الرأي والرأي الآخر دا مبدأ ما بيتزعزع إلا عند الزول الضعيف فكرياً، البخاف يواجه الحقيقة، والما عندو ثقة في كلامو. لكن حكاية تقفل صفحة زول ولا تسكتو بالقوة، دا شغل ناس ما قادرة تواجه بالحجة، ناس قلوبا مرعوبة وأفكارا هشة. أنا شخصياً ضد عمسيب، وما شايفو زول عندو قيمة فكرية تُذكر، هو بالنسبة لي زول أشبه بالبيضة الفارغة، قشرة برا وبطن فاضي. لكن مهما كان، الرد عليهو ما بيكون بالحظر، الرد لازم يكون بالحجة والمنطق القوي البيدحض كلامو. المشكلة الكبيرة إنه الناس لسه بعيدة من أي فرصة حقيقية للوعي، غرقانين في عقلية الإقصاء بدل ما يفتحوا عقولهم للنقاش الجاد. النقاش بالحُجة والمنطق ما عندو علاقة بشخص المتحدث، إنما بيعتمد على قوة الكلام ذاتو. سواء كان عمسيب مدعوم ولا عندو أجندة، دا ما سبب كافي إنه يتواجه بالحظر بدل النقاش. بالعكس، لو كلامو ضعيف وما عندو سند منطقي، فالمفروض يتهد بالحُجة مش بالإقصاء. لأنو لما نمنعو من الكلام، بنكون عملياً بنديهو فرصة يدعي إنه مظلوم وإنه الناس خايفة منو. بخصوص حرية التعبير، فالدول البتحترم روح القانون ما بتسكت زول بس لأنو قال رأي مختلف، إلا لو كان كلامو خطاب كراهية أو تحريض صريح على العنف. لكن مبدأ إنك تسكت زول عشان رأيو ما عاجبك دا نفس عقلية الاستبداد العايزين نغيرها. الحاجة التانية، ثقافة التخوين والإقصاء دي ما حتخلي الناس واعية، بالعكس حتخلق بيئة بتسمّع الكلام من غير ما تفكر، وبتكرر نفس الأفكار من غير ما تختبرها. لو كان كلام عمسيب فارغ وما عندو وزن، فالرد المنطقي حيكون تفنيدو بالحُجة بدل اللجوء للحظر والمنع. بعدين الوعي الحقيقي ما في إنك تمنع زول يتكلم، الوعي في إنك تثبت إنو كلامو ما منطقي عشان الناس ذاتها تقتنع بالحقيقة. الأفكار العنصرية دي في مجتمعنا لازم تطلع للعلن، لأنو دفنها ما بيحل المشكلة، بالعكس بيخليها تتغلغل أكتر في النفوس بدون ما يتم تفكيكها. النوع دا من الكلام بيتقال تحت تحت، في الدوائر المغلقة، وبين ناس مقتنعين بيهو، ودا أخطر بكتير من إنو يتقال قدام الناس ويتم الرد عليهو بالحُجة والمنطق. عمسيب، رغم تفاهة طرحو، فتح باب للنقاش حول المسكوت عنه، والجرح العميق البيحاول البعض يتظاهر إنو ما موجود. المشكلة ما في إنو زول قال رأي عنصري أو متطرف، المشكلة الحقيقية إنو الأفكار دي أصلاً موجودة وبتتوارث في صمت. الحل ما في إننا نحاول نخنق النقاش ونحظر الزول القالو، الحل في إننا نواجهو، نفند كلامو، ونكشف هشاشتو قدام الجميع. أي فكرة باطلة لما تتناقش بوضوح، بتنفضح. لكن لما تُمنع، بتدي أصحابها إحساس إنهم على حق، وإنو في مؤامرة ضدهم، وبتخلي أفكارهم تنتشر وسط ناس عندهم نفس الميول بدون أي تحدي حقيقي. المواجهة هي العلاج، والمنع مجرد مسكن بيخلينا نتوهم إنو المشكلة اتحلت بينما هي بتتفاقم في الخفاء.
02-18-2025, 07:29 AM
حيدر حسن ميرغني حيدر حسن ميرغني
تاريخ التسجيل: 04-19-2005
مجموع المشاركات: 28857
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة