَ لَهُمُ الدَّرَجَاتُ الْعُلَى أي: المَنازِلُ العالياتُ، وفي الغُرَفِ المُزَخْرَفاتِ، واللَّذَّاتِ المُتَواصِلاتِ، والأنهارِ السَّارِحاتِ، والخُلُودِ الدَّائِمِ، والسُّرُورِ العَظيمِ، فيما لا عينٌ رَأت، ولا أُذُنٌ سَمِعَتْ، ولا خَطرَ على قَلبِ بَشَرٍ) . وفيها دَرَجاتٌ دُونَ الَّتي فوقَها كَما قال اللهُ سُبحانَه: وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ إلى أن قال: وَمِنْ دُونِهِمَا جَنَّتَانِ [الرحمن: 46- 62].
    وقال ابنُ كَثيرٍ: (هاتانِ الجِنَّتانِ دُونَ اللَّتينِ قَبلَهما في المَرتَبةِ والفَضيلةِ والمَنزِلةِ بنَصِّ القُرآنِ، قال اللهُ تعالى: وَمِنْ دُونِهِمَا جِنَّتَانِ.
    وقَد تقَدَّم في الحَديثِ: ((جَنَّتانِ مِن ذَهَبٍ آنيتُهما وما فيهما، وجَنَّتانِ مِن فِضَّةٍ آنيتُهما وما فيهما )) ؛ فالأُوليَانِ لِلمُقَرَّبينَ، والأُخريانِ لِأصحاب اليَمينِ) .

    وقال اللهُ عَزَّ وجَلَّ: وَفَضَّلَ اللَّهُ الْمُجَاهِدِينَ عَلَى الْقَاعِدِينَ أَجْرًا عَظِيمًا * دَرَجَاتٍ مِنْهُ وَمَغْفِرَةً وَرَحْمَةً وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا [النساء: 95-96] .

    قال ابنُ كَثيرٍ: (أخبَر تعالى بما فضَّلَهم به مِنَ الدَّرَجاتِ، في غُرَفِ الجِنانِ العالياتِ، ومَغفِرةِ الذُّنُوبِ والزَّلَّاتِ، وحُلُولِ الرَّحمةِ والبَرَكاتِ، إحسانًا مِنه وتَكريمًا؛ ولِهذا قال تعالى: دَرَجَاتٍ مِنْهُ وَمَغْفِرَةً وَرَحْمَةً وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا. وقَد ثَبَتَ في الصَّحيحينِ عَن أبي سَعيدٍ الخُدريِّ أنَّ رَسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال: ((إنَّ في الجَنَّةِ مِائةَ دَرَجةٍ، أعَدَّها اللهُ لِلمُجاهِدينَ في سَبيلِه، ما بينَ كُلِّ دَرَجَتينِ كَما بينَ السَّماءِ والأرضِ)).

    وعَن أبي سَعيدٍ الخُدريِّ رَضيَ اللهُ عَنه أنَّ رَسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال: ((إنَّ أهلَ الجَنَّةِ ليَتَراءَونَ أهلَ الغُرَفِ مِن فوقِهم كَما تَتَراءَونَ الكَوكَبَ الدُّرِّيَّ الغابرَ مِنَ الأفُقِ مِنَ المَشرِقِ أوِ المَغرِبِ لِتَفاضُلِ ما بينَهم، قالُوا: يا رَسولَ اللهِ، تِلكَ مَنازِلُ الأنبياءِ لا يَبلُغُها غيرُهم؟ قال: بلى والَّذي نَفسي بيَدِه رَجالٌ آمَنُوا باللهِ وصَدَّقوا المُرْسَلينَ )) .

    قال ابن القَيِّمِ: (ولفظُ البُخاريِّ ((في الأُفُقِ)) وهو أبيَنُ، والغابرُ هو: الذَّاهبُ الماضي الَّذي قَد تَدَلَّى لِلغُرُوبِ. وفي التَّمثيلِ به دُونَ الكَوكَبِ المُسامِتِ لِلرَّأسِ وهو أعلى فائِدَتانِ:
    أحَدُهما: بُعدُه عَنِ العُيُونِ. والثَّانيةُ: أنَّ الجَنَّةَ دَرَجاتٌ بَعضُها أعلى مِن بَعضٍ وإن لَم تُسامِتِ العُليا السُّفلى، كالبَساتينِ المُمتَدَّةِ مِن رَأسِ الجَبَلِ إلى ذيلِه. واللهُ أعلَمُ) .
    وعَن سَهلِ بنِ سَعدٍ رَضيَ اللهُ عَنهما أنَّ رَسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال: ((إنَّ أهلَ الجَنَّةِ ليَتَراءَونَ الغُرفةَ في الجَنَّةِ كَما تَراءَونَ الكَوكَبَ في السَّماءِ)) .

    وعَن أبي هُرَيرةَ رَضيَ اللهُ عَنه أنَّ رَسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال: ((إنَّ أهلَ الجَنَّةِ ليَتَراءَونَ في الجَنَّةِ كَما تَراءَونَ أو تَرَونَ الكَوكَبَ الدُّرِّيَّ الغارِبَ في الأفُقِ الطَّالِعَ، في تَفاضُلِ الدَّرَجاتِ)). قالُوا: يا رَسولَ اللهِ، أُولَئِكَ النَّبيُّونَ؟ قال: ((بلى، والَّذي نَفسي بيدِه وأقوامٌ آمَنُوا باللهِ وصَدَّقُوا المُرْسَلينَ )) .
    قال ابنُ القيِّمِ: (في هذا الحَديثِ: ((الغارِب)) وفي حَديثِ أبي سَعيدٍ: ((الغابر)) ، وقَولُه: ((الطَّالِع)) صِفةٌ لِلكَوكَب وصفَه بكَونِه غارِبًا وبكَونِه طالِعًا) .
    وقال عياضٌ: (قَولُه: ((كَما تَراءَونَ الكَوكَبَ الدُّرِّيَّ)): دراريُّ النُّجُومِ: عِظامُها، سُمِّيَتِ الكَواكِبُ دَراريَّ لِبياضِها. وقيلَ: بإضاءَتِها. وقيلَ: لِتشبهها بالدُّرَرِ؛ لِأنَّها أرفَعُ الكَواكِب ِكالدُّرِّ في الجَواهرِ. وقَولُه في الرِّوايةِ الأُخرى: ((الكَوكَب الدُّرِّي الغابر مِنَ الأفُقِ)): كَذا في أكثَرِ نُسخِ مُسلِمٍ «مِنَ الأفُقِ». و«مِن» لِابتِداءِ الغايةِ. قال بَعضُهم: والأشبَهُ هنا ما ذَكرَه البُخاري «في الأفُقِ»... ومَعناه: الذي تَدَلَّى لِلغُرُوب وبَعُدَ عَنِ العينِ. وقَد رُويَ في غيرِ مُسلِمٍ: الغارِب، بتَقديمِ الرَّاءِ، بمَعنى ما ذَكَرناه، ورُوي أيضًا: «العازِب» بالعينِ المُهمَلةِ والزَّايِ، ومَعناه: البَعيدُ في الأفُقِ، وكُلُّها راجِعةٌ إلى مَعنًى واحد) .
    عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((يقال لصاحب القرآن اقرأ وارتق ورتل كما كنت ترتل في الدنيا فإن منزلك عند آخر آية تقرؤها )) .

    قال ابنُ القيِّمِ: (هذا صَريحٌ في أنَّ دَرَجَ الجَنةِ تَزيدُ على مِائةٍ، وأمَّا حَديثُ أبي هريرةَ الَّذي أخرجه البُخاريُّ في صَحيحِه عَنِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال: ((إنَّ في الجَنَّةِ مِائةَ دَرَجةٍ أعَدَّها اللهُ لِلمُجاهِدينَ في سَبيلِه بينَ كُلِّ دَرَجَتينِ كَما بينَ السَّماءِ والأرضِ، فإذا سَألتُمُ اللهَ فاسألُوه الفِردَوسَ؛ فإنَّه وسَطُ الجَنَّةِ وأعلى الجَنَّةِ، وفَوقَه عَرْشُ الرَّحمَنِ، ومِنه تُفجَّرُ أنهارُ الجَنَّةِ )) ، فإمَّا أن تَكُونَ هذه المِائةُ مِن جُملةِ الدَّرَجِ، وإمَّا أن تَكُونَ نِهايَتُها هذه المِائةَ، وفي ضِمنِ كُلِّ دَرَجةٍ دَرَجٌ دُونَها) .
    قال السَّفارينيُّ مُعَلِّقًا: (قُلتُ: والثَّاني أوجَهٌ؛ لِأنَّ لَفظَ حَديثِ البُخاريِّ مَعرِفةُ الطَّرَفينِ، فيُفيدُ الحَصرَ على رَأيِ البيانيِّينَ، وإنِ استَوجَهَ المُحَقِّقُ يَعني ابنَ القيِّمِ الأوَّلَ) .
    وقال الصَّنعانيُّ: ( ((الجَنَّةُ مِائةُ دَرَجةٍ)) يُحتَمَلُ أن يُرادَ بها الرُّتبةُ، كَما يُقالُ: لِفُلانٍ دَرَجةٌ عِندَ المَلكِ: أي رُتبةٌ، ويُحتَمَلُ أن يُرادَ بها المَصاعِدُ) .

    قال ابنُ تيميَّةَ: (الجَنَّةُ دَرَجاتٌ مُتَفاضِلةٌ تَفاضُلًا عَظيمًا، وأولياءُ اللهِ المُؤمِنونَ المُتَّقونَ في تِلكَ الدَّرَجاتِ بحَسَب إيمانِهم وتَقواهم.

    قال تباركَ وتعالى: مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْعَاجِلَةَ عَجَّلْنَا لَهُ فِيهَا مَا نَشَاءُ لِمَنْ نُرِيدُ ثُمَّ جَعَلْنَا لَهُ جَهَنَّمَ يَصْلَاهَا مَذْمُومًا مَدْحُورًا * وَمَنْ أَرَادَ الْآَخِرَةَ وَسَعَى لَهَا سَعْيَهَا وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَئِكَ كَانَ سَعْيُهُمْ مَشْكُورًا * كُلًّا نُمِدُّ هَؤُلَاءِ وَهَؤُلَاءِ مِنْ عَطَاءِ رَبِّكَ وَمَا كَانَ عَطَاءُ رَبِّكَ مَحْظُورًا * انْظُرْ كَيْفَ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَلَلْآَخِرَةُ أَكْبَرُ دَرَجَاتٍ وَأَكْبَرُ تَفْضِيلًا. فبيَّنَ اللهُ سُبحانَه وتعالى أنَّه يُمِدُّ مَن يُريدُ الدُّنيا ومَن يُريدُ الآخِرةَ مِن عَطائِه، وأنَّ عَطاءَه ما كانَ مَحظُورًا مِن بَرٍّ ولا فاجِرٍ،
    ثُمَّ قال تعالى: انْظُرْ كَيْفَ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَلَلْآَخِرَةُ أَكْبَرُ دَرَجَاتٍ وَأَكْبَرُ تَفْضِيلًا. فبينَ اللهُ سُبحانَه أنَّ أهلَ الآخِرةِ يَتَفاضَلونَ فيها أكثَرَ مِمَّا يَتَفاضَلُ النَّاسُ في الدُّنيا، وأنَّ دَرَجاتِها أكبَرُ مِن دَرَجاتِ الدُّنيا...
    وقَد قال اللهُ تعالى: لَا يَسْتَوِي مِنْكُمْ مَنْ أَنْفَقَ مِنْ قَبْلِ الْفَتْحِ وَقَاتَلَ أُولَئِكَ أَعْظَمُ دَرَجَةً مِنَ الَّذِينَ أَنْفَقُوا مِنْ بَعْدُ وَقَاتَلُوا وَكُلًّا وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنَى،
    وقال تعالى: لَا يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ غَيْرُ أُولِي الضَّرَرِ وَالْمُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فَضَّلَ اللَّهُ الْمُجَاهِدِينَ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ عَلَى الْقَاعِدِينَ دَرَجَةً وَكُلًّا وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنَى وَفَضَّلَ اللَّهُ الْمُجَاهِدِينَ عَلَى الْقَاعِدِينَ أَجْرًا عَظِيمًا * دَرَجَاتٍ مِنْهُ وَمَغْفِرَةً وَرَحْمَةً وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا
    وقال تعالى: أَجَعَلْتُمْ سِقَايَةَ الْحَاجِّ وَعِمَارَةَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ كَمَنْ آَمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ وَجَاهَدَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ لَا يَسْتَوُونَ عِنْدَ اللَّهِ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ * الَّذِينَ آَمَنُوا وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ أَعْظَمُ دَرَجَةً عِنْدَ اللَّهِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْفَائِزُونَ * يُبَشِّرُهُمْ رَبُّهُمْ بِرَحْمَةٍ مِنْهُ وَرِضْوَانٍ وَجَنَّاتٍ لَهُمْ فِيهَا نَعِيمٌ مُقِيمٌ * خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ،
    وقال تعالى: أَمْ مَنْ هُوَ قَانِتٌ آَنَاءَ اللَّيْلِ سَاجِدًا وَقَائِمًا يَحْذَرُ الْآَخِرَةَ وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ
    وقال تعالى: يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ) .

    وأفضَلُ الأنبياءِ دَرَجةً مُحَمَّدٌ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم

    عَن عَبدِ اللهِ بنِ عَمرٍو رَضيَ اللهُ عَنهما أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال: ((إذا سَمِعتُمُ المُؤَذِّنَ فقُولُوا مِثلَ ما يَقُولُ، ثُمَّ صَلُّوا عَلَيَّ؛ فإنَّه مَن صَلَّى عليَّ صَلاةً صَلَّى اللهُ عليه بها عَشرًا، ثُمَّ سَلُوا اللهَ لي الوسيلةَ؛ فإنَّها مَنزِلةٌ في الجَنَّةِ لا تَنبَغي إلَّا لِعَبدٍ مِن عِبادِ اللهِ، وأرجُو أن أكُونَ أنا هو )) .
    قال ابنُ القيِّمِ: (سُمِّيَت دَرَجةُ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم الوسيلةَ؛ لِأنَّها أقرَبُ الدَّرَجاتِ إلى عَرْشِ الرَّحمَنِ، وهي أقرَبُ الدَّرَجاتِ إلى اللهِ، وأصلُ اشتِقاقِ لَفظِ الوسيلةِ مِنَ القُربِ، وهي فَعِيلةٌ مِن وَسَلَ إليه: إذا تَقَرَّبَ إليه...

    ومَعنى الوسيلةِ مِنَ الوصلةِ؛ ولِهذا كانَت أفضَلَ الجَنَّةِ وأشرَفُها وأعظَمُها نُورًا... وإن كانَ في الوسيلةِ مَعنى التَّقَرُّب إليه بأنواعِ الوسائِلِ... وقَد كَشَفَ سُبحانَه عَن هذا المَعنى كُلَّ الكَشفِ بقَولِه: أُولَئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَى رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ فقَولُه: أيُّهم أقرَبُ، هو تَفسيرٌ لِلوسيلةِ الَّتي يَبتَغيها هَؤُلاءِ الَّذينَ يَدعُوهمُ المُشرِكونَ مِن دُونِ الله، فيَتَنافَسونَ في القُرب مِنه، ولَمَّا كانَ رَسُولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أعظَمَ الخَلقِ عَبُوديَّةً لِرَبِّه وأعلَمَهم به وأشدَّهمُ لَه خَشيةً وأعظَمَهم لَه مَحَبَّةً، كانَت مَنزِلَتُه أقرَبَ المَنازِلِ إلى اللهِ، وهي أعلى دَرَجةٍ في الجَنَّةِ، وأمرَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أمَّتَه أن يَسألُوها لَه؛ لينالُوا بهذا الدُّعاءِ زُلْفى مِنَ اللهِ وزيادةَ الإيمانِ. وأيضًا فإنَّ اللهَ سُبحانَه قَدَّرَها لَه بأسبابٍ مِنها دُعاءُ أمَّتِه لَه بها بما نالُوه على يَدِه مِنَ الإيمانِ والهُدى صَلَواتُ اللهِ وسَلامُه عليه) .

    وقال ابنُ عُثيمين: (إنَّه عليه الصَّلاةُ والسَّلام أعلى الخَلقِ مَنزِلةً في الجَنَّةِ، كَما قال النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: ((اسألُوا اللهَ لي الوسيلةَ؛ فإنَّها مَنزِلةٌ في الجَنَّةِ لا تَنبَغي إلَّا لِعَبدٍ مِن عِبادِ اللهِ، وأرجُو أن أكُونَ أنا هو )). ولا شَكَّ أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم مَأواه جَنَّةُ الفِردَوسِ، وجَنَّةُ الفِردَوسِ هي أعلى دَرَجاتِ الجَنةِ، وسَقْفُها الَّذي فوقَها عَرشُ الرَّبِّ جَلَّ جَلالُه، والنَّبيُّ عليه الصَّلاةُ والسَّلامُ في أعلى الدَّرَجاتِ مِنها) .

    منقول ..

    بريمة
                  

03-15-2025, 02:43 AM

Biraima M Adam
<aBiraima M Adam
تاريخ التسجيل: 07-05-2005
مجموع المشاركات: 32957

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رمضانيات: نفحات في القرآن .. وسوره وآياته. (Re: Biraima M Adam)

    رحم الله أمام الحرم الشريف، الشيخ علي جابر .. صوته الهادي يشعرك بالطمأنيه والهدوء.




    بريمة

    (عدل بواسطة Biraima M Adam on 03-18-2025, 03:59 AM)

                  

03-15-2025, 04:57 AM

منتصر عبد الباسط
<aمنتصر عبد الباسط
تاريخ التسجيل: 06-24-2011
مجموع المشاركات: 5171

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رمضانيات: نفحات في القرآن .. وسوره وآياته. (Re: Biraima M Adam)

    أنا لي فترة من البورد بريمة عمل شنو عشان تشفع له
    وتعيده للإسلام !!!!!!
    شايف كم نفر
    دخل وتفاعل معه باعتباره مسلم !!!!!
    سبحان الله
    قال صلى الله عليه وسلم :
    المسلم في سعة من أمره ما لم يصب دما
    حراما
    رواه الشيخان
    وقال صلى الله عليه وسلم:
    لا تعودوا بعدي كفارا يضرب بعضكم رقاب بعض
    رواه الشيخان البخاري ومسلم
    الناس دي تشوهت صورتهم للمسلم
    واصبح الإجرام مهما انحطت درجته
    يعتبره صاحبه من المسلمين !!!/
    كأن الاسلام سلة زبالة
    نعوذ بالله من احتقار بعض مدعي الإسلام
    للإسلام وأهله
    البراءة من البغاة أصل من أصول الدين
    بل ووجوب قتلهم
    والزمي أولى من الباغي المدعي للإسلام
    في المودة
    بل قيل بالاستعانة بالزمي في قتال البغاة
                  

03-15-2025, 05:00 AM

منتصر عبد الباسط
<aمنتصر عبد الباسط
تاريخ التسجيل: 06-24-2011
مجموع المشاركات: 5171

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رمضانيات: نفحات في القرآن .. وسوره وآياته. (Re: منتصر عبد الباسط)

    والمحرض والمروج للإجرام أشد وأعظم شرا من المجرم المنفذ
                  

03-15-2025, 09:13 AM

Biraima M Adam
<aBiraima M Adam
تاريخ التسجيل: 07-05-2005
مجموع المشاركات: 32957

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رمضانيات: نفحات في القرآن .. وسوره وآياته. (Re: منتصر عبد الباسط)

    صفات أهل الجنة:
    سأل سائل هذا السؤال في صفحة "الأسلام سؤال وجواب" الألكترونية
    كنت أحاول إيجاد بعض الأدلة على الآتي من صفات أهل الجنة : سيكون طول المؤمن مثل طول سيدنا آدم عليه السلام : " ستون ذراعا "، " تسعون قدما " الجمال : سيكون مثل جمال سيدنا يوسف عليه السلام. والسن مثل سن سيدنا عيسى عليه السلام " بين الثلاثين والثلاثة والثلاثين ". عذوبة الصوت مثل عذوبة صوت سيدنا داود عليه السلام . والعفو والتسامح مثل عفو سيدنا يعقوب عليه السلام . والصبر مثل صبر سيدنا أيوب عليه السلام . والأخلاق والعادات مثل أخلاق وعادات سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم . هل يمكن من فضلكم إلقاء الضوء على صحة هذه الصفات ؟
    الجواب:
    الحمد لله.
    ورد في صفات أهل الجنة الخَلْقية مجموعةٌ من الأحاديث ، نقف من خلالها على بعض تفاصيل عالم الغيب الذي نرجو أن يكرمنا الله عز وجل بمشاهدته والتنعم به .

    أولا : طولهم ستون ذراعا في السماء .
    دليله حديث أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ :
    ( خَلَقَ اللَّهُ آدَمَ عَلَى صُورَتِهِ ، طُولُهُ سِتُّونَ ذِرَاعًا ، فَلَمَّا خَلَقَهُ قَالَ : اذْهَبْ فَسَلِّمْ عَلَى أُولَئِكَ النَّفَرِ مِنْ الْمَلَائِكَةِ جُلُوسٌ فَاسْتَمِعْ مَا يُحَيُّونَكَ ، فَإِنَّهَا تَحِيَّتُكَ وَتَحِيَّةُ ذُرِّيَّتِكَ . فَقَالَ : السَّلَامُ عَلَيْكُمْ . فَقَالُوا : السَّلَامُ عَلَيْكَ وَرَحْمَةُ اللَّهِ . فَزَادُوهُ وَرَحْمَةُ اللَّهِ ، فَكُلُّ مَنْ يَدْخُلُ الْجَنَّةَ عَلَى صُورَةِ آدَمَ ، فَلَمْ يَزَلْ الْخَلْقُ يَنْقُصُ بَعْدُ حَتَّى الْآنَ )
    رواه البخاري (رقم/6227)، ومسلم (رقم/2834)، والذراع مقياس تقديره بالمقاييس المعاصرة (64 سم) كما جاء في " المعجم الوسيط " (1/311)
    ثانيا : أجسامهم جرداء من الشعر .
    ثالثا : أعمارهم ما بين الثلاثين والثلاث وثلاثين سنة .
    دليله حديث مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ رضي الله عنه أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ :
    ( يَدْخُلُ أَهْلُ الجَنَّةِ الجَنَّةَ جُرْدًا ، مُرْدًا ، مُكَحَّلِينَ ، أَبْنَاءَ ثَلاَثِينَ أَوْ ثَلاَثٍ وَثَلاَثِينَ سَنَةً )
    رواه الترمذي (حديث رقم/2545) وقال حسن غريب . ورواه الإمام أحمد في " المسند " (13/315) من حديث أبي هريرة وصحابة آخرين .
    والحديث صححه أبو حاتم في "العلل" (3/272)، والألباني في "السلسلة الصحيحة" (6/1224)، وحسنه محققو المسند طبعة مؤسسة الرسالة ، والهيثمي في "مجمع الزوائد" (10/402).
    وقوله عليه الصلاة والسلام : ( جُرْدا ) جمع أجرد ، وهو الذي خلا جسمه من الشعر . كما في "القاموس" (ص/347).
    وكذلك الأمرد هو الشاب الذي طر شاربه ـ أي: نبت ـ ولم تنبت لحيته . " القاموس " (ص/407)
    يقول المباركفوري رحمه الله :
    " ( أو ) للشك من الراوي ، وقد وقع في حديث أبي هريرة عند أحمد وابن أبي الدنيا والطبراني والبيهقي : ( أبناء ثلاث وثلاثين ) بالجزم ، وكذا في حديث المقدام عند البيهقي بإسناد حسن على ما في الترغيب " انتهى.
    " تحفة الأحوذي " (7/254)
    رابعا : جمالهم كجمال يوسف عليه السلام .
    خامسا : قلوبهم كقلب أيوب عليه السلام .
    ورد في هاتين الصفتين حديثان اثنان :

    الحديث الأول : يرويه ابن أبي الدنيا في "صفة الجنة" (رقم/210) فيقول :
    حدثنا القاسم بن هاشم ، ثنا صفوان بن صالح ، قال : حدثني رواد بن الجراح العسقلاني ، ثنا الأوزاعي ، عن هارون بن رئاب ، عن أنس بن مالك ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
    ( يدخل أهل الجنةِ الجنةَ على طول آدم عليه السلام ، ستون ذراعا بذراع الملك ، على حسن يوسف ، على ميلاد عيسى ثلاث وثلاثون سنة ، وعلى لسان محمد صلى الله عليه وسلم ، جرد مرد مكحلون )
    وهذا إسناد ضعيف ، فقد اختلف في سماع هارون بن رئاب - الثقة العابد - من أنس بن مالك رضي الله عنه . "جامع التحصيل" (ص/292)

    ورواد بن الجراح الشامي : ضعفه كثير من أهل العلم ، وأخذوا عليه وجود المناكير والتفردات والمخالفات في حديثه ، قال البخاري : كان قد اختلط ، لا يكاد يقوم حديثه ، ليس له كبير حديث قائم . وقال أبو حاتم : تغير حفظه في آخر عمره ، وكان محله الصدق . وقال النسائي : ليس بالقوي ، روى غير حديث منكر ، وكان قد اختلط . وقال أبو أحمد ابن عدى : عامة ما يرويه لا يتابعه الناس عليه ، وكان شيخا صالحا ، وفى حديث الصالحين بعض النكرة ، إلا أنه يكتب حديثه . وذكره ابن حبان في كتاب " الثقات " وقال : يخطىء ويخالف . وقال الدارقطني : متروك . انظر: "تهذيب التهذيب" (3/289)
    الحديث الثاني :
    عن المقدام بن معدي كرب رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
    ( يُحْشَرُ مَا بَيْنَ السِّقْطِ إِلَى الشَّيْخِ الْفَانِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِي خَلْقِ آدَمَ ، وَقَلْبِ أَيُّوبَ ، وَحُسْنِ يُوسُفَ مُرْدًا مُكَحَّلِينَ .
    قُلْنَا : يَا نَبِيَّ اللَّهِ ! فَكَيْفَ بِالْكَافِرِ ؟
    قَالَ : يُعَظَّمُ لِلنَّارِ حَتَّى يَصِيرَ غِلَظُ جِلْدِهِ أَرْبَعِينَ ذِرَاعًا ، وَقَرِيضَةُ النابِ مِنْ أَسْنَانِهِ مِثْلُ أُحُدٍ )

    ورد هذا الحديث من طرق ثلاثة :
    1- من طريق يزيد بن سنان أبي فروة الرهاوي ، قال حدثني أبو يحيى الكلاعي ، عن المقدام به .
    رواه الفسوي في " المعرفة والتاريخ " (2/95)، وابن قانع في " معجم الصحابة " (3/106)، والطبراني في " المعجم الكبير " (20/280)، والبيهقي في " البعث والنشور " (رقم/410)، والديلمي في " مسند الفردوس " (8785)، وابن عساكر في " تاريخ دمشق " (60/184،193)، وعزاه ابن حجر في "المطالب العالية" (رقم/4750) لأبي يعلى الموصلي .
    وهذا إسناد ضعيف بسبب يزيد بن سنان ، قال أحمد وابن المديني والنسائي : ضعيف . وقال ابن معين : ليس حديثه بشيء . وقال ابن عدي : عامة أحاديثه غير محفوظة . وانظر: "تهذيب التهذيب" (11/336)

    قال الهيثمي في "مجمع الزوائد" (10/334) :
    " رواه الطبراني ، وفيه يزيد بن سنان أبو فروة الرهاوي ، وهو ضعيف ، وفيه توثيق لين " انتهى.
    2- الطريق الثاني عن إسحاق بن إبراهيم بن زبريق الحمصي ، ثنا عمرو بن الحارث ، عن عبد الله بن سالم ، عن محمد بن الوليد بن عامر الزبيدي ، ثنا سليم بن عامر ، أن المقدام بن معدي كرب : حدثهم أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال : ( ما من أحد يموت سقطا ولا هرما - وإنما الناس فيما بين ذلك - إلا بعث ابن ثلاثين سنة ، فمن كان من أهل الجنة كان على مسحة آدم ، وصورة يوسف ، وقلب أيوب ، ومن كان من أهل النار عظموا وفخموا كالجبال )
    رواه الطبراني في " المعجم الكبير " (20/280)، والبيهقي في " البعث والنشور " (رقم/411)

    قال الشيخ الألباني رحمه الله :
    " السند ليس بصحيح ، وذلك لأمرين :
    الأول : أن عمرو بن الحارث الحمصي لم تثبت عدالته . قال الذهبي : روى عن عبد الله بن سالم الأشعري فقط ، وله عنه نسخة ، تفرد بالرواية عنه إسحاق بن إبراهيم ، زبريق ، ومولاة له اسمها علوة ، فهو غير معروف العدالة ، وزبريق ضعيف . وقال الحافظ : مقبول . يعني عند المتابعة ، وقد توبع عليه كما يأتي .
    والآخر : أن إسحاق بن إبراهيم مختلف فيه ، وقد رأيت آنفا جزم الذهبي بأنه ضعيف ، ومثله قول الحافظ وفيه بيان السبب : صدوق يهم كثيرا ، وأطلق محمد بن عوف أنه يكذب " انتهى.
    "السلسلة الصحيحة" (6/47)
    وقال ابن كثير رحمه الله عن الطريق الأول والثاني :
    " فيهما ضعف " انتهى.
    "النهاية" (ص/273)

    3- الطريق الثالث رواه أبو نعيم في " صفة الجنة " (رقم/268) قال : حدثنا أبو محمد بن ماسي، ثنا أحمد بن أبي عوف ، ثنا عيسى بن مساور ، ثنا الوليد بن مسلم ، عن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر ، عن سليم بن عامر ، عن المقدام بن معدي كرب به .
    قال الشيخ الألباني رحمه الله :
    " الإسناد صحيح لولا عنعنة الوليد بن مسلم " انتهى.
    " السلسلة الصحيحة " (6/45)

    فالحاصل أن أفراد أسانيد هذا الحديث ضعيفة ، ولكن لعله أن يتقوى بمجموع طرقه ، ولذلك حسن المنذري الحديث في " الترغيب والترهيب " (4/274)، وصححه الشيخ الألباني في " السلسلة الصحيحة " (رقم/2512).
    وبهذا يتبين صدق ما ورد في السؤال من صفات أهل الجنة عدا ثلاث صفات :
    عذوبة الصوت مثل عذوبة صوت سيدنا داود عليه السلام .
    العفو والتسامح مثل عفو سيدنا يعقوب عليه السلام .
    الأخلاق والعادات مثل أخلاق وعادات سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم .
    فهذه الصفات لم نقف على أدلة لها .

    والله أعلم .

    منقول .. صفحة الأسلام سؤال وجواب.

    بريمة
                  

03-15-2025, 09:55 AM

Biraima M Adam
<aBiraima M Adam
تاريخ التسجيل: 07-05-2005
مجموع المشاركات: 32957

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رمضانيات: نفحات في القرآن .. وسوره وآياته. (Re: Biraima M Adam)

    صفات أهل الجنة في القرآن:
    سورة الأنسان الأيات من 4 -21

    Quote: بسم الله الرحمن الرحيم

    هَلۡ أَتَىٰ عَلَى ٱلۡإِنسَٰنِ حِينٞ مِّنَ ٱلدَّهۡرِ لَمۡ يَكُن شَيۡـٔٗا مَّذۡكُورًا (1) إِنَّا خَلَقۡنَا ٱلۡإِنسَٰنَ مِن نُّطۡفَةٍ أَمۡشَاجٖ نَّبۡتَلِيهِ فَجَعَلۡنَٰهُ سَمِيعَۢا بَصِيرًا (2) إِنَّا هَدَيۡنَٰهُ ٱلسَّبِيلَ إِمَّا شَاكِرٗا وَإِمَّا كَفُورًا (3) إِنَّآ أَعۡتَدۡنَا لِلۡكَٰفِرِينَ سَلَٰسِلَاْ وَأَغۡلَٰلٗا وَسَعِيرًا (4) إِنَّ ٱلۡأَبۡرَارَ يَشۡرَبُونَ مِن كَأۡسٖ كَانَ مِزَاجُهَا كَافُورًا (5) عَيۡنٗا يَشۡرَبُ بِهَا عِبَادُ ٱللَّهِ يُفَجِّرُونَهَا تَفۡجِيرٗا (6) يُوفُونَ بِٱلنَّذۡرِ وَيَخَافُونَ يَوۡمٗا كَانَ شَرُّهُۥ مُسۡتَطِيرٗا (7) وَيُطۡعِمُونَ ٱلطَّعَامَ عَلَىٰ حُبِّهِۦ مِسۡكِينٗا وَيَتِيمٗا وَأَسِيرًا (8) إِنَّمَا نُطۡعِمُكُمۡ لِوَجۡهِ ٱللَّهِ لَا نُرِيدُ مِنكُمۡ جَزَآءٗ وَلَا شُكُورًا (9) إِنَّا نَخَافُ مِن رَّبِّنَا يَوۡمًا عَبُوسٗا قَمۡطَرِيرٗا (10) فَوَقَىٰهُمُ ٱللَّهُ شَرَّ ذَٰلِكَ ٱلۡيَوۡمِ وَلَقَّىٰهُمۡ نَضۡرَةٗ وَسُرُورٗا (11) وَجَزَىٰهُم بِمَا صَبَرُواْ جَنَّةٗ وَحَرِيرٗا (12) مُّتَّكِـِٔينَ فِيهَا عَلَى ٱلۡأَرَآئِكِۖ لَا يَرَوۡنَ فِيهَا شَمۡسٗا وَلَا زَمۡهَرِيرٗا (13) وَدَانِيَةً عَلَيۡهِمۡ ظِلَٰلُهَا وَذُلِّلَتۡ قُطُوفُهَا تَذۡلِيلٗا (14) وَيُطَافُ عَلَيۡهِم بِـَٔانِيَةٖ مِّن فِضَّةٖ وَأَكۡوَابٖ كَانَتۡ قَوَارِيرَا۠ (15) قَوَارِيرَاْ مِن فِضَّةٖ قَدَّرُوهَا تَقۡدِيرٗا (16) وَيُسۡقَوۡنَ فِيهَا كَأۡسٗا كَانَ مِزَاجُهَا زَنجَبِيلًا (17) عَيۡنٗا فِيهَا تُسَمَّىٰ سَلۡسَبِيلٗا (18) ۞وَيَطُوفُ عَلَيۡهِمۡ وِلۡدَٰنٞ مُّخَلَّدُونَ إِذَا رَأَيۡتَهُمۡ حَسِبۡتَهُمۡ لُؤۡلُؤٗا مَّنثُورٗا (19) وَإِذَا رَأَيۡتَ ثَمَّ رَأَيۡتَ نَعِيمٗا وَمُلۡكٗا كَبِيرًا (20) عَٰلِيَهُمۡ ثِيَابُ سُندُسٍ خُضۡرٞ وَإِسۡتَبۡرَقٞۖ وَحُلُّوٓاْ أَسَاوِرَ مِن فِضَّةٖ وَسَقَىٰهُمۡ رَبُّهُمۡ شَرَابٗا طَهُورًا (21) إِنَّ هَٰذَا كَانَ لَكُمۡ جَزَآءٗ وَكَانَ سَعۡيُكُم مَّشۡكُورًا (22) إِنَّا نَحۡنُ نَزَّلۡنَا عَلَيۡكَ ٱلۡقُرۡءَانَ تَنزِيلٗا (23) فَٱصۡبِرۡ لِحُكۡمِ رَبِّكَ وَلَا تُطِعۡ مِنۡهُمۡ ءَاثِمًا أَوۡ كَفُورٗا (24) وَٱذۡكُرِ ٱسۡمَ رَبِّكَ بُكۡرَةٗ وَأَصِيلٗا (25) وَمِنَ ٱلَّيۡلِ فَٱسۡجُدۡ لَهُۥ وَسَبِّحۡهُ لَيۡلٗا طَوِيلًا (26) إِنَّ هَٰٓؤُلَآءِ يُحِبُّونَ ٱلۡعَاجِلَةَ وَيَذَرُونَ وَرَآءَهُمۡ يَوۡمٗا ثَقِيلٗا (27) نَّحۡنُ خَلَقۡنَٰهُمۡ وَشَدَدۡنَآ أَسۡرَهُمۡۖ وَإِذَا شِئۡنَا بَدَّلۡنَآ أَمۡثَٰلَهُمۡ تَبۡدِيلًا (28) إِنَّ هَٰذِهِۦ تَذۡكِرَةٞۖ فَمَن شَآءَ ٱتَّخَذَ إِلَىٰ رَبِّهِۦ سَبِيلٗا (29) وَمَا تَشَآءُونَ إِلَّآ أَن يَشَآءَ ٱللَّهُۚ إِنَّ ٱللَّهَ كَانَ عَلِيمًا حَكِيمٗا (30) يُدۡخِلُ مَن يَشَآءُ فِي رَحۡمَتِهِۦۚ وَٱلظَّٰلِمِينَ أَعَدَّ لَهُمۡ عَذَابًا أَلِيمَۢا (31)


    وسورة فاطر، الأيات من 33 - 35
    Quote: بسم الله الرحمن الرحيم

    جَنَّٰتُ عَدۡنٖ يَدۡخُلُونَهَا يُحَلَّوۡنَ فِيهَا مِنۡ أَسَاوِرَ مِن ذَهَبٖ وَلُؤۡلُؤٗاۖ وَلِبَاسُهُمۡ فِيهَا حَرِيرٞ (33) وَقَالُواْ ٱلۡحَمۡدُ لِلَّهِ ٱلَّذِيٓ أَذۡهَبَ عَنَّا ٱلۡحَزَنَۖ إِنَّ رَبَّنَا لَغَفُورٞ شَكُورٌ (34) ٱلَّذِيٓ أَحَلَّنَا دَارَ ٱلۡمُقَامَةِ مِن فَضۡلِهِۦ لَا يَمَسُّنَا فِيهَا نَصَبٞ وَلَا يَمَسُّنَا فِيهَا لُغُوبٞ (35)


    والآيات 15-37 من سورة الواقعة
    Quote: بسم الله الرحمن الرحيم

    عَلَىٰ سُرُرٖ مَّوۡضُونَةٖ (15) مُّتَّكِـِٔينَ عَلَيۡهَا مُتَقَٰبِلِينَ (16) يَطُوفُ عَلَيۡهِمۡ وِلۡدَٰنٞ مُّخَلَّدُونَ (17) بِأَكۡوَابٖ وَأَبَارِيقَ وَكَأۡسٖ مِّن مَّعِينٖ (18) لَّا يُصَدَّعُونَ عَنۡهَا وَلَا يُنزِفُونَ (19) وَفَٰكِهَةٖ مِّمَّا يَتَخَيَّرُونَ (20) وَلَحۡمِ طَيۡرٖ مِّمَّا يَشۡتَهُونَ (21) وَحُورٌ عِينٞ (22) كَأَمۡثَٰلِ ٱللُّؤۡلُوِٕ ٱلۡمَكۡنُونِ (23) جَزَآءَۢ بِمَا كَانُواْ يَعۡمَلُونَ (24) لَا يَسۡمَعُونَ فِيهَا لَغۡوٗا وَلَا تَأۡثِيمًا (25) إِلَّا قِيلٗا سَلَٰمٗا سَلَٰمٗا (26) وَأَصۡحَٰبُ ٱلۡيَمِينِ مَآ أَصۡحَٰبُ ٱلۡيَمِينِ (27) فِي سِدۡرٖ مَّخۡضُودٖ (28) وَطَلۡحٖ مَّنضُودٖ (29) وَظِلّٖ مَّمۡدُودٖ (30) وَمَآءٖ مَّسۡكُوبٖ (31) وَفَٰكِهَةٖ كَثِيرَةٖ (32) لَّا مَقۡطُوعَةٖ وَلَا مَمۡنُوعَةٖ (33) وَفُرُشٖ مَّرۡفُوعَةٍ (34) إِنَّآ أَنشَأۡنَٰهُنَّ إِنشَآءٗ (35) فَجَعَلۡنَٰهُنَّ أَبۡكَارًا (36) عُرُبًا أَتۡرَابٗا (37) لِّأَصۡحَٰبِ ٱلۡيَمِينِ (38)



    بريمة
                  

03-15-2025, 10:34 AM

Biraima M Adam
<aBiraima M Adam
تاريخ التسجيل: 07-05-2005
مجموع المشاركات: 32957

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رمضانيات: نفحات في القرآن .. وسوره وآياته. (Re: Biraima M Adam)

    الفردوس الأعلي ومن هم رثته
    الفردوس من أسماء الجنة
    من أسماء الجنة "الفردوس" قال تعالى : أُولَئِكَ هُمُ الْوَارِثُونَ الَّذِينَ يَرِثُونَ الْفِرْدَوْسَ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ ، وقال تعالى : إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ كَانَتْ لَهُمْ جَنَّاتُ الْفِرْدَوْسِ نُزُلاً ،

    "والفردوس اسم يقال على جميع الجنة ، ويقال على أفضلها وأعلاها ؛ كأنه أحق بهذا الاسم من غيره من الجنات " انتهى من "حادي الأرواح" (99).

    الفردوس هو أعلى درجات الجنة
    روى الترمذي (2450) وحسنه عن أبي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قال : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : مَنْ خَافَ أَدْلَجَ وَمَنْ أَدْلَجَ بَلَغَ الْمَنْزِلَ ، أَلَا إِنَّ سِلْعَةَ اللَّهِ غَالِيَةٌ ، أَلَا إِنَّ سِلْعَةَ اللَّهِ الْجَنَّةُ صححه الألباني في "صحيح الترمذي" وغيره .

    فالجنة سلعة غالية ، والفردوس الأعلى أعلى الجنان وأفضلها ، ولا يصل إليها إلا من اختصهم الله بمزيد فضله .

    وروى الترمذي (3174) وصححه عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال : َالْفِرْدَوْسُ رَبْوَةُ الْجَنَّةِ وَأَوْسَطُهَا وَأَفْضَلُهَا وصححه الألباني .

    وعن أبي هريرة رضي الله عنه قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : حُفَّتْ الْجَنَّةُ بِالْمَكَارِهِ وَحُفَّتْ النَّارُ بِالشَّهَوَاتِ متفق عليه .

    فإذا كانت الجنة محفوفة بالمكاره وأنواع المشاق ، فكيف بأعلى درجاتها وأسمى منازلها ؟

    هذا يدل على أن بلوغه ليس بالأمر الهين .

    قال ابن القيم :

    " أنزه الموجودات وأطهرها، وأنورها وأشرفها وأعلاها ذاتا وقدرا وأوسعها : عرش الرحمن جل جلاله ، ولذلك صلح لاستوائه عليه ، وكل ما كان أقرب إلى العرش، كان أنور وأنزه وأشرف مما بعد عنه ؛ ولهذا كانت جنة الفردوس أعلى الجنان وأشرفها وأنورها وأجلها ، لقربها من العرش ، إذ هو سقفها .

    وكل ما بعد عنه كان أظلم وأضيق ، ولهذا كان أسفل سافلين شر الأمكنة وأضيقها وأبعدها من كل خير " انتهى من"الفوائد" (ص 27).

    وأهل الفردوس الأعلى هم السابقون المبادرون إلى فعل الخيرات كما أمروا ، قال الله تعالى : وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ * أُولَئِكَ الْمُقَرَّبُونَ * فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ الواقعة/10 – 12.

    قال السعدي :" والمقربون هم خواص الخلق " انتهى من"تفسير السعدي" (ص 833).

    وقال ابن كثير :

    " من سابق في هذه الدنيا وسبق إلى الخير ، كان في الآخرة من السابقين إلى الكرامة ، فإن الجزاء من جنس العمل ، وكما تدين تدان " انتهى من"تفسير ابن كثير" (7 / 517).

    فالفردوس أعلى درجات الجنة ، نسأل الله العظيم من فضله.

    الفرق بين الفردوس ومنزلة الفردوس الأعلى
    تجدر الإشارة أنّ من أسماء الجنّة التي ذكرها الله -عزّ وجلّ- اسم الفردوس، كما جاء في قوله عزّ وجلّ: (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ كَانَتْ لَهُمْ جَنَّاتُ الْفِرْدَوْسِ نُزُلًا)،[٥] والفردوس في اللغة هو البستان الذي يجمع كلّ شيءٍ، والمراد بذلك الجنّة التي أعدها الله -عزّ وجلّ- باختلاف درجاتهم وحالهم، أمّا الفردوس الأعلى فهي أعلى منزلة في الجنّة، ومن صفاتها أنّها في وسط الجنّة، أسفل عرش الرحمن، وتنفجر منها ينابيع الجنة، وهذه منزلةٌ خاصَّةٌ تحتاج إلى العمل والالتزام بالطاعات والتقرب إلى الله -عزّ وجلّ- كما ذكر الله تعالى من صفاتهم في سورة المؤمنون، وقد حثّ النبيّ -صلى الله عليه وسلم- أن نسأل الله -عزّ وجلّ- في الدعاء منزلة الفردوس الأعلى من الجنّة؛ لمكانتها العالية وتميّزها عن باقي الدرجات؛ ولأنّ العمل وحده لا يكفي لدخول الجنّة دون رحمة الله تعالى.[٦]

    صفات ورثة الفردوس
    يقول الله -عزّ وجلّ- في كتابه الكريم في مطلع سورة المؤمنون: (قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ* الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ* وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ* وَالَّذِينَ هُمْ لِلزَّكَاةِ فَاعِلُونَ* وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ* إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ* فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاءَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ* وَالَّذِينَ هُمْ لِأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ* وَالَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَوَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ* أُولَئِكَ هُمُ الْوَارِثُونَ* الَّذِينَ يَرِثُونَ الْفِرْدَوْسَ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ)؛[٢] فقد خصّص الله -عزّ وجلّ- منزلة الفردوس في الجنّة لمن حافظ على هذه الصفات والتزم بها، وحثّ على العمل بها لنيل هذه المرتبة العظيمة، وآتيًا شرح هذه الصفات وبيانها.[٣]

    الخشوع في الصلاة
    وهو حضور القلب مع الجسد أثناء أداء الصلاة والخشوع فيها، واستشعار عظمة الله -عزّ وجلّ- والقرب منه، فكما قال علي بن أبي طالبٍ رضي الله عنه: إنّ الخشوع هو خشوع القلب لا الجسد؛ فإنّ حضور القلب في الصلاة،مدعاةٌ لخشوع الجوارح؛ فلا يشغل الإنسان أي شاغلٍ في صلاته، ويحافظ على الصلة الوثيقة بينه وبين الله -عزّ وجلّ- في أثنائها.[٣]
    الإعراض عن اللغو
    وهو عدم الخوض في الكلام الباطل، والتنزه عن المشاركة فيه؛ كما قال عزّ وجلّ: (وَإِذَا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِرَامًا).[٤]
    أداء الزكاة
    ومن أوجه ذلك أداء حقّ الزكاة الذي يترتب على المسلم في ماله، وزكاة النفس وتطهيرها من الشرك.[٣]
    حفظ الفرج
    أي حفظ النفس من الانزلاق إلى الفواحش والمحرمات، وصونها وعفتها عمّا حرّمه الله تعالى؛ فيتجنب مقدمات الحرام مثل النظر واللمس، ويحرص على طهارة نفسه وعفّتها.[٣]
    حفظ الأمانة
    وهو رعاية الأمانة حقّ الرعاية، والحرص عليها والوفاء بها، وخير مثالٍ على ذلك النبيّ -صلى الله عليه وسلم- الذي لقّبه قومه قبل بعثته بالصادق الأمين.[٣]
    المحافظة على الصلاة
    الصلاة هي صلة العبد بربه، وأقرب ما يكون العبد من ربه في السجود، أي في صلاته بين يدي الله عزّ وجلّ، فمن حرص على صلته بالله -عزّ وجلّ- في وقت الصلاة، وأدائها بأركانها وشروطها بإتقانٍ، كان ذلك سببًا من أسباب نيله درجة الفردوس في الجنّة.[٣]


    منقول ..

    بريخت
                  

03-15-2025, 11:06 AM

Biraima M Adam
<aBiraima M Adam
تاريخ التسجيل: 07-05-2005
مجموع المشاركات: 32957

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رمضانيات: نفحات في القرآن .. وسوره وآياته. (Re: Biraima M Adam)

    صفات أهل الجنة في الدنيا

    يتّصف أهل الجنة بعددٍ من الصفات والخصائص في حياتهم الدنيا التي تميّزهم عن غيرهم من العباد، وفيما يأتي تفصيل البعض منها:

    الإيمان بالله: يتّصف أهل الجنة بإيمانهم وتصديقهم ويقينهم بالله سبحانه، إضافةً إلى الإيمان بالملائكة، والكتب، والرسل عليهم الصلاة والسلام، واليوم الآخر، والقدر بما يتضمّنه من الخير والشر، ولا بدّ أن يكون الإيمان بالخضوع والاستسلام التام لله، والانقياد له، بجميع الأقوال والأعمال.
    الصلاة: قال الله -سبحانه- في محكم كتابه: (قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ* الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ)،[٦] فأهل الجنة يؤدّون الصلاة في حياتهم الدنيا بخشوعٍ وحضورٍ للقلب والجوارح، مع استشعارهم بأنهم واقفون بين يدي الله سبحانه، يخاطبونه ويتحدثون إليه، ويتقرّبون إليه بالدعاء والذكر، أي أن الخشوع في الصلاة لا بد أن يكون بخشوع الظاهر والباطن على حد سواء، إضافة إلى أنهم يؤدّونها في أوقاتها المحدّدة لها دون تضييعٍ لها أو تفريطٍ بها، مع الحرص على الإتيان بشروطها وأركانها وواجباتها.
    الإعراض عن اللغو: ويقصد باللغو الكلام الذي لا فائدة تتحقّق منه، إضافةً إلى أن اللغو يشمل الأفعال التي لا تشمل الخير والفائدة، قال تعالى في وصف أهل الجنة: (وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ)،[٧] فالطامعون في نيل الجنة يستغلّون أوقاتهم فيما يحقّق لهم الفائدة، ويعرضون عن كل أمرٍ لا ينالهم به بر وخير.
    أداء الزكاة: ويقصد بالزكاة أحد أمرين؛ فإما أن تكون الزكاة المتعلقة بالأموال بأداء ما يجب فيها حقّاً لله سبحانه، وإما أن المقصود زكاة النفس بالأقوال والأفعال الصائبة.
    حفظ الفروج: فأهل الجنة يحفظون فروجهم عن الوقوع في المحرّمات من الزنا واللواط وغير ذلك من الفواحش، طاعةً وامتثالاً لأوامر الله سبحانه، إضافةً إلى حفظ ما يؤدّي إلى المحرّمات من النظر واللمس، ويستثنى من ذلك ما أحلّه الله.
    أداء الأمانة: فالطامعون في الجنة حافظون للأمانات من الأقوال والأفعال والأعين، إضافةً إلى حفظ العهود المتعلّقة بالغير؛ كالنذر لله، والعهود بين الناس، أي أن حفظ الأمانات وأدائها يتعلّق فيما بين العبد وغيره من الناس، وفيما بين العبد وربه.
    التقوى: ويقصد بها مراقبة الله -سبحانه- في السر والعلن، وتجنّب الأمور القبيحة السيئة خشيةً منه ومن عذابه، قال تعالى: (إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ)
    الصدق: قال تعالى: (قَالَ اللَّـهُ هَـذَا يَوْمُ يَنفَعُ الصَّادِقِينَ صِدْقُهُمْ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا)،[١٠] وقال الرازي شارحاً الآية السابقة: "اعلَم أنه تعالى لَمَّا أخبر أن صدق الصادقين في الدنيا ينفعُهم في القيامة، شرح كيفية ذلك النفع، وهو الثواب، وحقيقة الثواب أنها منفعةٌ خالصةٌ دائمةٌ مقرونةٌ بالتعظيم".
    التوبة: إذ وعد الله -سبحانه- التائبين بالجنة، إكراماً منه وتفضّلاً، فالتوبة ماحيةٌ وجابّةٌ لما قبلها من الذنوب والمعاصي، وترك الواجبات والفرائض.

    --------------------------
    سوف نأتي بمزيد من التفصيل في مسألة الإيمان بالله .. حول ماهى صفات المؤمنون.

    بريمة
                  

03-15-2025, 11:26 AM

Biraima M Adam
<aBiraima M Adam
تاريخ التسجيل: 07-05-2005
مجموع المشاركات: 32957

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رمضانيات: نفحات في القرآن .. وسوره وآياته. (Re: Biraima M Adam)

    صفات المؤمنين في القرآن

    ذكر الله -سُبحانه وتعالى- صفات المؤمنين في عدّة مواضع من القرآن الكريم، يُذكر منها

    الخشية من الله -عزّ وجلّ-، والامتثال لأوامره، واجتناب نواهيه، وطاعة رسوله -عليه الصلاة والسلام-، والتوكّل عليه -سُبحانه- في الأمور كلّها، والمُداومة على أداء الصلاة، والإنفاق في سبيله، قال -تعالى-: (وَأَطيعُوا اللَّـهَ وَرَسولَهُ إِن كُنتُم مُؤمِنينَ*إِنَّمَا المُؤمِنونَ الَّذينَ إِذا ذُكِرَ اللَّـهُ وَجِلَت قُلوبُهُم وَإِذا تُلِيَت عَلَيهِم آياتُهُ زادَتهُم إيمانًا وَعَلى رَبِّهِم يَتَوَكَّلونَ*الَّذينَ يُقيمونَ الصَّلاةَ وَمِمّا رَزَقناهُم يُنفِقونَ).

    الأمر بالمعروف، والنَّهي عن المُنكر، وإقامة الصلاة ظاهراً وباطناً، الفرض منها والنَّفْل، والحرص على أداء الزكاة لمُستحقّيها، قال -تعالى-: (وَالمُؤمِنونَ وَالمُؤمِناتُ بَعضُهُم أَولِياءُ بَعضٍ يَأمُرونَ بِالمَعروفِ وَيَنهَونَ عَنِ المُنكَرِ وَيُقيمونَ الصَّلاةَ وَيُؤتونَ الزَّكاةَ وَيُطيعونَ اللَّـهَ وَرَسولَهُ أُولـئِكَ سَيَرحَمُهُمُ اللَّـهُ إِنَّ اللَّـهَ عَزيزٌ حَكيمٌ).

    الاجتهاد في التوبة من الذَّنوب كلّها، والمُداومة عليها، والخضوع لأوامر الله ونواهيه، وحفظ حُدوده، والمُداومة على العبادات كلّها؛ الواجب منها والمستحبّ، قال -تعالى-: (التّائِبونَ العابِدونَ الحامِدونَ السّائِحونَ الرّاكِعونَ السّاجِدونَ الآمِرونَ بِالمَعروفِ وَالنّاهونَ عَنِ المُنكَرِ وَالحافِظونَ لِحُدودِ اللَّـهِ وَبَشِّرِ المُؤمِنينَ).

    اجتناب اللغو من الكلام، الذي لا فائدة منه، وعدم الخوض فيه، وحِفْظهم الفروج والأنفُس عن المُحرّمات، وعن الوسائل التي قد تكون سببً في الوقوع في المُحرّمات، وحفظ الأمانات، قال -تعالى-: (وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ*وَالَّذِينَ هُمْ لِلزَّكَاةِ فَاعِلُونَ*وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ*إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ*فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاءَ ذَلِكَ فَأُولَـئِكَ هُمُ الْعَادُونَ*وَالَّذِينَ هُمْ لِأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ).

    التصديق والإيمان بالأمور الغيبيّة، التي لا تُدركها الحواس، وأخبر بها الله ورسوله، قال -تعالى-: (الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ*وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنزِلَ مِن قَبْلِكَ وَبِالْآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ).

    التخلّق بما حثّت عليها نصوص القرآن والسنّة من الأخلاق الفاضلة الكريمة؛ منها: التواضع، واللين في الكلام، والحرص على التهجّد وقيام الليل، والاعتدال والتوسّط في الإنفاق؛ بعدم التبذير، أو الإمساك، والصَّدق، والتناصح.

    الحرص على ترك ملذّات الحياة الدُّنيا، وشهواتها، بل مُلازمة العبادة، والإكثار من الأعمال الصالحة، والاستعداد لشرف مُلاقاة الله -تعالى-، والفوز بالجنّة، قال -تعالى-: (رِجَالٌ لَّا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَن ذِكْرِ اللَّـهِ وَإِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْمًا تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصَارُ*لِيَجْزِيَهُمُ اللَّـهُ أَحْسَنَ مَا عَمِلُوا وَيَزِيدَهُم مِّن فَضْلِهِ وَاللَّـهُ يَرْزُقُ مَن يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ).

    المواظبة على التقرّب من الله -سُبحانه- بمختلف العبادات، والتواضع له، قال -تعالى-: (إِنَّمَا يُؤْمِنُ بِآيَاتِنَا الَّذِينَ إِذَا ذُكِّرُوا بِهَا خَرُّوا سُجَّدًا وَسَبَّحُوا بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ).

    الابتعاد والاحتراز من الوقوع في المعاصي والآثام؛ خَوْفاً من غضب الله -تعالى-، قال -عزّ وجلّ-: (وَالَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبَائِرَ الْإِثْمِ وَالْفَوَاحِشَ وَإِذَا مَا غَضِبُوا هُمْ يَغْفِرُونَ)،[١٣][١٤] وقد وصفهم الله بالرّحمة واللين بين بعضهم البعض، بقَوْله: (مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّـهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ).

    تجنّب الإعجاب والاغترار بالنَّفس، والإفراط في مَدْحها، بل الحرص على تطهيرها من الذُّنوب، وإصلاحها، قال -تعالى-: (الَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبَائِرَ الْإِثْمِ وَالْفَوَاحِشَ إِلَّا اللَّمَمَ إِنَّ رَبَّكَ وَاسِعُ الْمَغْفِرَةِ هُوَ أَعْلَمُ بِكُمْ إِذْ أَنشَأَكُم مِّنَ الْأَرْضِ وَإِذْ أَنتُمْ أَجِنَّةٌ فِي بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ فَلَا تُزَكُّوا أَنفُسَكُمْ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اتَّقَى).

    الحرص على أداء حقوق العباد، وقضاء حاجات الفقراء والمُستضعفين؛ طَمَعاً في نَيْل الأجر والثواب من الله -سُبحانه-، قال -تعالى-: (يوفُونَ بِالنَّذْرِ وَيَخَافُونَ يَوْمًا كَانَ شَرُّهُ مُسْتَطِيرًا*وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا*إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّـهِ لَا نُرِيدُ مِنكُمْ جَزَاءً وَلَا شُكُورًا*إِنَّا نَخَافُ مِن رَّبِّنَا يَوْمًا عَبُوسًا قَمْطَرِيرًا).

    الصَّبر والتحمّل في الدُّعوة، ومُخاطبة العباد بأسلوب الرَّحمة والتناصح، قال -تعالى-: (ثُمَّ كَانَ مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ وَتَوَاصَوْا بِالْمَرْحَمَةِ).[

    الإيمان والتصديق بالله، وملائكته، وكُتبه، ورُسله، واليوم الآخر، قال -تعالى-: (لَّيْسَ الْبِرَّ أَن تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَـٰكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّـهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ).

    فَضْل المؤمنين في القرآن:
    بيّن الله -تعالى- في كتابه العزيز ما يناله المؤمنين من الفضائل؛ إذ قال فيهم: (أُولَـئِكَ هُمُ الْوَارِثُونَ*الَّذِينَ يَرِثُونَ الْفِرْدَوْسَ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ)،[٢٥] فقد اختصّ الله -تعالى- عباده المؤمنين بالفوز بدخول جنّات النَّعيم، والخلود فيها، والاستمتاع في خيرها، وملذّاتها؛ جزاءً بِما عملوا في حياتهم الدُّنيا،[٢٦] وقد بشّرهم الله -تعالى- بأعلى مراتب الجنّة، كما ثبت في صحيح الإمام البخاريّ، عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أنّ النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- قال: (فإذا سَأَلْتُمُ اللَّهَ فَسَلُوهُ الفِرْدَوْسَ، فإنَّه أوْسَطُ الجَنَّةِ، وأَعْلَى الجَنَّةِ، وفَوْقَهُ عَرْشُ الرَّحْمَنِ، ومِنْهُ تَفَجَّرُ أنْهارُ الجَنَّةِ).

    وقال -تعالى- مُبشّراً عباده المؤمنين: (الَّذينَ آمَنوا وَكانوا يَتَّقونَ*لَهُمُ البُشرى فِي الحَياةِ الدُّنيا وَفِي الآخِرَةِ لا تَبديلَ لِكَلِماتِ اللَّـهِ ذلِكَ هُوَ الفَوزُ العَظيمُ)،[٢٩] كما وعدهم بالتمكين في الأرض، إذ قال: (وَعَدَ اللَّـهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُولَـئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ)،[٣٠] ووعدهم أيضاً بِمغفرة الذُّنوب بقَوْله: (إِنَّمَا تُنذِرُ مَنِ اتَّبَعَ الذِّكْرَ وَخَشِيَ الرَّحْمَـنَ بِالْغَيْبِ فَبَشِّرْهُ بِمَغْفِرَةٍ وَأَجْرٍ كَرِيمٍ).

    منقول

    بريمة
                  

03-15-2025, 01:02 PM

Hasheem Karouri
<aHasheem Karouri
تاريخ التسجيل: 12-20-2015
مجموع المشاركات: 5107

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رمضانيات: نفحات في القرآن .. وسوره وآياته. (Re: Biraima M Adam)

    ياود العزباء
    انت لست لك علاقة بالدين . فانت مجرم مثلك مثل جنجويدكم الذين استباحوا البلاد ، وعملوا في الناس قتلا وذبحا ، وسرقة واغتصابا ...
    وانت في منفاك البعيد ، تحرض فيهم ليلا نهارا ، علي المزيد من القتل وسفك الدماء . والان جاي تحدثنا عن الجنه والنار .

    انت تخدع نفسك ، فمصيرك سقر وجهنم مع البغاة والقتلة والمجرمين .....

    هون علي نفسك فانت لاتستطيع خداع احد . فالكل هنا يعلم انك من اسؤأ خلق الله ، وقلبك اسود ، وكذاب ومنافق .

    نوعك هذا لا مغفره ولا رحمه له ، ولو تعلقت باستار الكعبة ، واعتكفت باقي عمرك ، بالمسجد الحرام ، ،،،،



    تبا لك سافل حقير ،،،
                  

03-18-2025, 03:54 AM

Biraima M Adam
<aBiraima M Adam
تاريخ التسجيل: 07-05-2005
مجموع المشاركات: 32957

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رمضانيات: نفحات في القرآن .. وسوره وآياته. (Re: Hasheem Karouri)

    أهـــــــــــل الله وخاصــــــــــــــــته

    من هم أهل الله وخاصته؟
    جزاكم خير

    الإجابــة

    الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

    فإن أهل الله تعالى وخاصته هم أهل القرآن الكريم. فقد روى النسائي وابن ماجه وغيرهما من حديث أنس رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إن لله أهلين من الناس، قالوا: ومن هم يا رسول الله؟ قال: أهل القرآن هم أهل الله وخاصته. صححه الألباني.

    وفي مصنف ابن أبي شيبة أن النبي صلى الله عليه وسلم بعث عتاب بن أسيد إلى أهل مكة فقال: أتدري إلى أين بعثتك؟ بعثتك إلى أهل الله.

    وفي سنن البيهقي مرفوعا: إن عمار بيوت الله هم أهل الله عز وجل.

    وعلى ذلك، فأهل الله وخاصته هم أهل القرآن خاصة، وتطلق أهل الله على أهل مكة وعلى عمار بيوت الله تعالى، هذا عن جواب الشق الأول.

    وأما الشق الثاني، فنعتذر عن الإجابة عليه، لأنه من أسئلة المسابقات أو الألغاز، ونحن لا نجيب على هذا النوع من الأسئلة.

    والله أعلم.

    منقول ..

    بريمة
                  

03-18-2025, 04:14 AM

Biraima M Adam
<aBiraima M Adam
تاريخ التسجيل: 07-05-2005
مجموع المشاركات: 32957

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رمضانيات: نفحات في القرآن .. وسوره وآياته. (Re: Biraima M Adam)

    أهــل الله وخاصـــته

    إنَّ للَّهِ أَهْلينَ منَ النَّاسِ قالوا: يا رسولَ اللَّهِ ، من هُم ؟ قالَ: هم أَهْلُ القرآنِ ، أَهْلُ اللَّهِ وخاصَّتُهُ
    الراوي : أنس بن مالك | المحدث : الألباني | المصدر : صحيح ابن ماجه | الصفحة أو الرقم : 179 | خلاصة حكم المحدث : صحيح | التخريج : أخرجه ابن ماجة (215)، وأحمد (12292)، والنسائي في ((الكبرى)) (7977) واللفظ لهم.

    القُرآنُ الكريمُ هو حبْلُ اللهِ المَتينُ؛ مَن قَرأَه أو حَفِظَه، وعمِلَ بما فيها بِنِيَّةٍ صادقةٍ وقلْبٍ مُتيقِّنٍ، وجعَلَه إمامًا له؛ فإنَّ له جزاءً عظيمًا وخُصوصيةً عندَ اللهِ سُبحانَه وتعالى.

    وفي هذا الحديثِ يُخْبِرُ أنسُ بنُ مالكٍ رضِيَ اللهُ عنه، أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ قال: "إنَّ للهِ أَهْلِينِ مِن النَّاسِ"، أي: أهلًا مِن النَّاسِ هم أولياؤُه وأحبابُه؛ فـ"أهلين" هم الأهلُ، جُمِعَ بالواو والنون على غَيرِ قياسٍ، وجمعَه هنا إشارةً إلى كثرتِهم، فقال الصَّحابةُ رضِيَ اللهُ عنهم: "يا رسولَ اللهِ، مَن هم؟" فقال النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: "هم أهْلُ القُرآنِ"، أي: حَفَظَةُ القُرآنِ العامِلونَ به، الذين يتْلونَه آناءَ اللَّيلِ وأطرافَ النَّهارِ، وإنَّما يكونُ هذا في قارئِ القُرآنِ الَّذي انتفَى عنه جَورُ القلْبِ، وذهَبَتْ عنه جِنايةُ نفْسِه، وتطهَّرَ مِن الذُّنوبِ ظاهرًا وباطنًا، وتزيَّنَ بالطَّاعةِ؛ فلا يكفي مُجرَّدُ التِّلاوةِ؛؛ ليكونَ مِن أهْلِ القُرآنِ، حتَّى يعمَلَ بأحكامِه، ويقِفَ عندَ حُدودِه، ويتخلَّقَ بأخلاقِه، كما قال تعالى: {الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَتْلُونَهُ حَقَّ تِلَاوَتِهِ أُولَئِكَ يُؤْمِنُونَ بِهِ} [البقرة:121]، "أهْلُ اللهِ وخاصَّتُه"، أي: وهم أولياءُ اللهِ الَّذين اختَصَّهم بمحبَّتِه، والعنايةِ بهم؛ سُمُّوا بذلك تعظيمًا لهم، كما يُقال: بيتُ اللهِ، وذلك أنَّ اللهَ تعالى يخُصُّ بعضَ عِبادِه، فيُلْهِمُهم العمَلَ بأفضْلِ الأعمالِ، حتَّى يرفَعَ درجاتِهم فوقَ كثيرٍ مِن النَّاسِ؛ {يَخْتَصُّ بِرَحْمَتِهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ} [البقرة: 105].

    وفي الحديثِ: بيانُ فَضيلةِ حِفْظِ القُرآنِ، والقيامِ بما فيه مِن أحكامٍ وأوامِرَ ونَواهٍ.
    وفيه: ترغيبٌ كبيرٌ في أنْ يكونَ الإنسانُ مِن أهلِ القرآنِ، وفي هذا إشارةٌ إلى ذَمِّ مَن هجَرَ القُرآنَ ونَسِيَه؛ فهجرُ القُرآنِ عاقبتُه وخيمةٌ في الدنيا والآخِرةِ، وهجْرُه يَشملُ هجْرَ التلاوة والحفظِ، وهجْرَ التدبُّرِ والعَملِ، والتَّحكيمِ إليه، والاستِشفاءِ به.

    بريمة
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de