ظل التجمع الاتحادي، ومنذ إشعال الحركة الاسلامية عبر بيادقها في المؤسسات العسكرية والأمنية للحرب، متمسكاً بضرورة وقف الحرب بشكل فوري، و محاسبة مشعليها و مرتكبي جرائمها الوحشية، ورفض بشكل قاطع أي شرعية لسلطة الأمر الواقع، و ناقش بإسهاب في أروقته التنظيمية والسياسية قضية الشرعية، التي فقدتها البلاد منذ الانقلاب العسكري المشترك بين قيادة القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع، على سلطة الانتقال المدني الانتقالي في 25 اكتوبر 2021م.
لقد أكدنا وبشكل قاطع حدوث إنهيار دستوري و أخلاقي كامل عقب اندلاع الحرب الوحشية في 15 ابريل 2023م، ولا سبيل أمام شعبنا إلا تسريع العمل وبذل كل الجهود لإيقاف الحرب ومعالجة القضايا الإنسانية، والإستمرار بالعملية السياسية، وصولاً لترتيبات سياسية ودستورية تؤسس لشرعية جديدة تحافظ على وحدة السودان وسيادته، وتحول دون تمزيقه، وتعمل على تفعيل مبدأ المحاسبة وعدم الإفلات من العقاب.
إيماناً من التجمع الاتحادي بألا يدعم أي سلطة منزوعة الشرعية، قرر رفض أي سلطة تنشأ في أي موقع من البلاد، لأن الشعب وحده من يمنح الشرعية، وينزعها وفقاً للآليات الديمقراطية والانتقالية المعلومة.
يؤكد التجمع الاتحادي بأن سلطة الأمر الواقع في بورتسودان كرست جهدها للمضي في الخيار الحربي، دون الجدية في تحقيق السلام، وإجتهدت في مشروع تقسيمي خطير بقيامها بخطوات تهدد وحدة البلاد بتغيير العملة في مناطق سيطرتها، و إجراء امتحانات الشهادة السودانية في مناطق دون أخرى، و حجب إصدار الوثائق الثبوتية لكثير من ولايات السودان، غير أن مواجهة هذه الاجراءات التقسيمية المتطرفة، لا تواجه بتصعيد مماثل وتشكيل حكومة في مناطق الدعم السريع، بل بالمواجهة الشعبية السلمية التي أطاحت بأعظم الديكتاتوريات في السودان، ولا نزال نثق في قدرة الشعب على هزيمة مخططات التقسيم، والحفاظ على السودان واحداً موحداً .
يرى التجمع الاتحادي أن قرار بعض القوى السياسية بتشكيل حكومة جديدة سيعمق من حالة الانقسام السوداني، وتهدد وحدته وتزيد من تمزيق لحمته. ولذا فاننا سنعمل مع كافة القوى التي تواثقت على مواصلة السير في طريق استعادة مسار الانتقال الديمقراطي عبر الوسائل الجماهيرية والسياسية والدبلوماسية حتى نبلغ اهدافنا في وقف الحرب، واستعادة السلام، وبناء الدولة المدنية الديمقراطية الحديثة. وستظل ارادة الشعب السوداني الحرة هي طريقنا الذي لن نحيد عنه شبرا، حتى و إن عظُمت علينا الشدائد، وكبُر البلاء.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة